المشاركات

عرض المشاركات من 2015

السوط البكتيري وقَبْليات العلم الإلحادية

صورة
السوط البكتيري وقَبْليات العلم الإلحادية التعقيدات غير القابلة للاختزال هي تلك الأعضاء في جسم الكائن الحي التي إن فُقدَ جزء منها لن تتمكن من العمل مطلقاً ، وبالتالي هي امّا أنْ تكون وُجدت كما هي وامّا لن توجد مطلقاً . وهي احدى حقائق نظرية التصميم الذكي - التي ترى انّ هناك تركيبات حية دقيقة وهندسية لا يُحتمل تشكّلها بالصدفة او الانتخاب الطبيعي غير العاقل - والتي استشهد بها البروفيسور ( مايكل بيهي = استاذ الكيمياء الحيوية ) في إطار قضية مدرسة دوفر في المحكمة الفيدرالية في ولاية بنسلفانيا الامريكية في سبتمبر ٢٠٠٥ ، والتي قررت أنْ تمنع تدريس هذه النظرية كبديل علمي عن نظرية التطور لداروين - التي تفترض ان الكائنات الحية جاءت عن سلف بدائي مشترك بالصدفة وبطريقة عشوائية - والمفروضة بقوة القانون العلماني المتشدد في الولايات المتحدة . قد يعتقد البعض ان المبدأ الدستوري الامريكي القاضي بفصل الدولة عن الكنيسة هو الذي يمنع من تدريس نظريات تنتهي الى وجود مصمم ذكي للكون ، لكنّ الحقيقة انّ القَبْليات الدينية هي الحاكمة على القوانين الأكاديمية والمنهجية البحثية في الغرب عموماً ، باعتبار ان القائمين على ا

الهجرة بقرائتين

علي الابراهيمي المدخلات الثلاثة التي تحدد زاوية النظر لموضوع الهجرة هي العقيدة و التجربة التاريخية واستشراف المستقبل ، فاذا كان الانسان ينطلق من معطيات مادية بحتة سيرى في الهجرة نوعاً من الخلاص الانساني ، وينظر لتناولها عقائدياً أمراً عبثياً لا طائل منه . لكنّه اذا نظر من زاوية الارتباط بالله او الوطن سيجد جوانب اخرى تمنع القبول بها بهذه الصورة المطلقة . لذلك ربما يتحدث الفقيه والقائد الديني عند تناوله لهذه الظاهرة وهو ينظر للمسلم بالتوصيف الذي ينطبق على صاحب العقيدة الحقّة كصحابة رسول الله المجاهدين في تحملهم لثقل الظرف الذي يحيط بمشروع الوطن الاسلامي . والفقيه اذا كان غير قادر على اجبار احد على ان يكون بهذا التوصيف كذلك هو غير مجبر ان يتجاوز خطوط العقيدة . فيما ينظر الانسان المادي للهجرة بدنيوية محضة ، لكنها دنيوية ساذجة غير دقيقة الحسابات ، تستجيب فقط للعقل الجمعي المُغيَّب تحت وطأة الحاجة الشهوانية او النفسية ، والتي سرعان ما تواجه الواقع الاذلالي الذي يسحق كرامة الانسان الباحث عن الراحة في ارض الغير ، وذلك الغير له مصالحه وقوانينه وحاجاته وسلبياته ، فتبدأ رحلة الغربة بالاحتيال وال

نينوى ٣ .. يا حجة الله

نينوى ٣ .. يا حجة الله يا حُجّةَ اللَّهِ إنَّ القومَ قَدْ ضَرَبوا ... هلْ اُكْملُ القولَ أَمْ هلْ اُكْملُ ألامَلَا ؟ فاسْتَعْصَمَ الستْرُ مِنْ ذاتِ الحِجابِ وَقَدْ صاحتْ وما مِنْ عَلِيٍّ ها هنا نَزَلا واسْتحسبَ الخِدْرُ أنَّ الحُوْرَ قَدْ بَرَزَتْ للشامتينَ وهذا اليومُ ما عَدَلا واسْتَعظمَ الحقُّ آياتٍ له هُتِكَتْ في الْعَالَمِينَ كأنَّ العَدْلَ قَدْ رَحَلا فاسْتوْزرَ الجَوْرُ مِنْ آلِ الخَنَا رجُلاً يعدو على حرمةِ الإسلامِ مُذْ وَصَلا واسْتوحشَ الليلَ هذا الليل ساكنُهُ مِنْ شدّةِ النارِ حَتَّى الجَمْر ما احْتَمَلا يا حُجّةَ اللَّهِ ما حالُ التي نَظَرتْ نحوَ الخِيامِ وعَيْنٌ تَرْقبُ المَثَلا يا حجّةَ اللَّهِ إنَّ القومَ قَدْ حرقوا تلكَ الخِيامَ فَنَجْمُ اللَّهِ قَدْ أَفَلَا ما داست الخيلُ أعْتابَ الحِمى وعَدَتْ خَلْفَ العَقيلةِ لَو ما داست البَطَلا فاسْتَصرخَ الرأسُ أطْنابَ السَّمَا ودعا أنْ يبْرأَ الجرْحُ ، لكنْ لَيْتهُ أَدَلا قَدْ راحَ خِدْرُ الهدى في ليلِ عاشرِهِ مُذْ سيْفُ آلِ الخنا ذَا الرأْسَ قَدْ بَتَلا ذَا قالعُ الشَوْكِ إِذْ يحمي حرائرَهُ إِنْ جائت الخيلُ ثمَّ المَغْربُ اجْتَد

نينوى ٢

نينوى .. هذا الحسينُ وداعي الموتِ يسألُهُ أينَ المقامُ .. بأرضٍ كلُّها سَفَرُ إِذْ جالت العَيْنُ في أرضِ البلا طَلَباً حَتَّى تلاقتْ على أوداجِهِ الصوَرُ واسْتَعْفَت اللهَ من هذا المصابِ تقىً تلك الرمالُ وحُزْناً اُفْجِعَ الحَجَرُ واهْتَزّت الريحُ في جَنْبِ الفراتِ شجىً حَتَّى أهابَ عليها العَصْفُ و السَدَرُ واحْتارَ حَتَّى الحَصى مِنْ فَرْطِ صَدْمَتِهِ فاخْتارَ لونَ الجَوَى إِذْ هزَّهُ القَدَرُ يا تلكمُ العَيْن ما أبْقتْ لذي بَصَرٍ حينَ اسْتدارتْ سوى ما هابَهُ البَصَرُ ترنو إلى اللَّهِ في شَوْقٍ وتُخْبرُهُ انَّ السراةَ لوادي العِشْقِ قَدْ نَفَروا فعادَ افْقُ الضِيَا بالنورِ مُرْتَضياً هذي الوجوهَ قرابيناً بما صبروا فازدانت الشمسُ مُذْ صدَّ الحسينُ لها واستحْضَرَ النورُ فَيْضَ النورِ مُذْ حَضَروا قَدْ سالَ دمْعٌ لَهُ في كربلا فَتَلا مِنْ آيةِ الحَقِّ أنَّ الحقَّ لا يَذَرُ واسْتَودعَ اللهَ أطفالاً له فُجعوا بالراحلينَ وما يدرونَ ما السَفَرُ لكنّما العَيْنُ ما لاحَ الخَيالُ لها مِنْ زينب الطُهْرِ إلاّ وانْحَنى النَظَرُ إِذْ قَالَ أُخْتاهُ قَدْ حانَ الفراقُ وما مِنْ مَظْهرِ الحُبِّ الّا د

نينوى ١

صورة
نينوى .. فَأَنَّى يَكُونُ الدجى في الضحى ! وهذي الخيولُ كفَيْضِ السيولْ .. فيَجْترُّها ليلُها كمَضْغِ الظلامِ لأبْصارِها وتأتي الرجالُ .. بآثامِها تلوكُ الرمالَ ..  ترومُ الوصولَ ولا مِنْ وصولْ ... أتاها الاميرُ .. بأنوارِهِ يخطُّ السحابَ فتزجي سحاباً ثقالاً .. يردُّ الشبابَ مَردَّ العَجولْ ... وتلكَ الشموسُ التي في الفلاةْ بأنوارِها .. تحزُّ الرقابَ رقابَ الخُطاةْ وتغدو العَبا كالكِساءْ فيُغضي الزمانُ إليها حياءْ فما بالُها النسوة الصابراتْ عَشِقْنَ العزيزَ .. فقطَّعْنَ عُمْراً من الطَّيِّبَاتْ وتلكَ الرحولُ تحثُّ الخُطى .. لنَحْرِ الحسينِ .. لعلَّ اللقاءَ .. سيعني النزولْ ... وتلكَ البدورُ  التي يُستطابُ المسيرُ على ضوئِها .. في الظلامْ وكَفُّ الكَفيلِ .. كوجهِ الصباحِ الى زينبٍ .. تَمدُّ الرضا والسلامْ ... وهذا الاميرُ الصغيرْ على ثَغْرِهِ .. كلامُ الرسولْ يقودُ المنايا الى نَحْرِهِ وفجرُ البتولِ على وجهِهِ تُهيلُ الدموعَ .. وَمِن خَلْفِها جناحُ المَلاكِ .. يرومُ الوصولْ ... وعَيْنُ الغَرِيِّ إلى نينوى في انحناءِ الزمانِ .. طَوَتْ ما انحنى مِنْ مكانْ ... وهذي الرجالُ التي تستثيرُ ال

طواني العشق

صورة
طواني العشق ولا تَغْضَبْ وعُدْ كَرَما ودَعْ يا مُهْجَتي البَرَما فمِثْلي عائدٌ .. نَدَما أَلَا تؤويهِ في الحَرَمِ أنِرْ كالشمسِ إِذْ ظَهَرَتْ يَغيبُ الليلُ ما نَظَرَتْ ونيرانُ الضِيا شَجَرَتْ بِجَذْرِ النَفْسِ في القِدَمِ وهلْ كلّي سوى أثَرِ لفَيْضِ الحبِّ في النَّظَرِ كحالِ الضوءِ و القَمَرِ فَأَنَّى نَظْرةُ البَرَمِ .. غريبٌ بينَ مَنْ جَلَسوا وما قالوا وما هَمَسوا وما أُذْنٌ لِمَا دَرَسوا صَغَتْ أَوْ دارَ من كَلِمِ أراكَ النورَ قَدْ سَطَعَا فما يُبْقي وَقَدْ جَمَعَا شتاتَ العَيْنِ فاشْتَرَعا لَهُ دَرْباً  ..  بلا ظُلَمِ أنا موجُ الهوى سُفُني وذيْ ذكراكَ تقتلني متى بالودِّ تذكرني وذي من أنْعمِ النِعَمِ أجبني مَنْ أكونُ أنا أجِبْ مَنْ ضَيَّعَ الوطَنا أنا المفقودُ فيكَ هنا فجِدْني في ضَياعِ عَمِي أنِرْ في خاطري الطُرُقا أمَا للسائرينَ لِقا .. أجِبْ بالفَيْضِ مَنْ وَثقَا ولا تَفْضَحهُ في الأُممِ ألا تؤويهِ .. مَنْ ثُكِلا وبينَ النَّاسِ قَدْ سُئِلا حبيبُ القَلْبِ هلْ رَحَلا وما يُمضي الجوابَ فَمَي وَمَنْ منّا إذاً بَعُدا وهلْ يبقى الفراقُ غَدَا

السينما الإيرانية .. رحلة في دروب العشق

صورة
السينما لم تكن مجال اختصاصي يوماً ، لكنني كنتُ اتابع إنتاجها بشغف ، ومن مختلف المدارس العالمية ، حتى انني صرتُ في مرحلة ما اقرأ ما خلف المشهد السينمائي ، من ايدولوجيا موجهة ، وهي كثيرة ومركّزة ، حيث أضحت السينما الطريق الأقصر والأعمق للتأثير في العقل الجمعي وصناعة المجتمعات الجديدة . وَقَدْ كنتُ اقرأ المنتج السينمائي في تلك الفترة بعين المرحلة المعرفية التي كنتُ اعيشها ، غير انّ التطور المعرفي جعلني أعيد القراءة كثيراً لأكتشف انّ لصناعة السينما ابعاداً كثيرة . ففيلم مثل ( الافاتار = Avatar ) الذي أنتجته هوليوود واحداً من أفلام الخيال العلمي ويتحدث عن المواجهة مع مخلوقات بدائية في كوكب اخر ، ويقوم فيه بعض العلماء من البشر بالتجسد - عبر استخدام العلم - بشكل تلك المخلوقات لدراستها ، كنتُ أحسبه فيلماً غاية إنتاجه تقتصر على اعادة تحديث التبريرات الغربية لاحتلال القارتين الامريكيتين وابادة الملايين من الشعوب الأصلية هناك ، اذ هذا ما يوحي به الفيلم للوهلة الاولى عند الربط بين المشهدين في العقل الباطن ، لكنّ اطلاعي على المعنى العربي لكلمة ( Avatar ) وهو ( تجسّد الآلهة ) جعلني أعيد قراءة أهداف

صراع الثقافتين

صورة
صراع الثقافتين الازدواجية والنفاق هما الصفتان اللتان ألصقتهما بنحو ما مؤلفات أستاذ علم الاجتماع ( علي الوردي ) بالشعب العراقي ، كخصائص متجذّرة ، او كعوارض مكتسبة . وقد يكون علي الوردي احد مصاديق وصفه هذا ، فهو عراقي في النهاية ، كما هي المؤسسة البحثية التي ينتمي لها الوردي أيضاً قد تكون مصابة بذات الداء . ولاعتبارات اجتماعية او دينية - تتعلق بانتمائي ورغبتي في إصلاح محيطي - كنتُ احاول قراءة وجود هذه الصفات في المجتمع الشيعي في العراق بصورة عامة ، او المجتمع الجنوبي بصورة خاصة ، بغضّ النظر عن مدى تجذّرها في غيرهم ، داخل العراق او خارجه . فأجد توصيف الوردي له اثر في الواقع ، وتلك التركيبة التي ذكر ملامحها هي في كثير من الأحيان من تتصدر المشهد ، في مجتمع يُفترض انه الأنقى عالميا ، والأكثر قدرة على التحليل والتشخيص . فالعجب كيف ينتقل الناس بصورة زعيم ديني - كالسيد السيستاني - من كونه احد اهم الأسباب المؤدية لصعود قيادات منحرفة داخل الوسط الشيعي ، وتغلغل عصابات الفساد داخل الكيانات العامة التي ترتبط بمصالح من يمثلهم من شيعة ال البيت ، وتزايد نفوذ العلمانيين الملتحين ، وانتشار مظاهر المجون و

المجزرة الكبرى .. حرق سومر

صورة
    الانهيار الأخير للدولة العراقية ليس من الغريب ان يشترك في صنعه الأكراد ، فهم اصحاب مشروع انفصال ، يستلزم بالضرورة هدم واضعاف الدولة العراقية ، لذلك كان إيوائهم للشخصيات الإرهابية المطلوبة للقضاء الاتحادي أمرا متوقعا  .  وليس غريبا كذلك ان يشترك فيه السنة العرب غالبا لافتقادهم الدائم الى مشروع بنيوي ، وارتباط ساستهم وكبار مشايخهم بالأجنبي ومشاريعه ، وتكوينهم البدوي المتصف بالانتهازية والتهام الذات عند الانكسار ، وكلّنا نعرف كيف سلّمتهم بريطانيا الحكم بعد ١٩٢٠ ، وكيف خان اغلبهم الحكومة العثمانية المساندة لهم تاريخيا  . ومن الطبيعي ان تساهم أمريكا في هذا الانهيار باعتبارها صاحبة المشروع الشيطاني لتقسيم العراق وإطفاء نوره  . لكن من السذاجة ان نقتصر في تصوراتنا على ان غاية المشروع الامريكي هي تقسيم العراق وحسب ، فليس مشكلة أمريكا والغرب قطعة من الارض ، بل مشكلتها في شعب عميق في الحضارة وله عقل كبير ينتمي لرسول الله وعلي  .  لذلك تسعى أمريكا الى مشروع اهم ، يسير مع مشروع التقسيم ، يتمثّل في كسر الشخصية العراقية الشيعية ، ثقافيا ودينيا واقتصاديا وسياسيا  . ان مراحل ذلك المشروع التغييري ال

انتهاء عصر العسكرة .. ضرورة اعادة التأهيل

صورة
انتهاء عصر العسكرة .. ضرورة اعادة التأهيل العام ١٩٢٠  وما بعده شهد قيام الدولة العراقية الحديثة بعد ثورة الشعب العراقي الكبرى بقيادة الحوزة العلمية والنخب الاجتماعية ، وتم تسليم السلطة من قبل الاحتلال البريطاني الى عناصر جمعية العهد ، التي كانت تقيم خارج العراق ولا تحظى بوجود على الارض ومصابة برفض ونبذ اجتماعي ، بسبب تكوّنها من الضبّاط الذين خانوا الدولة العثمانية وأيَّدوا الوجود البريطاني الاستعماري ، كما انهم كانوا جزءا مهما من ماكنة سحق الأغلبية الشيعية في زمن العثمانيين لاعتبارات طائفية وانتمائهم السنّي . في الوقت ذاته قامت القوات البريطانية بالتعاون مع المرتزقة الجدد بمحاربة وإيذاء كوادر جمعية الاستقلال التي قادت جهود محاربة الاحتلال البريطاني ودعمت ضمنيا القوات العثمانية لاعتبارات دينية واقليمية ، وكانت الاستقلال تتمتع بدعم ووجود جماهيري كبير بسبب ارتباطها الوثيق بالقيادة الدينية العراقية وتشكّلها من عناصر نخبوية بعيدة عن الغنائم العثمانية او المصالح البريطانية . هذا كلّه جعل من السلطة العراقية - بكل كوادرها الإدارية والعسكرية - تعيش عقدة النقص والحاجة امام بريطاني