الموسوعة المعلوماتية عن مدينة الناصرية .. مهد الحضارة ومنطلق الابداع

الموسوعة المعلوماتية عن مدينة الناصرية .. مهد الحضارة ومنطلق الابداع

جمع واعداد

علي الابراهيمي

الناصرية مركز محافظة ذي قار
التي قال عن يومها مع الفرس رسول الرحمة محمد صلى الله عليه واله ما مضمونه :
( هذا اول يوم انتصف فيه العرب من العجم وبي نصروا )



التأريخ


مدينة الناصرية، من امهات المدن العراقية الضاربة جذورها في اعماق التاريخ. من هنا بدات الحضارة والعمارة وعمت في الأرض قاطبة. وهنا قامت حضارات (العُبيّد) ثم (اور) و(اريدو)و(لارسا) و(اوروك) والأخيرة يعتقد بأنها مصدر اسم "العراق" الذي اقتبس من منها. لقد تلاقحت في هذا الموضع ذرى العبقرية العراقية في (سومر واكد والكلدان)
نشأت أور قريبة من نهر الفرات و من خطوط المواصلات التي تجتاز صحراء كنعان . اذ كان نهر الفرات في الألف الثالثة قبل الميلاد يمر بجانب مدينة أور ، و هناك رقم طينية تتحدث عن ان اور كانت تستخدم القوارب لنقل البضائع شمالاً و جنوباً الى الخليج (البحر المر) و كانت اور احدى مراكز تجميع الحاصلات الزراعية و مصنوعات الفخار و المعادن كالنحاس و القصدير .كما أشارت بعض الرقم السومرية ان لأور ميناء تجري فيه السفن و القوارب متجهة الى البحر الاسفل و كان الفرات و دجلة يصبان منفصلين في الخليج . اما الان فتبعد أور غرباً عن الفرات زهاء (12كم) و تبعد عن مدينة الناصرية قرابة (15كم) مركز محافظة ذي قار المسماة بأسم أرض اور . حكم في هذه المدينة ثلاث سلالات ملكية عرفنا الشئ الكثير عن حياتهم بعد اكتشاف المقبرة الملكية في اور بكنوزها و ادواتها المنزلية و قيثاراتها و فنونها و أثاثها المأتمي و تماثيلها الصغيرة و اختام الملوك الاسطوانية . و عرفنا ان الملكة شبعاد shab-ad قد حكمت مملكة أور في حدود (2600ق.م.) و التي وجدت حليها و مجوهراتها في المقبرة الملكية الواسعة التي تعود معظمها الى هذه الفترة و التي احتوت على " حلى ذهبية لعلها الأقدم في بلاد الرافدين و مصاغات فضية و بعض الاحجار الكريمة مما يظهر ثروة أور بالإميليالى صناعة المجوهرات التي بدأت في هذه الفترة السحيقة من الزمن . ووصل
نفوذ حكم ملوكها الى مدينة كيش قرب باب ايلو (بابل). و برز من ملوكها الملك لوكال زاكيزي الذي حكم بلاد سومر بأكملها في الفترة (2400 – 2371 ق.م.) . أعقب ذلك سيطرة اقوام لعلهم الفراتيون العراقيون الذين سموا بالاكديين بقيادة سرجون الاكدي (2371 – 2316 ق.م.) الذي انطلق من عاصمته اكد او اكده في وسط العراق و استطاع ان يدحر الدويلات السومرية الواحدة تلو الآخرى حتى وصل مملكة اور فحاصرها فترة قصيرة حتى سقطت بيديه و بعد ان سيطر على بلاد ما بين النهرين زحف شمالاً و شرقاً حتى وصل البحر الاعلى (المتوسط) و سمى سرجون نفسه ملك سومر و أكد و ملك الجهات الاربع . ثم تلى فترة الاكديين غزو القبائل الكوتية للعراق الذي قدموا من خلف جبال زاكروس و احتلوا معظم شمال شرق العراق في الاعوام (2330 – 2120ق.م.) و جعلوا مدينة كاسور الاكدية التي تبعد (20كم) عن ارابخا (كركوك)، عاصمة لهم و سموها (نوزي او نوزو) و كانت نهاية الغزاة الكوتيين على يد الأمير السومري (اوتو – خيكال

مدينة النور


أور ur (مدينة النور و الحضارة من اقدم المدن في العراق القديم. كانت بلدة زراعية في عصر العبيد (4000ق.م.) قبل ان يستوطن فيها السومريون بين (3500- 1850ق.م.) . و تعني اور لدى السومريين مدينةالنور .



اولى التشريعات والانظمة البشرية


كان الملك الشهير اورنمو قد بسط سيطرته اخيراً في عهده و خصوصاً بعد ان أقام العدل و أصدر تشريعات قانونية لتأمين الاحوال الأقتصادية و الاجتماعية و بذلك تعد أول قوانين سنت في العراق القديم و ربما في العالم بأسره (2111 – 2094ق.م.) . و قد احتوت شريعة اورنمو على (31) مادة قانونية ، كما ضمت مقدمة هذه الشريعة بما يشبه اصول القوانين الحديثة التي تتحدث عن مبررات اصدار ذلك التشريع . و مما جاء فيها ما يتعلق بالتجارة البحرية نصها : " بأنها يجب ان تكون خاصة لمراقبي الملاحة " . و أشارت المادة السادسة مثلاً انه " اذا طلق الرجل زوجته الأصلية ، عليه ان يدفع لها ( مناً ) من الفضة " (4) . و هذه القوانين العراقية الأولى تسبق قوانين (لبت – عشتار) ملك أيسن بقرن من الزمن تقريباً كما تسبق قوانين اشنونا بقرن و نصف تقريباً و تسبق ايضاً حمورابي بثلاثة قرون تقريباً .



تطور سياسي

كان الملك اورنمو قد اتخذ لقباً سياسياً و هو ملك سومر و أكد إميليالى لقب الامبراطور العراقي الأول سرجون الأكدي ( ملك الجهات الأربع ) . و قد تميز عهده و عهد احفاده بأحياء الثقافة و التراث السومري ن حيث خلفوا لنا نتاجا حضاريا وجد في الكتابات المسمارية التي دونت على رقم عثر عليها في مكتبة سبار ، كما سجل اعماله على مسلة حجرية وثقت منجزاته و حروبه التي قام بها و هي محفوظة في جامعة بنسلفينيا في امريكا .



الزقورة و تطور العمران والمساكن

كان اورنمو قد شرع ببناء زقورة ضخمة اكملها ابنه الملك شولكي فيما بعد و هي " ذات ثلاث طبقات مبنية من اللبن ( الطابوق غير المفخور) المغلف بطابوق مفخور مغمس بالزفت ، و هي تشبه هرماً مدرجاً ، و في قمة الزقورة معبد مقدس ، هو عند اهالي اور يعتبر حجرة نوم الالهة نانا (سين) الهة القمر ، و هي الالهة الحامية لمدينة اور و ملكتها السماوية . اما ابعاد الزقورة او المصطبة المدرجة ، فتبلغ الطبقة السفلى (64 x 46م) تقريباً اما ابعاد الطبقة الثالثة فهي (40x40) تقريباً. و هناك دعامات ناتئة نتوءاً خفيفاً من ثلاثة جدران . كما ان هناك ثلاثة سلالم كبيرة على الجانبين الشمالي و الشرقي في كل واحد منها (100) درجة احدها يقع على زاوية قائمة مع مركز الزقورة و الآخران يميلان مع جدرانها . و الثلاثة يلتقون فيما بين مدخل الطبقة الأولى و الثانية ، و من هذا المدخل يصعد سلماً واحداً نحو الطبقة العليا حيث يوجد باب غرفة الالهة الصغيرة و كان الجزء الأسفل من الزقورة قد بني من زمن اورنمو و هو ما يزال باقياً حتى الان بحالة مدهشة ، وما تبقى من الجزء العلوي يكفى لتمكيننا من اعادة تصور شكل الزقورة بدقة . و قد اظهرت اعمال التنقيب انه في الالفية الثالثة قبل الميلاد كان المعماريون السومريون عارفين بهندسة الاعمدة و الأقواس و البناء بالعقادة و القباب و غيرها مع كل الاشكال المعمارية الهندسية " (5). و الزقورة التي تكررت في المدن السومرية كانت تعتبر مركزاً للمدينة يمثلها الاله الذي يلتقي حوله جميع الناس . و قد امتد نفوذ الملك اورنمو الى بلاد عيلام (الأهواز) و سواحل البحر الأسفل و شمالاً حتى جبال طوروس ، و اتخذ لقب الملك سرجون ( ملك سومر و أكد و ملك الجهات الأربعة ) ، و هناك معبد ثاني بني في اور يدعى (داب- لال – ماخ ) يقع قبالة الزاوية الشرقية للزقورة ، بالإميليالى ذلك فقد وجد في المدينة ثلاثة معابد اخرى هي (نن – كال ) و (نون – ماخ ) و (كوك – جار – كر) . و يذكر ان آثار رصيف ميناء على الفرات القديم وجدت في جنوب غرب المدينة حيث ابتعد الفرات بضعة كيلومترات على الارجح في القرن الرابع قبل الميلاد . و من الجدير بالذكر ان الملك شو – سين الملك الرابع الذي دام حكمه زهاء تسع سنوات شغلها مثل اسلافه في مشاريع البناء و التشييد و الحملات الحربية ، و نال مثلهم ايضاً نصيباً من التقديس و التعظيم . ففي البناء قام بتجديد المعابد في اور و المدن السومرية الاخرى حيث دونت اخباره ، نذكر منها على سبيل المثال بناءه لمعبد الاله (شارا) في مدينة ( اوما) و قد استغرق بنائه سبع سنوات. وبرغم استتباب السلم في ارجاء المملكة السومرية التي كانت تشمل ما بين النهرين بأكملها ، فقد شن حملة اجتازت جبال زاكروس و استطاع فيها دحر تحالف الدويلات العيلامية . و عين في تلك المنطقة حاكماً من اور . كما ارسل حملة اخرى الى الجهات الشمالية الشرقية و سجل انتصاره في منحوتات وصفها في المدينة المقدسة نيبور . و في تلك الفترة بدأت الأقوام الأمورية او الكنعانية الشرقية تندفع من مملكة ماري الى بلاد ما بين النهرين (العراق) لذلك قام الملك شو – سين بأنشاء سور كبير وواسع على طول نهر الفرات الذي يجتاز بلدة توتل ( هيت ) و أقتضى هذا السور كسر ضفاف النهرين دجلة و الفرات لملأ الخندق الملاصق للسور ، و يبدأ السور الترابي في الموضع المسمى قنال canal ابكلات ، و كان طوله في حدود (275كم) و ان طرفه الغربي عند بلدة بالوكات ( الفلوجة ) و بحيرة الحبانية . و قد سمي هذا السور العظيم (مورق – تدنم ) اي سور الأموريين و يقصد السور الذي بني لصد الأموريين . لكن هذا السور تم تحطيم اجزاء منه تحت وطأة الاف العابرين من الأموريين المندفعين نحو بلاد سومر و اكد الغنية و المتحضرة و الكنوز التي يحلم بها الغزاة من خارج بلاد النهرين .
كانت المساكن الخاصة بالمواطنين في مدينة اور ، تعد بيوتاً مريحة و فسيحة قياساً الى بيوت المدن الاخرى اذ تتسع ليس فقط لأفراد العائلة بل الى الخدم و الضيوف ، و هي ذات طابع يؤمن للبيت الخصوصية ويتلائم مع المناخ الحار صيفاً و تتألف معظمها من طابق واحد متلاصقة مع بعضها و هي على شكل مربع او مستطيل مفتوح اي ذو مساحة مكشوفة في وسطها البئر الذي يستقي منه الماء . بعد ستماية سنة من اقامة معبد ننار (الهة القمر) حل الخراب فيه ، و في عام (650ق.م.) قام احد الملوك الآشوريون بأعادة بناء المعبد و كان قد فصلت غرفة الأستقبال عن موضع العبادة و هو أمر يختلف عن الطراز السومري (7). و شهدت اور في ايام الملك نبوخذنصر ازدهاراً نسبياً اذ اعاد بناء الاجزاء الرئيسية من المدينة ، اما الملك نابونائيد آخر ملوك بابل الذي كان شديد التدين ، فقد أعاد بناء المعبد و الزقورة ، و بنى له قصراً بجانبها كموضع للراحة و الصلاة بقرب الالهة ننار (سين) التي كان يبجلها كثيراً اذ يعتبرها سيدة الالهة . و قد وجد في احد المعابد المجاروة للزقورة تمثالاً مقطوع الرأس مصنوعاً من حجر الديورايت للملك انتمينا ملك لكش الذي كان يعد نفسه ملكاً على اور ايضاً و على معظم الدويلات السومرية في احد فترات ضعف مملكة اور . و في نفس الفترة وجد في معبد ننار لوح حجري محفور ببراعة عليه مشهدان : فالعلوي يمثل ملكاً و معه ابناؤه و هم يصبون سائلاً ما امام الاله الجالس على شكل تمثال . اما في المشهد السفلي فهناك كاهن يصب زيتاً او سائلاً و خلفه امرأة شبه عارية لعلها كاهنة المعبد (8). و قد اهتم بمدينة اور بعد زوال سلالة اور الثالثة الملك ورد – سوين (1834- 1823 ق.م. ) احد ملوك لارسا .

فن الهندسة

أظهرت أعمال التنقيب أنه في الألفية الثالثة ق. م كان المعماريون السومريون عارفين بالأعمدة والأقواس والبناء بالعقادة والقبب وغيرها، مع كل الأشكال الأساسية في الهندسة المعمارية. والزقورة تعرض مفاتنها. الجدران كلها تميل نحو الداخل، كما إن زوايا الجدران، وكذلك ارتفاعات المصاطب المتعاقبة المحسوبة بحرص كلها تقود العين نحو الداخل ونحو الأعلى ؛ كما إن الميلان الحاد للسلالم يُبرز ذلك التأثير ويركز الانتباه على المقام المقدس، الذي هو البؤرة الدينية لكامل هذه البناية الضخمة. والمدهش أنه لا يوجد خط مستقيم منفرد في البناية. كل الجدران محدبة، من أسفلها إلى أعلاها وأفقيا ً من زاوية إلى أخرى، وتحدبها خفيف بحيث لا يكون مرئيا ً ولكنه يعطي عين الناظر إحساسا ً بالقوة لأن الخط المستقيم قد يبدو واهنا ً تحت تأثير وزن البناية الهائل. وبذلك استخدم المعماري مبدأ entasis، الذي أعاد اكتشافه بناءو البارثينون في أثينا.


ارض الانبياء ومنطلق الرحمة الالهية

ومن هنا خرجت الديانات فها هو ابراهيم الخليل يخرج من بقاع الناصرية عام 1805 ق. م لينشر الفكر التوحيدي الذي تكرس بالديانات الثلاث وعم الأرض حتى يومنا هذا. وذكر علي الوردي بان قبيلة قريش التي جاء منها نبي الإسلام (ص) قد وردت في العصور الخوالي من موضع اسمه "كوسي" من هذه البقاع.
كما ذكرت في العهد القديم المقدس اي التوراة بأسم (اور الكلدانية) باعتبارها موطن ابي الانبياء ابراهام (ابراهيم) الذي نشأ فيها ثم هاجر مع عائلته الى بلاد كنعان (سوريا) . و جاء في اعمال الرسل المباركة (8 : 4) " ان ابراهام ضعن في ارض الكلدان و ذهب ليسكن في حران " . و يعتقد ان ذلك حدث في حدود عام (1850ق.م.) لعله عام سقوط مملكة اور حسبما تشير الى ذلك المصادر اليهودية او في عام (1650ق.م.) كما يشير الى ذلك اطلس اكسفورد للتاريخ القديم . ما يدلل على ان مدينة اور كانت متقدمة حضارياً في العالم القديم لأنها انجبت الانسان الذي عرف الله بأنه الخالق الوحيد .و ربما كان ابراهام احد احفاد النبي نوح الذي كان في مدينة شروباك القريبة الى أور باسم زيو سودرا او اوتانبشتي ** في زمن الطوفان الذي وجدت اثاره في اور و غيرها من مدن سهل شنعار و الذي يكون قد حدث نحو (3000ق.م ولعل مواطن ملحمة صبر النبي ايوب عليه السلام لم تكن ببعيدة عن تلك التربة كما اشارت بعض المصادر .


نساء المدينة كن رمزا للتقدم الحضاري والعلمي .. شبعاد

الملكة شبعاد shab-ad قد حكمت مملكة أور في حدود (2600ق.م.) و التي وجدت حليها و مجوهراتها في المقبرة الملكية الواسعة التي تعود معظمها الى هذه الفترة و التي احتوت على " حلى ذهبية لعلها الأقدم في بلاد الرافدين و مصاغات فضية و بعض الاحجار الكريمة مما يظهر ثروة أور بالإميليالى صناعة المجوهرات التي بدأت في هذه الفترة السحيقة من الزمن . و كانت الملكة شبعاد قد دفنت مع حاشيتها و مجوهراتها و ادوات الزينة و ادوات موسيقية تعود اليها . و كانت شبعاد ممددة في مدفنها الى جانب الملك ، و من بين المكتشفات الآخرى في المقبرة الملكية حلى صدفية منحوتة مع رسوم فسيفسائية إميليالى الاختام الأسطوانية ما يدلل على مظاهر حضارية متميزة في تقاليد الملوك في بلاد الرافدين . و حكمت سلالة اور الاولى مدينة اور و ما جاورها من مدن مثل اريدو و لارسا .


اولى الثورات الوطنية

بعد ان غزى الاجانب الكوتيون بلاد ما بين النهرين ثار عليهم في ملحمة وطنية الأمير السومري (اوتو – خيكال
امير مملكة اوروك الذي ثار على الكوتيين و جمع جيشاً عراقياً من المدن السومرية و هاجم عاصمتهم نوزي في زمن ملكهم (تريكان) و استطاع جيشه ان يدحر الكوتيين الذي فروا باتجاه الجبال عام (2114ق.م.) . و قد أسس الملك اوتو – خيكال سلالة اوروك الخامسة (2114 -1220 ق.م.) و أصبحت مملكة أور تابعة له ، لكن امير مملكة أور (اور – نمو) ثار عليه بعد ان تحالف مع الدويلات القريبة من مملكته ، و استولى على بقية المدن السومرية بالتتابع بما فيها أوروك ، و أسس سلالة سومرية جديدة في المملكة هي سلالة اور الثالثة (2111 – 2003ق.م.) و تبعه في الحكم ابنه شولكي ثم حفيده امر –سين و بعده جاء شو – سين و آخرهم ابي – سين .



الاهوار منطلق الحضارة


أرض غاصت في حضارة وتنفست عبق التاريخ الرافديني الساحر ، أرض كان الماء عنوان بقائها وهويتها طيلة حقب متعاقبة غائرة في التاريخ ..الاهوار تاريخ يتحدث عن نفسه ، انها قصة الخلود التي ظلت تتردد على شفاه السومريين في جنوب بلاد الرافدين الذين سكنوا الاهوار وبنوا حضارتهم انطلاقا منها قبل خمسة الاف سنة ، تاريخ يحكي نبوءات وأساطير شهدتها حضارة الماء وكتبتها على اديمها ..السومريون بنوا حضارة من عنفوان الهور وابتكروا الشعر والقصائد والأبجدية الأولى والقانون الأول .. انهم يحكون عن أول سطور المدنية والتحضر المنطلقة من هذه الارض القصية .. لقد روضوا الحياة وجعلوها أكثر طوعا وعطاء كما يقول طه باقر في كتابه القيم مقدمة في تاريخ الحضارات (عُرفت منطقة الأهوار بصعوبة الحياة من حرارة خانقة ونهرين شديدي التطرف من حيث وقت فيضاناتهما في مواسم غير مناسبة للزراعة وقوتهما المدمرة، علاوة على الجهود الضخمة التي تطلبتها اعمال تجفيف الاراضي. من هنا بذل سكان وادي الرافدين جهوداً شاقة لترويض هذه البيئة القاسية. انعكست آثار هذا الصراع البشري مع الطبيعة في ظهور أُولى المجتمعات السياسية. بل أن جهود أُولئك الرواد برزت بتحويل بيئة وحشية عنيفة من الأهوار والمستنقعات والأحراش إلى بيئة مِعطاءْ. بحيث لا يسع المرء المتتبع لتاريخ هذه الحضارة إلا أن يُقدر ما بذله سكان العراق القدماء من جهود جبارة للسيطرة على نهرين من أشد أنهار الدنيا عنفا ) .وكانت اهوار سومر في جنوب العراق ، ملهمة للملاحم والاساطير وهاهي ملحمة كلكامشتقول :( بيت القصب .. يابيت القصب !جدار .. ياجداراصغ انت يابيت القصب .. يارجل شوروباكياابن اوباروـ توتوهد بيتك وابن مركبا اهجر كل ماتملك واطلب الحياةاحمل في مركبك بذرة كل الاحياء..)




نور الاسلام
وعندما سطع نورالاسلام كان لهذه الأرض شرف وقوع أول المواجهات لنشر الدين خارج الجزيرة العربية وقد اسماها العرب (ذي قار) وهي صفة لاراضيها التي تنضح النفط والقار. ثم قامت على مقربتها البصرة والكوفة أول حاضرتين إسلاميتين و نشطت فيها الحركة الفكرية المعاضدة للمناهج السياسية في الإسلام كالشيعة والزيدية والاسماعيلية والصوفية والمعتزلة والاباضية والقرامطة
ويكفي هذه المدينة شرفا انها ضمت حفدة الصحابي الجليل والمجاهد الفذ مالك الاشتر رضوان الله عليه ابناء ابراهيم ابنه
ان ابناء هذه الارض هم من الاوائل الذين دخلوا الاسلام طوعا لا كرها واعتقادا لا قلقلة لانهم كانوا موحدين على دين النصارى قبل مجيئ الاسلام ففهموا منهج الاسلام ومن ثم فهموا من هم قادته الحقيقيين لذلك كانوا على الدوام شيعة لال محمد عليهم السلام فعانوا الامرين من ظلم الحكام وجورهم فصارت ارضهم منطلق الثورات وبيانا لصوت الحق .



التأريخ الحديث

وفي القرون الثلاث المتاخرة اطلق عليها المنتفق وهو اتحاد عشائري مركزه أمارة تمتد سلطتها حتى قطر اليوم وتتحكم في جل جنوب العراق. وقد ذكر ابن خلدون في مقدمته أن بني عامر "المنتفق" قد خلفوا القبائل التي هزمت الفرس يوم ذي قار، وذكر إبراهيم الحيدري في كتابه "عنوان المجد" أن قبائل "المنتفق" بطن من ربيعة بن صعصعة من العدنانية. ومن ضمن هذه قبيلتان مشهورتان، هما بنو أسد و بنو خيكان. لقد كانت ديار المنتفق إقطاعية تقطع على زعيم "ال سعدون" والذي بدأت تقلمه السلطات التركية ابتداءا من العام 1851 حينما أفرزت منها "السماوة". ثم تلاه تدخل الوالي مدحت باشا عام 1869 حينما قدم الى الشيخ ناصر باشا السعدون وأبان له خطة التجدد و الرغبة في تحويل المشيخة الى متصرفية مع بناء حاضرة في المنتفق تسمى الناصرية - على اسم الشيخ ناصر- وعدد له حسنات الاستقرار والعدول عن الحل والترحال. فاختير لها موقع على الفرات وعلى تخوم بحيرة (ابو جداحة) النتألقة ليلا بسبب وجود مكامن فسفورية كبيرة فيها وتقوم مدينة (الناصرية) اليوم على ضفة الفرات اليسرى في موضع يبعد بالقطار عن جنوبي بغداد 387 كيلومترا وعن شمالي البصرة 214 كلم ويصلها بالسكة الحديدية. ويتعاطى السواد الأعظم من الآهلين التجارة وصيد الأسماك ومناخها صعب المراس مما جعل الحالة الصحية غير مرضية و ترى مياه "النزير" تظهر أيام الفيضان حتى في الشوارع المزفتة، أما أيام انخفاضه (أي عند الصيهود) فإن طعم الماء يقترب من المجاجة. وسكانها خليط من مختلف العشائر والمدن العراقية ناهيك عن المهاجرين النجديين الذين قدموا أوقات الجفاف الشدة عند ملاحقة الوهابيين لهم، بحيث تشكل الحالة الاجتماعية فسيفساء من النحل، ومع ذلك ترى الروح القبلية غالبة، مع حالة من الإيثار ولطف المعشر وانفتاح السرائر غالبة فيها.


اولى المدن ذات التخطيط العمراني الحديث في العراق

واستدعي لذلك المهندس البلجيكي (جوليوس تلي (julius Tilly فخطط المدينة المقترحة تخطيطا عصريا كما هو سار في مدن اوربا القرن 19 بشوارع عريضة متقاطعة تقاطعا عموديا(رقعة الشطرنج)،ثم اقام صرح فخم لمحكومة وكان أول أبنية أقيمت فيها وكانت هذه البناية لا تزال ماثلة للعيان حتى سنة 950 1 وهي بذلك أول مدينة عراقية حديثة على الأسلوب الغربي الذي فتح الباب واسعا لتغريب المدن. واخذ الأعيان يبني كل منهم له بيتا او منزلا و"كان أول من بنى فيها دارا للسكنى نعمة الله نعوم بن هاكوبيان بن سركيس التاجر الأرمني المتنفذ في بغداد التركية. وعين ناصر باشا السعدون متصرفاً على اللواء المذكور. وبهندسة رجل بلجيكي خططها باستقامة ممتدة علي طول أذرع الأفق ، لتصير شوارعها امتداد المستقيم تحت خط العين والبصر ، هذا الخط الذي مشت عليه خواطر أبناء المدينة من المبدعين ، وكانت الحنجرة الرخيمة أول نتاج أحلامها بفضل الطبيعة الساحرة للمكان المظلل بغابات النخل الغافية علي طول نهر ضفاف الفرات الذي شق المدينة إلي نصفين . فكان القرن العشرين هو قرن التحولات للمدينة عندما أسست فيها المدارس ، واحدة للذكور وأخري للإناث ومن بين معلميها العرب واليهود والصابئة والمسيحيين ، وهذا دليل علي أن المدينة منذ بواكير وجودها حديث كانت مدينة للمواخاة والألفة بين المذاهب والأديان ، وكانت فيها محلة كبيرة لليهود وأخري اكبر للصابئة المندائيين وفيها عوائل كثيرة من أصول فارسية وتركية وكردية وهندية وحتي عوائل أوزبكية أو قوقازية كما في بيت ( علي دنبه) الواقع حتي هذه الساعة قرب صيدلية الحكمة في شارع الحبوبي وهم من سكنة المدينة منذ مطلع القرن الماضي. فيما يعد الشاعر المعروف عبد القادر الناصري رائدا للحداثة الشعرية في المدينة ومن المجيدين في كتابة الشعر وهو أصلا من عائلة كردية نزح أبوه من مدينة السليمانية وسكن الناصرية .ولدت مدينة الناصرية من عاطفة الوالي وأرجيلة المتصرف ورغبة العثمانيون في إغراق المكان لحظة التمرد والعصيان ، لهذا كان تأسيسها بمكان اقل من مستوي النهر ومناسيب فيضانه لرغبة في لجم ثورات أبناءها بثورة الماء فكان عليها أن تعاني وحتي ستينيات القرن الماضي من الفيضانات الموسمية ويتذكر أهل المدينة ، غضب أبو جداحة وليالي السداد ومواويل القمر في الليل الذي كان يحتضن سهر الأبناء علي مدينتهم ..الغريب إن أغلب الذين يخططون لتأسيس المدن يتركون يوميات التفكير بولادة المدينة منذ حفر أسس بناء أول بيت أو مبني وحتي إكمال بناء السور الذي يحميها ، لكن المهندس البلجيكي لم يترك ورقة واحدة ولم يعرف عن يومياته في المدينة وربما خططها دون أن يري المكان وبالرغم من هذا فقد منح المدينة حداثة التمدن لتكون شوارعها دون أزقة مختنقة ولها امتدادات تتسع مع الخطوة ، وبمحاذاة ضفتي الفرات أسس ب أبنية وشارعا طويل وعلي مسافة ليست ببعيدة بني دار الحكومة ( السراي ) ليأتي ناصر باشا السعدون ليضع يافطة المتصرف الأول للمدينة وليبني أول جامع فيها مازال قائماً حتي هذه الساعة ، ومن ثم نمت المدينة كما تنمو سنبلة القمح ولتعيش عمرها بين مد وجزر وليسكنها الفقراء والأغنياء علي حد سواء ولتهرع إلي ليلها الساحر بظلال النجوم أحلام الريفيين الذين ملوا من أزمنة الجفاف ورخص الغلة ليعشوا فيها عمالا إجراء ، أما موظفيها وأغنياءها وطبقتها الوسطي فلقد تعددت مذاهبهم وأصولهم بين اسر بغدادية ويهودية وفارسية وتركية وغير ذلك ، غير أن النسيج الاجتماعي في المدينة ظل يمتلك أغلبية الانتماء من أولئك الذين قدموا من ريف عشائرها المحيطة من بدور وغزي وحسينات والأزرق وغيرهم من العشائر الأخري ، فيما أسس الصابئة المندائيون والذين كانوا يسكنون مدينة سوق الشيوخ ، أسسوا لهم في المدينة محلة سكنوا فيها بمحاذاة النهر فيما أسسوا لهم في قلب المدينة سوقاً يمارسون فيه مهنتهم الأزلية في صياغة الذهب والفضة ومازال قائما حتي اليوم ويسمي سوق الصياغ الذي زحفت إلي حوانيته اليوم مهن أخري من أناس ليسوا مندائيين واغلبهم من الحدادين وبائعي المواد الإنشائية ، ولم يبق من محلات الصاغة المندائيون سوي القليل

الموت الروماني
يكشف السجل الأساسي لأول دفعة مجندة من أبناء المدينة أرقاما تفوق أي أرقام لمدينة عراقية أخري أثناء حملة التطوع التي قامت فيها الدولة العراقية عند تأسيس فوج المشاة موسي الكاظم في عشرينيات القرن الماضي ، وفي مطالعة للأسماء تجد أبناء الريف الملاصق للمدينة يمثل الأغلبية الساحقة ، وهؤلاء وأبنائهم تحولوا بمرور أزمنة الخدمة إلي عرفاء وجنود صف لتكتسب المدينة اللقب الشعبي المتداول بين ألوية وفرق الجيش العراقي بمدينة ( المليون عريف ).أعتقد إن هؤلاء المليون علي بساطتهم وبراءتهم وحبهم الجنوني في احتراف أنظمة الجيش وصرامتها مثلوا وجهاً وطنياً خالصاً يقع في خانة المشابهة مع الوجه الوطني القديم لجنود روما عندما تتشابه ساحات العرض وجبهات القتال مع تلك الرؤية التي كان يضعها قادة فيالق جيوش قيصر ليصير موت الروماني هو تألق لمثالية الانتماء إلي هيبة وجود مدينة هي ( روما ).اعتقد أن موت العريف في ظروف جديدة لحرب عولمية تتشابه تماما مع ذلك الموت الإسبارطي أو ذلك الذي كان جنود سومر يدفعوه ثمنا لسعادة السلالة أو الأمير أو كما يقول اللوح القديم : لكي تبقي النخلة مزهوة علي ضفافها ألفراتي وقريبة من ثمالة الإلهة وخلودها علي أن ادفع جسدي ثمناً لذلك أي كانت روح سومر طيبة أو شرهة لامتلاك أمكنة أخري ).وهكذا ترينا قوائم المتطوعين الأوائل في دائرة تجنيد الناصرية وجوها من رغبة قديمة لهاجس السيف والبندقية ليثبت فيها الإنسان وجوده من خلال هاجسين لاغير ، حماية التراب الوطني وقتل جوع المنزل وبطون الصغار الذي تركهم العريف في القرية أو زقاق المدينة حفاة ويرتجفون من البرد في انتظار حقائبه المحملة بقماش الشمال السميك وأكياس الجوز والحناء وغيرها من الهدايا التي كانت تصنع في القلوب فرحاً وبهجة واحتراماً لذلك الذي رغب ليكون متطوعاً في جيش العراق والملك والأمة العربية.


حلم مدينة وبحث عن الرقي واستيعاب كلما هو جديد

ولدت الناصرية مع حلم تركي ، وانتهت اليوم مع حلم متعدد الجنسيات ، وبين الحلمين تحاول المدينة أن تغرد خارج السرب وتصنع خصوصيتها الجنوبية التي تريد فيها النأي عن تواريخ مثل تلك ، فهي تحاول حتي في أرشفة وجودها أن تذكر فقط اسم مؤسسها مدحت باشا ولا تشير إلي غير ذلك.فما يربطها بوالي والصدر الأعظم لاحقاً سوي الفرمان السلطاني ، وما تلاه كانت المدينة خاضعة لسلطة عشائر المنتفك وبقيت تحمل اسم لواء المنتفك الذي لحقت فيه أمصاره القديمة والمستحدثة كقضاء سوق الشيوخ والشطرة وقلعة سكر الجبايش والرفاعي وغيرها من النواحي والقصبات.أسس الباشا المدينة ثم نساها إلي هموم أخري حملته من منصب إلي عزل والي المؤامرات والنفي بعد أن حضي بشرف أن يكون صدرا أعظماً للحاضرة السلطانية في الأستانة لينتهي فيه الأمر منفياً في الحجاز وليكتب لزوجته الشركسية حنينه إلي أمكنة أحبها وعاش في رؤي تحديث أشواقها كما في بغداد عندما أسس خط التروماي وجلب الكهرباء واستحدث ولأول مرة في العراق نظام التجنيد الإجباري ، لكنه وكما اطلعت علي أوراقه وبعض المتناثر من تلك الذكريات واليوميات لم يأت علي ذكر المدينة التي صنعت بفرمان منه


ابو حلانه

ايام الفضلية وهي المعركة التي اندحر فيها الفرس عام 1777 عندما توغلوا في اراضي المنتفك وحصلت المواجهة في منطقة الفضلية الواقعة على نهر الفرات على بعد عدة اميال من العرجة وتكبدوا فيها خسائر فادحة من جراء غيهم بعد ان لقنوا درسا بليغا من اهالي المنتفك الذين كانوا لهم بالمرصاد والى ايام ابو حلانه يوم لم يروق للفرس هزيمتهم في معركة الفضلية تقدموا بقواتهم نحو المنتفك والتقو عند ( ابو حلانة) نهاية عام 1778 وعندها ابلى رجال المنتفك بلاء حسنا وابادوا القوات الفارسية ابادة تامة وغنمو خلالها العديد من الاسلحة والمعدات ومن ابو حلانة الى اغليوين (جدول يقع بين الناصرية وسوق الشيوخ) دارت عنده المعركة بين المنتفك والقوات العثمانية اوائل عام 1813م ودارت المعركة سجالا بين الطرفين حيث كانت الغلبة بادئ الامر لصالح قوات الوالي العثماني حيث يفوقون المنتفك عددا وسلاح .ولكن صلابة المنتفك وبسالتهم غيرت من نتائج المعركة واصبحت الكفة لصالح المنتفك وحوصرت قوات الوالي العثماني وقتل اغلبية القادة وهكذا تلقت القوات العثمانية ضربات موجعة لم ينج منها الا نفر قليل ولى هاربا رغم الاستعدادت الكبيرة وثقل القوات المهاجمة وسجلت المنتقك نصرا كبيرا . اثبتت المنتفك من خلاله انها صاحبة القرار بكل ماتريد او لاتريد وفي كل ارجاء العراق من شماله الى جنوبه



الانجليز ومعارك باهيزة والبطيحة .. والمرجع محمد سعيد الحبوبي

وربما نسي الوالي العثماني تلك البيوت المشيدة بالطين والقصب والآجر لتنمو بعد حنين وتصير رقما صعبا في ذاكرة الجيوش الانكليزية الزاحفة بجيوشها الهندية والايرلندية والاسترالية والانكليزية من البصرة صعوداً إلي بغداد وليتوقف طويلا زحفها عند البطيحة في معركة باهيزة وليكتب ضباط الحملة الكثير عن هذه المدينة التي كانت بالنسبة لهم خط المواصلات الرابط بين الكوت والبصرة وبغداد ، وربما اثر هذا التوقف الطويل في سير العمليات في هزيمة الجنرال الانكليزي طاوزند في معركة الكوت أمام جيوش الترك بقيادة الفريق خليل باشا وليخضع هو وجيوشه إلي حصار طويل انتهي باستسلامه وأخذهُ أسيراً إلي بغداد ومن ثم إلي الأستانة.
بين العصملي والسير برسي كوكس المفوض السامي البريطاني تأخذ متصرفية المنتفك حظها كما باقي المدن وتفتح الناصرية أذرع التحول للحكومة الوطنية الجديدة بالرغم من الانتداب والوصاية والاستعمار المبطن.تبني فيها المدارس الجيدة بمعلميها من المسلمين واليهود والصابئة ، تبني فيها المستشفيات ، وتشيد الحدائق في وسط شارع الأسطوري ( عكد الهوي ) قبل أن يغير أسمه إلي شارع الحبوبي تيمنا بالمجاهد ألنجفي العلامة محمد سعيد الحبوبي الذي توفي في بيت العضاض في شارع الحبوبي أثناء عودته من حملة الجهاد في معركة الشعبية في ثورة 1920 الوطنية ، ولينتصب اليوم تمثاله البرونزي في ساحة في منتصف مسافة الشارع تماما تكاد تكون أهم نقطة حيوية في المدينة ، ليقف الشيخ الجليل متكأ علي عصاه وهو يقص للأزمنة الغابرة والقادمة وللأجيال قصة مدينة آوت فيه الجرح ومدته بعدد الخيل والرجال والقصائد.



انطباعات بريطانية
وربما كان ليوناردو وولي مكتشف مقبرة أور الملكية قد شاهد المراسيم الفخمة لتشيع الشهيد الحبوبي إلي مثواه الأخير في النجف ، فتنقيب وولي تكاد أن تكون معاصرة للثورة الفالة والمكوار وليكتب وولي عن مشاهداته الأولية وانطباعاته عن المدينة في الاماسي كررها لأكثر من مرة وهو يتجول في شارعها الطويل والمريح والمسمي ( عكد الهوي ) : إن المدينة التي امتدت علي طول قامتها الطينية والمسورة بالطوب الأحمر الكبير وأبواب الخشب الهائلة ، لاتنتمي إلي ألف ليلة وليلة وذلك الشرق الذي نتخيله في حكايات شهرزاد وكهرمانه وعلي بابا ، بل هي مدينة تتنفس الأشياء الجديدة بصورة من يريد أن يركب السحب ليمسك الحضارة ، ولهذا كانت سدارات الأفندية في عكد الهوي تساوي بالتمام والكمال العقال العربي ، وكانت البناطيل الإفرنجية التي يرتديها شباب المدينة تذكرني بأناقة الشباب الارستقراطي اللندني ، وغير ذلك فالمدينة عندما تشرب من الفرات بتلك الشراهة العجيبة فهي تسقي بفرح ودهشة أمكنة الأثر القديم التي تحيط فيها من كل جانب ، أور واريدو ولارسا ولكش وتل العبيد.).تختلف رؤية وولي للمدينة عن رؤية مسس بيل السيدة الانكليزية التي لعبت في التاريخ العراقي الحديث دورا يشابه دور لورنس في تاريخ الجزيرة العربية ، وكانت مشرفة علي عملية صنع الساسة العراقيون في زمن الانتداب وبعده وكذلك كان لها دورا كبيرا في الإشراف علي المكتشف من الآثار العراقية في كل مواقع التنقيب وخاصة تلك التي اكتشفت في أطلال نينوي ومقبرة أور ومدينة أوروك السومرية وغيرها من الأماكن الأثرية.فالمس جيروتد بيل تري مدن الجنوب ومنها الناصرية إنها مدنا مغبرة بفعل صيفها الطويل وفقرها وجهلها بالرغم من أن هذه المدن تجلس علي أعظم كنوز الأرض واعرق تواريخ البشرية ، إن نظرات أبناء المدن المنحدرين من أريافها القريبة تنبئ الفاهم أنهم يبحثون عن مجهول الدائم والذي لم يجدوه).بين رؤية وولي وبيل تختلف عاطفة المستعمر ويتغير استقراءه ، فهذه المدن المغبرة ومنها الناصرية ، تعرف مجهولها جيدا وظلت وعلي الدوام تحاول أن تميط عنه اللثام وتبعد عن أجفانه الغبار لكنهم لم تستطع وحتي اللحظة بسبب تراكم المفارقات التاريخية والحوادث الجسيمة والطيبة المفرطة بالتفاؤل التي تجعل ابن الناصرية يلوذ بحنجرة الابوذية ليتخلص من رغبة الانتحار مثلاً عندما تفرض عليه جبهة عبدان موتاً غير مستحق


الطبيعة

كانت الناصرية من اجمل مدن العراق في تنوع طبيعتها فهي غنية بمائها ونخيلها الذي يموج على شكل غابات مترابطة بجوار الانهار وتلف هذه المدينة الاهوار الواسعة المتزينة بمناظر القصب وبهجة الطيور العديدة المهاجرة وتحوي انواع المواشي الخ من الثروات الطبيعية ..
لكنَ المدينة كانت ضحية مواقفها الجريئة في رفض الظلم والجور فتعرضت لاقسى انواع التخريب والتنكيل من قبل الحكومات المتعاقبة على حكم العراق مما ادى الى سلب تلك الطبيعة الخلابة رونقها .



رموز الذاكرة .. جذوة الثورة

لعل شموخ تمثالي السيد محمد سعيد الحبوبي والبطل حسين رخيص الابراهيمي في وسط المدينة يشير الى عمق مبدأية المدينة وجذوة الثورة والاباء فيها .
فالسيد الحبوبي قدس علم من اعلام الجهاد وقد شاء له القدر ان يفارق الحياة في هذه المدينة التي ناصرته في مسيرته المظفرة ضد الانجليز لتكون اشارة وتعبير عن وفاء الرجل لابناء المدينة , والبطل حسين رخيص صار رمزا للكرامة والعزة بقتله للقائد البريطاني الذي حاول الاعتداء على شرف ابناء المدينة .


دار الجهاد

كان يحيط بمدينة الناصرية سور له ثلاثة ابواب وهناك رواية اخرى تقول ان للسور اربعة ابواب هي باب الشطرة وباب السديناوية وباب الزيدانية وباب القلعة الى ايام الجهاد يوم اندلعت الحرب العالمية الاولى عام 1914 ودخول القوات الانكليزية الى البصرة وكان دخول هذه القوات امر ليس بالهين على العراقيين وخاصة علماء الدين حيث حملوا راية الجهاد ونزلوا الى ساحة القتال لصد المعتدين وكان على رأسهم السيد محمد سعيد الحبوبي الذي قاد حشود المجاهدين منطلقا من مدينة النجف مرورا بالكوفة والسماوة وخلال مسيرته هذه التحقت معه اعداد غفيرة من المجاهدين من عشائر الشامية وابو صخير وكذلك التحقت معه عند السماوة عشائر الاكراد الهماوند والجاف وغيرهم .. وكان في استقبالهم في مدينة السماوة الرجال الغيارى من ابناء هذه المدينة الذين شكلوا لجنة مهمتها توفير ما يحتاجه المجاهدين من ماوى وماكل حيث الحكومة وقتها لم تحرك ساكنا امام هذا الموقف وكان من بين هؤلاء الرجال الذين ادوا واجبهم باكمل صورة السيد علي البهبهاني والسيد عبد الله السيد حسن الحصيني والحاج ابراهيم العبيد واخوانه مهدي ومحسن واسماعيل وعباس الامامي وعبد اللطيف الامين ومحمد العساف وحسن الامامي وحسون الصالح ومنشي بلبول وغيرهم ثم انطلق المجاهدين الى الناصرية حيث تجمع المجاهدين ...لذا سميت بـ(دار الجهاد) لايوائها المجاهدين وتزويدهم بكل ما يحتاجونه من غذاء وسلاح من اجل القتال بالاضافة الى التحاق ابناء عشائر الناصرية بحملة الجهاد التي اعلن عنها ليلة 16/ تشرين الاول/ 1914 .ومن الذين التحقوا بحملة السيد الحبوبي من ابناء الناصرية الشيخ باقر ال حيدر وهو من الشخصيات القريبة من السيد الحبوبي والذي استشهد في معركة الشعيبة والشيخ عبد الحسين مطر الذي بذل جهود كبيرة لرفع همم ابناء الناصرية ولم شملهم ومن ثم الالتحاق بحملة الجهاد والوطني عبد الكريم السبتي والحاج علي الدبوس والشيخ حسن الدخيل والسيد حسن السيد عيسى المفضل وهو قائد لاحدى الصولات الجهادية في منطقة الشعيبة ومن الذين استشهدوا في هذه المعركة ، وعبد المطلب الطحان والشيخ محمد حسن حيدر والسيد عبد المهدي السيد حسن المنتفجي والشيخ زامل المناع واغلبية شيوخ المنطقة منهم خيون ال عبيد وموحان الخير الله وصكبان العلي ومزعل الحميدة وريسان الكاصد وفرهود المغشغش وحمودة المزيعل وبدر الرميض وحسين الشعرباف ...وهكذا امضى الحبوبي طيلة فترة الجهاد التي استمرت سبعة شهور عاشها مقاتلا مع المقاتلين تحمل خلالها عبءً كثيرا رغم سنينه التي قاربت السبعين وعند انسحاب المجاهدين الى الناصرية لاجل تنظيم صفوفهم والانطلاق ثانية تعرض السيد الحبوبي الى وعكة صحية الزمته الفراش حتى فاضت روحه الطاهرة في اليوم الثالث من شعبان عام 1333 هـ المصادف منتصف حزيران عام 1915 في دار مضيفه الحاج جواد العضاض وهي الدار التي تقع خلف صيدلية الحبوبي مباشرة ويطل باب تلك الدار على زقاق صغير من شارع الحبوبي ... وتم تغسيل جثمانه الطاهرة في هذا الدار واصبح لفترة غير قليلة مزارا للزائرين …


باهيزة والبطنجة وام الملح

لم يهدأ الحال عند هذا الحد بل استمر ابناء الناصرية في مقارعة الاحتلال وتصدوا لزحف الانكليز نحو الكوت عندما حاولوا الوصول الى هناك لرفع الحصار عن قواتهم المحاصرة وقدموا من اجل ذلك العديد من غالي التضحيات بجلد وصبر وذلك في كلا من موقعة باهيزة والبطنجة وام الملح وباهيزة هي موقع بين الناصرية والشطرة حدثت فيها معركة حامية بين ابناء الناصرية والقوات الانكليزية وقد ابلى فيها ابناء العشائر في الناصرية بلاء حسنا والحقوا بالانكليز خسائر جسيمة ، وقد قال احد الهازجين فيها( شرناه وعيت باهيزة ) اي اننا اخذنا رأيها فرفضت ان يدوس ترابها الانكليز .والبطنجة موقع في ظهر الناصرية على مقربة منها بينها وبين ناحية الغراف حدثت فيها معركة حامية بين القوات المحتله وعشائر الناصرية وتعد البطنجة اكبرمعركة قامت بها العشائر ضد الانكليز دون مساعدة من القوات التركية النظامية .وام الملح او(تل الملح) ارض مرتفعه قليلا بين الناصرية والغراف يكثر فيها الملح كانت فيها معركة ضارية بين المجاهدين والانكليز (5) قال الشاعر عبد المطلب الحلي يذكرها وفي يوم ( ام الملح ) ابقوا ماثرا



ثورة العشرين

عام 1920 عندما اندلعت الثورة العراقية الكبرى من ارض الرميثة وعمت اغلبية المدن العراقية ومنها الناصرية ، حيث كانت قلعة سكر اول بلدة في المنتفك ظهرت فيها بوادر التحفز للثورة على الانكليز حيث قطعت خطوط التلفون الممتدة بين الشطرة وقلعة سكر كما حاول ابناء البلدة اغتيال معاون الحاكم السياسي الكابتن (كراوفورد) ولكنه نجا باعجوبة ،مثلما انتشرت في باقي مدن المنتفك الاخرى حيث كان في المنتفك نخبة قديرة من علماء الدين البارزين الذين كان لهم حضور مميز وموقف مشرف من ثورة العشرين .والتي هي في الحقيقة هي ثورة العلماء لما قاموا به علماء الدين والمجتهدين من دور كبير في المساهمة الفعلية والقيادة المباشرة للثورة والتصدي بكل بسالة للمحتلين الانكليز ، والى احداث عام 1935 في سوق الشيوخ وابرز قادتها الشيخ ريسان ال كاصد واخيه الشيخ مزهر ال كاصد والشيخ فرهود الفندي رؤساء عشيرة حجام مطالبين المساواة في الحقوق ورفع الحيف والظلم عن الاغلبية الساحقة من ابناء الشعب بمشاركة قبائل ال حسن وقبائل المجرة وبني خيكان ، وقبائل الحمار . الى حركة مايس عام 1941 ومساندة ابناء الناصرية لها ، حتى مقتل ضابط الاستخبارات الانكليزي (جفرسون) في مدخل زقاق صغير في شارع الجمهورية على يد نائب العريف ( حسين ارخيص) .

جبهة لواء المنتفك . ( الناصرية سابقاً وذي قار حالياً ) :الثورة في قلعة سكر :كانت عندما اندلعت الثورة في « الرميثة » و « أبو صخير » وغيرهما في قرى الفرات الاوسط حاول « الكابتن كراوفورد » حاكم قلعة سكر . السياسي ان يخفف من نشاط الوطنيين في القلعة ، فصمد له بعض المتحمسين واطلق النار عليه ، ولكنه نجا من الموت وطلب الى الحاكم الملكي العام ان يوافيه ببعض الطائرات لارهاب الاهلين ولكن الحاكم اوعز اليه بالسفر الى الناصرية وذلك لحراجة الوضع الذي تعانيه قوات الاحتلال .وعندما غادر « الكابتن كراوفورد » قلعة سكر من منتصف ذي الحجة 1338 هـ ، عمد الاهلون الى دار الحكومة فاتحلوها ، والى الحرس المحلي « الشبانة » فجردوه من السلاح والى العلم البريطاني فأنزلوه ، واجتمع لفيف من الزعماء والرؤساء ، في جوار القلعة ، في موضع يسمى « المصيفي » ووقعوا هذا الميثاق : 1 ـ المطالبة باستقلال العراق استقلالاً تاماً ناجزاً .2 ـ المحافظة على المؤسسات الحكومية المفيدة : كالمستشفيات ، والجسور ، وغيرها والانتفاع بها عند الحاجة .3 ـ اتباع ما يأمر به العلماء المجتهدون .4 ـ ان تتعهد كل قبيلة بمحافظة الطريق الذي يخترق حدودها ، وان تضمن ارواح المسافرين فيها واموالهم .5 ـ تأليف هيئة محلية في كل بلد يحتله الثوار تكون مهمتها المحافظة على الامن والسهر على ارواح الاهلين .الثورة في الشطرة :كان من اسباب عدم نهوض العشائر في الشطرة بقسطها في الثورة تواطؤ الشيخ خيون العبيد مع الحاكم البريطاني وبطانته .ويقول « برترام توماس » حاكم الشطرة السياسي : انه لما تلقى الامر بمغادرة الشطرة اصطحب الشيخ خيون العبيد وسائر الشيوخ الموالين الى المطار ومعه قائد الشبانة وخاطبهم بانه سيعود اليهم بعد ان يستتب الامن والنظام ، وانه اودع منصبه الى الشيخ خيون .ويقول الجنرال هالدن « ان الشيخ خيون لم يصغ لنداء الجهاد الذي اعلنه العلماء ضدنا ، واحتفظ بولائه لنا حتى الاخير » . و « ان جهود الشيخ المذكور كانت السبب الريئسي في عدم توسع الثورة وشمولها لمنطقة شط الحي ولكن وفي هذه الفترة نفسها وصل من النجف « الشيخ محمد نجل المجتهد الشيخ حبيب الله » حاملاً راية خظراء لاستنهاض القبائل فجمع حوله لفيفاً من المسلمين التابيعن لقبائل خفاجة آل ازيرج واهل الشطرة والقرى المجاورة وعسر بهم في « البطيخة وتبعهم جمهور كبير من « البو سعيد» «بني زيد» فمكثوا مع الثوار زهاء اربعة اشهر يهاجمون : الناصرية بين الفينة والفينة دون نجاح .الثورة في سوق الشيوخ :لم يكد رؤساء سوق الشيوخ وزعماؤها يتلقون انباء الثورة في الرميثة واطرافها حتى اعلنوا خصومتهم للسلطة الحاكمة فاضطر معاون الحاكم السياسي فيها الى ترك القصبة ، والفرار الى الناصرية وقد اطلقت عليه النار ذات يوم وهو في زورقه البخاري فنجا من الموت باعجوبة ، وتسلم الثوار ادارة القصبة ، ورفعوا العلم العراقي بدل العلم البريطاني على المؤسسات الحكومية وكونوا حرساً محلياً لحفظ الامر على نحو ما فعلوه في قلعة سكر والشطرة ثم جردوا قوة وطنية تمثل سوق الشيوخ والقبائل المحيطة بها وعسكرت في جبهة الناصرية الشرقية لتشديد الحصار على الحامية البريطانية المتجمعة فيها من اطراف اللواء واستمرت في المناوشات معها طوال ايام الثورة على شدة القصف الجوي الذي كانت قد تعرضت اليه .بوادر فشل الثورة :لما انسحبت الحاميات البريطانيةوالممثلون السياسيون في قلعة سكر والشطرة وسوق الشيوخ الى الناصرية ، تجمعت حول الناصرية جموع غفيرة من بني سعيد وبني زيد وبني ركاب ولفيف من خفاجة والازيرج وحجام وغيرها ، فكانت هذه الجموع تغير على معسكرات الجيش البريطاني في بعض الليالي وتوقع فيها بعض الاضرار ، ولكن عند انتهاء الثورة في الفرات الاوسط ذابت جبهة المنتفك قبل ان يحدث اي التحام منظم بينها وبين قوات الاحتلال كما حدث في اواسط الفرات ، وعاد الثائرون الى منازلهم لمجرد ان ترامت اليه الاخبار بانصراف اخوانهم ، فاصدرت سلطات الاحتلال في بغداد البيان التالي :« اشعر حاكم سياسي الناصرية في 17 تشرين الثاني ان الموقف في المنتفك اخذ بالتحسن وقد جاء الينا اربعة شيوخ من البو سعيد في الغراف . وقد كتب لنا موحان الخير الله يقول انه ينتظر ان يسود الامن في الطريق ليأتي الينا . وفاتحنا بالمفاوضة ثلاثة آخرون من كبار الشيوخ التي كانت قرب السكة والزعماء الآن في المدينة يتفاوضون مع الحكومة » .ويقول ايرلند في كتابه « وعندما ضغطت على امير ربيعة بدفع ما كان مستحقاً عليه من بقايا الضرائب في 1922 افاد بانه كان قد وعد من قبل البريطانيين في سنة 1920 بان يعفى من الضرائب لقاء مساعدتهم في ايقاف انتشار نيران الثورة في وادي دجلة وهو وحده الذي حال دون نشوبها هناك


التفاعل السياسي العام

لاشك ان المدينة كانت مع كل حدث في العراق او العالمين العربي والاسلامي بل والانساني متواجدة عبر المظاهرات او الكتابات لان ابناء المدينة كانوا على الدوام متابعين ومطلعين على مجرى الاحداث العالمية فكانوا بجانب المحرومين دائما .



الصراع الاسطوري بين النقيضين ( الناصرية والبعث )

لعل مدينةً لم ترفض ولم تقاوم البعث كمدينة الناصرية لاسيما بعد عسكرة هذا الحزب لذلك كانت رمزا للمقاومة عند كل ابناء العراق من شماله الى جنوبه حتى وصل الامر الى ان الاكراد في شمال العراق حينما يمسكون باسير من الجيش العراقي من ابناء الناصرية يتركونه وفاءا لعطاء هذه المدينة , لذلك كانت حصة المدينة من التدمير والبطش البعثي مهولة وبطريقة همجية من تجويع وتهميش وسجن وتعذيب وتجفيف وقتل فوصل الامر الى تغيير الخارطة الطبيعية والسكانية للمدينة لكنها ظلت على مقاومتها ولم تهدأ .


الانتفاضة الشعبانية المباركة ( 1991 )

من ابرز المحطات الجهادية للشعب العراقي (انتفاضة شعبان 1991)فبعد حربين دمويتين خاسرتين فرضت على شعبنا من قبل هدام العراق والعفالقة حيث فقد عراقنا المقدس ابناءه ونخبه وطاقاته وثرواته وحطمت بناه التحتية واغرق في ديونه الخارجية ,. في حين نجد ان ازلام السلطة وابناء العوجة يمرحون في سفاراتنا ويبددون ثرواتنا والاخرين منهم في قصور الطاغية او في اجهزة المخابرات المجرمة اما ابناء العراق فوقود لتلك المحارق العبثية , .فأستغل شعبنا الابي الخسارة المذله لهدام في حرب تحرير الكويت فأنطلقت ثلة من ابناء شعبنا المجاهد المتواجدين في (ناحية الطار)الواقعة في اهوار الناصرية ,حيث زحفت بثلاثة اتجاهات الاول الطار- الكرمة - سوق الشيوخ والثاني الطار-الفهود- والثالث بأتجاه البصرة ..حيث انقسم الاتجاه الاول بمسارين اولها (سوق الشيوخ ,الناصرية)غرب الفرات وثانيهما (سوق الشيوخ ,العكيكة ,الناصرية) شرق الفرات . علما انه كانت هنالك استعدادات للنخب الاسلامية والوطنية بأصدار منشورات تدعوا للانتفاضة والخلاص من الدكتاتورية وزعت في اواسط شهر رجب قبل الانتفاضة بشهر في مدينة الناصرية وبعض المدن العراقية الامر الذي حدى بأبناء العراق الغيارى في اكثر المدن العراقية بتقديم السلاح والمال والدعم المعنوي ,حيث كانت رغبة بعض المجاهدين بأنطلاق الانتفاضة في الاول من شعبان لكن الاخرين طلبوا التأجيل للتنسيق مع المعارضة الوطنية في الخارج لكن رد المعارضةتأخر مما حدى بالجماهير الاصرار على قيام الانتفاضة وتحديد ساعة الصفر بتحرير مدينة الناصرية من قبضة البعث ,ومن اجل تصحيح كل ماكتب عن الانتفاضة خلاف هذا هو غير دقيق حيث ان قادة الانتفاضة لازالوا احياء .فأنطلقت الانتفاضة يوم 14 --شعبان --1991 بأتجاهاتها الثلاث وكان ابناء الناصرية ينتظرون قدوم المجاهدين بعد ان سيطروا ليلا على بعض مراكز الشرطة ومنها مركز شرطة الساهرون , وفي الفجر صباحا وصلت مجاميع اخرى لاشعالها في البصرة والاتفاق كان عند ساعة الصفر هو تحرير مدينة الناصرية وكانت بداية الانتفاضة في حي الحسين والجمهورية والقرنة وكان دور ثلة من الوطنيين بالقيام بتحرير مدينة البصرة .. وصباح اليوم الثاني سيطرالثوار على جميع الدوائر الحكومية من اجل الحفاظ على ممتلكات الدوله الا ان بعض البعثيين قاموا بحرق الدوائر من اجل تشويه الانتفاضه.هنا يتبادر أهم الاسئلة الملحة من أوقف زحف الانتفاضة؟؟لماذا لم تنجح في اسقاط البعث؟؟نتائج الانتفاضة الشعبانية والاجابة بموضوعية تاريخية لابد من القول ان امريكا أجهضت الانتفاضة بدعم صدام من خلال السماح لطيرانه بالتحليق وتدمير المدن والثوار وكذلك ظرب المدن المقدسة بالصواريخ ..واستباحة المدن وابناءها في معتقلات الرضوانية والمخابرات والسجون الصحراوية ليقدم شعبنا أزكى الدماء



دور الناصرية في الحركة الرسالية الاصلاحية الصدرية ومرجعية سماحة الشيخ اليعقوبي دام ظله


مدينة الناصرية كانت ولازالت تفخر بكونها اولى المدن التي ساندت وعاضت هذه المسيرة المباركة للشهيدين الصدرين لاسيما السيد الشهيد الصدر الثاني قدس فكان مكتبه الشريف زاخرا بهذا التواجد المبارك لابناء المدينة واصبحت الناصرية من اولى المدن التي اقامت شعيرة الجمعة المباركة رغم البطش الصدامي العفلقي ورغم كون اغلب ابناء المحافظة مطلوبين في قضايا ضد الدولة انذاك , حتى روى البعض قولاً للشهيد الصدر قدس ما مضمونه : ( انه لولا وجود مسجد الكوفة المعظم لاقمنا صلاة الجمعة المباركة في مدينة الناصرية ) وارسل سماحة السيد الصدر قدس ولده الشهيد السعيد مؤمل الصدر ممثلا عنه الى المدينة . وبفعل هذه الحركة المعطاءة توافد المئات من ابناء المدينة على الحوزة العلمية الشريفة لدراسة العلوم الدينية والعمل كقادة ميدانيين في هذه النهضة المباركة .

اول مظاهرة ضد سلطة البعث بعد الانتفاضة الشعبانية

شهد المدينة اول مظاهرة علنية ضد النظام الصدامي بعد انتفاضة 1991 حينما اعتقلت قوات الامن الصدامي امام جمعة الناصرية انذاك ( اوس الخفاجي ) وصلت المظاهرة الى باب مديرية الامن مرورا باسواق المدينة وشوارعها فقامت الحكومة الصدامية بقمع المظاهرة بقسوة قل نظيرها ولم يهدأ الوضع الا بتوجيه من السيد الشهيد الصدر قدس .

وكذلك حدثت اضطرابات وتحركات كانت تفتقر الى القيادة المباشرة عقب استشهاد السيد محمد الصدر قدس .

مرجعية سماحة الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله

اكاد اجزم ان اولى المدن التي عاضدت وناصرت المرجعية المظلومة للشيخ اليعقوبي دام ظله هي الناصرية وفي وقت مبكر جدا حيث توجه الالاف من ابناء المدينة الى مدينة النجف الاشرف معلنين بيعتهم لهذه المرجعية المباركة والواعية وعلى شكل وفود متعددة وهذا الموقف انما نتج من تسامي الوعي في هذه المدينة ذات العمق الفكري ولازال ابناء هذه المدينة يشكلون عمودا اساسيا في عمل هذه المرجعية المباركة وفي مكتب سماحة الشيخ نفسه .حتى وصل الحال الى ان تجمع بين المرجعية وابناء هذه المدينة رابطة المصاهرة .

اولى المظاهرات المطالبة بالانتخابات بعد دخول الاحتلالين الامريكي والايطالي

شهدت الناصرية اولى مظاهرات العراق ضد الاحتلال وضد من تسلطوا على المدينة بواسطة الاحتلال وطالبت المدينة بانتخابات كانت هي الاولى في عموم العراق رغم رفض رجالات ( حزب الدعوة ) الذين استلموا حكم المدينة بالتعاون مع الايطاليين لكن غالبيتهم خضعوا لضغط الجماهير وسط دهشة المحتل الايطالي لمستوى التنظيم والصلابة لدى المتظاهرين . وكان ابناء مرجعية سماحة الشيخ اليعقوبي دام ظله هم المحرك والقائد لهذه المظاهرات بقيادة الشيخ ( اسعد الناصري ) رغم خطورة الموقف انذاك . وباشر ابناء المدينة حينها بتأسيس الجمعيات والمنظمات والصحف في نشاط ثقافي وسياسي مميز وليس بغريب على مدينة بهذا العمق من التأريخ .

ولازالت المدينة تُعد المعقل الرئيسي لقاعدة المرجعية الواعية الرسالية الناطقة بالاضافة الى مدينة البصرة .


مدن المحافظة

شمال المدينة

الشطرة – الغراف – الدواية – النصر – الرفاعي – قلعة سكر - الفجر

الشطره هي ثاني اكبر قظاء في العراق ويتمثل هذا الشي في المساحه الشاسعه التي تشغلها والكثافه السكانيه الكبيره الناتجه من العدد الكبير من العشائر التي تقطنها والقرى والنواحي التابع لها. اظافه الى المدينه نفسها.
وصفوها بـ (لؤلؤة مابين النهرين)تعد الشطرة مع قلعة سكر والرفاعي والنصر، واحدة من المدن الأربع التي تغفوعلى ضفاف نهر الغراف، وتشكل مجتمعة الثقل السكاني والمحور التجاري والسياسي لمحافظة الناصرية..بل تشكل هذه المدن جغرافيا وتاريخيا،بداية التأريخ الإنساني والحضاري الذي سمي على اساسه مفهوم المدينة.فقد نقش أول حرف على طينها، وكتبت أول مسلة على إزار تمثال الملك جوديو ، وتشكل أول برلمان في التأريخ وهو برلمان مدينة لجش.... وبين الشطرة وحولها، ما زالت تتناثر التلال و ( اليشن) وهي تؤرخ حضارات سادت ثم بادت.. ممالك لجش، ولارسا، واسن وغيرها من دويلات المدن وشواهد الممالك السومرية المتعاقبة... تتداخل تلك المدن الأربع ، جغرافيا واجتماعيا وتكاد تشترك في تأريخ واحد، وتسكنها نفس العشائر، واشتركت، ولا تزال بنفس المعاناة والبؤس والتطلعات.. بل ان المثقف والسياسي والعالم، الذي صادف أن ولد في احدى تلك المدن ، يكاد يكون قد درس في معظم مدارسها . أو ترعرع فيها ، ولذا تجد فيها جميعا، هوية السيد عبد المهدي، أو الدكتور حكمت الشعرباف أو رسول الوسواسي او الدكتور عادل عبد المهدي ،أو الدكتور موفق الربيعي.. و الصيدلي مرزة محمد الدكتور جليل العلي والدكتور هادي الحمداني والدكتور عبد الرزاق مطلك وزامل سعيد فتاح وخالد الشطري. وعبد الواحد الهلالي... والباحث حسين الهلالي.. وحضور داخل حسن و حضيري أبو عزيز...أو المدارس التي درس فيها حسين الجليلي و حسن العتابي.وعبد الحسن عيسى وعبد جياد والشهيد محسن وارد، وتلك التي تأسست فيها أول تجربة مسرحية على مستوى مدرسة القرية في الخمسينيات من القرن الماضي !! أو مبدعي المسرح كرائدة الفن الملتزم؛ زينب..وبهجت الجبوري وحيدر منعثر.. والمصور الفطري المبدع أبو شكري.. أو ملاعبها التي ولد فيها أحد أبطال العالم برمي الثقل..علي هداد. وهادي جياد بكرة السلة وجاسم الصباغ بالساحة والميدان .كل تلك الأماكن هي لأولئك المبدعين، وغيرهم ممن لا تكفي السطور لذكر أسمائهم.عمران سببه التنافستقع الشطرة على ضفاف شط سمي باسمها، يتفرع من نهر الغراف قبل سدة البدعة.. وتكاد المدينة تلتصق بالبدعة نفسها والتي تبعد عن مركزها بثلاثة كيلومترات فقط..أنشئت بشكلها الحاضر أواخر القرن التاسع عشر..لتكون مركزا حضريا وتجاريا لسكان المناطق المحيطة بها والتي كانت تغلب على تكوينها الجغرافي ، الأهوار.. بعد انحسار المستنقعات وإنشاء سدة البدعة..أخذت المدينة بالتوسع وأخذ الموسرون من أبناء الريف وشيوخها ببناء مساكن لهم فيها..كما هاجرت لها الطبقات الفقيرة بحثا عن العمل وكذلك استقر فيها الحرفيون والتجار من مدن أخرى ونمت فيها المؤسسات الحكومية، وذلك بسبب الكثافة السكانية وكثرة العشائر المحيطة بها وتنوعها...فأصبحت الدوائر الحكومية ، وفي مقدمتها السراي والمستشفى ، تشغل الجانب الأيسر من المدينة..وشغل السوق المسقف والمحلات التجارية والجامع الكبير الجانب الأيمن منها..وبانتقال شيوخ العشائر للسكن فيها، في النصف الأول من القرن الماضي..أخذت بعض المعالم العمرانية تبرز في المدينة . فقد شيد شيخ قبائل العبودة ؛ الحاج خيون العبيد، قصره الفريد على الضفة اليمنى.. تلاه إنشاء الجسر الثاني في المدينة مقابل القصر، والذي سمي آنذاك ( جسر خيون).. ثم قامت البلدية بشق شارع ثالث في المدينة مواز لضفتي الشط ، وقد سمي شارع الكص..فأصبحت المدينة مكونة من ( صوبين) ؛ صوب الكص و صوب الحريشيين نسبة إلى عشيرة الحريش ، الذين سكنوا الجانب الأيسر من المدينة.. كذلك استقرت عوائل كردية في ذلك الجانب حيث سمي الشارع بـ(عكد الأكراد)..كما استقرت مبكرا عوائل من الطائفة المندائية ليسمى شارعهم بـ( عكد الصابئة)..الذي كان يطل على الشط ..حيث الماء الذي يشكل جزءا مهما وأساسيا من طقوسهم الدينية والروحية وثله عكد البغادة..وبذا أصبح النسيج الاجتماعي والثقافي للمدينة يشبه الفسيفساء، وأخذت المدينة بالتوسع وازداد العمران فيها وسكنها خليط من أبناء عشائر المنطقة..إلا أن مكانة شيوخ العشائر فيها وحظوتهم لدى الدولة آنذاك خلقنا تنافسا بينهم وبين الشيوخ الآخرين في المدن القريبة ، اذ كان الشيوخ يتبارون بها آنذاك ببناء القصور وتطوير مدنهم..أسوة بالبرجوازية الوطنية في مصر التي كانوا يزورونها..تلك الصفة التي افتقدتها الطبقة في أجيالها اللاحقة.. فكان قصر موحان في الرفاعي، وقصر الحاج ارزيج في الغازية؛( النصر لاحقا)، وقصر بلاسم في الحي..قصور بنيت وظلت على ماكانت عليه لحد الآن هدم البعض منها وتلاشى، مثل، قصر محمد العريبي في العمارة وقصر محمد العبد الله في الحي ..مع أنها أصبحت من الرموز التراثية في المنطقة.. تلك المنافسة أدت إلى زيادة العمران وتطوير المدينتين،هذا، إلى جانب العوامل الموضوعية الأخرى... لكن الشطرة أصبحت أهم المدن بعد الناصرية من حيث الثقل البشري والاقتصادي..ثم أصبحت الحركة الثقافية تنمو وتزدهر فيها بشكل مميز..تميز في الابداعمن المعالم التي كانت تتميز بها المدينة مدارسها الأربع، وهي مدرسة العباسية، وأشهر مديريها السيد هاشم فليفل ومدرسة النهضة وأشهر مديريها طالب حنوت، ومدرسة الشطرة الأولى وأشهر مديريها محمود الجبوري، وثانوية الشطرة ومديرها المعروف مهدي الياسري..تلك الثانوية ذات التأريخ العريق.. كانت تزين واجهة قاعة المسرح فيها الآية الكريمة ( وقل رب زدني علما ) بخط الرسام المبدع والخطاط الشهير ماجد النجار.. لقد كانت تلك الثانوية ساحة سباق!! تتبارى فيها مدارس المدينة، معلموها وطلابها، لعرض نتاجهم الفكري ونضالهم المكتوب شعرا وخطابة..وعروضا مسرحية، في موسمين من كل عام.وكان للفنون التشكيلية في المدينة موسم وللنتاج الموسيقي موسم..أما الحركة التشكيلية فقد برز فيها الكثيرون أمثال ماجد النجار و حسين الهلالي.. ناهيك عن الموسم الرياضي السنوي ، وبكل أشكاله ولعبه .. كانت تلك الفعاليات في الشطرة تضاهي إن لم تكن تتجاوز ما يقام في مركز الناصرية..حيث التنافس بين المدينتين كان قائما على جميع الأصعدة.. وبالأخص في مجال الإبداع والتحضر ..والنضال السياسي.. كما انشيء آنذاك المخيم الطلابي في البدعة والذي صار متنفسا للطلاب في سفراتهم، يقصدونه من أرجاء المحافظة !!..يضاف إلى تلك المعالم ، مكتبة الشطرة التي كانت تحوي الكنوز من المخطوطات والكتب ..والمتميزة بقاعاتها وحسن إدارتها وتدبيرها وأرشيفها.ومكتبة الغراف التي تأسست في ثلاثينيات القرن الماضي ودورها الرائد في نشر الثقافة لصاحبها عبد الحميد ناصر.ففي الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي، كانت المدينة مركزا حضريا بكل ما تعني الكلمة..والوحيدة التي توجد فيها تجارة الجملة..وشركات نقل البضائع والمسافرين، وذلك لكثافة السكان التي اخذت تتزايد ولخصوبة الأراضي المحيطة بها ووفرة غلالها..و كان لوجود ناظم البدعة قربها الأثر البليغ..فقد أنشئت في أراضيها أول مزرعة حكومية رائدة بعد ثورة 14 تموز.... كذلك أنشئت في أطرافها بداية الخمسينيات أول ثانوية مطورة للزراعة.ذاكرة حميمية زاخرةكانت الشطرة في نهاية العهد الملكي وبداية العهد الجمهوري، من أجمل المدن الجنوبية موقعا وعمرانا..حيث يخترقها النهر ليشطرها إلى شطرين..وتحيطها البساتين من كل صوب ، بل البعض منها يتوسط المدينة ، حيث أرضها الخصبة.. وكان يغلب على محاصيل تلك البساتين النخيل والرمان..و كل بيت يكاد لا يخلو من النخل.. شوارعها معبدة .. ومجاريها مسلطة ونظيفة دوما ، حتى تلك التي تتوسط السوق المسقوف، وكان عمال البلدية يجهدون ليلا ونهارا بالمحافظة على نظافتها ..بل ان منظر سيارات البلدية وهي تغسل الشوارع صباحا ومساء، من المناظر التي لا تفارق الذاكرة..كانت المقاهي على ضفتي الشط الذي يشق المدينة، تنشر أرائكها على رصيف النهر وجانبي الشارع العام في كرنفال جميل يزين المدينة في أماسيها وأضوية المصابيح تتراقص على صفحات ماء الشط لتعطي منظرا أخاذا يغري الجالسين بالسهر إلى ما بعد منتصف الليل..كانت هناك مقاه مشهورة، كل منها تقابل الأخرى على ضفتي الشط ومنها مقهى وحيد ومقهى عبيد..وكان الناس يسهرون فيها يلعبون النرد..ويناقشون الأوضاع السياسية..ويتبارون بالشعر.. ويشبعون التأريخ أما في أوقات العصر..فقد كانت معظم عوائل المدينة تخرج تتمشى على ضفة النهر مشيا إلى منطقة الحاوي جنوبا أو إلى مرقد العباس أحد أبناء الإمام الكاظم (ع) ثم تعود في المساء منشرحة..مدينة كان قد وصفها الحاكم الانكليزي الذي أدارها للفترة 1918ـ 1920 ب (لؤلؤة مابين النهرين) وللمدينة وجه اجتماعي مميز يتداخل فيه الطابع العشائري بصفاته المشرقة المتميزة بالكرم والشجاعة والنخوة..والطابع المتحضر المتعطش للمعرفة والثقافة..ولذا ترى أن مجالسهم يؤمها الشيوخ والطلاب والمتعلمون ورجال الدين.. يتناولون في أحاديثهم شتى جوانب..المعرفة..وكل منهم يكاد لا يخلو من حصيلة يحرص على تنميتها وصقلها.. كانت الدواوين المشهورة آنذاك؛ مكتبة العلامة الشيخ إبراهيم الكرباسي ،و ديوان الشيخ خيون العبيد ، وديوان الشعر باف وديوان الحاج مزهر نجم وديوان السيد طارش السيد محمد، وديوان الشيخ عليوي الحسن ..وكثيرة تلك الدواوين وأصحابها النجباء.. تلك المدارس التي تعلم فيها ونهل منها الكثير من أبناء ذلك الجيل من علم وأدب.. وأخلاق وفضائل..
العدنانية وموسكو الصغرى وام الشعراء والمعرفة والشاهينة وعروس بين النهرين اسماء اشتهرت بها مدينة الشطرة اكبر مدن الناصرية التي تطرزت جوانبها بالبساتين والنخيل وتحاذيها من الجنوب مدينتا الغراف والناصرية 42 كم وشمالا ناحية النصر 5 كم اما من الشرق والغرب فتحاذيها القرى والارياف وتعد الشطرة من المدن العراقية التي سعت الى التحضير والتمدن بعد مدينة الكوت في مناطق الجنوب والفرات الاوسط كما يشير الرحالة البريطاني هود في كتابة (مدن العراق)ويصفها الرحالة الالماني هزبر ويت الذي زار العراق 1922م بكرخ ورصافة الجنوب. سميت بالشطرة لان النهر الذي ينشق من نهر الغراف عند وصوله سد البدعة الواقع شمال المدينة يشطرها الي شطرين.ويعود تأسيس المدينة الى جفاف نهر الغراف 1787م حيث سبب الجفاف هجرة العديد من سكان النهر الى الشمال بحثاً عن الماء بقيادة عدنان بن ناصر الاشقر ابن مؤسس مدينة الناصرية واستقوا بجدول الخليلة أي الشطرة اليوم وسميت حينها بالعدنانية نسبة الى عدنان بن ناصر.ويشير الاستاذ ابراهيم الشطري في كتابه الموسوم تاريخ الشطرة بين عقدين الى اتساع المدينة في بداية القرن العشرين ابان دخول الجيش البريطاني الى العراق حيث اوعز الجنرال البريطاني ويليم توفيس باعمارها الى المهندس دان هومرت الذي رافق البريطانيين في دخولهم العراق، وسعى المهندس الى بناء المدينة على الطراز الالماني وقام بإعادة اعمار دار الحكومة والمخفر التي بناها الوالي العثماني اسماعيل في الضفة اليسرى بعد السيطرة على المدينة وطرد السعدونيين الذين كانوا متنفذين على مفاصلها بشكل واضح 1849 وبعد ذلك بنت القوات البريطانية قصر الشيخ خيون احد وجهاء المدينة وشيخ اكبر عشيرة فيها (آل عبيد) وجسر يقابل القصر يعبر الى الجهة اليسرى مع بناء محكمة وقائمقامية وناد للموظفين ومدرسة ومجسرين للعبور المشاة.الباحث قصي جويد (34) قال لـ(المدى): امتازت الشطرة بتصميم متميز عن باقي المدن العراقية ففي رسمها البدائي كانت مبعثرة الإطراف وغير واضحة المعالم وليس فيها دلالات على ظاهرة التمدن ولكن بعد إعادة تصميمها في بداية القرن المنصرم اصبحت قريبة الى الطراز الغربي وتوفرت فيها اغلب متطلبات التمدن، عرفت الشطرة، بدورها الرائد في الوسط الثقافي فقد اردفدت الساحة الثقافية بالعديد من المسرحين وكتاب القصة والسياسيين والممثلين والصحافيين والخطاطين الذين لعبوا دورا مهما في الثقافة العراقية.مدينة الحب:هكذا يعبر عنها مازن حميد (26) طالب جامعي في حديثة معنا فقال: تطبع بصمات ثغرها فوق جبين ابنائها وهي مساحة من وطن تلاحقه ايقونة الخوف فيها نشعر بالحب وضياء المطر هي مسافرة دائما اهلها ومستقبلها نحو المستقبل وهو الذي ينتظرها في الفجر ومع تطريز غسقها لتلال ليلها المنسم بالحب والطمأنينة والحزن أيضا ليشع عطرها المنسوج فوق سنونو الشعر وسندل الشوق واهات الجياع من اهدابها البيض وليلها الساحر وهي مدينة للحب والمودة.وعن الحركة التجارية في المدينة قال: حميد عكلة (48 سنة) احد اصحاب المحال في سوق الشطرة: ان المدينة تشهد انتعاشاً تجارياً كبيراً وهي: بطريقها الى ان تكون جسرا تجاريا بين المحافظات الجنوبية وبين محافظات الفرات الاوسط نظرا لموقعها الجغرافي المتميز.ويشير الباحث الاجتماعي فوزي المعني (36 سنة) الى الترابط الوثيق بين العوائل الشطرية التي حافظت على الاواصر القوية حيث تتميز العوائل الشطرية بحيوية التعاون والتسامح فيما بينها والحفاظ على روح المحبة الدائمة
و مدينة قلعة سكر هي أكبر النواحي في العراق التابعه إلى محافظة ذي قار تأسست عام 1863 ميلاديه . وتقع قلعة سكر على ضفاف نهر الغراف الذي يتفرع من نهر دجلة الخالد عند مدينه الكوت (محافظة واسط) ويمر باراضي محافظة واسط ومحافظة ذي قار وينتهي عند الناصريه سميت بهذ الاسم وذلك لانه في بداية التأسيس بنيت بنايه طينيه تشبه (القلعه) وبانيها رجل بدٌوي يسمى سكر المشلب فسميت بقلعة سكر إلى ان اتسعت واصبحت مدينه ثم قضاء في العهد الملكي تم تحولت إلى ناحيه سنة 1928 لحد هذا اليوموعدد سكان المدينه اليوم يتجاوز المئة الف نسمه. وهي من المدن التي فيها الاثار السومريه مثل تل الكحلاءو تل أبو عمود بالقرب من منطقة عكيل.اما موقعها فهي تقع وسط بين اربع محافظات من الشمال مدينة الكوت ومن الجنوب مدينة الناصريه ومن الشرق مدينة "العمارة" ومن الغرب مدينة الديوانية. وتبعد عن مدينة الناصريه ب100 كم وعن بغداد ب 260 كم .اما مناخها فهو معتدل وهي منطقه زراعيه ومدينه حالمه حيث البساتين على ضفاف الغراف كثيره وكانت القلعه مشهوره بزراعة الرمان المميز ذو المذاق الحلو , من عشائرها الكبيره عشائر ال حميد و عكيل وبني ركاب .وابناء المدينه اكثرهم من اصحاب الشهادات العليا وهي مدينةكبيره تضم بين ابنائها اقليه من الاكراد ويوجد حي باسمهم ( حي الكرد) و العرب .الشيعه الغالبيه العظمى وهي من اول المدن العراقيه التي اشتركت ب ثورة العشرين وانتفض ابنائها وعشائرها ضد الاحتلال البريطاني وكانت المدينه محط انظار الكثير
و ناحية الفجر تقع في القسم الشمالي من محافظة ذي قار وتكون عل مفرق طرق بين اربع محافظات عراقيه هي بين العماره والديوانيه والكوت و الناصريه وتبتعد عن مدينة قلعة سكر حوالي 15 كيلو متر يرجع تاريخها إلى ماقبل ثوره العشرين وتكثر بها المواقع الاثريه مما يدل على انها مدينه يعود عمرها إلى الاف السنين يقسمها نهر الغراف إلى شطرين ويسكنها سكان من القبائل بني ركاب الذين يمثلون الا كثريه بها وتكون ايضا موطن إلى عشائر حجام والمراشده والساده الزوامل تمتازهذه المدينه بالكرم والطيبه والمدينه يسكنها الذين يتكون من الصابئه والسنه والشيعه الذين يمثلون بها اغلبيه والاكراد ولها امتياز اخر فريد من نوعه بالنسبه للمناطق الصغيره هو كثرة حملة الشهاده الجامعيه بنسبه عاليه جدا ونسبه المتعلمين فيها اي حمله الشهاده الاعداديه تجاوزت السبعين في المئهوتمتلك حس وطني كبير اذا وقفت بوجه الطاغيه صدام حسين وجعلته يعد العده لها رغم صغرها واخيرا سميت من قبل اتباع مقتدى فجر الحسين بعد تغير حكم العراق بعد ماكان اسمها من قبل الفجر او السويج بين قوسين سويج شجر اي نسبه إلى الشيخ شجر النهوض شيخ مشايخ الفجر من بيني ركاب وكانت قرية الغجر الكاوليه القريبه من ناحية الفجر موجوده الا ان أبناء الفجر الغيارى قاموا بطرد الغجر
و النصر .. اقترنت مدينة النصر الجنوبية اضافة الى موقعها الجغرافي المتميز ومكانتها التجارية بكونها موطناً لاثنين من عباقرة العراق هما المفكر العراقي(عزيز السيد جاسم) والعالم النووي(رحيم عبد كتل)هذه المدينة تجمع فيها التاريخ والجغرافية والحضارة والفن والادب وتميزت بكثرة آثارها حتى بدت مثل جزيرة عائمة فوق بحر من الاثار التي يعود تاريخها الى فجر الحضارة السومرية في حدود الالفين الرابع والثالث قبل الميلاد.يقول الباحث في تاريخ ناحية النصر(سلمان السيد رشيد) ان البعض قد أخطأ ربما عن عمد في وضع كلمة(القرية) امام اسم(الغازية) وذلك لان الغازية وفي عملية التأسيس (البناء) قد ولدت كمدينة مختلفة في نمطها المعيشي وتخطيطها المدني وطبيعة الحياة المستقرة فيها عن القرية، وهذا الخطأ الشائع قد جاء على التصنيف الحكومي الذي يقسم المناطق السكانية ادارياً من القرية ثم الناحية والقضاء..الخ.وبما ان (الغازية) لم تتحول الى وحدة ادارية(ناحية) حتى العام 1953 فقد استدلوا على ان(الغازية) وقبل ذلك التاريخ كانت قرية وهذا الرأي بالطبع غير معقول ويفتقر الى العلمية وذلك لان الحكومات كانت ومازالت تعتمد في حكمها وتقييمها على المدن معياراً يفتقر الى الدقة والنزاهة اولاً والبيروقراطية الادارية والاهمال مع التمييز ثانياً اذ ربما لو كان الموكب الذي مر امام قرية(سويج شلبان) للملك(فيصل الثاني) قد حدث قبل ذلك التاريخ لكانت(الغازية) قد تحولت ادارياً الى(ناحية) منذ ذلك الوقت.الغريب ان العديد من ابناء المدينة الذين قد هاجروا الى بغداد وسطع نجمهم هناك في مجالات ثقافية وادبية وفنية كالاستاذ الشهيد عزيز السيد جاسم والفنان طالب القرغولي وغيرهم كانوا يصرون على وصف(الغازية) بالقرية مع نعتها(بالهادئة)و(الوديعة)و(الحالمة) وغيرها من الصفات التي كانوا يحاولون الايحاء بأنهم قد خرجوا من(رحم الفقر والمعاناة) وعاشوا في تلك القرى البائسة وذلك من اجل الترويج للعصامية والنجاح والاجتهاد رغم ان هجرتهم في زمن كانت المدينة قد اكتملت في توسعها وترسخت ملامحها حتى انها تحولت الى(ناحية) منذ اكثر من(15) عاماً.وتابع فقد اراد البعض ارجاع ضيفة الاسماء السابقة التي كانت تطلق على المدن والقرى انذاك وهي تقدم كلمة(سوق) او(سويج) امام هذا الاسم الجديد(الغازية) فبرز هذا الاسم(سوق الغازية او الغازي) او(سويج الغازية) عند اهالي الريف وفي احسن الاحوال يقال لها(الغازية) فقط.تأسيس مدينة النصريقول سرحان الركابي أحد مثقفي المدينة: انه في حدود العام 1937 تقريباً أنشئت المدينة رسمياً بعدما نزح قسم من سكانها الى الصوب الغربي من المدينة وقد ازدهرت بشكل سريع ونمت كثيراً حتى اصبحت من المدن المهمة في فترة قصيرة حيث سميت في بادئ الامر(بالغازية) نسبة للملك غازي ملك العراق في ذلك الوقت ولايعرف سبب تسميتها باسم الملك غازي لكن تشير بعض الاراء والاحاديث الى مرور الملك عبر اراضيها ولقاء بعض اهلها ما دعاهم الى اطلاق هذه التسمية على اسمه تيمناً به لكن بعد ذلك تغير الى اسمها الحالي(النصر) بعد حصول ثورة 14 تموز 1958 بعد ان اختار السكان هذا الاسم ابتهاجاً لهذه الثورة ومن المعلوم ان سكان المدينة انذاك كانو منقسمين بين تيارات عدة وقد نمت بين اروقتها الكثير من التوجهات السياسية وكان لسكانها دور لاينكر في تغيير مسار الاحداث انذاك.ويضيف الركابي ان من اهم مايحسب لهذه المدينة انها كانت موطناً لاهم عبقريين في تاريخ العراق الحديث فقد ولد فيها المفكر العراقي(عزيز السيد جاسم) الذي عرف بكتابه(علي سلطة الحق)و(محمد الحقيقة العظمى) وكتب ومؤلفات فكرية كثيرة وربما تعد روايته (الزهر الشقي) اول اثر ادبي تناول بعض احداث المدينة التي بقي تاريخها بعيداً عن اعين الموثقين.اما العالم النووي(رحيم عبد كتل) هو اهم عالم عراقي نووي في تاريخ العراق وله دور بارز في انشاء منظمة الطاقة النووية العراقية وساهم بشكل كبير في بناء البرنامج النووي العراقي وتطويره الامر الذي اثار حسد الكثير من الاطراف أدت الى تعرض هذا العالم الى عملية اغتيال دنيئة للقضاء على الابداع والكفاءات العراقية حيث اتهمت اطراف متعددة في عملية الاغتيال.اليشماغ العراقيوتعد تماثيل(كوديا) التي يظهر بها مرتدياً اليشماغ الذي يمثل فيه اقدم نموذج ظهر فيه هذا الزي العراقي الاصيل الذي اعتاد لبسه العراقيون لكونه يعطي شيئاً من القدسية وشكلاً من اشكال التقاليد القبلية المتوارثة انطلاقاً من طقوس دينية قديمة وربما لهذا الامر علاقة بوجودهم على مقربة القبور التي انتجت طقوس اجتماعية تمارسها عامة الناس حيث يمثل اليشماغ فالاً حسناً حسب اعتقادهم وبما يحتويه من رسوم للاسماك التي تجلب الخير وللصيد الوفير ومن المعلوم ان سكان المنطقة الى الوقت الحاضر يعتزون بنسب اليشماغ كما هو ديدن سكان العراق الاصليين ربما هذا يعود ارتباطاتهم بأرثهم السومري القديم...معركة البطنجة ومؤتمر المصيفيلقد استمر تاريخ المدينة حافلاً بالاحداث المهمة فقد شهدت هذه المنطقة نزاعات وحروباً كثيرة ولعل اشهر الاحداث التي ارتبطت بهذه الارض معركة البطنجة ومؤتمر المصيفي لمقاومة القوات البريطانية. حيث يشير الباحث التاريخي باسم محمد حبيب، الى ان معركة البطنجة التي دارت بين ابناء العشائر وقوات لاحتلال البريطاني للعراق انذاك كان لسكان المنطقة مشاركة فاعلة في هذه المعركة وثقتها المصادر المعاصرة كما شهدت المدينة حدثاً سياسياً مهماً وهو عقد مؤتمر(المصيفي) الذي ضم زعماء عشائر ووجهاء من اهل المنطقة كان من ابرزهم سيد عبد المهدي المنتفكي والد نائب رئيس الجمهورية العراقي الحالي الدكتور عادل عبد المهدي حيث شدد المجتمعون على مقاومة القوات البريطانية وعلى ان يكون لاهل المنطقة دور في صناعة القرار السياسي ويشير الباحث الى ان الاراء التي طرحت بشأن عزم المجتمعين من زعماء القبائل المقاومة هو شيئ مبالغ فيه كون المجتمعين قرروا في ذلك المؤتمر عدم مقاومة الوجود البريطاني، وكانت هناك مساع حثيثة بذلت من قبل زعماء القبائل انذاك لاجراء اتصالات مع القادة البريطانيين من اجل حفظ مصالح المجتمعين بدليل ان هذه المنطقة لم تشهد اية ثورة ضد البريطانيين وحتى احداث ثورة العشرين لم يثبت ان لهذه المنطقة دوراً فيها اما مااشيع عن المؤتمر من كونه اراد مقاومة الوجود البريطاني والعمل على محاربتهم فضلاً عن الحقيقة التاريخية اذ لم يكن المؤتمر الا من اجل تحسين صورة المجتمعين وخشية ان ينظر الى عملهم على انه ضد الشعارات السائدة انذاك.أول ثورة للفقراءوتابع حبيب: هذه المنطقة شهدت حصول اول ثورة للفقراء والاحرار في التاريخ حيث تشيرالنصوص التاريخية الى تمكن الفقراء والاحرار من تسلم السلطة في المدينة بعد انقلاب برلماني سلمي فجاء المصلح(اورو أنمكينا) الذي اصدر اقدم اعلان لحقوق الانسان عرفته البشرية الامر الذي اثار غضب الطبقة الغنية التي لم تقبل بذلك واعلنت حرباً شعواء ضد الفقراء والاحرار في لكش قادتها(أوما) خصم لكش القديم وانتهت بأنهيار هذه الثورة وسقوط سلالة لكش الاولى لكن هذه المدينة ازدهرت مرة اخرى في عهد(كوديا) الذي عرف ببساطته ولبسه لليشماغ العراقي. حفر نهر الغرافوتشير المصادر والمعلومات المتوفرة على ان احد ملوك لكش واسمه(أنتيما) قام بحفر نهر الغراف بجوار دويلة(لكش ) من اجل انهاء مشاكل الحدود مع دويلة(أوما) التي تسببت بنشوب واحدة من اطول الحروب في ذلك العصر دامت اكثر من مائة عام وبالتأكيد كان لهذه الحرب الطويلة نتائجها الخطيرة على اوضاع المدينتين وعلى اقتصادهما الذي يعتمد على الزراعة فكان هذا العمل الجبار الذي كان له دور في احياء منطقة كانت تعد من الصحارى ولو قارنا طول هذا النهر بالوسائل البسيطة المعتمدة في حفره لادركنا عظمة هذا الانجاز الذي ربما يضاهي قيمته بناء(الاهرامات) في مصر خصوصاً وان بناء الاهرامات جاء من اجل الملوك فيما جاء حفر نهر الغراف من اجل الناس
و الرفاعي .. إنَّ التوصّل لمعرفة تاريـخ مدينة الرفاعي يرجع بنا الى أسفار التاريخ السومري والى القرن الثالث قبل الميلاد فارض هذه المدينة تحديداً كانت ساحة لمعارك فاصلة بين دولة لكش ودولة اوما (جوخة) فكانتِ المياه سبباً أساسيا لكثرة هذه النزاعات ويوم كانت دولة لكش السومرية ومدنها الثلاث تعتمد على مياه الفرات التي تصلها من خلال قناة تمر بمدينة جوخهإنَّ التوصّل لمعرفة تاريـخ مدينة الرفاعي يرجع بنا الى أسفار التاريخ السومري والى القرن الثالث قبل الميلاد فارض هذه المدينة تحديداً كانت ساحة لمعارك فاصلة بين دولة لكش ودولة اوما (جوخة) فكانتِ المياه سبباً أساسيا لكثرة هذه النزاعات ويوم كانت دولة لكش السومرية ومدنها الثلاث تعتمد على مياه الفرات التي تصلها من خلال قناة تمر بمدينة جوخه فلم تتفق كل منهما على تسوية تلك النزاعات إلا في عصر الملك (انتمينا)ملك الكش حيث قام بعمل عظيم وجبار وهو شق نهر لمملكته من نهر دجلة ( وهذا النهر هو الغراف وبذلك ساهم بإحياء تلك الأرض الممتدة من مركز مدينة الكوت حتى تخوم مدينة الناصرية عنده بدأت عملية الاستيطان على ضفاف النهر وعلى امتداد التاريخ بدأت الحواضر بالظهور،والرفاعي واحدة من هذه الحواضر التي بدأت بالتكوين فارض هذه المدينة يسبر غورها نهر الغراف ويشطرها الى قسمينالمدينة الغافية على وسائد اوما ولكش يملأها الفخر وتكتنفها العزة لان تكون وريثة سلالة سومر الثالثة فهي في تكوينها ولازالت تحاصرها تلالها التاريخية( تل السيدية وتل المحليكات وتل كبيبة) كما ينتصب وسط المدينة تل رابع هو تل (أبو خشيبة)هذه التلول لم تنقب لحد الآن والتي تضم تحت أنقاضها قوانين ومكاتب أول الحضارة البشرية فمملكة لكش كانت لها بداية التشريع في قوانين حيث سبقت الحضارة البابلية .نهر الغراف في التاريخالغراف نهر لم يشق السهل الرسوبي بشكل عفوي أو من جراء فيضان أو انحدارات مائية أو سيول جارفة بل جاء حفرة نتيجة حاجة اقتضتها ضرورات الحياة في الحصول على الماء .وهر الغراف النهر الذي يتفرع من شمال مدينة الكوت منحدرا نحو الجنوب مار بمدن الموفقية والحي في محافظة واسط والفجر وقلعة سكر و الرفاعي والنصر حتى يتفرع شمال مدينة الشطرة وهما شط البدعة ونهر الشطرة في محافظة ذي قار تاريخ النهر :- الغراف وليد دجلة الخير يزهو بجريانه ويسقي أرضه الطيبة المعطاة والتي كانت ولا تزال موطنا حضاريا عريقا مزدهرا _ عذب المذاق يسير في هذه الأرض كسير الحياة لذا يرجع البعض تسميته _بشط الحي ) كونه يسير كمسير الحية .في العهود السومرية وفي تلك العصور تشير الدلائل إن الدولة لها اضطلاع بالمشاريع الخاصة بالرأي على المستوى العيني والمستوى الفكري فعلى المستوى العيني نلاحظ العاهل(أور – نينا ) يقوم بحفر الاقنية ليجعل مياهها موقوفة على الإله (انليل ) اله سومر الأكبر (1) ومن جاء من بعده من الملوك ، إن سهول دجلة والفرات الناشئة عن تراكم الطمي فيها . هي أكثر السهول عالم خصبا ونماء شرط إن تروي على الوجه الصحيح
و الغراف والدواية .. تلك المدن التي تحمل عبق التاريخ البعيد وثورات التاريخ القريب ضد الاحتلالات المتعاقبة حيث اذاقت الغزاة ما لن ينسوه ولازالت معطاءة بابنائها وعشائرها بناءا وجهادا وعلما وسياسة ونهضة ووعي .

جنوب المحافظة
سوق الشيوخ – الفضلية – الطار – كرمة بني سعيد – العكيكة
أسماها السومريون (سوك مارو) أي سوق الحكيم و أطلالها (ايشان) كبقية المدن السومرية المندثرة في جنوب العراق. يقول الرواة ان سوق الشيوخ نشأت على مرتفع واسع من الارض او تل كبير وعلى إحدى اليشن السومرية القديمه حيث وجده بعض الباعة من أبناء الارياف القريبه منه خير ساحه لمبادلة البضائع المختلفة وكان يعرف بتل الاسود ثم بعد ان بنيت علية عدة دكاكين من طين او القصب وثمة شخصيات عامة علمية وإجتماعية خرجت من صلب هذه المدينة ..
ولهذه المدينة ونواحيها تاريخ حافل بالعلم والجهاد والحضارة والادب .
وتزعمت المدينة جنوب العراق لمدة طويلة من الزمن .
الثورة في سوق الشيوخ :لم يكد رؤساء سوق الشيوخ وزعماؤها يتلقون انباء الثورة في الرميثة واطرافها حتى اعلنوا خصومتهم للسلطة الحاكمة فاضطر معاون الحاكم السياسي فيها الى ترك القصبة ، والفرار الى الناصرية وقد اطلقت عليه النار ذات يوم وهو في زورقه البخاري فنجا من الموت باعجوبة ، وتسلم الثوار ادارة القصبة ، ورفعوا العلم العراقي بدل العلم البريطاني على المؤسسات الحكومية وكونوا حرساً محلياً لحفظ الامر على نحو ما فعلوه في قلعة سكر والشطرة ثم جردوا قوة وطنية تمثل سوق الشيوخ والقبائل المحيطة بها وعسكرت في جبهة الناصرية الشرقية لتشديد الحصار على الحامية البريطانية المتجمعة فيها من اطراف اللواء واستمرت في المناوشات معها طوال ايام الثورة على شدة القصف الجوي الذي كانت قد تعرضت اليه .
مقتطفات :
و ناحيةعكيكة :- با لتصغير - ومركزها موضع قروي ساذج يسمى " المخفر " فيه مخفر للشرطة شيد على صدرنهر الفسحة المتشعب من الفرات على مسافة سبعة كيلومترات من سوق الشيوخ شمالا بعد ثورة (سوق الشيوخ) سنة1935م وثمة كذلك ناحية كرمة بني سعيد : مركزها قرية (الكرمة) القائمة على الضفة اليمنى من الفرات في وضع يبعد عن المركزسبعة كيلومترات، وهي من المناطق الرائعة حيث ينقسم الفرات عند مدخل هذه الناحية إلى عدة شعب تزيدها رونقا.
الطار .. تلك المدينة المجاهدة وصعبة المراس على الحكام الظلمة منها أنطلقت ثلة من ابناء شعبنا المجاهد المتواجدين في (ناحية الطار)الواقعة في اهوار الناصرية ,حيث زحفت بثلاثة اتجاهات الاول الطار- الكرمة - سوق الشيوخ والثاني الطار-الفهود- والثالث بأتجاه البصرة ..حيث انقسم الاتجاه الاول بمسارين اولها (سوق الشيوخ ,الناصرية)غرب الفرات وثانيهما (سوق الشيوخ ,العكيكة ,الناصرية) شرق الفرات ’ ان ناحية الطار وما حولها من العشائر الكبيرة والتي يزيد عددسكانها على مائة الف والتي تحملت العناء والامرين في زمن البعث المقبور من تهجير وقتل واعتقال وتجفيف للمياه والبطالة وغيرها وكذلك وجود صرح اثري منذ حوالي الف سنة وهو مسجد ومدرسة ال الخاقاني لازالت مهجورة فقط مايدل على وجودها واذا لم تجد العناية فيها تنتهي الاثار وهي مسجد ومدرسة دينية شيدها سماحة اية الله العظمى المرجع الديني الكبير الشيخ محمدعلي الخاقاني نجل الشيخ شبير نجل الشيخ ذياب الاسرة المعروفة في النجف والناصرية.

الفضلية .. ايام الفضلية وهي المعركة التي اندحر فيها الفرس عام 1777 عندما توغلوا في اراضي المنتفك وحصلت المواجهة في منطقة الفضلية الواقعة على نهر الفرات على بعد عدة اميال من العرجة وتكبدوا فيها خسائر فادحة من جراء غيهم بعد ان لقنوا درسا بليغا من اهالي المنتفك الذين كانوا لهم بالمرصاد والى ايام ابو حلانه يوم لم يروق للفرس هزيمتهم في معركة الفضلية تقدموا بقواتهم نحو المنتفك والتقو عند ( ابو حلانة) نهاية عام 1778 وعندها ابلى رجال المنتفك بلاء حسنا وابادوا القوات الفارسية ابادة تامة وغنمو خلالها العديد من الاسلحة والمعدات ومن ابو حلانة الى اغليوين (جدول يقع بين الناصرية وسوق الشيوخ) دارت عنده المعركة بين المنتفك والقوات العثمانية اوائل عام 1813م ودارت المعركة سجالا بين الطرفين حيث كانت الغلبة بادئ الامر لصالح قوات الوالي العثماني حيث يفوقون المنتفك عددا وسلاح .
سوق الشيوخ ابنة الفرات والنخيل,سليلة المجد وحاضنة التاريخ , مرتع الادب والاشعار والشعراء , حارسة الصحراء والقوافل والحداء , حاضرة الأرياف والمضايف والابوذية . ذات الفسيفساء الجميل في المجتمع المتألف المتأخي منذ القديم . ذات العنق الممتد طولا الى الانحاء بالصوت الصادح بحب الله والوطن. مااجملها وانتم تطلعون على ارتباطها الموغل بالقدم بذلك الحكيم الذي جعل من ازقتها ملاعبا لحوارات الاجيال واسماها قومه السومريون (بسوك مارو ) أي سوق الحكيم ومات الحكيم وانطفأت وضلت ركاما تلأ (ايشان) كبقية المدن السومرية المندثرة في جنوب العراق لكنها ظهرت وبرغت من جديد مدينة تحمل ما تحمل من عطر التاريخ وألون الاصالة والارومة فكانت قبل اكثر من قرنين عراقية عربية مرّ بها العثمانيون ولم تبتسم لهم ودخلها الانكليز بعد أن حاربتهم وكرهتهم وانحسروا عنها بعد ان أفاق الوطن .
وها هي شامخة تتطاول مع الشمم والفخار . حيث أبنائها الغيارى تكفلوا ويتكفلون بالحفاظ على تراثها العريق وهم يتناقلونه جيلا عن جيل امانه كاملة الوفاء ناصعة المضمون . يقول الرواة العدول ان سوق الشيوخ نشأت على مرتفع واسع من الارض او تل كبير وعلى ايشان من اليشن السومرية القديمه حيث وجده بعض الباعة من ابناء الارياف القريبه منه خير ساحه لمبادلة البضائع المختلفة وكان يعرف بتل الاسود ثم بعد ان بنيت علية عدة دكاكين من طين او القصب . سمي بسوق النواشي نسبة الى اقرب عشيرة اليه تتردد اكثر من غيرها للتبضع , هذه المرحله الاولى , اما المرحله التاليه هي بدء التجمع السكاني الذي فرضته تطورات سياسية واجتماعية ولأهمية المنطقة الجغرافيه والموقع الملائم وبرعاية ومقصد من قبل الشيخ ثويني العبد الله آل سعدون الذي لا تبعد مشيخته ومضاربة سوى بضع كيلومترات عن سوق الشيوخ .
بدأت المدينة تنمو وتتوسع واتخذها شيوخ آل سعدون مركزا لمشيختهم يتحركون فيها اداريا وعسكريا وسياسيا حيث يتوافد شيوخ العشائر الاخرى اليهم للتجمع والتشاور وصنع القرارات وبذلك سميت بسوق الشيوخ . وذلك في الارجح عام 1761م ثم اتسعت رقعة السكن الدائم بأتساع النشاط الاقتصادي والاجتماعي وتوافد التجار والحرفيين على المدينة فظهرت المحلات ورسمت فهذه هي محلة النجادة نسبة للنجديين القادمين من نجد عبر الصحراء لان ارض العرب للعرب ولان العراق ارض السواد والخصب والنماء قبل ان يعرف النفط , ولان العراقيين وحدويون وهذه محلة البغاده وأهلها الذين جاءوا من بغداد والحلة وبلد والموصل وغيرها من المدن , وهذه محلة الحويزه للذين هاجروا من الاحواز وما جاورها . ومحلة الحضر وسكانها الذين جاءوا من مدن متفرقه وبعض الارياف المجاوره للمدينة وكانت هذه المحلات الاربع متجاورة على التل الذي علية المدينة التي سورت وفتحت فيها الابواب في العهد العثماني التي تسمى (القول ) جمع (قولة) وذلك في ولاية مدحت باشا والتي اصبحت وسميت بقضاء سوق الشيوخ عام 1870م وعين حسين باشا قائمقاما فيها...
ومرت السنين وجاء القرن العشرين وفي بدايتة تجدها قد توسعت في رفعتها , فهناك عبر النهر محلة الصابئة الذين جاءوها من ميسان وبعدد كبير من الحرفيين , وهناك محلة الاسماعيلية في المنخفض الغربي للمدينة فكانت هذه الخارطة الملونه الجميلة التي ضمت هذا الخليط الذي تجانس وتكاثر وتآخى وتألف....
وتلألأ اسم سوق الشيوخ في سماء الاقتصاد والسياسه والعلم بعد ان تسلم العراقيون زمام امورهم , حيث جاء الحكم الوطني وعين لها قائمقام عربي عراقي عام 1921م وهو المرحوم صالح الحجاج وعند ذلك وعندما تدخل المدينة تجد البيوتات وعناوينها الاقتصادية و العلمية و الدينية و تجد الحرف المتنوعه في اسواقها العامره المتخصصة و تجد المنتديات و الدواوين التي يتداول روادها ما يشاءون وترى مجتمعها يتحرك وبنشاط وبكل المجالات . وعندما تبحث الآن في أزقتها التي لا تزال آثارها باقية يقال لك هذا خان العجم , حيث سكنه الأيرانيون عندما ترددوا على المدينة لممارسة حرفهم المتنوعة حتى اصبح لهم القنصل الفخري لحكومة ايران والذي رفع على باب دكانه لوحة تحمل شعار دولة ايران آنذاك (الشمس و والأسد ) وهو المدعو محمد علي البهبهاني . ثم أنك عندما تمر الآن في بداية الزقاق المؤدي الى دار العرفج في محلة النجاده تجد آثار الكنيس اليهودي(التوراة) حيث مارس اليهود الذين سكنوا المدينة طقوسهم الدينية والذين مارسوا التجارة والصيرفه والربا والذي كان أخرهم المدعو الياهو يعقوب القماش ....
وهكذا كانت المدينة وماتزال ممتدة بالتاريخ والألق الاجتماعي والحس العربي و الالتزام الاسلامي دينها وكان للعوائل العريقة والبويتات الكريمة فضل كبير في الحفاظ على السيرة وفي مقدمتها اسرة ال حيدر التي اتسمت بالزعامه الدينية والدنيوية والتي اثرت تأثيرا ايجابيا كبيرا في تاريخ المدينة حيث عطاءها اثر من الاعيان والعماء والادباء والشعراء فهذا المجاهد الكبير الشيخ باقر حيدر يتزعم المجاهدين ضد الانكليز في حرب الشعيبة مع المجاهد الكبير محمد سعيد الحبوبي ,وهذا الشيخ محمد حسن حيدر الذي هيأ لثورة العشرين بين سوق الشيوخ والنجف الاشرف , وكانت لسوق الشيوخ وقفتها المعروفة في تلك الثورة , وفي عام 1935م كانت الانتفاضة في المدينة دعما ومساندة لما حصل في الفرات الأوسط ضد السلطة الغاشمة التابعه للأجنبي.
واستمرت المدينة متفاعلة واعية مع احداث الوطن , حيث شهدت المجالس النيابية ومجالس الأعيان أصوات أبناء سوق الشيوخ التي تحمل الروح الوطنية وبقوة ...
حتى جاء العقد الخامس وماتلاه في القرن العشرين شهدت مدينة سوق الشيوخ خضما" سياسيا" تلاقت وتعارضت فيه الافكار والاشخاص تبعا" للجو السائد حيث النضج الفكري والثقافي الجو المعرفي للمدينة وبرز الكثير من أبناء المدينة الذين أثر في السياسة العراقيه واحتلوا مراكز مهمه في الدوله . ومن الاحداث السياسيه المهمه التي شهدتها مدينة سوق الشيوخ في القرن الواحد والعشرين شتراكها في انتفاضة عام 1991م حيث انطلقت الشراره الاولى لتلك الانتفاضه فيها وحدث ما حدث في تلك الانتفاضه فيما قدمت المدينة شهداء وما تحملته المدينه من تشريد أبناءها وسجن الكثير وهي تعاني لحد الأن من أثار ذلك..
وأذا رجعنا الى الشعر والشعراء والابداع ففيها جيش من الشعراء الرواد الذين رحلوا والمعاصرين ذوي العطاء الذي تشهد له الصحف والنشرات العراقية والعربية , اما العطاء العلمي فلقد اعطت سوق الشيوخ وتعطي الكثير الكثير من العلماء والباحثين في شتى صنوف المعرفة والعلوم فنراهم في جميع الجامعات والمؤسسات يبذلون ويحملون الدرجات العلمية العالية
لسوق الشيوخ هذا القضاء الجنوبي الصغير المنتسب لمحافظة ذي قار ، والداخل بعنف كعنق طويل في عمق الاهوار والبساتين النخلية الكثيفة ، أكثر من بعد معنوي وانساني وتاريخي ووجداني ... لدى اهله الاصليين والقاطنين في جنّته الخيالية وربما ايضا شكلت مدينة سوق الشيوخ معنىً مختلف للزائرين والمارّين مع الزمن والتاريخ ليطأون ارض سوق الشيوخ الطينية المرنة التي كانت في يوم من الايام هي نفس الطينة التي نقش عليها الانسان السومري اول حروفه المضيئة للبشرية جمعاء !.ففي جوانب هذه المدينة المسماة قضاءا لاضفاء طابع الكبر الذي لايمكن ايجاده في الواقع على حجم سوق الشيوخ ، يوجد الكثير من الالغاز والاساطيروالحكايات والاسرار والآهات والقصص والخرافات ....، وكذا في عمق هذه المدينة الهادئة والصاخبة في الآن الواحد معا يوجد الكثير من الطلاسم والتاريخ والتساؤلات ، وكذا هي الاحزان والافراح والانسانيات !.وفي البدأ هي (مدينة ومدنّية) من حيث انها جمعت ماتتمتع به او ماتتصف به باقي الحضارات من ادوات متنوعة تتبلور في طبقات واصناف البشر المتلونة والمهارات والصناعات الصغيرة المتعددة ايضا ، وكذا مختلف السلوكيات والاداب والعقليات المتميزة ، وبما فيها الادبيات والموسيقيات والنسويات والخمريات والجماليات ......... وباقي ماتحتاجه اي مدينة حضارية متمدينة ، ولكن حجمها المضغوط بقوة من قبل الجغرافية والطبيعة لايكاد يعطي ابعادا واسعة للباصرة والناظرة الانسانية الزائرة لها بسرعة لترى الوسع الحقيقي لهذه المدينة والمدنيّة بنفس الوقت ، ولهذا اشتهر عن مدينة سوق الشيوخ ان(( أسمها اكبر من حجمها بكثير)) ، باعتبار ان لهذه المدينة شهرة ادبية وفنية واقتصادية وسياسية... ربما لاتتمتع به الكثير من مدنّ العراق ومحافظاته الكبيرة والصغيرة ، مع مابها من صغر جغرافي يكاد يذرعها اي سائر على قدميه كلها بنصف ساعة من المسير على الاقدام في قلب مدينتها المائية القديمة ، وعلى هذا تأتي الاسألة التي تميّزوميّزت مدينة سوق الشيوخ كاحد المدن التي جاورت تلال مملكة سومر في يوم من الايام ، لتأخذ من المملكة الامّ التشبث بالتاريخ وعدم الترحيب بالموت من جهة ، ولتأخذ ايضا منها أسرارها وخفاياها ومعالمها وثناياها ..... لتفرض مدينة سوق الشيوخ على اهلها التساؤل ربما بنوع من الحيرة والتعجب ب : ماهو السرّ في هذه المدينة الذي يعطيها ويهبها الرائحة واللون والطعم المختلف عن باقي المدن العراقية وبالخصوص عند سكانها الاصليين ومن بناتها الفعليين في العصر الحديث ؟.ولماذا هي كلما تقادم الزمان وذهبت اقوام وجاءوا اخرين يبقى اسمها اقوى ممن جاء وذهب عنها ؟.ثم ماهو الطلسّم مثلا الذي يجعل مدينة صغيرة تكاد تكون قرية متمدينة تنال كل هذه الشهرة والصيت الذائع ربما لانغالي ان قلنا ليس في العراق وحده بل وخارجه ايضا ؟.هل بسبب شعرائها وادبائها ومثقفيها وكوادرها العلمية وعلمائها ..... تفوقت مدينة سوق الشيوخ صيتا حتى على اقرانها المجاورين والبعيدين عنها ايضا ؟.أم بسبب عشائرها وكثرة التكتلات القبلية حولها وحزام التعوصب داخلها نالت سوق الشيوخ شهرتها ؟.ام ان الاسباب لاهذا ولاذاك ، بل بسبب تجارّها وتجارتها (( كان جدي المرحوم الحاج عبيد الراشد احد تجّار هذه المدينة الغريبة وله عدة دكاكين في سوقها القديم لبيع الشاي والسكر والرز والدهن و التبغ ...)) واسواقها وماتستقطبه هذه المدينة من حركة اقتصادية ليس فقط لمحافظة ذي قار فحسب ، ولكن لمجمل العراق باعتبار ان سوق الشيوخ مركز تجاري قُطب في التجارة النهرية للعراق فيما مضى وربما حتى اليوم ولهذا كانت مدينة سوق الشيوخ مشهورة بهذا الصيت ؟.نعم هناك من يرى ان سبب تفرّد مدينة سوق الشيوخ بهذه الشهرة الواسعة بسبب تنوع هذه المدينة السكاني الذي استقطبته مدينة سوق الشيوخ تاريخيا كأحد المدن الحضارية الصغيرة النادرة في العراق ، ومع ان سوق الشيوخ قرية مكبّرة قليلا الا انها استطاعت ان تجمع اكثر من دين ( مسلمين سنة شيعة و صابئة ويهود فيما مضى وبقايا افراد من مسيحيين حتى اليوم ) واكثر من قومية ( عرب ايرانيين اكراد تركمان ) مما اهلها لان تكون مدينة مختلطة فريدة من نوعها بين المدنّ ؟.في الحقيقة ومن وجهة نظري المتواضعة لمدينتي سوق الشيوخ فانني ارى ان كل هذه الاسباب والعوامل هي داخلة في الاجابة على سؤال : لماذا مدينة سوق الشيوخ مختلفة ؟.ومن الغبن لهذه المدينة الحضارية الصغيرة ان يذكر سبب واحد وتترك باقي الاسباب المساهمة في بناء اسم سوق الشيوخ وذيع صيتها في العراق وخارجه ، فليس من الصحيح ان نذكر شعراء ومثقفين واطباء ودارسين من ابناء سوق الشيوخ كأسماء لافراد وعوائل لنقول ان سوق الشيوخ مدينة الشعر والشعراء فحسب او ان سبب شيوع وذيوع اسم سوق الشيوخ هم شعرائها او ادبائها او علمائها المذكورين بالاسم لاغير ، وكذا ليس من العلمي ان نقول ايضا : ان سوق الشيوخ مدينة العشائر والقبائل والعصبة والتحالفات فحسب ، وما سبب شهرتها واسمها اللامع الا تكتلاتها القبلية وروحياتها القتالية والعصيانية فقط ؟!.لا .. لايكفي ذالك فقط بسبب ان كل ذالك لايفي لكل المساهمين في بناء هذه المدينة حقهم مضافا الى ان هذه النظرة او الرؤية هي رؤية محدودة تماما في الدراسات الاجتماعية التي تريد ان تؤرخ لوجود مدينة بعمق تاريخ مدينة ووجود سوق الشيوخ !.نعم للتجّارايضا نصيب في بناء اسم سوق الشيوخ ورفع اسمها عاليا ، وكذا ماتميزت به هذه المدينة من تنوع ديني واثني وعرقي اضفى عليها الحجم المعنوي الاكبر بكثير من حجمها الجغرافي ، وبعد هذا يأتي الجانب الثقافي ومن ثم الجانب العشائري ليكون لدينا مربع كامل نُرجع له الاسباب الحقيقية التي رفعت واحيّت من مدينة سوق الشيوخ على مدى عقود وقرون متطاولة من الزمن ، وعلى هذا نكون قد وضعنا الخطوط الاجتماعية العريضة لاي دارس يريد فهم لغز مدينة سوق الشيوخ القديمة والحديثة بروح علمية اوسع بكثير مما نقرأه من مقالات ودراسات هنا وهناك تتناول تاريخ مدينة سوق الشيوخ !.صحيح ان هناك من يرى ان عاملا خامسا داخلا في معادلة بناء شهرة المدينة الصغيرة هذه الا وهو العامل السياسي الذي يعتبر من من بناة حيوية مدينة سوق الشيوخ واسمها العالي الصوت مضافا لما تقدم كله باعتبار انه عامل ومنتج طبيعي ايضا لمواقفها السياسية الشجاعة التي تبلورت في عدة مفاصل تاريخية مهمة من تاريخ العراق القديم والحديث ، مما يعني ان هناك مساهمة مشتركة من كل المكونات الاجتماعية في هذه المدينة خلقت الموقف السياسي المتحرك في سوق الشيوخ والذي قدمها للعراق وللخارج العراقي على اساس انها مدينة التمرد والثورة والحركة والقلق للدولة وللحكومة ، وهذا ايضا سبب خامس بالامكان اعتباره من الاسباب الاربعة الانفة الذكر التي جعلت من سوق الشيوخ مدينة مختلفة الرائحة والطعم واللون العراقي الاصيل !.أما ان اكدنا على جانب من جوانب الاجتماع المديني لسوق الشيوخ ، كأن يكون الجانب الثقافي والادبي الشعري لهذه المدينة ، ونسينا الجانب التجّاري وتجّار واقتصاديي هذه القرية الكبيرة والذي لولا وجودهم لايكون وجودا للمدن والمجتمع اصلا ، او ركزنا على الجانب العشائري لدراسة التكوين المديني الاجتماعي ، وأهملنا في المقابل الجانب المتنوع لاهل المدينة او الغير منتمين اصلا للعنصر العشائري العربي ...، فقد نكون بذالك قد هدمنا ركن اصيل من بناء المدينة الحضارية التي من اهم صفاتها التنوع والتي ميزّت مدينة سوق الشيوخ عن غيرها !.نعم لامدينة لها رمزية وطلسمية وروحية ومعنوية سوق الشيوخ ان كان فيها اهمال التنوع غير العربي وكذا اهمال باقي الديانات الاخرى والاصول والاثنيات المتعددة في هذه المدينة التي لولاهذا التنوع لما كان لسوق الشيوخ هذه الميزة التي قدمتها على باقي المدن والتي على اساسها نحن نرى معنىً لدراسة مدينة بصغر سوق الشيوخ ، كما انه لامدنيّة باهمال الجانب الثقافي والشعري والموسيقى ، وكذا التجاري وهكذا السياسي والاخر العشائري !.وعلى هذا ادعو اليوم وارجو ان لاتكون دعوة متأخرة جدا جميع اهالي ومثقفي وتجّاروسياسيي وعشائر وتكتلات المجتمع في سوق الشيوخ للحفاظ قدر المستطاع على هذا التنوع الحضاري الديني والاثني والثقافي ، الذي ان ذهب وتلاشى فان مدينة سوق الشيوخ المدنّية ستموت حتما ولايبقى لها اي ميزة اجتماعية تجعلنا نفتخر بان هذه المدينة على صغر جغرافيتها المنظورة الا ان لها اسما ممتدا وواسعا اينما ذهبنا قرأنا او سمعنا صداه يتردد في الاصقاع البعيدة من ارض الوطن !.الخلاصة : ان هناك خمس عوامل اجتماعية نرى انها هي الاسباب الحقيقية والجوهرية الذي جعل من اسم مدينة سوق الشيوخ اسما مميزا بين المدن العراقية ، وهي :اولا : التجّار والموقع التجاري لهذه المدينة. ثانيا : المثقفين والشعراء والادباء والعلماء . ثالثا : العشائر والقبائل .رابعا : التنوع الديني والاثني والقومي لهذه المدينة .خامسا : المواقف والحراك السياسي لابناء هذه المنطقة .ولانرى بعد هذه العوامل والاسباب الخمسة أي معنى عندما نكتب عن تاريخ هذه المدينة ان نذكر فقط افرادا هنا من الشعراء وهناك من العلماء او اخرين من العشائر .... لنرمي عليهم ثقل بناء اسم هذه المدينة العريقة ، فالمدن المؤثرة الاجتماعية لايستطيع افراد فيها لوحدهم او تكتلاتها منفردة ان تصنع تاريخ مدينة كمدينة سوق الشيوخ !.نعم ان البناء والتاريخ المديني للمدن لايأتي الا من خلال تظافر جهود جماعية متكاملة ، ومن العامل الحرفي البسيط الذي بنى اول اساس لبيت في سوق الشيوخ ، الى التاجر الذي جلب بضاعته لهذا التلّ الطيني المرتفع الذي سميّ فيما بعد قضاء سوق الشيوخ ، الى اول من ادخل ورقة وقلم لهذه المدينة ، والى زعيم القبيلة الذي استوطن هذه الارض بعد انكشاف المال عن مهابطها الزراعية ، وحتى الموفد السياسي الذي جاء من نجد او من الحويزة او من مركز الدولة في بغداد .... كل هؤلاء هم اصحاب الفضل في وجود سوق الشيوخ اليوم مع اسمها الجميل ايضا . ****************
(( 2 ))
جغرافية سوق الشيوخ الطبيعية _________
يمكننا القول ان جغرافية سوق الشيوخ الطبيعية هي المؤسس الحقيقي للتكوينة السكانية والطبقية الانسانية والاجتماعية لهذه المدينة الصغيرة ، فهذه الجغرافية وان درسناها على اساس انها اكثر من مجرد جهات تحيط بالمكان فسنجد انها شبيهة برحم الامّ الذي يكوّن الجنين ليخرجه للحياة بمواصفات معينة ، وهكذا الجغرافية الطبيعية هي الرحم الذي يتكوّن في داخلها اي انسان منّا ويلتقط صفاته الاخلاقية والتربوية من هذه الجغرافية فيما بعد ، فأبن الاهوار هو ليس نفسه ابن الصحراء والبداوة ، وكذا ابن الشمال والمدينة ليس هو ابن العشيرة والنخيل .... وهكذا لكل جغرافية انسانها الخاص بها وأبنها البار والوفي لتراثها وتربيتها الجغرافية والطبيعية ، ومن هنا فنحن عندما نريد معرفة التركيبة السكانية في مدينة سوق الشيوخ لابد لنا من الرجوع الى المحيط الجغرافي الطبيعي المحيط بهذه المدينة اولا ، وثانيا الرجوع للتأريخية الجغراقية لندرك الازمنة الحديثة التي خلقت لنا هذه المدينة المسماة سوق الشيوخ اليوم ثانيا ، باعتبار ان هوية هذه المدينة من الاسرار والطلاسم التي لايفك شفرتها الا معرفة تاريخية هذه الجغرافية وكيفية تدخلها بتشكيل مجتمع سوق الشيوخ المديني او المدنّي الذي انبنى على اساس هيئتها الطبيعية ، فليس لنا المعرفة الحقيقية بحي او شارع او زقاق او محلّة (( النجادة )) مثلا اذا لم ندرك تاريخ الجغرافية التي انحدر منها هذا القسم من الناس ، وكذا لايمكن معرفة طبقة التجّار واصحاب الشمال في محلة (( البغادة )) التي كانت مقرا لعائلتي الصغيرة في هذا القسم الجغرافي من مدينة سوق الشيوخ اذا لم ندرك التاريخ الجغرافي الذي نسبت له هذه المحلة اسميا ، وهكذا الحويزة في سوق الشيوخ ، ومحلة الحضر ، باعتبار ان هذه المحلات الاربعة هي التي اسست مدينة سوق الشيوخ الحديثة اليوم ، وهذا قبل جفاف مياه الاهوار العالية وظهور اراض جافة صالحة للبناء والتوسع فيما بعد لتبني بعد ذالك باقي احياء ومحلات سوق الشيوخ الجديدة كمحلة الاسماعيلية الواقعة في المنحدر الغربي لهذه المدينة ... وهكذا !.نعم على هذا المستوى من الوعي ودراسة التركيبة الاجتماعية لسوق الشيوخ لايمكن فعل ذالك الابمعرفة التاريخ والواقع الجغرافي المحيط بالمدينة لنفهم فيما بعد لماذا مدينة سوق الشيوخ الذي نعرفها نحن مختلفة ومتميزة بتركيبتها الاجتماعية التي اختلفت بقدر اختلاف وتناقض وصراع جغرافيتها المحيطة بهذه المدينة على الحقيقة !.
******* تقع مدينة سوق الشيوخ للغرب الجنوبي لمحافظة ذي قار على مسافة خمس وثلاثين كيلومترا على التقريب وفي جنوب المدينة وشرقها وجزء لابأس من غربها تحيط الاهوار والمياه وغابات من النخيل التي مع الزمن تأكلت شيئا فشيئا بسبب الاهمال والتوسع في البناء من كل جانب حتى وصولا الى اهوار وانهار جنوب العراق وشرقه الى ايران وما انكشف عن غربها ، وفي غرب مدينة سوق الشيوخ مابعد مستنقعاتها المائية تزحف عليها الصحراء والبادية الممتدة حتى ونجد والحجاز من الديار المقدسة وكأنما كُتب لهذه المدينة الصغيرة ان تقع بين فكي حرب الصحراء والبادية من الجهة الغربية ، وحرب المياه والانهار والخضرة من جانب الجهة الشرقية والجنوبية من جانب آخر ، ولشمالها حيث الصعود الى الاعلى طريق واحد يصل بين سوق الشيوخ ومحافظة ذي قار السومرية التاريخية ، ولتصعد مدينة سوق الشيوخ من خلال هذا الطريق الى رحاب الشمال العراقي كمتنفس لهذا العنق المخنوق بين الاهوار والصحراء في الجنوب والغرب والشرق أما من ناحية الشرق بالتحديد فطوفان من المياه الموصلة الى اهوار العمارة والقرنة ومن ثم الى ايران الخصبة والغنية بالثروات الارضية الهائلة والمزعجة ايضا بخنق الهواء الرطب مع حرارة الجو المبخّرة لمياه الاهوار على مدار اشهر عديدة من السنة مما يسبب وخمة ضاغطة على التنفس الانساني الطبيعية ، مايعني انعكاس طبيعي على انسان هذه المستنقعات المائية يظهر بشكل اخلاقي ونفسي وروحي وفكري ايضا !.
***********((3))
جذور التركيبة السكانية لسوق الشيوخ ___________
ان هذه الجغرافية المعقدة لمدينة سوق الشيوخ والمتناقضة فيما بينها في احيان كثيرة ، ربما هي احد مشكلي الاسرار لهذه المدينة والمدنّية الصغيرة والفقيرة ايضا ، بل وهي ان اردنا النظر بعمق للتركيبة السكانية في هذا الحيز الانساني من مدينة سوق الشيوخ احد بناة الانسان في هذه المدينة ، الذي قسّم طبقات هذه المدينة وامزجة اهلها الفكرية والروحية والنفسية بشكل عجيب وغريب ، وعلى الشكل التالي :***********
اولا: (( البغادة ))
البغادة هي المحلة التي تقف في قلب مدينة سوق الشيوخ من القسم الجغرافي الشمالي لمربع المحلات الاربعة في هذه المدينة والتي سنذكر الثلاثة الباقية منها تباعا ، وقد اختلف اهلها والمؤرخون ايضا لمدينة سوق الشيوخ حول الجذور الطبيعية والانسانية التي شكلت سكان هذه المحلة من محلات سوق الشيوخ القديمة ، ولكن يبدو ان هناك اجماع ساذج وغير موثق او علمي ، يقول ان سكنتها هم من الذين توافدوا من العاصمة العراقية بغداد وقطنوا في هذا الجزء الحيوي من المدينة ، ولهذا سميت هذه المحلة بمحلة (( البغادة )) نسبة ً الى بغداد !.والحقيقة ان سكنة هذا الحي القديم والاساسي لمدينة الحب والثأر والتاريخ سوق الشيوخ هم ليسوا من الخلّص من اهل بغداد على التحديد ، وهذا من منطلق ان تاريخ العوائل التي سكنت هذه المحلة عند تاسيس سوق الشيوخ الحديث ينحدرون من مدن شمالية بالنسبة لسوق الشيوخ مختلفة ، فمنهم مٌن يرجع بجذوره للموصل واخرين من بغداد بالفعل وهكذا فيهم من يذكر تاريخه على اساس انه من منحدرات أمارات الحلة القديمة ، وحتى من السماوة والنجف .... وباقي مدن العراق التي تعتبر شمالية بالنسبة لسوق الشيوخ !.ولعل الاقرب الى اعتقادي في تسمية هذه المحلة بمحلة البغادة ( وهو رأي اجتهادي ) هو ان سكنة سوق الشيوخ القدماء كانوا يسمّون كل آتي من شمال هذه المدينة هم من البغداديين ، اي الاتين من جهة بغداد العاصمة ، وايضا لعل في هذه التسمية هناك من الرمزية التي تريد ان تشير الى ان سكنة هذا الحيّ او المحلة في هذه المنطقة هم من التابعين لجهة الدولة العراقية والتي كانت انذاك تحت الحكومة العثمانية التركية فيما مضى من تاريخ العراق ، ولهذا فقد قيل لكل منحدر من الشمال في سوق الشيوخ انه من البغداديين فسميت المحلة بالبغادة !.كما ان لهذه التسمية التي اطلقت على اقدم محلة من محلات سوق الشيوخ الاربعة دلالة اجتماعية اخرى ، ربما لم تكن بعيدة الغرض ان اردنا فهم لماذية التسمية لهذه المحلات بهذه التسميات ، وهي دلالة ( الترف ) الطبقي لهذه المحلة فيما مضى ، فمعروف في تاريخ سوق الشيوخ الحديث ان هذه المحلة كانت محل سكنى التجار وطبقة الاغنيار وميسوري الحال ، وهذا يدلل على ان هذه الطبقة التجارية كان اهالي سوق الشيوخ ينظرون لها على اساس طبقي مناطقي لايبعد ان تكون فيه غمزة الطبقية المناطقية ، باعتبار ان اهل البغادة ولما يتمتع مكانهم الجغرافي من تميز ونسبتهم الى بغداد عاصمة العراق التاريخية وصلاتهم بالتجارة واسفارهم في مناطق العراق المتعددة .... كل هذا جعل من اهل سوق الشيوخ ينظرون الى محلة البغادة على اساس انها محلة الطبقة التجارية التي لها علاقات بحكومة المركز العراقي .... وهكذا !.وهكذا نفهم من خلال تسمية هذه المحلة ودلالة هذه التسمية : ان محلة البغادة كانت الضلع النازل من بغداد بما تحمله بغداد من اسم ومن حكومة ومن ترف ومن تمدن ومن مال ومن عيون للدولة ..... الى الوصول الى ان كل نازل من سكان محلة البغادة من سكنتها من شمال مدينة سوق الشيوخ كانوا يسمّون بالبغادة بهذا الاعتبار ، ولكن هذا لايعني ان المحلة كل سكنتها من التجّار واصحاب المهن الاقتصادية العالية من منطلق ان سكنة هذه المحلة هم من الخليط الطبقي الاقتصادي المختلف ، ولكن الذي جمعهم وميزهم في مدينة سوق الشيوخ انهم من اهل الشمال الذي انحدروا ليسكنوا في تل سوق الشيوخ ويأخذوا لهم موطأ قدم يجمع كل شتاتهم تحت مسمى واحد هو البغادة ، ومن ثم لتكون وظائف بعض البيوت من هذه المحلة هي التجارة !.نعم لاوجود لتواريخ محددة تذكر بالتحديد متى تشكلّت هذه المحلة والمحلات الاخرى ، باعتبار ان الزمن هو الذي شكل كل هذه المدينة بشكل طبيعي وتلقائي ، لكنّ ماهو مذكور بشكل اكيد هذه التسميات التي نستوحيها كي نعرف تاريخها ولماذا هي اختلفت عن باقي محلات سوق الشيوخ هذا !.************
ثانيا : (( النجادة ))
من البادية والصحراء ونجد والحجاز وقساوتها واخلاقياتها في الغزو والعنف ، صعد مجموعة من الناس غربا حتى وصولهم الى شريعة الاهوار في منطقة الخميسية من سوق الشيوخ ، لتشكّل هذه الفئة من الناس فيما بعد جزء من مكونات سكان سوق الشيوخ البشرية و القاطنين في هذه القرية الكبيرة نوعا ما ، ليصبح حيّ من احيائها خالصا او محلة من محلاتها خالصةً لاهل نجد ولتسمى المحلة بكافة مكوناتها بمحلة (( النيادة بلغة العامة من اهل السوق او النجادة )) وهم فئة من العرب المسلمين السنة المتمذهبين فيما مضى وحتى اليوم على المذهب الحنبلي ايضا الذين وفدوا من الصحراء والبادية النجدية لهذه المدينة النهرية ابتغاء هدفين اساسيين لهذه الفئة من الناس :
الاول : الهدف الاقتصادي .في التجارة والمبادلة والتبضع والتسوق والتزود باسباب القوت من تمور ورز وطحين ...... وباقي مايجلبه تجار سوق الشيوخ وماتنتجه المدينة محليا ، ومبادلته ببضائع البادية بالابل والماعز والخراف وباقي انتاج واستهلاك البادية المعروف من الصوف والجلد وغير ذالك واعادة تصدير هذه البضائع للبادية ، مما جعل او دفع هؤلاء البوادي ومع الزمن والتردد على مدينة سوق الشيوخ من التفكير بأتخاذ سكنى لهم ومواقع للاستقرار في هذه المدينة فخُلقت محلة النجادة لهم فيما بعد وتم استقرارهم في هذه المحلة بانعزال طبيعي لاهل نجد عن باقي مكونات سوق الشيوخ الاجتماعية فيما مضى حسب طبيعة المدن الاسلامية في تقسيم اهلها !.
والثاني : الهدف السياسي والديني :وهو واضح من خلال مانقرأه عن وفود سياسية استطلاعية كانت تنطلق من امارات ومشيخات الجزيرة العربية لتصل الى منطقة الخميسية ( الخميسية منطقة تقع في جنوب غرب سوق الشيوخ محاذية للبادية ويفصل بينها وبين مدينة سوق الشيوخ مياه من الاهوار على بعد سبعة عشر كيلو مترا ) لتستقر فيها استقرارا اوليّا ثم لتزحف لمدينة سوق الشيوخ ، وكان جلّ سكنة محلة ( النجادة ) يفدون عن طريق هذه المنطقة التي كانت أمارة صغيرة أقامتها عائلة العقيلات برئاسة الشيخ عبدالله بن صالح بن محمد الخميس ، في سنة 1303 ه / 1881 م / والذي سميّت الامارة باسمه ، وهو رجل من نجد هاجر من قريته القصيعة التابعة لمدينة بريدة ليستقر بهذه المنطقة بحماية شيوخ المنتفك من ال سعدون ، وكان لهذا الرجل صلات مشهورة مع الملك عبد العزيز ال سعود ومراسلات ذُكرت في التاريخ ، ويبدو ان له اكثر من وظيفة في هذه المنطقة من العراق ، ولاسيما ان ادركنا ان ال الخميس كانت لهم ايضا صلات مشهورة مع الانجليز في ايام الاحتلال الانجليزي للعراق وكان اول مذياع انجليزي موجودا في هذه الامارة قبل وجوده حتى في سوق الشيوخ وقد استمعت سكرتيرة المندوب السامي البريطاني منه (كريتد بل) اخبار لندن باللغة العربية في الخميسية سنة 1916 م !.ويذكر ان اول جامع بنيّ في الخميسية كان هو الجامع الذي شيده الشيخ فالح السعدون شيخ قبائل المنتفك في عام 1305هـ، 1883م وتم إنشاء مدرسة تدُرس بها مبادئ العلوم الدينية على مذهب الشيخ أحمد بن حنبل وجُلب الشيخ علي العرفج من أحد البيوت الكريمة من منطقة القصيم للتدريس والإفتاء وأقام الشيخ هناك حتى توفاه الله في عام 1328هـ، 1910م، فحضر شيخ آخر من القصيم هو الشيخ إبراهيم الجاسر قاضي بريدة حينذاك ليقوم بوظيفة الإفتاء والتدريس واستمر الشيخ في عمله حتى توفاه الله، فحضر بعده الشيخ بن سويلم من القصيم للقيام بمهمة الإفتاء والتدريس أيضاً !.وكل هؤلاء المذكورين انفا كانوا على صلة وثيقة بمدينة سوق الشيوخ حتى ان بيت العرفج علم من اعلام واثار سوق الشيوخ الباقية لهذا اليوم !.
*************** ثالثا : (( الحويزة ))
ومن الانهار والاهوار والشرق والجنوب الشرقي تكونت طبقة سكانية نهرية في سوق الشيوخ تمددت من الشرق منحدرة من ايران الاحوازية العربية لتستقر في هذه المدينة ايضا ومن ثم لتأخذ لنفسها هوية جغرافية تبنى على اساسها منطقة تسمى فيما بعد بمحلة (( الحويزة )) نسبة الى الاهواز الايرانية العربية اللغة ، ففي هذه المحلة من مدينة سوق الشيوخ تكونت بواكير تجمعات غير عربية الجغرافيا كانت ترى ( ربما وحسب اعتقادي ) ان مدينة سوق الشيوخ هي ممرا صالحا وقريبا يربط بين الحلقات الجغرافية الطبيعية التي تربط بين ايران والعراق ولكن من جانبه الاخر الممتد مع نهر الفرات صعودا بصورة خاصة ، ولهذا كانت مدينة سوق الشيوخ هي المحطة الجغرافية التي رأى فيها الايرانيون الحويزاويون فيما مضى من الزمان الغابر انها صالحة كمحطة راحة ومتنفس بعد السفر المضني والقاطع لوعورة الاهوار الشرقية الممتدة من ايران حتى الوصول لعنق سوق الشيوخ الجغرافي الذي يكون هو المنفذ للانطلاق للشمال العراقي المنفتح الذي يبتغي فيه الايرانيون الصلة مع العراق وفي ذهنهم هدفين اساسيين :
اولا : شؤونهم الدينية في زيارات ائمة اهل البيت عليهم السلام وكذا التجارة وباقي الشؤون الايرانية العراقية الاجتماعية على مدى التاريخ !.
وثانيا : يدرك الايرانيون السياسيون ومنذ غابر التاريخ ان العراق صرّة العالم الاسلامي وجمجمة المنطقة ودرّة الشرق بلا منازع ، فهو بلد من الاهمية السياسية والجغرافية والاقتصادية بمكان بالنسبة لايران لايمكن اغفال التعرّف على احواله واقامة الصلات السياسية مع اهله ، وكما فعل النجديون فيما سبق في اخذ موقع قدم لهم في منطقة سوق الشيوخ لتخلق محلة (( النجادة )) للتعرف عن قرب الى اهل العراق ، فكذا هي الحال بالنسبة لجيران سوق الشيوخ من الشرق ، فقد زحفت الجموع التجارية والدينية والسياسية من اهل ايران( العرب بالخصوص منهم ) لتشق لها طريقا الى قلب هذه المدينة ولتكوّن محلة مستقلة لها تسمى بأسمها (( الحويزة )) ولتكن صلة ومستقرا ومنطلقا يربط بين ايران والعراق بشكل قوي ، وهذا هو المنشأ السياسي الحديث حسب مانعتقد لتكوين الجالية الايرانية العربية في سوق الشيوخ بمحلة (( الحويزة )) مضافا طبعا اليه العامل الديني الذي ذكرناه انفا ، حتى ان التاريخ يذكر لنا ان من المعالم الاثرية التاريخية لمدينة سوق الشيوخ كانت مايسمى بالخانات ، ومنه خان العجم حيث كان يأمه الايرانيون بشكل كبير مما فرض على الدولة الايرانية انذاك ان يرسلوا لهم قنصلا فخريا ايرانيا لسيتأجر دكانا له ويرفع عليه علم ايران صاحب شعار الشمس والاسد ، وكان هذا القنصل اسمه محمد علي البهبهاني ، وذالك حوالي سنة 1921 م / اي في حقبة ولادة الدولة العراقية الحديثة مما يدلل على ان هناك عاملا سياسيا ايضا ساهم في بناء محلة الحويزة كما كان هناك عاملا دينيا ايضا !.*******
رابعا : (( الحضر ))
وهذه هي المحلة الرابعة التي كونت في البدئ مدينة سوق الشيوخ !.والحقيقة ان الجغرافية الطبيعية التي فرضت على هذه المدينة في بداية امرها باعتبارها مجرد تلّة مرتفعة عن مياه الاهوار الفيضانية ، هي التي فرضت على بدايات سوق الشيوخ ان تحتمل اربع محلات صغيرة جدا لتكوينها الجغرافي والسكاني ، فلم يكن يحتمل هذا التلّ اكثر من اربع محلات صغيرة اجتمع عليها سكان مدينة سوق الشيوخ قبل انحصار المياه عن ارض المدينة لتتوسع فيما بعد ، ولكن واثناء النشأة لهذه المدينة يذكر لنا التاريخ واهلنا واجدادنا القدماء : ان هذه الاحياء الاربعة هي الجذور وهي الاساس التي كوّنت سوق الشيوخ ، كما انهن هنّ الهوية الحقيقية لمدينة سوق الشيوخ وهن السرّ الذي ميّز مدينة سوق الشيوخ عن غيرها ، ومهما توسعت المدينة وتغيّر اهلها وتبدلت المعالم فيها ، فأن من يريد ان يفهم ويدرك ويعرف سرّ مدينة سوق الشيوخ وسبب كارزميتها الروحية لابد له من البداية من التلّ الطيني الذي بنيت او نبتت عليه هذه المحلات الاربعة ، وماقدمته هذه المحلات من روحية غريبة عجيبة لهذه المدينة !.نعم محلة (( الحضر )) هي رابعة محلات مدينة سوق الشيوخ القديمة ، وسكانها عادة مايذكرون من انهم من اماكن (متفرقة) ، ثم لايذكر لنا الذاكرون والكتّاب جذور سكان هذه المحلة وهويتهم الجغرافية بالتحديد ، كما حصل مع البغادة والنجادة والحويزة ، وفقط مايذكر عنهم انهم سكان اجتمعوا من اطراف متعددة ليكونّوا هذه المحلة المسمّاة الحضر فحسب !.والواقع اننا لانستطيع القبول بهذه النتيجة فحسب لمحلة تعتبر من المحلات المؤسسة لمدينة سوق الشيوخ في العصر الحديث والقديم نوعا ما ، ولعلنا لنا حق الاجتهاد في معرفة الجذور السكانية لهذه المحلة ، لنقول : ان هذه المحلة يبدو من اسمها ( الحضّر ) انها انعكاس لسكان العشائر ، فاهل العشائر والقاطنين في حزام حديدي حول عنق مدينة سوق الشيوخ يسمّون سكنة المدن المختلطة عادة بأهل الحضر ، والحضر كلمة جذورها اللغوية والانسانية تعود الى الحواضر الاجتماعية بالاساس ، مما يقربنا ولو على سبيل الظن الذي لايغني من الحق شيئا الى ان سكان محلة ( الحضّر ) في مدينة سوق الشيوخ ماهم بالحقيقة الاسكان العشائر بالاساس الذين فضلوا او ارتأوا ان يكون لهم موطأ قدم وسكنى في هذه المدينة لتكون لهم محلة من خلالها يكون تواجدهم في قلب المدينة مضمونا ومؤثرا ايضا !.نعم ان من سكن في مدينة سوق الشيوخ وتعرف على نمطية الاجتماع فيها وتفكّر في العلاقات الاجتماعية والسياسية والتجارية والنسبية والسببية لهذه المدينة فيما بينها والبين الاخر يدرك ان من المكوّنات الفاعلة والرئيسية في حركة مدينة سوق الشيوخ هي العشائر المحيطة بها ، ولايمكن لهذا العشائر ترك مدينتهم التجارية التي تستقطب حياتهم بشكل اساسي بلا صلة بينهم وبين داخل المدينة هذه ، ولهذا يترجّح عندنا ان الجذور الحقيقية لسكان محلة الحضر لايبعد ان يكون لفيف من هذه العشائر المحيطة بمدينة سوق الشيوخ والذي تؤمن العين المتقدمة لهذه العشائر التي تدرك جيدا معنى الحرب العشائرية ومعنى وجوب ان يكون لكل عشيرة من عشائر سوق الشيوخ عينا وبيتا في داخل المدينة التي سنذكر شدة الصراع بينها وبين العشائر في الماضي وحتى الحاضر ّ!.ومن هنا نحن نرى ان محلة ( الحضر ) هي فئة من الناس صحيح انها من متفرقات الاجتماع التي تجمعت في محلة واحدة في مدينة سوق الشيوخ ، الاانها انعكاس لتواجد عشائري خارجي كان يبحث عن موطأ القدم له في قلب المدينة ، وهكذا كانت بداية التكوين لمحلة الحضرّ داخل مدينة سوق الشيوخ القديمة .صحيح لابأس ان يقال ان محلة الحضر هي تكوين اجتماعي جمع خليط مدني متعدد من اماكن عراقية متفرقة ربما لاتميل الى نوع الحياة العشائرية ولهذا سميّت بمحلة ( الحضر) لكن هذا لايمنع ماذهبنا اليه من ان بعض من سكانها عشائريين في الاصل حضريين في السكن !.***********
(( 4 ))
تأريخ نشأة سوق الشيوخ حتى وقتنا الحاضر ____________________
يروى ان مدينة سوق الشيوخ كانت عبارة عن (أيشان) او مرتفع ارضي (تلّة) طيني متقدم للمملكة السومرية القديمة التي كانت محيطة من جهة الشرق بالمستنقعات المائية العظيمة ، وكانت هذه التلّة الطينية كمتن خارج في عمق المياه يسمى (( سوك مارو )) او بمامعناه ( سوق الحكيم ) والى هذا الحد لاشيئ آخر يذكر عن تاريخ هذه التلّة التي يوجد عليها اليوم قضاء سوق الشيوخ !.وسوق الحكيم هذا ان اردنا فهمه اليوم لايمكننا ذالك من منطلق ان السوق هذا هل هو سوق تجاري بالفعل كما يوحي بعض الكتاب بذالك عن تاريخ سوق الشيوخ وانه من المدن السومرية القديمة المطمورة المندثرة او انه شيئ اخر مختلف عن سوق التجارة والتبضع والمدن ؟.ومن هو ذاك الحكيم الذي سميّت باسمه هذه التلّة الطينية السومرية القديمة ؟.وهل هو حكيم في الطب ؟.أم انه من سكنة هذا التلّ الذي يمتهن الحكمة والعلم والتعبد والانقطاع عن الحواضر ولهذا سميّ التلّ باسمه ؟.وعلى اي حال كانت تسمى هذه التلّة المتقدمة والغائرة في عمق المستنقعات السومرية القديمة ب ( سوك ماو ) بمعنى سوق الحكيم !.ثم تعاقبت الازمان حتى وجد احد الريفيين او الباعة هذه التلّة المرتفعة الارض والواسعة نوعا ما ليقيم عليها سوقا للبيع والشراء والمبادلة في البضائع ، وعند هذه الحقبة الزمنية التاريخية تحوّل اسم هذه التلّة من تلّة (سوك مارو ) الى اسم (تلّة الاسود ) !.وليس ببعيد ان ((الاسود)) هذا المسمى التلّ باسمه كان هو نفس الشخص الذي تتحدث عنه المصادر التاريخية بانه الانسان الذي وجد في هذا التلّ ارضا صالحا لاتخاذها ساحة لبيع وشراء البضائع الواردة من الارياف والمستنقعات المحيطة بها !.ثم بعد ذالك يذكر ان هذه السوق تطورت ونمت وبنيت عليها الصرائف والدكاكين ولتتوسع الارض شيئا قليلا ليتحول اسمّ التلّ نفسه من تلّ الاسود الى (( سوق النواشي )) والنواشي كما يقول عبد الرزاق الحسني فخذ من عشائر بني اسد وكان افراد هذه القبيلة يبتاعون المواشي من الحيوانات ليعتاضو عنها بما يحتاجونه !.وهناك من يرى ان اسم (( سوق النواشي )) هو اسم محرف عن (( سوق المواشي )) وهذه هي التسمية الحقيقية لهذه التلّ !؟.وعليه يكون اسم هذه المنطقة الجغرافية قد تحولت مع الزمن من (( تلّ الاسود )) الى (( سوق النواشي او المواشي )) حسب تطورات الحاجة الطبيعية لسكان هذه المنطقة النهرية المحيطة بهذا التلّ الواسع !.والى هنا ليس هناك تواريخ تذكر ارقاما محددة لتاريخ مدينة سوق الشيوخ العريقة ، ولكن بعد هذه الحقبة يحدثنا المؤرخون والرواة بأن أول من نزل هذه السوق من مشيخة العصور الغير بعيدة هو الشيخ عبدالله محمد المانع أخو الشيخ سعدون الذي اشتهرت اسرة ال السعدون باسمه في زعامة المنتفق ، وبعد ان حلّ ثويني العبدالله السعدون محلّ ابيه في مشيخة المنتفق في سنة 1175ه /1761 م /_____ 1196 ه / 1781 م /أمر بأن تكون هذه السوق الموجودة على هذا التلّ الطيني ثابتة ، ثم وبعد ذالك وما ان انتهت المشيخة الى حمود الثامر السعدون كان المذكور السابق قد بنى بنية اقتصادية في سوق النواشي تكون لهم مخزنا يتكأون عليه عند الحاجة !.ثم بعد ذالك يذكر المؤرخون ان في سنة1728 م / الى 1870 م / في زمن الوالي العثماني مدحت باشا ، كان يرى في سوق النواشي بعد تنامي العمران وحركة الاقتصاد المتصاعدة في هذه البقعة من الارض ، وتنامي الكثرة السكانية وتشكل محلاتها الاربعة التي ذكرناها فيما مضى ، وتزايد الاستقطاب العشائري على اطرافها ... كان يرى مدحت باشا ان هذا العنق الترابي الممتد داخل المستنقعات المائية عنق يثير الريبة والقلق لمركزية الدولة العثمانية فيما مضى وولاتها على بغداد وباقي مناطق العراق الجنوبية لاسيما منها ((سوق النواشي )) وعليه أمر مدحت باشا بتأسيس لواء المنتفق تحت ذريعة نمو العمران وتوسيع الحركة العمرانية للقضاء على نفوذ المشيخات القبلية القاطنة في هذه البقعة ، وأمر بالحاق ((سوق النواشي )) كقضاء للواء المنتفق الذي سميّ فيما بعد ب (( الناصرية )) على اسم ناصر باشا السعدون ، وتغيير الاسم من سوق النواشي الى (( سوق الشيوخ )) لاجتماع المشيخة بكثرة فيه واقامتهم لاتحادات وتحالفات مريبة لحكم مدحت باشا وكان ذالك كله في سنة 1870 م ، وعين حسين باشا قائمقاما لسوق الشيوخ .والى هذا التاريخ ندرك ان اسم ((سوق الشيوخ )) هو اخر اسم اطلقه على هذه التلّة السومرية الوالي مدحت باشا العثماني سنة 1870 م لينطلق تاريخ سوق الشيوخ من تلك اللحظة لبناء مانعرفه اليوم من وجود ومدينة وكيان يُعرف بسوق الشيوخ !.نعم يذكر بعد ذالك لتاريخ سوق الشيوخ هجرة الصابئة من مدينة العمارة هابطين غروبا حتى استقرارهم في الضفة الاخرى من نهر الفرات على الجانب الشرقي الشمالي لمدينة سوق الشيوخ ، مع اني لاارى ان وجود الصابئة في سوق الشيوخ اتى من مدينة العمارة ، او انه من الوجودات الحديثة على وجود التلّة المائية هذه قبل تسميتها بسوق الشيوخ ، بل يبدو ان تواجد الصابئة المندائيون في هذه المدينة اقدم بكثير جدا من هذا التاريخ اذا لم يكن هو وجود اصلي في هذه البقعة من الارض ومن المكونين الاساسيين لحضارية هذه المدينة السومرية القديمة !.وعلى اي حال تواجد الصابئة في الضفة الاخرى من قلب هذه المدينة الذي يفصلها عن الصابئة نهر الفرات من الوسط اليوم ومعهم حرفهم اليدوية الصغيرة ومهاراتهم الفنية بصياغة الحلي والذهب ،والحدادة والنجارة ، وصناعة السفن والشبك ......... وكذا عاداتهم وتقاليدهم ومزمورهم المقدس ، لتتسع معهم المدينة بفضائها عبر النهر وليتسع معها افق الانسان في هذه المدينة !.وما ان حلّ القرن التاسع عشر والعشرين منه حتى اخذت مدينة سوق الشيوخ تتبلور ملامحها كمدينة قوية اقتصاديا وسياسيا وادبيا وفنيا وشعريا الى ان دخل الاستعمار البريطاني ليقضي على الخلافة العثمانية وزمن البشوات والاغوات في العراق ، لتشكل مدينة سوق الشيوخ قلقا حقيقيا للوافد المستعمر الجديد البريطاني ، فماهي الا فترة حتى صدقت نبوءة مدحت باشا في مدينة سوق الشيوخ وماتوقع لهذا التلّ من قلق يثير الكثير من الازعاج لاي دولة قادمة ، وبالفعل من سوق الشيوخ انطلقت الحملات الشعبية الجهادية العظيمة لقتال المستعمر البريطاني في الشعيبة مع اية الله العظمى المرحوم السيد محمد سعيد الحبوب ، وحتى بعد صعود المستعمر البريطاني نهريا على خط نهر الفرات كان لمدينة سوق الشيوخ شأنا كبيرا في ايقاف زحف سفن المستعمر البريطاني قليلا حتى مضى مندفعا الى الاعلى نحو بغداد في 1914م / 1915 م / !.أما بعد تشكيل الدولة العراقية الحديثة في سنة 1921 م / بقيادة الملك فيصل الاول ، فكان لسوق الشيوخ اول قائماقميتها الحكومية لينصب صالح الحجاج أول قائمقام لسوق الشيوخ !.وفي هذا التاريخ من عمر سوق الشيوخ نقول وبصراحة ان روح هذه المدينة تفتحت للحياة لتفرض نفسها كمدينة اكبر من حجمها الجغرافي على اليقين ، وبقيت هذه المدينة تشعر حتى مع وجود محافظة الناصرية التابعة اسمية لها كقضاء يتبع اللواء رغما عن انفه ، ولكن بقت هذه المدينة تشعر بانها اكبر من لوائها واكبر من جغرافيتها واكبر من حجمها الجغرافي المضغوط طبيعيا !.نعم كما ذكرنا اراد الوالي العثماني مدحت باشا التخلص من مدينة سوق الشيوخ وامتصاص زخمها السياسي لصالح لواء المنتفق الذي اسسه بالخصوص ليتغلب على نفوذ المشيخة المسلحة داخل هذه المدينة التي كانت في زمنه غابة من النخيل والانهار تغري اي عاص على الدولة بالتمرد عليها واستنزاف طاقتها قتاليا ، ولكن مع وجود لواء المنتفق ومحافظة ذي قار والناصرية فيما بعد بقيت مدينة سوق الشيوخ تشعر بانها هي الاصل وهي الاكبر ، ولهذا ترى ان هذه المدينة الصغيرة مع انها قضاءا مهملا من قبل جميع الحكومات التي اتت بعد العثمانيين ، الا انها مع ذالك هي المبادرة في الموقف السياسي حتى قبل محافظتها الكبيرة ، كما انها هي ايضا المبادرة في شعرها وادبها وعلمها وعلمائها وكذا تجارتها .... وباقي المعنويات التي كنا نستشعرها ونحن صغار ونتساءل حولها ب : لماذا مدينة سوق الشيوخ تتحمل المواقف السياسية والاعباء الفكرية والاخرى التجارية التي تظهرها على انها اكبر من حجمها بكثير ؟.وعندما كبرنا وجدنا ان قدر سوق الشيوخ وتاريخ هذه المدينة وطبيعة وجودها فرض عليها الادوار الكبيرة التي اراد الكثير من ساسة العراق تحجيمها عنه الا انها ابت الا ان تكون مدينة كبيرة !.فمن سنة 1935 م في الزمن الملكي والميثاق الوطني الشعبي الذي دعى له الامام كاشف الغطاء رحمه الله تعالى ، وثورة مدينة سوق الشيوخ ، وحتى سنة 1991م في الانتفاضة ضد حكم الصداميين المقبور ،ومالعبته مدينة سوق الشيوخ من اشعال فتيل هذا المارد العراقي الذي خرج من عنق سوق الشيوخ انذاك ليثور بوجه الطغيان ويأذن بزواله ، كان لمدينة سوق الشيوخ شأنا خطيرا في الاحداث السياسية العراقية الكبيرة ، فكان للتمرد والثورة والقلق للدولة العراقية بصيبها على يد مدينة سوق الشيوخ برجال السياسة والعشائر فيها ، وكذا للعلم والادب والاجتهاد والاكاديمية والشعر ايضا نصيبهن على يد مدينة سوق الشيوخ ففي الدين لسوق الشيوخ مجتهديها الكبار في النجف الاشرف وكذا من الشعر ( لااحب ذكر اسماء محددة التزاما بمنهجي في البحث ان هذه ظواهر يخلقها المجموع العام لمدينة سوق الشيوخ وليس عبقرية الفرد لوحده ) وفي التجارة وفي الابداع وفي ..... باقي الشؤون الاجتماعية الاخرى !.نعم من سومر حتى هذه اللحظة يبقى شيئ ما يميّز مدينة سوق الشيوخ عن غيرها فياتر ماهو ؟.*************
(( 5 ))
سرّ الابداع والتميز لمدينة سوق الشيوخ _________________________
عندما يضع القدر جغرافية ما في طريق التجارة والدين والسياسة والفن ، فحتما سيكون لهذه الجغرافية شأنا عظيما عن باقي جغرافيات البشرية الطبيعية والانسانية !.وعندما نقول مدينة بنيت في سالف الدهور على انها ( سوق ) وتجارة فلاريب اننا سوف نتحدث عن تنوع واختلاط ومال واعمال وثقافات واعراق وجنسيات واثنيات ولغات وفنون وبضائع وتبادلات ..... واخذ ورد ، وكل هذا يحصل في اصغر سوق في هذا العالم ، فكيف اذا كانت سوق اقيمت على تلّة تقع على مفترق طرق من الغرب اهل الصحراء والبادية من نجد ومن الشرق اهل الشمس والحضارة الفارسية من الحويزة ومن الشمال اهل بغداد والدولة العثمانية فيما مضى في البغادة ، ومن نفس المحلة اهل الحضر ؟.نعم انها مدينة سوق الشيوخ !.ان الصاعد اليوم الى مكان عالي في هذه المدينة القديمة كأن تكون بناية عمارة او منارة مسجد او جامع من جوامعها ، ليرمي ببصره متخيلا محلات مدينة سوق الشيوخ القديمة الاربعة قبل ان تتوسع المدينة وتجف انهارها الفيضانية الغامرة ، سيكتشف جغرافيتها القديمة التي تبدأ شمالا بالحضر وشمالا شرقا البغادة وغربا النجادة وشرقا الحويزة ، وهذا بحد ذاته فيه دلالة علمية وفكرية ان رجعنا بالتكوينات الاجتماعية لهذه المحلات سنجد ان كل مكّون ينبئك عن منحدره الاصيل وجذره التاريخي القديم ، فالحضر والبغادة يولون الوجهة من حيث ماقدموا من الشمال الى بغداد ، والنجادة في غرب المحلات القديمة كانها تريد ان تقول من هناك ومن الغرب وعمق الصحراء والبادية كان الجذر والمنحدر ، اما الحويزة القديمة فهي لشرق المحلات تلك وكأنما تقول هذه المحلة لساكني المدينة : من رحم الشرق انا اتيت لاسكن في سوق الشيوخ !.ان هذا التنوع لم يخلق بلا اسباب بطبيعة الحال ، بل خُلق بسبب ان جغرافية هذه المدينة استقطبت هؤلاء الناس من جهات العالم الاربعة لتصهرهم في بوتقة مدينة واحدة ، حتى اصبح سكنة هذه المدينة ( كما تركتهم فيما مضى من زمان ) يرون في مدينتهم كنزا يفوق كل قومياتهم واديانهم ومناشئهم وجذورهم البشرية !.ولكن ماذا يعني استطاعة جغرافية ان تصهر اجناس واعراق واثنيات وثقافات متعددة في بوتقة مدينة واحدة ؟.بمعنى آخر كيف استطاعت هذه المدينة الجمع بين النجدي والحويزاوي ، وبين البغدادي والحضري في حيز واحد لتخلق فيما بعد مدينة لم يزل يشعر ابنائها انها مدينة متميّزة فعلاً في التاريخ وارجو ان تكون حتى هذه الساعة ؟.صحيح نحن نعلم ، او هكذا نفهم : ان كل حالة صراع اجتماعية انسانية لابد انها ستنتج اما دمارا وبوارا لهذا المجتمع وامّا تكاملا ومدنّية لهذا التقارب !.فياترى كيف استطاعت هذه المدينة مع ما ندركه من تناشز وتضارب وتنافر بين العشائرية والمدنية والاعجمية والعربية والتجار والفقراء والنظام والفوضى .... ان توفق لفترات تاريخية طويلة بين تكتلاتها الاجتماعية بالعيش المشترك لتنتج تكاملا بدلا من الدمار والتنافر ؟.الحقيقة انني في معرض الجواب على هذا السؤال الجوهري الذي يميّز بين مدينة سوق الشيوخ وغيرها من المدن العراقية لااملك في الواقع الا ان اقول : ان الجواب هو من الاسرار التي تميزّت به هذه المدينة فحسب !.فليس لديّ ولاعند غيري اجابة على مثل هذه الاسألة الا كوننا نشعر ان لهذه المدينة سحرا خاصا بها يستطيع ان يوفق بين المتنوعات ويلائم بين المتناشزات !.أمّا ماهو ذالك السرّ ؟. فبالحق اقول لااعلم !.نعم عايشت وسمعت وقرأت وربما عايش الكثيرون من مثقفي وكتّاب وعلماء وتجّار وسياسيي ومثقفي وبسطاء اهل مدينة سوق الشيوخ الكثير الكثير من الاشكاليات الاثنية والقومية والعرقية والدينية بين مكونات هذه المدينة النائمة على ضفاف الفرات ، ولكن في كل مرّة تنشب فيها اشكالية بين اهل المدينة او العشائر او بين الطوائف والمذاهب والاديان ، او بين الفقراء والاغنياء ، تستطيع هذه المدينة وبلمسة سحرية ان تدير المشكلة بسلاسة لتحافظ على الكيان قائما باقل الخسائر واجمل المخارج ، لينبض عرق المدينة في كل الساكنين فيها ويغلبون اسم مدينتهم وعيشها المشترك واخلاقها الحضارية على تناقضاتهم وتناشزاتهم الطبيعية والانسانية والدينية والفكرية وحتى الاخلاقية في احيان كثيرة !.وهكذا يقال عندما نرصد ظاهرة العداء المزمن بين الدولة والحكومة والنظام السياسي من جهة ، وبين مدينة سوق وتأريخها وحريتها التي منحتها الطبيعة الجغرافية لها ، ومزاج الفرد المتمرد في داخلها ، وشعرها النقدي وسخريتها الادبية وحدّة علمائها وعبقرية عقولها الاكاديمية والتجّارية وشجاعة عشائرها من جهة اخرى ، فاننا امام مثل هذه الظاهرة ايضا لانعلم ماهو السرّ في هذه المدينة بكل مكوناتها الاجتماعية التي ترفض دائما هيمنة الدولة عليها ، وكأنما هي مدينة لاترى لوجودها هوية حقيقية غير هوية الاستقلال والحرّية فحسب !.في احيان كثيرة يتبادر الى ذهني ان مدينة سوق الشيوخ تشعر في احيان كثيرة بانها جمهورية مستقلة ، ولاترحب مطلقا بتدخل الحكومة والدولة بشؤونها الداخلية ، ولهذا ترى حالة التفرد واضحة لهذه المدينة ، لابل وتملك روح المبادرة وكأنما تعيش مازالت في بعض المدن السومرية صاحبت الحكم الذاتي لوجودها الانساني !.انها حقا مدينة غريبة ، فهي ومن صفاتها المزمنة انها اول من يبادر واخر من يستسلم للامر الواقع !.في ثورة سنة 1935 م التي ذكرناها انفا يذكر ان مدينة سوق الشيوخ او من شارك بالعصيان والثورة على الحكومة والدولة في زمن رئاسة ياسين الهاشمي للوزارة كانت اول من ثار ، ولكنها بعد ان تراجع الكلّ في العراق عن العصيان والثورة بقيت هي الوحيدة معلنةً للثورة على الدولة !.وفي انتفاضة شعبان سنة 1991م كانت مدينة سوق الشيوخ هي الشرارة الاولى لانطلاق نار الثورة على حكومة البعث في بغداد ، لكنها وبعد ان اجهضت الحكومة الانتفاضة في كل العراق ، بقت مدينة سوق الشيوخ آخر قلعة او مدينة في العراق دخلها الجيش العراقي السابق لينتقم من اهلها شرّ انتقام وليمزق من كيانها كل ممزق !.__________
سوق الشيوخ وأنت سوق مفاخر ...........ومآثر فيه المكارم تنــفق
لك في ميادين المحامد والعلى ...سبق ومثلك في المحامد يسبق
لأشياخ مجدك في الركان أجبل .........ومن السماحة أبحر تتدفق
وشبابك الحي المثقف كله...........روح يكادمن الطموح يحلق
ولديك خير قبائل عربيـةشم ..........المعاطس بالأبا تتنشـق
العز وهو لها شعارّ الوفــا من خلقها.... والصدق وهو المنطق
قصيده للشاعر عبد المنعم الفرطوسي************

سوق الشيوخ وكم طويت بضاعة.....للمجد منه وكم نشرت متاعا
كم وقفة شهد العدو بفضلها.............فيها تجاهد عن علاك دفاعا
وصحائف منشورة في طيها................أبدى جلالك للورى وأذاعا
العلامة السيد مصطفى جمال الدين**********************
العزّ والمجدُ والعلياء من إربي
والحزم والعزم والإقدام من حسبي
ولم تزل ترتقي بي للعلى همم
حتى سموت مناط الأنجم الشهب
آية الله المجتهد الشيخ طاهر ابن الشيخ عبد علي بن الحاج رسول الحجّامي



شرق المحافظة

الجبايش – الحمار – الفهود

الجبايش .. قرية عراقية تسبح على صفحة فرات المياه و بين زهور الزنبق وهي إداريا مركز ناحية الجبايش التابعة لمحافظة ذي قار وتقع في أعماق الهور في جنوب العراق الأقرب الى نهر الفرات الجنوبي ويمكن الوصول إليها عن طريق يمتد من القرنة والمّدينة. ولا يمكن الوصول إليها إلا بوسائل النقل النهرية المتعارف عليها هنا منذ عهد السومريين.
والجبايش جمع كلمة جبيشة التي هي جزيرة صناعية تسبح على صفحة ماء الهور تم التحضير لها بعناية وكونت من طبقات الطمي والقصب والبردي التي تتم تكديسها فوق بعضها حتى تصبح مثلها كمثل جزيرة عائمة يمكن أن تبنى عليها ديار القصب أو الصرايف. وقد وردت هذه الطريقة في العيش من خلال مدونات السومريين قبل سبعة الالاف عام ومن الطريف أن للسومريين أسطورة بنشأة الأرض كانوا يظنون بان اليابسة نشأة مثلما يصنعون هم تلك الجبيشة. وعادة ما تتكون التجمعات السكانية هنا من مجموع من تلك الجزر حيث تتكون القرى التي تسمى سلف ومجموعها سلاف. وما تجمع قرية الجبايش هنا إلا سلف كبير تقطنه عشائر عدة أهمها الخزاعل وبنو أسد.
ومن أكثر الخصوصيات في تلك البيئة الرومانسية ان بيوتها تبنى بالقصب والبردي وتدعى صريفة وهي منحدرة من كلمة (صرياثا) الأرامية التي تعني الكوخ التي أنحدر منها اسم مدينة البصرة. وقد ورد ذكر بيت القصب هذا في ملحمة كلكامش تعريبه هو (بيت من قصب البردي. . بيت من قصب البردي. . جدار. . جدار. ياملك شورباك. . يا أبن (أوبارو- توتو) أهدم بيتك وشيد زورقاً). وكما نلاحظ في تلك العبارة فان حزم القصب يمكن أن تكون زورق خفيف للتنقل بين تلك الجبايش تطور مع الزمن الى ما نجده اليوم يما يسمى البلم والمشحوف وغيرها من طبقات وسائط التنقل المائي الذي هو وسيلة المواصلات الوحيدة في تلك الأجمة الخضراء.
يمكن أن يكون للكلمة مصدر أرامينبما ميز ثقافة المنطقة وتسمياتها، لكن يذهب البعض الى ان كلمة جبيشة هي محرفة من كلمة (كبيسة) العربية بسبب فعل كبس طبقات الطين والقصب والبردي الذي يكتنف صنعها. ويطلق على الجبيشة كذلك أسم (الدبون) وأما اسمها الآرامي فهو(طهيثا) ومعناها القرية التائهة لوجودها وسط تلك الأهوار. وقد ورد في تاريخ الطبري عند وصفه لإحداث ثورة الزنج التي بدأت هنا عام 680 م ورد اسم (طهيثا) أي منطقة الجبايش.
وكانت تلك الأطراف معمورة في ايام بني العباس، زاهية بحضارتها، مشهورة بحاصلاتها،. حتى كتب عنها عالمنا الجليل علي الوردي بان أهل الهور هؤلاء هم أكثر سكان العراق تأصلا وأمتدادا لسكان العراق خلال الحقب التاريخية السابقة للفتح الإسلامي. وقد عانت تلك المناطق من الإهمال التام خلال الحقب التاريخية المتأخرة ولاسيما خلال الحقب التركية لأسباب طائفية معروفة. وكانت ملاذا لكل من عارض السلطات المتعاقبة التي حكمت العراق ويمكن ان يكون هذا مبرر الاهتمام بهذا المركز الوسطي الذي اهتمت به الدولة العراقية بعد تأسيسها عام 1921 وجعلتها مركز ناحية وابتنت فيها دار للحكومة، وكذلك مدارس، ومنازل للموظفين التي عينتهم هناك،وأهتم بجلب اسباب العيش المتحضر لهؤلاء الموظفين. ويعتمد سكان الجبايش في الجزء الأكبر من موارد حياتهم على الصيد المائي وجمع القصب وحياكة الحصر التي تسمى (البواري) وتصديرهـا الى سائر الأنحاء حتى الخليج وإيران.
لقد انتهت السلطة في العراق من شق ما يطلقون عليه النهر الثالث الذي كان مبرر عمله المعلن هو بزل الأملاح من التربة العراقية ولكنه بالحقيقة ليس الا عمل خبيث لتجفيف أهوار العراق والذي أثبت فشله بعد سبعة أعوام حيث زادت فيه ملوحة الأرض ولم يكسب فيها أرض زراعية جديدة غير تشريد أهل تلك المناطق وقطع رزقهم بغرض السيطرة على معارضتهم للمتسلطين. وزيادة على هذا العامل الإنساني الذي يحز في النفوس فأن التغييرات البيئية التي تبعت ذلك المشروع هو اختلال في ورود المطر وارتفاع حاد في درجات الحرارة. وما الجفاف الذي يعاني منه العراق منذ عدة أعوام فهو نتيجة منطقية لذلك التجفيف الذي أصبح بدون شك عامل طارد لورود السحب الماطرة الى المنطقة مثله مثل الصحارى والمناطق الخالية من الغطاء النباتي. أملنا بجذور القصب والبردي أن تنمو وتزهو وترجع لنا الخضرة التي لا تموت مثلما هو العراق ورهافة قلوب أهله وحضاراته السبع المتوالية.
و مدينة الحمّار(بفتح الحاء وتشديد الميم) هي مدينة صغيرة من نواحي محافظة ذي قار تابعه إلى قضاء الجبابش. سميت بهذا الاسم كونها تقع على أطراف هور الحمار وقد تم تدمير المدينة بصورة شبه كاملة على يد النظام الصدامي بسبب رفضها لوجوده وظلمه وتم تهجير ابنائها بصورة وحشية .
والفهود .. تلك المدينة الجميلة باهوارها وعطاء ابنائها وثقافتهم المعروفة وصمودها الاسطوري وتعد حاليا من النواحي الكبيرة في المحافظة وذات الاهمية الاستراتيجية تشتهر بالصيد وتربية المواشي

تُعد هذه المدن الثلاث رمزا للثورة ومقاومة الحاكم الظالم والصمود والبسالة لاسيما ان هذه المدن احتضنت اكبر واطول مقاومة للبعث الصدامي عرفها العراق حيث وفد اليها جماعات المقاومين والمجاهدين من جميع نواحي العراق فكانت اهلا لضيافتهم .
وتُعد الطبيعة في هذه المدن من اروع ما يكون حتى وصفت اهوارها بانها فينيسيا العراق بالاضافة الى الطيور والحيوانات المهاجرة .




مدن مركز المحافظة

السديناوية – البطحاء - سيد دخيل – الاصلاح

ناحية السديناوية جمال منسٍ في الجنوب..
وكانت هذه الناحية تابعة إدارياً الى “لواء الناصرية” خلال العهد العثماني وما بعده.. دمجت طويلاً مع مركز المحافظة حتى أعيد فصلها مجدداً عام 2001 واطلقت عليها تسمية جديدة هي “أور” نسبة الى آثار أور التي يقع الكثير منها ضمن الرقعة الجغرافية لها، وبذلك تعد هذه الناحية واحدة من المناطق الأثرية المهمة، حيث تشتمل على آثار مدينة اريدو هذه المدينة الأثرية التي تمثل جزءاً مهماً من التراث الحضاري السومري.. تبلغ المساحة الإجمالية للناحية حوالي “1223 كم2” ،تشغل الأراضي الزراعية أكثر هذه المساحة، وتشتهر “السد يناوية” بزراعة الحنطة والشعير والخضراوات وبساتين النخيل كما تشتهر بتربية الحيوانات وصيد الأسماك، ويبلغ عدد سكانها أكثر من أربعين ألف نسمة، يتوزعون على مركز الناحية والقرى المجاورة لها، ومن قراها المعروفة قرية آل مكروص وآل ابو حمد وآل ازيرج وآل رعيد، اما ابرز العشائر التي تقطن الناحية فهي آل ازيرج والحسينات كما يقطنها البعض من عشائر آل غزي والبدور وتلتزم هذه العشائر بالقيم العربية المعروفة وتتمسك كثيراً بآداب الضيافة والكرم، يدل على ذلك العدد الكبير من المضايف المنتشرة في تلك المنطقة.. ويرتبط شيوخ العشائر والوجهاء في الناحية بصداقات طيبة ومتينة مع المسؤولين، وتمخضت اللقاءات التي تجمعهم عن مؤتمر لتوثيق عرى التعاون بينهم خدمة للصالح العام. الزراعة.. تعد الزراعة في ناحية السد يناوية المصدر الرئيس للعيش، فالناحية تصدر الى مركز المحافظة كميات كبيرة من التمور والحنطة والشعير والخضراوات، فضلاً عن المنتوجات الحيوانية كاللبن والحليب والقشطة والبيض، فالناحية تشتهر كذلك بتربية الحيوانات كالأغنام والأبقار وبسبب تمسك المواطنين بالتزاماتهم الدينية وحرصهم على إقامة شعائرهم فقد تعرضوا في الزمن السابق الى القمع والحرمان والتهجير، فقد قطعت عنهم الحصص المائية اللازمة لسقي الأراضي الزراعية ماأدى الى جفاف عدد كبير من الأراضي الزراعية واضطر اصحابها الى الهجرة كما عانت من الإهمال وعدم فتح أية دوائر فرعية أو مدارس فقد ظلت مدارسها حتى وقت قريب مشيدة بالقصب أو الطين. الإعمار.. ربما يكون وضع الناحية قد تغير نسبياً عما كان عليه فقد شهدت حملة لابأس بها من الإعمار شملت بناء المدارس والمراكز الصحية وسواها، عن حملات الإعمار

والبطحاء .. او مملكة لارسا القديمة هي بلدة تقع على الضفة الغربية لنهر الفرات في جنوب العراق وتتبع إدارياً لمحافظة ذي قار ’ وهي مأهولة من عشيرتين عربيتين رئيسيتين هم آل غزي والبدور، حيث يسكن آل غزي الضفة اليمنى للفرات فيما يسكن البدور الضفة الأخرى، ويبلغ عدد سكان الناحية حولي 75 ألف نسمة يتوزعون على مركز البلدة وأريافها، وجميعهم من المسلمين الشيعة مع أقلية سنية. تقع على الطريق الواصل بين مدينتي الناصرية والسماوة. تقع في الجانب الأيسر لنهر الفرات أو ما يسمى بالشامية. فيها عدد من المساجد وسوق ومحطة قطار. يعتقد أن معركة ذي قار الشهيرة قد حدثت على أرض هذه البلدة.

و سيد دخيل .. مدينة ال ابراهيم بن مالك الاشتر رضوان الله عليه
ناحية سيد دخيل
نشوء القصبة وإعلان القصبة ناحية :-
ان الرقعة الجغرافية لمنطقة سيد دخيل كانت ريفية وبعد دفن السيد دخيل السيد موسى فيها بدأت هذه المنطقة بالانتعاش حيث كان سكن بعض العوائل قديماً وبناء بيوتات بسيطة قرب الضريح مع توفر الماء لهم بوقتها عاملاً مهماً في تشجيع بعض الاهالي في المناطق المتاخمة للسكن في هذه المنطقة لتبدأ بنمو حضاري بسيط ولشحت الماء وانقطاعه في زمن سابق ادى الى هجرة هذه العوائل من هذه المنطقة وان القيمين على هذا المرقد الشريف من عائلة السيد كانوا يأتون بالماء في اكواز من قرية الفرهة وادامة زيارة المرقد من قبل الزائرين وبعد فتح جدول الماء المار بالمنطقة بدأ الانتعاش الحضاري يتزايد وانشأت بيوتات من الطين والقصب وعملت بعض (كور الطابوق )بالاستفادة من الاجر في عمل الدور واقدم بعض الساكنين بإنشاء بعض المحلات البسيطة من الطين والقصب بغية التبضع منها كما شيدت اول مقهى تعود للسيد جليل آل سيد دخيل تقع مقابل المرقد
وكانت تدار اعمال هذه القصبة من قبل ناحية الاصلاح وسرعان ما تطورت الى منطقة حضرية نتيجة ازدياد العوائل النازحة لها من القرى المحيطة بالقصبة ولغرض تطويرها اعلنت ناحية وسميت (ناحية سيد دخيل )بموجب المرسوم الجمهوري الصادر عام 1979م
التسمية :-
لذا فأن هذه التسمية جاءت نسبة للسيد دخيل صاحب المرقد الشريف فيها
نسب السيد :-
هو السيد دخيل سيد موسى بن سيد فرج بن محمد امين (وهو جد السادة الحصونة والسادة آل سيد دخيل والسادة ال مسافر وال سادة البوهلاله وال مكطوف و الطشاحلة و السادة الغوالب ) ابن سيد سعد بن سيد يعقوب بن سيد غالب بن سيد الرضي بن شمس الدين بن قمر الدين بن بدر الدين بن بهاء الدين بن جمال الدين بن شرف الدين بن فائز الدين بن شهاب الدين بن نور الدين ويرجع الى السيد احمد بن موسى المبرقع بن الامام محمد الجواد بن الامام علي الرضا بن الامام الحسين بن الامام علي ابن ابي طالب عليهم السلام اجمعين
(اعلان الناحية)
اعلنت المنطقة ناحية بأسم ناحية سيد دخيل بموجب المرسوم الجمهوري عام 1979 ميلادي ثم الغيت الناحية عام 1987ميلادي وألحقت بناحية الإصلاح بكادرها الاداري ودوائرها ثم اعيدت رسمياً كناحية عام 1994 ميلادي .وتعاقب عدة مدراء نواحي لادارة الناحية بلغ عددهم عشرة مدراء للفترة الاولى والثانية كان اخرهم (فائق نعمة هنيدي ) الذي تولى منصبة عام 2005 ولازال مستمراً بعمله
المساحة الاجمالية للناحية (210.000) الف دونم منها
-7591 دونم مؤجرة وفق ق35 لسنة 1983
المساحة المزروعة :-
ان المساحة المزروعة سنوياً لعام2007 /2008 وحسب محاصيلها هي كما يلي 33.000 دونم حنطة 13.000 دونم شعير 3.000 دونم خضرة شتوية .ان المزروعات الصيفية تشمل 4.500دونم ذرة بيضاء 1500 دونم سمسم 500 دونم ماش ودونم طماطة .
تشتهر المنطقة بتربية الأبقار و الأغنام ولا يوجد حقول دواجن المنطقة حالياً
مصدر العيش في المنطقة
هي امتهان مهنة الزراعة كون المنطقة زراعية وانحدار المجتمع فلاحي ..اما سكنة الناحية فهم من ذوي الحرف البسيطة وبعض المهن والموظفين الحكوميين بمختلف الاختصاصات مدنية وعسكرية
معلومات عن ناحية سيد دخيل
الموقع / تقع ناحية سيد دخيل في الجنوب الشرقي لمدينة الناصرية التي تبعد عنها 18 كم حسب مسار الطريق القديم 21 كم حسب مسار الطريق الجديد مساحة مركز الناحية تبلغ 569 دونم حسب التصميم الأساسي لمديرية بلدية سيد دخيل ذي قار الرقم 1501
نفوس الناحية / حسب آخر معلومات متوفرة لدى مكتب مديرية الناحية بأن نفوسها اثر من 50000 الف نسمة تقريباً
عدد الاحياء السكنية والتجارية ان عدد الاحياء في مركز الناحية ستة احياء بضمنها منطقة السوق القديم
عدد المقاطعات الداخلة في مركز المدينة سبعة مقاطعات افرزت الى عدة مناطق سكنية 40 الجزرة الجنوبيه
40 الجزيرة الجنوبية
170 الجزيرة الجنوبية
151 الجزيرة الجنوبية
148 الجزيرة الجنوبية
مقاطعة 6 مويلحة بضمنها مقاطعة 4 المفرزة منها
مقاطعة 3 المحجرة
مقاطعة 1 المحجرة
-47539 دونم موزعة حسب قانون 117 لسنة 1970
-2137 دونم وفق قرار لسنة 1990
- مساحة الأرض المسجلة في دائرة العقاري لتسجيل العقاري (الممنوحة باللزمة)29616 دونم
ما تبقى اراضي غير موزعة وغير مؤجرة وفيها اراضي القصبة
عدد المدارس الابتدائية بنين وبنات في المنطقة 52 مدرسة وروضة اطفال واحدة وسبعة متوسطات واعداديتات .للبنين والاخرى للبنات
المدارس
ارواء الناحية
1- عند النظام الاروائي القريب من مرقد الحمزة الواقع جنوب الناحية يتفرع مجرى النهر الى فرعين (شط الكسر –نهر ضال ابراهيم )الذ يروي بمروره ناحية سيد دخيل وهو من الغراف من نهر دجلة
2-شيط جبيش –الذي يمتد الى ناحية الإصلاح والمتأتي من البدعة وقسم يأتي من الجانب الايمن لنهر الغراف الذي يحتوي على نسبة من الملوحة
3-في بداية العشرينات تم فتح نهر الصالحية الذي يغذي بعض القرى في مناطق سيد دخيل من هورالسادة الحصونة وقام بهذا العمل الخير عشائر ال إبراهيم مع الشيخ صالح الداغر الذي تابع المشروع

ناحيه الاصلاح

ان ناحيه الاصلاح هي احدى النواحي التابعه الى محافضه ذي قار تنتشربها الاهوار ويعتمد اهلها على الصيد (الاسماك) والزراعه وغيرها من الامور مساحه ناحيه الاصلاح متوصطه فيها بيوت كثيره ويرجع اليها عشائ كثيرون ومن ابرزهم الرميض الخليوي النواصر النصرالله الصفافعه.....وتقع هذي المناطق على بعد لايتجاوز العشره كم وفيها 22مدرسه ابتدائيه و10 متوسطه و3اعداديه وفيها سوق ومستوصف ومديريه الشرطه .. ومن اعلامها المرحوم الشيخ بدر الرميض الذي يُضرب بكرمه وبشجاعته الامثال في المنطقة العربية حيث قاوم البريطانيين لفترة طويلة . وتضم عشائر البوصالح .



جامعة ذي قار

هي إحدى المراكز الحضارية والفكرية والعلمية في محافظة ذي قار الفيحاء التي عاشت تجليات الحرف الأول ومدينة آبي الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام تأسست عام 2002 لتمارس دورها الفاعل والمؤثر في المجتمع من خلال مختلف النشاطات بكوادرها من أبناء المدينة ليشاركوا في إعادة الأعمار ودعم ركائز العملية التربوية في ظل العراق الجديد وتضم جامعة ذي قار أحدعشرة كلية علمية وإنسانية ويبلغ عدد طلبتها اليوم حوالي (7000) طالبا وطالبة إضافة إلى ( 41 ) طالبا وطالبة في الدراسات العليا .كليات الجامعةكلية التربيةتأسست الكلية عام 1993 ( تعتبر نواة الجامعة ) تمنح شهادة البكالوريوس في اقسام أقسام اللغة العربية ، الإنكليزية ، التاريخ ، علوم الحياة ، الرياضيات ، الحاسبات والتربية الرياضية ، كذلك كان يوجد في الكلية الدراسات المسائية وقد الغيت حسب اوامر الوزارة للظروف الامنية ويبلغ عدد طلبتها لهذا العام ( 2623) طالبا وطالبة وحسب الجدول المرفق ، علما ان الدراسة المسائية الغيت من قبل الوزارة بسبب الظروف الامنية للبلد . وتمنح الكلية شهادة الماجستير في اقسام علوم الحياة واللغة الإنكليزية واللغة العربية والتاريخ ومن المؤمل فتح دراسة الدكتوراه في قسم علوم الحياة ويبلغ عدد الطلبة اليوم ( 29) طالبا وطالبة.كلية الآدابتأسست عام 1999 وتمنح شهادة البكالوريوس في أقسام اللغة العربية والتاريخ والجغرافية وعلوم القرآن ويبلغ عدد طلبتها اليوم حوالي ( 1272) طالبا وطالبة كما سياتي في الجدول اللاحق ، كذلك تمنح شهادة الماجستير في قسم التاريخ واللغة العربية ويبلغ عدد طلبة الدراسات العليا ( 23) طالباً وطالبة ، ومن المؤمل افتتاح قسم الاعلام لمنح شهادة البكالوريوس في العام المقبل .كلية العلومتأسست الكلية عام 2000 وتمنح شهادة البكالوريوس في أقسام الحاسبات وعلوم الحياة والكيمياء والفيزياء ويبلغ عدد طلبتها لهذا العام ( 932) طالبا وطالبة ، وتوجد فيها الدراسات العاليا لمنح شهادة الماجستير في قسم الكيمياء حيث يبلغ عدد طلبتها ( 15) طالبا وطالبة ، ومن المؤمل فتح دراسة الماجستير في قسم علوم الحياة 0كلية الهندسةتاسست عام 2004 تضم قسم الهندسة الميكانيكية وقسم الهندسة المدنية ويبلغ عدد طلبتها اليوم ( 750 ) طالب وطالبة .كلية الطبتاسست عام 2002 وتضم الكلية عشرة اقسام استقبلت الطلبة عام 2004 ، حيث بلغ عدد طلبتها هذا العام ( 50000 ) طالب وطالبة.[بحاجة لمصدر]كلية القانونتأسست عام 2005 وتضم قسم القانون الخاص وقسم القانون العام.كلية الزراعة والاهوارتاسست عام 2006 ويبلغ عدد طلبتها اليوم (144) طالبا وطالبة لمرحلتين في قسمين هما : قسم الإنتاج الحيواني وقسم الإنتاج النباتي . المراكز والوحدات البحثية :-• مركز أبحاث الاهوار• وحدة وثائق ذي قار• مركز الحاسبة الإلكترونية• مركز ذي قار للدراساتالوحدات والمراكز العلمية والخدمية• وحدة الأنشطة الطلابية والنادي الطلابي• مديرية الأقسام الداخليه• الأعلامكلية التمريض :تأسست عام 2008 وأستقبلت الطلبة في نفس العام من خلال فرعين هما فرع العلوم الاساسية وفرع العلوم السريرية بمجموع طلبة (51) طالبا وطالبة .كلية الادارة والاقتصاد :تأسست في العام 2008 ، أستقبلت الطلبة في نفس العام وفيها قسمان هما قسم الادارة وقسم الاحصاء (45) طالبا وطالبة نشاطات تدريبيةتقيم وحدة التعليم المستمر التابعة لقسم البحث والتطوير بدورات شاملة ومتخصصة لكافة منسبي الجامعة التدريسيين والموظفين وحسب دليل للتعليم المستمر يصدر سنويا وكذلك دورات لجميع كوادر دوائر المحافظة وبجميع الاختصاصات . دراسات مسائية:- أتاحت الدراسات المسائية في الجامعة فرصة لطلبة المحافظة والموظفين الذين لم تمكنهم ظروفهم مواصلة الدراسة لاكمال دراستهم وبأجور بسيطة لا تثقل كاهل الطالب رغم ان هذه الدراسة الغيت بامر وزاري بسبب الظروف الامنية الا ان الامل لم ينتهي بمن يراوده الطموح لاكمال دراسته .الإصداراتتقوم الجامعة بإصدار ( مجلة جامعة ذي قار العلمية ) كمجلة محكمة تصدر فصلياً وفي جميع الاختصاصات ، تصدر عن قسم البحث والتطوير وقد صدر منها 17 عدد حتى اليوم بواقع 20 إلى 25 بحثاً للعدد الواحد ، وكذلك استحدثت ( مجلة طب ذي قار ) في كلية الطب وصدر منها 3أعداد و( مجلة علوم ذي قار ) في كلية العلوم وصدر منها4 أعداد ومجلة ( الدراسات القانونية ) في كلية القانون ومجلة ( كلية الاداب ) ومجلة ( كلية التربية )وجميعها مجلات علمية محكمة معتمدة لاغراض الترقية العلمية وقد أثبتت جدارة وثقة من خلال التقويم العلمي المقتصر على الاستاذ والاستاذ المساعد وبالتالي امكانية حصول البحث على درجة عالية في الترقية العلمية وكذلك أجور تقويم ونشر مناسبة ، فضلاً عن اصدار مجلة ( الاداب السومرية ) في كلية الاداب ، واصدر قسم الأعلام في رئاسة الجامعة جريدة شهرية ثقافية عامة بعنوان ( اور) ومجلة الناصرية الفيحاء ، وكذلك اصدر مركز ابحاث الاهوار مجلة ثقافية علمية بعنوان ( صدى الاهوار) ونشرة الاهوار، وقامت وحدة الأعلام في كلية العلوم بإصدار نشرة باسم (صدى العلوم ) . أهداف الجامعة :-• تهدف الجامعة إلى نشر المعرفة العلمية المتخصصة التواصل العلمي والفكري مع التطور الإنساني • وضع الخبرات العلمية والفنية الجامعية في خدمة خطط التنمية والمجتمع • تحقيق وتطوير التعاون العلمي مع الجامعات • أعداد وتأهيل المختصين ومنحهم الشهادات العلمية في حقول اختصاصهم • احتواء الخريجين من أبناء مدينة الناصريةموقع جامعة ذي قارwww.thiqaruni.org




المنشآت الحيوية في المحافظة

· قاعدة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام الجوية
· محطة الناصرية لانتاج الطاقة الكهربائية العملاقة
· شركة صناعة القابلوات والاسلاك الكهربائية
· معامل نسيج الناصرية
· مصفى ذي قار
· هيأة نفط ذي قار
· مستودع نفط ذي قار
· معامل غاز ذي قار
· شركة اور
· شركة اشور
· بالاضافة لعدة مؤسسات وشركات ومعامل صناعية وتجارية وزراعية حكومية واهلية مهمة



الشخصيات التي قدمتها المحافظة للعراق والعالم

لاشك ان هذا العمق التأريخي والحضاري والفكري قد انتج شخوصا مهمة خدمت العراق والعالم من لدن المحافظة وما ترشيح ابنة الناصرية ( عبير ) للبرلمان الاوربي عن السويد الا نابع من عمق هذه الفتاة الفكري والسياسي القادم من مدينة الناصرية .
ومن امثلة هذه الشخصيات ما يلي :

الشخصيات الدينية

· المرجع الميرزا عناية وهو قائد حارب العثمانيين
· اية الله الشيخ عباس الخويبراوي وهو اديب
· اية الله العظمى الشيخ مفيد حاج علي الفقيه
· اية الله العظمى المرجع الديني الكبير الشيخ محمدعلي الخاقاني نجل الشيخ شبير نجل الشيخ ذياب الاسرة المعروفة في النجف والناصرية.
السيد مصطفى جمال الدين وُلد السيد مصطفى سنة 1346هـ في قرية المؤمنين في محافظة الناصرية جنوب العراق.
درس في كتاتيب قرية المؤمنين ثم انتقل الى ناحية كرمة بني سعيد لمواصلة الدراسة الابتدائية، فاكمل منها حتى الصف الرابع بعدها هاجر الى النجف الأشرف لدراسة العلوم الدينية، فأكمل مرحلتي المقدمات والسطوح ثم انتقل بعد ذلك الى مرحلة البحث الخارج، وأخذ يحضر حلقات آية الله العظمى السيد أبوالقاسم الخوئي (قدس سره)، وعرف بين زملائه بالنبوغ المبكر والذكاء الحاد، حيث كتب تقريرات أستاذه في الفقه والأصول.
حاز على شهادة الماجستير بدرجة (جيد جداً) في جامعة بغداد ثم عين أستاذاً في كلية الآداب بجامعة بغداد، فذاع صيته وأصبح معروفاً على مستوى العراق والعالم العربي وبعد ذلك حاز على شهادة الدكتوراه في بدرجة (ممتاز) من قسم اللغة العربية وذلك عام 1979م.
· المجاهد الكبير الشيخ باقر حيدرالذي تزعم المجاهدين ضد الانكليز في حرب الشعيبة
· الشيخ محمد حسن حيدر الذي هيأ لثورة العشرين بين سوق الشيوخ والنجف الاشرف
· آية الله المجتهد الشيخ طاهر ابن الشيخ عبد علي بن الحاج رسول الحجّامي
· مكتبة العلامة الشيخ إبراهيم الكرباسي
· اية الله محمد باقر الناصري وهو الشخصية العلمية والسياسية المعروفة
· الباحث المعروف الشيخ عبد العظيم الاسدي
· مجموعة كبيرة ونابغة من طلبة البحث الخارج في الحوزة العلمية الشريفة
· بالاضافة الى المئات من الشخصيات الدينية الواعية والمجاهدة التي لعبت ادوارا مفصلية في حياة العراقيين والتي اهدت دمائها للعقيدة على يد طغاة العصر


الشخصيات السياسية والفكرية

· ( فهد ) مؤسس الحزب الشيوعي العراقي وأمينه العام الأول
· صالح جبر رئيس الوزراء في العهد الفيصلي الثاني واسس حزب الامة
· ناجي طالب رئيس الوزراء في الزمن العارفي الذي يعتبر المنظر الاساسي لحركة الضباط التي قامت بانقلاب 1958
· فؤاد الركابي من مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي وأمينه العام أيام جبهة 1957. وشغل إحدي الحقائب الوزارية ، مع عدد من أبناءه الذين استوزروا في حقب الحكومات المتلاحقة
· عبد المجيد عباس الحيدري مندوب العراق لدى الامم المتحده ووزير المواصلات في العهد الملكي
· نعيم حداد السياسي المشهور والوزير في الثمانينات
· نائب رئيس الجمهورية الحالي عادل عبد المهدي
· الدكتور احمد الجلبي السياسي المعروف وعالم الرياضيات ورجل الاقتصاد
· رئيس دائرة الامن الوطني موفق الربيعي
· السيد عبد الرحيم الحصيني الباحث والكاتب في علوم القران والامين العام السابق لحزب الفضيلة الاسلامي
· النواب عمار طعمة ومخلص الزامل وجلال الدين الصغير وسامي العسكري وبهاء الاعرجي وفتاح الشيخ وغيرهم
· مجموعة كبيرة من وكلاء الوزارات والمديرين العامين في عموم العراق
· الكثير من السياسيين الذين تعجز هذه الموسوعة عن حصر اسمائهم ونشاطهم والذين كانت لهم تأثيرات واضحة في مسير السياسة العراقية


الشخصيات الثقافية والفنية والرياضية والادبية

· المفكر العراقي المعروف والمشهور والذي وصف بالعبقرية (عزيز السيد جاسم) الذي عرف بكتابه(علي سلطة الحق)و(محمد الحقيقة العظمى) وكتب ومؤلفات فكرية كثيرة وربما تعد روايته (الزهر الشقي) اول اثر ادبي تناول بعض احداث المدينة التي بقي تاريخها بعيداً عن اعين الموثقين.
· العالم النووي(رحيم عبد كتل) هو اهم عالم عراقي نووي في تاريخ العراق وله دور بارز في انشاء منظمة الطاقة النووية العراقية وساهم بشكل كبير في بناء البرنامج النووي العراقي وتطويره الامر الذي اثار حسد الكثير من الاطراف أدت الى تعرض هذا العالم الى عملية اغتيال دنيئة للقضاء على الابداع والكفاءات العراقية حيث اتهمت اطراف متعددة في عملية الاغتيال
· الدكتور عبد العظيم السبتي من الطائفة المندائية الذي سمي باسمه واحدا من الكويكبات الفلكية من قبل جمعية الفلك البريطانية وهو اليوم أستاذ ممارس في اختصاصه في أرقي الجامعات البريطانية. ومثله الكثير من تحتفي فيهم جامعات الغرب.
· مؤسس هيأة التصنيع العسكري العراقية ومسؤولها الى سنة 1986
· الشاعر والناقد صلاح نيازي
· وحيد خيون الشاعر المعروف على مستوى الطون العربي والذي له عدة دواوين
· والرسام شاكرحسن آل سعيد
· النحات هادي السعيد
· الرسام المبدع والخطاط الشهير ماجد النجار
· التشكيلي حسين الهلالي
· الشاعر العراقي المعروف عريان السيد خلف
· عون حسين الخشلوك مؤسس قناة البغداديه الفضائيه
· الشاعر المعروف عبد القادر الناصري من رواد الحداثة الشعرية في المدينة ومن المجيدين في كتابة الشعر وهو أصلا من عائلة كردية نزح أبوه من مدينة السليمانية وسكن الناصرية .
· الشاعر الرائد قيس لفته مراد
· الشاعر الرائد رشيد مجيد
· الشاعر الشعبي المشهور ابو معيشي
· الشاعر زامل سعيد فتاح
· الشاعر كاظم الركابي
· الاديب محمد فائق
· الاديب الدكتور جليل العلي
· الاديب الشهيد شهاب التميمي
· الاديب الشهيد كامل شياع
· الاديب الدكتور هادي الحمداني
· الاديب خالد الشطري
· القاص ال رحوم ياسين
· الدكتور عبد الرزاق مطلك
· الاديب عبد الواحد الهلالي
· رائدة المسرح الملتزم زينب التي قامت أول عرض مسرحي في بداية خمسينات القرن المنصرم في باحة مدرسة الشطرة
· الصحفي الاديب الدكتور صادق اطيمش
· الناقد احمد الصالح
· الشاعر محسن اطيمش
· د. جواد الزيدي
· من شعرائها رسمية محبيس زاير ورحيم الغالبي واحمد الخاقاني وخالد خشان وخليل مزهر ومحمد رشيد وأمير ناصر، محسن السنجري، محمد خضير سلطان، محمود يعقوب
· من التشكيليين حسين الهلالي وسعد الصفار، اسعد الشطري، كاظم جبار، حسين الجاسم، حيدر صبار، حبيب السعداوي، حازم حميد وحازم السنجري
· أهم الممثلين عزيز عبد الصاحب و محسن العزاوي وبهجت الجبوري وسناء عبد الرحمن وحيدر منعثر و عزيز خيون واخرون
· من كتاب القصة: (امجد نجم الزيدي، ضياء الساعدي، وجدان عبد العزيز، علي سالم، محمد كاظم واخرين
· الشاعر حمدي الحمدي.
· اما العطاء العلمي فلقد اعطت المدينة وتعطي الكثير الكثير من العلماء والباحثين في شتى صنوف المعرفة والعلوم فنراهم في جميع الجامعات والمؤسسات يبذلون ويحملون الدرجات العلمية العالية ونذكر منهم الدكتور عبد القادر اليوسف والدكتور حسن الهداوي والدكتور طالب الطالقاني والدكتور حلمي الحمدي والدكتور أبو طالب محمد سعيد وغيرهم
· ولابد لنا ان نذكرما يناسب المقام في الطب والاطباء تلك الأسماء التي ذكرها الدكتور الاديب الفكيكي في كتابة تأريخ اعلام الطب العراقي حيث ذكر أربعة من كبار الأخصائيين من ابناء المدينة وهم الدكتور عمار الحمدي والدكتور محمد علي العيد والدكتور عبد الفتاح المطلق والدكتور عادل الشاهر
· الدكتور ربيع احد اشهر الاطباء وصاحب احد المستشفيات في دولة الامارات العربية
· الدكتور حكمت الشعرباف
· رسول الوسواسي
· الصيدلي مرزة محمد
· عبد الواحد الهلالي
· القاص والكاتب حسين عبد الخضر الحاصل على جائزة الشارقة في كتابة القصة على مستوى الوطن العربي
· الرياضي علي هداد .. أحد أبطال العالم برمي الثقل
· الرياضي هادي جياد بكرة السلة
· الرياضي جاسم الصباغ البطل بالساحة والميدان
· الصحفي منتظر الزيدي الذي ضرب الرئيس الامريكي بوش بالحذاء
· والكثير الكثير من ابناء هذه المحافظة الذين ابدعوا في مجالات واختصاصات شتى


الشعر والسياسة

قطعاً – لا يمكن ان يجد الباحث بيتاً في مدينة الناصرية يخلو من سياسي او شاعر او متذوق لهما فهي مدينة تتنفس الشعر والسياسة


الركائز او الاعمدة الثلاث

اجتمعت في المدينة ثلاث ركائز عريقة وعميقة في العقلين الجمعي والفردي لها وهي ( الدين والترابط العشائري والوعي ) ساعدت على جعل المدينة صامدة فكريا ومقاومة سياسيا وحصينة اخلاقيا



في الختام :
انا اجزم انني لن استطيع حصر تأريخ وعطاء مدينة الناصرية وابداع ابنائها مهما حاولت في أي موسوعة مهما كبر حجمها لان المدينة كنز لا ينضب وعطاء لا ينتهي .. لذلك اعتذر من الاسماء التي غابت عن موسوعتي وعن الاحداث التي لم تذكرها كلماتي

والموسوعة مفتوحة لاية اضافة نافعة ممكن ان يضيفها الكتاب الاعزاء



...........................................................

المصادر

· معلومات شخصية ومقابلات خاصة
· د. طالب الجليلي
· إبراهيم الخزعلي
· حازم محمد حبيب
· جعفر الونان
· صباح محسن كاظم
· عبد الحليم احمد الحصيني
· حسـن الشنون
· حميد الشاكر
· محمد الكعبي
· منتديات الناصرية الثقافية
· ميزوبوتاميا
· سومريون.نت
· المدى
· موقع مجلس محافظة ذي قار


تعليقات

‏قال غير معرف…
شكرا على المعلومات الجميله
‏قال غير معرف…
شكرا على المعلومات الجميله
‏قال غير معرف…
شكرا على المعلومات الجميله
اهلًا ومرحبًا بك دائما

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عين سورون ( عين الرب )

تداخل العوالم .. بين الادلة و النظريات