المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٦

الخمر المسكوت عنه

ثوابت الدين والدستور كلاهما لا شك الى جانب قانون منع الخمر , وهذا يدركه المؤيدون او المعارضون رغم الجدال السطحي بينهما , كما ان منع الانسان من خسارة عقله والانغماس في البهيمية امر عقلائي , لذا لن اخوض في الابعاد الدينية او القانونية لإقراره , لا سيما وقد تم بيان ذلك من قبل بعض أعضاء البرلمان او الكتاب , كما انه امر حظي بدعم شعبي كبير . ان ما يهمني هنا ان أتساءل عن  دور المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني من حقيقة ما يجري , وأين هو من كل هذا , وهل سيكون موقفه سلبياً كما كان من القانون الجعفري الذي ابطأ حركته حد الإيقاف . واذا كان رئيس الجمهورية المفقود فؤاد معصوم قد فاجئ العراقيين بانه لا زال على قيد الحياة حين طالب في بيان رئاسي بإعادة النظر في سن القانون , رغم كونه غائباً كلياً عن إبادة شعبه في داقوق النازفة , فمن الأولى بسماحة السيد ان يفاجئنا ببيان يبارك فيه جهود النواب الذين احترموا ثقافة الشعب العراقي واخلاقه ودستوره . ففي الوقت الذي يكون الدستور والمبدأ والجمهور والقوة السياسية والعسكرية الى جانب السيد في ظاهرة تاريخية فريدة ويكون بهذا المستوى من السلبية , متى يكون باستطا

المعضلة التركية المزمنة

الظهور الأول للعنصر التركي كقومية بارزة في الشرق الأوسط كان في زمن الخليفة المعتصم الذي جاء بهم من اسيا الوسطى نكاية بالعنصر العربي في جيشه , وقد كانوا ابعد الناس عن التمدن الحضاري فعانى الخليفة ذاته من وجودهم في بغداد حتى خرج بهم الى سامراء بعد ان ثار الناس ضدهم , وقد بلغوا عدة الوف . ان المشترك بين هؤلاء الاتراك وبين المعتصم ذاته كان الضعف الفكري , اذ كان المعتصم شبه اميّ . ولم يكن الاتراك قادرين على هضم مبادئ الإسلام المعرفية , كما لم يكونوا جاهزين للانخراط في مجتمع متمدن . ولعلّ ألاسوأ من خصالهم كانت الروح الغنائمية وسرعة الانقلاب على الحلفاء لاسباب مادية , لذا كانوا اول من قتل خليفة عباسي هو ( المتوكل ) , الذي كان قد عزز من نفوذهم للقضاء على الثورات العربية ضد جوره , في الوقت الذي ظل الاتراك يشتركون مع المتوكل في خصيصة اعتقادية تمثلت في الميل لاهل الحديث من الحنابلة , الذين نجم عنهم قرن ابن تيمية وقرن ابن عبد الوهاب لاحقا . ففي نهاية العصر العباسي طرد ملك ال زنكي في الشام فقيه الشافعية ( العز بن عبد السلام ) الى مصر انتصاراً للحنابلة . وربما يرى البعض ان الامر غير ملفت , لكنّ ال

الانزياح الأحمر للدم الشيعي

صورة
    الانزياح الأحمر للدم الشيعي داخل المراقد المقدسة صار يوسع في مسافات الجفاء بين هؤلاء المطقسنين وبين عقيدة واهداف الائمة الساكنين جسداً تلك البقاع الطاهرة ، فيما هناك انزياح أزرق لأرواح طهرت بمقام الشهادة في ساحات الدفاع عن الإنسان في العراق . يفتح عبدة المال والرجال من ولاة السيستاني على العتبات الطاهرة الباب واسعاً أمام هؤلاء المهووسين بالدم والطقسنة البشرية المفرطة ، بعد أن فرشوا الأرض لهم بساطاً احمراً ، علّلوا مده لغير ملوك المال بالوقاية من نجاسة دم المطبرين هاماتهم هناك ، ولا غرابة في تعليلات خاوية من خواة العقيدة الذين يحسبون ان المرقد الطاهر ليس سوى معبد لاصنام يجمعون من خلالها المال والرجال ، اذ هم حتماً ليسوا مدركين ان ساكنيها عليهم السلام احياء عند ربهم يرزقون ، ولا يستوعب هؤلاء المرتزقة كذلك ان طهارة الوجود العقيدي للمذهب أولى بالوقاية ، فتبت لحاهم حمالة المرض زادهم الله مرضا . فيما تفتتح رجالاتهم المعارض الدولية في مقام خرافي يعلمون ان من فيه لا تمت لكريم اهل البيت الحسن بن علي عليه السلام بصلة ، وليس لها في تاريخنا من وجود . أكاد أجزم أن هذه الأمانات - اللامأمونة