المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢٠

شيء من الإعلام الكاذب

العراق دخل في دوامة خارجية سلبت إرادته وجعلته يدور في إطار الانفعالات وردات الفعل . كانت الاتفاقية العراقية الصينية بداية أمريكية لخلط الأوراق والسعي لإقالة الحكومة العراقية . وكان دور الإعلام التسبب بضبابية أمام الجمهور العراقي ، بالإضافة إلى دور گروبات مواقع التواصل الاجتماعي لتثوير الشباب . فابتدأت مسيرات ضخمة تطالب بإسقاط مجمل المنظومة السياسية العراقية ، مع حملة إعلامية أضخم تحمّل الجمهورية الإسلامية في إيران مسؤولية الفساد السياسي الحزبي في العراق . وإيران وإن كانت تتحمل سوء فهمها للمشهد الاجتماعي العراقي ، إلا أن المنظومة السياسية الفاسدة صناعة أمريكية خالصة ، بأنظمتها وأحزابها . وقد استغلت الجماعات السرية من بعثيين وارهابيين ويمانيين وصرخيين مجمل الاضطراب الأمني وارتباك المؤسسة الأمنية التي خلّفها نظام المالكي وكذلك أمية الإدارات المدنية فنزلوا إلى الشارع ، بحثاً عن ثارات وحقداً على مجمل الحراك العراقي . وحين تم كشفهم ونبذهم من قبل العشائر العراقية كانت قد تشكلت مجموعات عارضة من العصابات الصبيانية ، والتي بلغت إحداها في ذي قار مثلاً نحو مائتي عنصر ، وهو فوج مكافحة الدوام ، الذي

السلفية الجهادية الغربية

عدة نماذج حركية لشعوب المنطقة ضد حكوماتها شهدناها منذ 2011م ، حظي بعضها بدعم دولي وشرعية غير مبررة كما في سوريا ، وبعضها تم حجبه دولياً مثلما عبّر نعوم تشومسكي كما في البحرين . ان هذه الانتقائية الدولية في دعم أو رفض الحراك الجماهيري للشعوب تشير إلى خلل واضح في المنظومتين السياسية والإعلامية في العالم . وعند متابعة تفاصيل ما جرى ومبررات الدعم أو الرفض الدوليين سوف نجد لاشك تناقضات غريبة وغير منطقية في السلوك الحقوقي والسياسي الرسمي العالمي . فقد تم دعم الجماعات المسلحة في سوريا غربياً وعربياً رغم أنها مصنفة ضمن قوائم الإرهاب في عربياً ودوليا ، وأنها تعترف علناً بتطرفها وتكفيرها غالبية سكان العالم . وهذا لا يعني إعفاء النظام السوري من المسؤولية الحقوقية أمام شعبه . وقد حظيت هذه الجماعات بحماية ورعاية تركية وأمريكية ، وضخ مالي وإعلامي خليجي ، حتى تم حجبها بعد هزيمتها . وكل ذلك والحكومة السورية لم تسقط . فيما في اليمن سقط النظام السياسي وتم اختيار رئيس جديد للدولة ، واختارت المنظومة العسكرية الرسمية الالتحاق بقيادة الثورة وكذلك جميع المؤسسات الحكومية ، لكنّ كل ذلك لم يشفع للثوار دوليا ، و

الناكثون يوم الجمل

الناكثون يوم الجمل علي الإبراهيمي ان العلة الأساس في حرب مثل الجمل ليس النفاق والإيمان كما كان في حرب صفين بين علي ومعاوية ، بل بين الإيمان الواعي وبين الإيمان الساذج ، فقد كان أنصار عائشة مؤمنين ، لكنهم لا يعرفون حق علي بن ابي طالب وأهل بيته ، وهم يظنون ان ام المؤمنين عائشة لا تنطق الا بالحق لانها زوج الرسول ، لذلك قدمها أمامهما الخارجان طلحة والزبير ، وهما من دعماها إعلاميا ايضاً ووثقا جبهتها وخلقا مقامها . رغم ان ام المؤمنين عائشة كانت حقاً لا تحب عثمان وفعله وتبغضه وكانت تريد الخلافة لطلحة  ، ومع هذا صدقوها في امر طلبها لدمه . وهي التي كانت ترى استحباب التزويج في شوال ، لا لشيء شرعي ، بل لدافع عاطفي هو ان رسول الله بنى فيها في شوال . وهي الرواية التي جمعت بين بيان عاطفتها وبين جرأة القوم  على الإساءة لمقام رسول الله في زواجه من طفلة ذات ست او سبع سنين ، اذ تدعي الرواية الزبيرية ، وراويتها عروة بن الزبير ، ان رسول الله بنى فيها في السنة الأولى للهجرة . فمن بشاعة ال الزبير انهم حين احتاجوا الى مصدر قديم للرواية جعلوا عائشة زوجة رسول الله من السنة الأولى للهجرة . رغم ان ال ابي بكر قد

الجريمة الأمريكية ضد الديموقراطية

العراقيون كانوا ينتظرون انتصارات ديموقراطية مهمة أخرى على منظومة الفساد القانونية والحزبية التي زرع بذرتها الأمريكيون في العراق ، لكنهم تفاجأوا بأنانية وتخبط أمريكي سلبت روح المطاولة والمقاومة على الأرض وشغلتهم بمجريات الأحداث العسكرية والأمنية نتيجة الجريمة الأمريكية ضد قادة الحشد الشعبي العراقيين وضد ضيوف العراق من المستشارين العسكريين الإيرانيين . ومن الملاحظ أن الولايات المتحدة الأمريكية بعد فشل خطة الانقلاب العسكري من يدها قبل يوم 1/10/2019 صارت تتخبط ، باحثة عن مشروع يعيد ليديها الدمويتين خيوط السياسة العراقية . فزجت بجماعات الجوكر التخريبية ، وادخلت مجاميع من الشباب المراهق الثائر ضد الفساد في هلوسات السياسة الدولية وصراع تصفية الحسابات بين الولايات المتحدة وإيران ، عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وتأثير الگروبات الافتراضية او الميدانية ، من خلال التفكير بالنيابة وإغلاق طرق المشاركة الفكرية عليهم عبر الاتهام المسبق لكل من يعارض رأي العملاء الأمريكيين بأنه ذيل لإيران وصناعة بروباغندا هائلة إعلاميا . ورغم الدور المحوري لأمريكا في صناعة المنظومة السياسية العراقية بعد 2003م وانتشار

الذيول الغبية

كنت اختلف مع السياسة الإيرانية في دعمها لأحزاب المعارضة العراقية التي أمسكت زمام السلطة عن طريق المحتل الأمريكي بعد عام 2003 م ، باعتبارها أحزاب براغماتية ستقبّل اليد الأمريكية يوماً ما ، كما قبّل غيرهم اليد السعودية ، وأن هذه الأحزاب لا مبدأ ولا عقيدة مخلصة لها ، وقد شرعنت الفساد ونشرته بنحو مشابه لما فعله حزب البعث المقبور طيبة أربعين عاما ، بل استعانت بهؤلاء البعثيين في سرقاتها بنحو مباشر . وأن أحزاباً مثل الدعوة والمجلس الأعلى وتفرعاتهما الميكافيلية اللاحقة ليست سوى بقايا لنفوس مظلمة وانانيات عائلية وشخصية ومناطقية ليس بإمكانها حمل قضية كبرى كالسياسة المدنية الشيعية . لكن هذا الاختلاف لا يمنع من الاعتراف أن غاية الإيرانيين كانت على الدوام عقائدية مبدئية ، احسن منظرو السياسة هناك الظن وهماً بمثل هذه الأحزاب لاعتبارات تاريخية ودينية . ومن ثم لم يكن الدعم الإيراني لهذه الجهات قائماً على فكرة افسادية كما في المشروع الأمريكي ، وإنما أخطأ الإيرانيون من حيث أرادوا أن يحسنوا حينها . اما الأمريكان - الذين كانوا حلفاء لصدام وللدكتاتوريات الخليجية في آن واحد - فقد خططوا من سنين طويلة لإفساد ا

المال الخليجي الأمريكي الناعم

اخبار قناة العربية السعودية كانت أول شيء بحثت عنه بعد محاصرة مقر السفارة الأمريكية في بغداد من قبل العراقيين احتجاجاً على المجزرة الوحشية التي ارتكبتها القوات الأمريكية دفاعاً عن داعش الإرهابية ، فوجدتها مثلما توقعت من تجريم للضحية وتعظيم لدور المجرم الأمريكي ، الحليف الاستراتيجي للقوى الدكتاتورية الملكية في الخليج والعالم العربي . إن سياسة القوى الناعمة أخذت أهمية أكبر مما أعطي للقوى العسكرية ، لأنها قادرة على نخر الشعوب من الداخل وتهيئة الرأي العام للاستسلام التام للمشاريع الاستعمارية الاستغلالية ، دون جهد يبذله المستعمر الذي حمل عنواناً جديداً هو المستثمر ، بعد أن استثمر أمواله سابقاً في المنظومات العسكرية العربية وقبائل الصحراء وجاء بها إلى السلطة ، لتأتي به من خلال التعليم والإعلام والبرامج الحكومية إلى نفوس الأجيال الشابة ، الاي صار جزء كبير منها بين اليأس وانتظار دعم الأجنبي أو الانبهار به وبغض الوطن . حين أشاهد برامج السوشيال ميديا وأجد يوتيوبر أردني مثل ( جو حطاب ) يتخطى الفكرة العامة لبرنامجه الخاص بالسفر والرحلات ليتحدث عن مسلمي ( الايغور ) في الصين وظلامتهم – وهي حقيقية رغم

عنيفون ضد العنف

الدستور العراقي \ الديباجة ( نحنُ ابناء وادي الرافدين موطن الرسل والأنبياء ومثوى الائمة الأطهار ومهد الحضارة وصناع الكتابة ورواد الزراعة ووضاع الترقيم. على أرضنا سنَّ أولُ قانونٍ وضعه الانسان، وفي وطننا خُطَّ أعرقُ عهد عادل لسياسة الأوطان، وفوقَ ترابنا صلى الصحابةُ والأولياء، ونظَّرَ الفلاسفةُ والعلماء، وأبدعَ الأدباء والشعراء ... وأن يسُنَّ من منظومة القيم والمُثُل العليا لرسالات السماء .. ) المادة (2) : اولاً : الاسـلام دين الدولــة الرسمي ، وهـو مصدر أســاس للتشريع : أ ـ لا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام . المادة (3) : العراق بلد متعدد القوميات والأديان والمذاهب ، وهو عضو مؤسس وفعال في جامعة الدول العربية وملتزم بميثاقها وجزء من العالم الإسلامي . المادة ( 17 ) : ثانياً: حرمة المساكن مصونة ولا يجوز دخولها أو تفتيشها أو التعرض لها الا بقرار قضائي ووفقاً للقانون . المادة (29): اولاً: أـ الاسرة اساس المجتمع ، وتحافظ الدولة على كيانها وقيمها الدينية والاخلاقية والوطنية . المادة (30) اولاً: تكفل الدولة للفرد وللاسرة ـ وبخاصة الطفل والمرأة ـ الضمان الاجتماعي والصحي ، والمقومات

زيادة معدل الغباء السياسي

الفلسفة التي تقوم عليها الأنظمة الحكومية الغالبة في عالم عصر الشركات المتعددة الجنسيات ترتكز الى تشويه كل ما يرتبط بالمؤسسات الحكومية الاقتصادية والتعليمية والخدماتية , ليتم اللجوء الى زعماء العالم الأسود ورجال العصابات من قبل الناس في اطار عملية الخصخصة الناعمة وبرمجة العقول . لذلك يتم عرض العديد من الخيارات السياسية في ظل العمليات الانتخابية الديمقراطية في العالم , وجميعها كتل غبية , يتم تسويقها إعلاميا . لقد بلغت عمليات البرمجة العقلية مراحل متقدمة في منظومات العصابات , وانتقلت الى عمليات التحكم بالعقل الجمعي , في مقابل تردي مستوى الذكاء العام بفعل المناهج التعليمية الحكومية . ومن ثم يتصور الانسان انه يملك عدة خيارات ينتقي منها , لكنه لا يدرك قطعاً انها خيارات صناعية التقطها من الاعلام . وفي العراق يجد المواطن جملة من الأحزاب ذات التوجهات الإسلامية والعلمانية والقومية , يمكنه ان يختار منها , الا انه دائماً يواجه نفس المصير ويخسر المزيد من أبنائه . فجميع هذه الأحزاب مملوكة للدولة العميقة , واقطاب هذه الدولة مملوكون للسفارة الامريكية . ويمكن للمواطن العراقي مشاهدة العديد من القنوات ال

المشروع اللاديني في العراق

الصراع بين الشيعة وصدام كان عقائدياً بامتياز , فقد منح الأخير رجالاته من الشيعة في الثمانينات الكثير من الامتيازات الخاصة , الا ان العموم رفضوا التعاون معه او الميل الى فكره الدخيل والالحادي . وأعطى انصار مذهب اهل البيت في هذا الطريق الثوري مئات الالاف من القرابين . الا ان الامريكان نجحوا بعد دخولهم الى العراق في تحويل انظار الشيعة نحو التعيينات والوظائف والمكاسب الحزبية المادية , حتى ضاعت تلك القيم الفاضلة والمبادئ الثورية في فوضى الصراع الحزبي والنهم المادي . حتى خسر الجميع ولم يربح احد سوى المشروع الأمريكي . وقد كان من اهم ملامح نجاح هذا المشروع الأخير خجل الأحزاب والكيانات الإسلامية من طرح اية مشاريع قوانين تستند الى الدين , الامر الذي تطور عملياً الى صيرورة تلك الجماعات عقبات كأداء امام المشاريع الدينية . واذا اخذنا نموذج السيد مقتدى الصدر وانصاره الذين كانوا في اقصى اليمين الديني نظريا , فسنجدهم اليوم في اقصى اليسار في تحالف مع الملحدين . فقد كان يُنظر الى السيد مقتدى الصدر على انه متطرف ديني , لاسيما وانه ابن السيد محمد الصدر الثائر الأخير . ولا يمكن الاعتماد على ذاكرة أنصاره او

رأسمال الجامعات العراقية

الجامعات في العالم تتنافس في تطوير إمكاناتها لجذب اكبر عدد من الطلبة والباحثين ، وليرتفع مستواها في التصنيف العالمي . وتسعى جاهدة لاستخدام أكفأ الأساتذة المتمرسين ، وتطوير أوسع المختبرات العلمية . سوى الجامعات العراقية التي تدار بعقلية البعث التسلطية ، والتي تعتمد على عقلية القمع والفرض في الغالب ، مع فقر مدقع في مستلزمات البحث العلمي ، يتم تعويضه بمزيد من الاجبار والأوامر الإدارية . ولا يتم التركيز على معاناة طلبة الدراسات بسبب التناقض بين المتطلبات البحثية والعلمية المفروضة على الطلبة من قبل الجامعة وبين الإمكانات الواقعية لتلك الجامعات ، وهي إمكانات بائسة جداً اذا قورنت بما تملكه الجامعات الأهلية أو أية جامعة غير عراقية . مع نظام بيروقراطي أشبه بالعسكري لا يمت بأي صلة للمنهج العلمي العالمي .  الأمر الذي يتسبب بنزيف المال والجهد للطالب الباحث . مع اضطراره للتعاون مع جامعات أخرى عن طريق دفع الأموال والعلاقات والبقاء تحت ضغط الخوف والتشتت ، ومن ثم بعد ذلك النزيف يتم احتساب الفضل للجامعة البائسة التي عمل فيها الطالب رسميا . حينما تعرض جامعة ما قنينة بلاستيكية لباحث في مختبر علمي تطبيقي