المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٠

سيناريو العراق الامريكي

    ( بعد ساعاتٍ من تسمية الكاظمي، قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي إن الكاظمي "أثبت في وظائفه السابقة أنّه وطني وشخص كفؤ"، معرباً عن أمله في حكومة "قوية ومستقلّة" ) وكانت وظائفه السابقة العمل مع الأمريكيين في مونيتور , ومع البريطانيين في مؤسسة الذاكرة , ومع الأكراد في الصحافة , وحضن ابن سلمان في المخابرات . ان العراق كان ولا زال محكوماً من قبل العلمانيين منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921م , وعلى أيديهم شهد أكبر عدد من عمليات الاغتيال الرسمي وغير الرسمي , واكبر ظاهرة تخريب ثقافي , وأسوأ حملات تزوير التاريخ , واكبر عمليات سرقة للأرض والثروة لأسباب طائفية . لكن لماذا تترك حكومة مؤقتة وظيفتها التهيئة للانتخابات فقط العمل على مشاريع اصلاح حقيقية وتذهب لسن قانون يضاف لسلسلة من قوانين تفكيك الاسرة العراقية , وهي اخر دعائم المواجهة ضد الفساد , تحت عنوان ( قانون مناهضة العنف الاسري ) , بما يشبه بصورة مريبة سرعة سن قانون ( الإصلاح الزراعي ) بعد انقلاب عبد الكريم قاسم بشهرين فقط , رغم كونه مثّل الية لسرقة اكبر مساحة خصبة مملوكة من الأرض ونقلها بالخديعة لأيدي الوافدين , بل نق

قراءة في كتاب أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث الحلقة الثالثة عصور الغرباء

      الكتاب : أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث تأليف :  Stephen Hemsley Longrigg \ 1893 – 1979  م \ المفتش الإداري البريطاني في الحكومة العراقية ترجمة : جعفر الخياط \ 1910 – 1973 م مراجعة : مصطفى جواد \ 1904 – 1969 م \ مؤرخ ولغوي عراقي         الكتاب في الغالب نقل حرفي لكتابات الاتراك انفسهم , الذين كانوا يمجدون السلاطين والولاة والضباط ذوي النفس العسكري البحت , كما هي الروح البدوية التركية باستمرار . سوى بعض الإضافات التي انشأها المؤلف , وبعض توضيحات المترجم والمراجع وهم من العرب . ومن ثم فنحن بين مبالغة تركية في بناء مجد حضاري من الوهم على واقع عسكري غير مدني ومتخلف جدا , وبين إضافات أوروبية غريبة لا تعي واقع فكر وجذور الشرقيين لاسيما العرب وتنظر لهم على انهم جميعاً اقرب الى البداوة ولا تعرف شيئاً عن نواياهم واسرارهم المعرفية والاجتماعية الواقعية , وبين مجاراة عربية لما هو مكتوب في زمن لم تبن خيوط فجره البحثي التحقيقي بعد , اذ كان عصراً سردياً تقريبا . فكانت فكرة تحليل تلك النصوص امراً يحتاج الى تأمل , وتجاوز لتلك الصور , والعبور فوق النص الى فضاء ذلك العصر وما قبله او حتى ما بعده

قانون العنف الأسري من زاوية أخرى

      قام القانون بتعريف العنف الاسري بشكل فضفاض يلغي تماماً أي سلطة فعلية للوالدين او من يقوم مقامهما لتوجيه الأولاد او قيادة الأسرة , مفترضاً مثالية تامة لعقل المراهق الشاب او الفتاة او حتى الزوجة , وهو ما ليس له مصداق سوى في الامام المعصوم قطعا . ومن الغريب أن يقوم مثل هذا القانون بإعطاء تعريف شجري للأسرة بعد أن الغى وجودها عمليا , فجعلها لا تتعدى في دورها فندق البوفيه المفتوح لأفرادها . وهو ما سيجعل الآباء يفكرون جدياً في العائد الفعلي لتكوين اسرة لا يملكون توجيهها . وبالتأكيد سيقلل الرغبة في الزواج تدريجياً ويزيد من فرص الانحراف . ويقوم على تسليم المراهقين والنساء بيد لجان حكومية اعتاد الشعب العراقي على فشلها في مختلف القطاعات منذ عقود , وعلى احتياج أعضائها الى تقويم وتوجيه مستمر وغير متوفر على الدوام , فكيف يمكن التسامح والمجازفة في تسليطها على الأسر الكريمة . ولا نعرف من اعطى لمراكز إيواء يشرف عليها الغرباء عنوان ( آمنة ) في مجتمع نخره الفساد الحكومي والبيروقراطية والرشى والابتزاز حد النخاع الرسمي . وهل قام المشرف على كتابة القانون بدراسات فعلية على أرض الواقع لمعرفة نسب العنف ا

الحكومة العراقية الأكاديمية

العنوان السياسي غلب على كل العناوين القيمية والتنموية في العراق ما بعد الوجود الأمريكي فيه . وقد بلغ اليوم النزاع حول المناصب القيادية والإدارية حد الاستهتار بكل القيم الاجتماعية والإنسانية والأعراف السياسية بين الكتل الحزبية والقومية . حتى انحدرت المجموعات المتفرقة إلى الارتماء في الحضن الأجنبي صريحا ، ومن ثم بيع الوطن عمليا . ان الإرادة الدولية في العراق واضحة المشاعر في رغبتها زيادة الصراع ، ومن ثم التفكك ، ومن ثم إبقاء الشعب العراقي رهيناً للعبة الدولية . والبصمات الأجنبية في بلاد الرافدين غير ودودة قطعا . ويزداد الصراع بين الشرق والغرب على الأرض العراقية ، لأسباب عقائدية وسياسية واقتصادية وأمنية وتاريخية . ويزيد الإعلام الممول والموجه محلياً ودولياً من حمى الافتراق ، ومن ثم الهلوسة الشعبية واختلاط الأوراق وضعف الذاكرة الجماهيرية وعدم القدرة على التمييز . ان افتقار الانتفاضة التشرينية الأخيرة بوجه الفساد إلى الوعي القيادي واضطراب امواجها الفكرية ساعدت في وصول أشخاص من ذات المنظومة السياسية والأمنية الفاسدة إلى السلطة ورئاسة الوزراء . لذلك أجد من المناسب التخلي عن الرؤى السياسية في

قراءة في كتاب أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث : الحلقة الثانية : ضرب التحالفات الكبيرة

الكتاب : أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث   تأليف :  Stephen Hemsley Longrigg \ 1893 – 1979  م - المفتش الإداري البريطاني في الحكومة العراقية   ترجمة : جعفر الخياط - 1910 - 1973 م   مراجعة : مصطفى جواد - 1904 - 1969 م - مؤرخ ولغوي عراقي           الكتاب في الغالب نقل حرفي لكتابات الاتراك انفسهم , الذين كانوا يمجدون السلاطين والولاة والضباط ذوي النفس العسكري البحت , كما هي الروح البدوية التركية باستمرار . سوى بعض الإضافات التي انشأها المؤلف , وبعض توضيحات المترجم والمراجع وهم من العرب . ومن ثم فنحن بين مبالغة تركية في بناء مجد حضاري من الوهم على واقع عسكري غير مدني ومتخلف جدا , وبين إضافات أوروبية غريبة لا تعي واقع فكر وجذور الشرقيين لاسيما العرب وتنظر لهم على انهم جميعاً اقرب الى البداوة ولا تعرف شيئاً عن نواياهم واسرارهم المعرفية والاجتماعية الواقعية , وبين مجاراة عربية لما هو مكتوب في زمن لم تبن خيوط فجره البحثي التحقيقي بعد , اذ كان عصراً سردياً تقريبا . فكانت فكرة تحليل تلك النصوص امراً يحتاج الى تأمل , وتجاوز لتلك الصور , والعبور فوق النص الى فضاء ذلك العصر وما قبله او حتى ما بعد

قراءة في كتاب أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث الحلقة الأولى من المغول الى أفراسياب

الكتاب : أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث تأليف :  Stephen Hemsley Longrigg  \ 1893 – 1979 م \ المفتش الإداري البريطاني في الحكومة العراقية ترجمة : جعفر الخياط \ 1910 – 1973 م مراجعة : مصطفى جواد \ 1904 – 1969 م \ مؤرخ ولغوي عراقي     الكتاب في الغالب نقل حرفي لكتابات الاتراك انفسهم , الذين كانوا يمجدون السلاطين والولاة والضباط ذوي النفس العسكري البحت , كما هي الروح البدوية التركية باستمرار . سوى بعض الإضافات التي انشأها المؤلف , وبعض توضيحات المترجم والمراجع وهم من العرب . ومن ثم فنحن بين مبالغة تركية في بناء مجد حضاري من الوهم على واقع عسكري غير مدني ومتخلف جدا , وبين إضافات أوروبية غريبة لا تعي واقع فكر وجذور الشرقيين لاسيما العرب وتنظر لهم على انهم جميعاً اقرب الى البداوة ولا تعرف شيئاً عن نواياهم واسرارهم المعرفية والاجتماعية الواقعية , وبين مجاراة عربية لما هو مكتوب في زمن لم تبن خيوط فجره البحثي التحقيقي بعد , اذ كان عصراً سردياً تقريبا . فكانت فكرة تحليل تلك النصوص امراً يحتاج الى تأمل , وتجاوز لتلك الصور , والعبور فوق النص الى فضاء ذلك العصر وما قبله او حتى ما بعده . القبائل