المال الخليجي الأمريكي الناعم

اخبار قناة العربية السعودية كانت أول شيء بحثت عنه بعد محاصرة مقر السفارة الأمريكية في بغداد من قبل العراقيين احتجاجاً على المجزرة الوحشية التي ارتكبتها القوات الأمريكية دفاعاً عن داعش الإرهابية ، فوجدتها مثلما توقعت من تجريم للضحية وتعظيم لدور المجرم الأمريكي ، الحليف الاستراتيجي للقوى الدكتاتورية الملكية في الخليج والعالم العربي .
إن سياسة القوى الناعمة أخذت أهمية أكبر مما أعطي للقوى العسكرية ، لأنها قادرة على نخر الشعوب من الداخل وتهيئة الرأي العام للاستسلام التام للمشاريع الاستعمارية الاستغلالية ، دون جهد يبذله المستعمر الذي حمل عنواناً جديداً هو المستثمر ، بعد أن استثمر أمواله سابقاً في المنظومات العسكرية العربية وقبائل الصحراء وجاء بها إلى السلطة ، لتأتي به من خلال التعليم والإعلام والبرامج الحكومية إلى نفوس الأجيال الشابة ، الاي صار جزء كبير منها بين اليأس وانتظار دعم الأجنبي أو الانبهار به وبغض الوطن .
حين أشاهد برامج السوشيال ميديا وأجد يوتيوبر أردني مثل ( جو حطاب ) يتخطى الفكرة العامة لبرنامجه الخاص بالسفر والرحلات ليتحدث عن مسلمي ( الايغور ) في الصين وظلامتهم – وهي حقيقية رغم كل شيء – وتعرضهم لإبادة ثقافية ممنهجة من قبل الحكومة الصينية اتذكر لاشك اليوتيوبر العراقي الألماني ( أمير بروس ) الذي جعل الحلقة الوحيدة التي فقد فيها الانبهار وقيّم الطعام بأنه سيء قبل أن يتذوقه هي حلقة الجيش الصيني وطعامه ،في سلسلته لتحدي وجبات الجيوش العالمية . لأفهم من كل هذه البرامج الناعمة أن هناك قوى مالية منتجة تريد تشويه صورة القوى العظمى الصاعدة ( الصين ) في عقل الجيل المراهق المتابع لهذه البرامج ، لينتج جيل شاب ومن ثم ناضج يبغض الصين في أعماقه . في المقابل حين يغض يوتيوبر آخر مثل ( باسل الحاج ) النظر عن مذاق الطعام السيء في الدول الغربية او حليفتها في الشرق كاليابان حين يزورها ليتحدث عن النظام هناك نعلم أنه لا يريد تشويه صور تلك الدول فعلياً على مستوى الثقافة الناعمة .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الموسوعة المعلوماتية عن مدينة الناصرية .. مهد الحضارة ومنطلق الابداع

عين سورون ( عين الرب )

تداخل العوالم .. بين الادلة و النظريات