الجريمة الأمريكية ضد الديموقراطية

العراقيون كانوا ينتظرون انتصارات ديموقراطية مهمة أخرى على منظومة الفساد القانونية والحزبية التي زرع بذرتها الأمريكيون في العراق ، لكنهم تفاجأوا بأنانية وتخبط أمريكي سلبت روح المطاولة والمقاومة على الأرض وشغلتهم بمجريات الأحداث العسكرية والأمنية نتيجة الجريمة الأمريكية ضد قادة الحشد الشعبي العراقيين وضد ضيوف العراق من المستشارين العسكريين الإيرانيين .
ومن الملاحظ أن الولايات المتحدة الأمريكية بعد فشل خطة الانقلاب العسكري من يدها قبل يوم 1/10/2019 صارت تتخبط ، باحثة عن مشروع يعيد ليديها الدمويتين خيوط السياسة العراقية . فزجت بجماعات الجوكر التخريبية ، وادخلت مجاميع من الشباب المراهق الثائر ضد الفساد في هلوسات السياسة الدولية وصراع تصفية الحسابات بين الولايات المتحدة وإيران ، عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وتأثير الگروبات الافتراضية او الميدانية ، من خلال التفكير بالنيابة وإغلاق طرق المشاركة الفكرية عليهم عبر الاتهام المسبق لكل من يعارض رأي العملاء الأمريكيين بأنه ذيل لإيران وصناعة بروباغندا هائلة إعلاميا .
ورغم الدور المحوري لأمريكا في صناعة المنظومة السياسية العراقية بعد 2003م وانتشار الفساد فيها ، ورغم دورها كذلك في صناعة قواعد الإرهاب ، إلا أنها نجحت في توجيه الإتهام لإيران ، على الاقل في ذهنية الجيل الشاب قليل الخبرة والإطلاع ، لاسيما بعد انحسار عصر القراءة واتساع رقعة ثقافة القراءة المقطعية بالنيابة التي أوجدتها مواقع تواصل أمريكية .
وقد رهنت الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع حلفائها الثروة الوطنية العراقية من خلال جولات التراخيص والشركات المتعددة الجنسيات ودور الوكالات التجارية الخليجية . الا أن الشباب تنظر لإيران .
وأخيراً كانت الضربة الأخطر لجهود الشباب العراقي في مكافحة الفساد تتمثل في الجريمة الأمريكية ضد القادة في الحشد الشعبي العراقي ، التي أدخلت العراق في لهيب صراع خطير شغل العراقيين عن فكرة الإصلاح ولو آنيا .
فكان الأمريكان حلفاء الفساد في عهد صدام ، وصنّاع الفساد في عهد ما بعد صدام ، وحماة الفساد بعد انتفاضة تشرين الشعبية العراقية .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الموسوعة المعلوماتية عن مدينة الناصرية .. مهد الحضارة ومنطلق الابداع

عين سورون ( عين الرب )

تداخل العوالم .. بين الادلة و النظريات