لا اله الا الله .. انا شيوعي

لا اله الا الله .. انا شيوعي




يبدو ان الشيوعيين العراقيين - وهم جنس مهدد بالانقراض - طاب لهم الركوب على ظهر الغير وسرقة جهود الاخرين ، فبعد ان وصلوا الى مجالس المحافظات بشق الانفس وبنسب منخفضة جدا عن طريق تحالف الركوب على ظهر جهة يفترض انها دينية - مع قناعتي بشذوذها وانحرافها فكريا ، وربما هو ما جلب الشيوعيين اليها باعتبار ان الشبيه ينجذب للشبيه - وهم الصرخيين ، رأينا الشيوعيين العراقيين اليوم يركبون موجة التظاهرات المطالبة بحقوق اقتصادية وخدمية محددة ، للطعن بالمؤسسة الدينية العراقية ، متناسين كما نسوا انفسهم ان هذه المؤسسة هي ملخص تأريخ العراق ، فكيف لهم ان يمحوا هذا التأريخ الذي لا يحمل من وجودهم العابر الا نحوا من بضع سنين ، كانت هي بداية دخول اقذر اساليب التلاعب السياسي واستخدام العنف والخطوة الاولى لمجيئ الاقذر وهم البعثيون .
لن اتناول حديث ان الشيوعية ماتت ولن تعود ، لانها ولدت ميتة ولم تحكم الا عن طريق العنف ، ولم يستمر وجود بعضها الا بعد تغيير اكثر مبادئها بنحو اقرب الى الرأسمالية ، وفي تناقض من اعجب تناقضات الشيوعية المستمرة بلا انقطاع .
ان تناقض تحالفات الشيوعيين انتخابيا مع مبادئهم يبرز كيف انهم يتطابقون مع سلوك وتناقضات الملحدين العراقيين الجدد من اللادينيين ، حينما تظاهروا من اجل معمم يرتدي الزي الديني مع جنونه وعبثيته الفكرية كالقبانجي فيما راحوا ينشرون صورا فوتوشوبية خليعة للاساءة لشخصية دينية يحتفي بها العالم الاكاديمي كمحمد باقر الصدر .
كم كنت ساحترم هؤلاء الشيوعيين او الملحدين لو كانوا اكثر شرفا ونبلا في الخصومة ، لكنهم يعتاشون على ما يدعون بطلانه ! .
اننا وهم نعلم جيدا انهم لا يستطيعون تحريك مظاهرة صغيرة باسمهم ، لذلك من المعيب والمخجل على جهة تدعي نضجها ان تعيش طفيلية على جهود الاخرين وتستغل حاجات الناس وشقائهم لمآرب سياسية .
كما ان المؤسسة الدينية - بعيدا عن تاريخها الوطني العملاق - كانت من اهم عوامل الدفع باتجاه نجاح التجربة الديمقراطية في العراق ، حينما كان الشيوعيون العراقيون يعتاشون على تحالفات فندقية لا علاقة لها بمبادئهم ومتناقضة معها كليا . والاهم ان المؤسسة الدينية العراقية كانت الداعية على الدوام الى استمرار الشعب في مراقبة عمل السلطات الرسمية والا يكتفي بايداع صوته في صناديق الاقتراع ، وصاحبة مقولة ان شرعية الانتخاب تحتاج الى شرعية الانجاز ، فيما كان الشيوعيون يخشون المواجهة مع بعض الجهات السياسية طمعا في مكاسب آنية شخصية وخشية على مكاسب فندقية سابقة .
ايها السادة الشيوعيون .. نحن في عراق علي والحسين ، لن تحصدوا كثيرا من اهدافكم ، فلا تزرعوا ارضا ليست لكم .

علي الابراهيمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الموسوعة المعلوماتية عن مدينة الناصرية .. مهد الحضارة ومنطلق الابداع

عين سورون ( عين الرب )

تداخل العوالم .. بين الادلة و النظريات