وترفرفُ الولدانُ حولَ قلوبِهم
هذا عليٌّ ، و العراقُ بزحفِهِ
يزجي بضاعتَهُ إليهِ ، و يقدِمُ
ويتوقُ شوقاً أنْ يطوفَ بكربلا
فبها الحبيبُ على الحبيبِ مقدَّمُ
وتحنُّ أشباحُ القلوبِ لحَضرةٍ
فيها ملائكةُ السماءِ تَعَلَّمُ
وترفرفُ الولدانُ حولَ قلوبِهم
فتشمُّ من فيضِ الوصالِ وتنعَمُ
و تدورُ أقدامُ الحفاةِ كأنّها
افلاكُ سَعْدٍ لا تملُّ و تُثلَمُ
حولَ الشموسِ شموس آل محمدٍ
وجميعُ مَن أفلتْ نجومُهُ يُعْدَمُ
و وضوءُ سائرةِ العراقِ فراتُهُ
فالماءُ قدْسٌ والمسيرةُ مَعْلَمُ
ودَمُ الشهادةِ والفراتُ جذورُهم
جنّاتُ عَدْنٍ ، والولايةُ أعظمُ
و تسيرُ والهةُ القلوبِ كأنّها
تزجي الفؤادَ إلى الحبيبِ وتبسمُ
وتشمُّ في هذي الدروبِ عبيرَهُ
فجميعُ أنباءِ الحبيبِ نسائمُ
وأكادُ من فرْطْ اشْتياقيَ أبتغي
وصْلاً سريعاً ، والخلائقُ نُوَّمُ
وأهيمُ وحدي والرجالُ كثيرةٌ
فكأنَّ عشقي لا يحيدُ ويُكتَمُ
وأذوبُ في هذي الرحالِ بظاهري
لكنَّ شوقي في الحقيقةِ مُضْرَمُ
ويُعَدُّ قلبي في القلوبِ كمثلِها
لكنَّ قلبي - كالسحائبِ - مُفْعَمُ
ونظرتُ ضوءاً في الطريقِ يقودُني
لكنَّ ضوءاً - عندَ غيرِهِ - مُعتمُ
وشربتُ كأساً في منازلِ غيرِهِ
لكنَّ كأساً - من سواهُ - مُهَشَّمُ
أين الحسينُ ، فكلُّ منزلةٍ لها
- عندَ الكريمِ - عَطيّةٌ ومَغَانمُ
وجميعُ أوصالِ الطريقِ وصالُهُ
وخيوطُ أطرافِ الكساءِ تمائمُ
تعليقات