المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٧

تكسير قواعد استلاب الدين

صورة
تكسير قواعد استلاب الدين علي الابراهيمي A1980a24@gmail.com يبتدأ بعض منظري العلمانية مناقشاتهم على الإسلام بعبارات ومقدمات خاطئة ، حين ينسبون مثلاً فكرة ( ان الإسلام دين ودولة ) للمصري ( حسن البنّا ) ، والواقع انها عبارة دينية سماوية لا شأن لوجود او عدم وجود حسن البنّا بوجودها . ففضلاً عن انّ نبي الإسلام ( محمداً ) عليه وآله السلام قد اقام دولة فعلاً ، وهو اعرف بدينه ، وان أصحابه – ولا شأن لنا هنا بنوعيتهم الحقّة او الانقلابية – قد أقاموا دولة ايضاً ، وهم اقرب الناس لفهم رسالته ، وان اوصيائه من الائمة ثبّتوا حاكمية الإسلام نظرياً ، فانّ القرآن – الذي هو المصدر النصّي الدستوري للإسلام – يقول ( ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون ) [1] ، و ( وكتبنا عليهم فيها انّ النفس بالنفس والعين بالعين والانف بالأنف والاذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدّق به فهو كفّارة له ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون ) [2] ، ( وليحكم اهل الانجيل بما انزل الله فيه ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الفاسقون ) [3] . لذا ليس الوقت الذي ابتدأ فيه حسن الب

بين اليزدي والسيستاني .. سقوط بابل

البريطانيون اعتبروا انزواء الشيخ محمد كاظم اليزدي في بيته إذناً وعلامةً لقمع انتفاضة النجف الأشرف ضدهم عند بداية دخولهم العراق . وقد ارجع المحللون هذا الموقف اليزدي الى احتمالين ، الخوف او التقاء المصالح الخاصة له مع مصالح البريطانيين . لكن النتيجة كانت واحدة دائما ، فقد اندثرت معالم الثورة ، وامست هذه اللحظة بداية لتاريخ جديد ، صار فيه العراق فريسة ، بعد ان كان فارسا . واستلب البدو كنوزه ، فانخفضت نسبة التجار الشيعة من 90 % قبل الاحتلال البريطاني الى 40 % في منتصف الثلاثينات ، وبالطبع ان الأثرياء وحدهم من كانوا يستطيعون تعليم أبناءهم وصنع حضارة مادية . وفي بداية العشرينات انكسرت عرى اوثق حلف قبلي عراقي ( المنتفك ) بعد ان تدهورت عوامل الثقة بين احلافه الثلاث ، إذ انفرد بنو مالك بثورة 1919 م ضد البريطانيين ، وتمزق بنو سعيد الى درجة الإبادة حين تصارعوا بينهم . وانقطعت خيوط التواصل بين الجماهير العراقية وبين الطبقة السياسية ، اللتان كانت تجمعهما أنامل المرجعيات الدينية وحوزاتها ، فراح السياسيون ينفردون بالقرار وينزلقون عن ساحة المراقبة ، وراح الناس يجهلون حقوقهم السياسية . فيما تم

الصراعات القبلية في جنوب العراق

    الكثيرون يعتقدون ان منشأ الصراعات القبلية في جنوب العراق يكمن في التخلّف ورغبة العنف ، لكنّ الحقيقة تقول غير هذا ، كما ان النظرة السلبية لواقع هذه القبائل ليست صحيحة مئة في المئة . ان الشريط القبلي الأكثر عنفاً في جنوب العراق يمتد من حدود بلدية الناصرية حتى مدينة القرنة البصرية ، مارّاً بمنطقة الأهوار ، كما يتفرع باتجاه مدينة العمارة ، وهذا الشريط هو تماماً موطن القبيلتين اللتين شكلتا الدولة المزيدية الشيعية في منتصف حكم العباسيين ، وهما بنو مالك وبنو أسد ، فيما كانت العمارة مقراً لورثة قبيلة طي وهم بنو لام . ان هذه القبائل كانت - ولا تزال بنحو ما – تعتقد ان على عاتقها وظيفة حماية التشيّع ، وهو الممتزج بوطنها العراق ، فكانت قبائل الدولة المزيدية تغطّي المنطقة من جنوب الموصل حتى البصرة ، فيما تغطّي قبيلة بني لام المساحة الممتدة من مدينة العمارة حتى شمال مدينة ديالى على طول الشريط الحدودي الشرقي للعراق . بالتأكيد نحن جزء من الشريط الملتهب لقبائل بني مالك ، والتي أصبحت عنواناً سيئاً لدى البعض ،لكن الحقيقة أن النظرة العامة تجاه هذه القبائل ليست مبنية على واقع تا