تلاعب " كيان " في غفلة من الزمان




تلاعب " كيان " في غفلة من الزمان

اثار تساؤلي ما وجدته من تحريف لنص " بن كثير " في كتابه " البداية والنهاية 8 " ، وذلك من قبل احد الناشرين على موسوعة " ويكيبديا " في موضوع " مقتل الشمر بن ذي الجوشن " ضمن الترجمة المنشورة له.
حيث كتب الناشر ما يلي :
" { بعد خروج المختار بن أبي عبيد هرب شمر من الكوفة بعد أن اعلن تمرده على المختار الثقفي وكان شمر هارباً باتجاه البصرة التي كان فيها مصعب بن الزبير فوصل قرية يقال لها علوج فارسل غلاما له ومعه كتاب إلى مصعب بن الزبير يخبره بقدومه اليه ومكانه ولكن كيان أبو عمرة أحد قادة جيش المختار الثقفي عثر عليه في الطريق فعرف مكان الشمر فتوجه اليه فعندما وصل اليه خرج الشمر ومعه سيفه لقتال كيان أبو عمرة فما زال يناضل عن نفسه حتى قُتل وقطع كيان أبو عمرة رأسه وارسله إلى المختار الثقفي[1].

المراجع
1^ البداية والنهاية - ابن كثير - الجزء الثامن - مقتل شمر بن ذي الجوشن أمير السرية التي قتلت حسينا. }"

فيما ان عبارة " بن كثير " الاصلية كانت كما يلي :
"{ ... وإذا سيده أبو عمرة أمير حرس المختار، وهو قد ركب في طلب شمر، فدله العلج
على مكانه فقصده أبو عمرة، وقد أشار أصحاب شمر عليه أن يتحول من مكانه ذلك، فقال لهم: هذا كله فرق من الكذاب، والله لا أرتحل من ههنا إلى ثلاثة أيام حتى أملا قلوبهم رعبا فلما كان الليل كابسهم أبو عمرة في الخيل فأعجلهم أن يركبوا أو يلبسوا أسلحتهم، وثار إليهم شمر بن ذي الجوشن فطاعنهم برمحه وهو عريان ثم دخل خيمته فاستخرج منها سيفا وهو يقول:
نبهتم ليث عرين باسلا * جهما محياه يدق الكاهلا
لم ير يوما عن عدو ناكلا * إلا أكر مقاتلا أو قاتلا
يزعجهم ضربا ويروي العاملا
ثم ما زال يناضل عن نفسه حتى قتل، فلما سمع أصحابه وهم منهزمون صوت التكبير وقول أصحاب المختار الله أكبر قتل الخبيث عرفوا أنه قد قتل قبحه الله.}".

وكما هو واضح فقد اضاف الناشر في ويكيبيديا كلمة " كيان " ، وهي غير موجودة في الاصل.
ولو انه لم يشر للمصدر باسمه في الهامش لقلنا انه جاء بها من مصدر آخر ، لكن الاضافة القبيحة بهذا الشكل مستهجنة جدا وتلاعب سيئ بنص تاريخي.
ورغم علمي ان ويكيبيديا موسوعة حرة يمكن لاي شخص النشر من خلالها الا ان ذلك لا يعني القبول بالتلاعب في مصادر تاريخية.
وقد يقول البعض : ما اهمية ذلك?
اقول : اهمية ذلك تساوي اهمية حضارة مسروقة.

وكما هو منقول فان قتل الشمر لعنه الله كان في قرية تدعى " الكلبانية " من قرى " العلوج = وهم كفار العجم الذين ينطقون بغير العربية " في طريق البصرة ، وهي قرى الانباط والصابئة في الاهوار والمدن المنتشرة بين ذي قار وميسان والبصرة لتصل الى الاهواز.
مع ملاحظة ان الكثير من هؤلاء " العلوج " لم يعرف الاسلام ويتعبد به حتى قيام دولة " المشعشعين " بحدود 840 هجرية 1444 ميلادية ، والتي انضموا اليها.

تنويه : المنشور مجرد اثارة لا بحث.

علي الابراهيمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الموسوعة المعلوماتية عن مدينة الناصرية .. مهد الحضارة ومنطلق الابداع

عين سورون ( عين الرب )

تداخل العوالم .. بين الادلة و النظريات