نحن وسوريا .. تساؤلات
انا
اتسائل فقط ( رغم علمي بحواجز العاطفة القائمة ) : ذهب الكثير من شباب الشيعة - او
تم ارسالهم - للقتال في سوريا ، تحت نية مخلصة لله ، مفادها الدفاع عن الحرم المقدس
للسيدة زينب عليها السلام ، وتحت شعار ( حتى لا تسبى زينب مرتين ) . وظهرت لنا تصريحات
لمجموعة قيادات دينية ( ميليشياوية ) محلية تدعو الشباب الى السفر نحو سوريا وقتال
النواصب ، ومنها تصريح للشيخ المثير للجدل ( جلال الدين الصغير ) صاحب اهم كتاب في
تكفير احد مرجعيات الشيعة الكبرى والواعية والراعية للمقاومة ، وكذلك هو صاحب البداية
في الكثير من الخلافات الشيعية - الشيعية ، فضلا عن تأجيج الخلاف مع الآخرين في الوطن
، ومفاد التصريح ( اننا لن نكتفي بلواء ابي الفضل العباس في سوريا ، بل سوف نرسل جيش
العباس الى هناك ) . فيما قامت العديد من الشخصيات الموسرة بدفع تكاليف السفر للمساعدة
في نقل شباب شيعة العراق الى هناك ، بينما تتكفل الحكومة السورية ادارة وضعهم الاقتصادي
بعد وصولهم . وقد انتقلت الامور اليوم من مرحلة الدفاع عن المرقد الى طلب الهجوم مع
القوات السورية ، على خلاف في ذلك . بالمقابل تصرح ايران انها لم ترسل مقاتلا واحدا
الى الارض السورية ، رغم انها الحليفة الاهم بالنسبة لها ، وصاحبة المصلحة في انتصار
حكومتها .
انا
اقر ان المعارضة السورية ما هي الا عصابات مخربة العقول ، تستبيح الدم الحرام ، وتنتهك
المقدسات ، وهي عميلة للغرب والشرق بكل كيانها ، لكن في الوقت ذاته اقر ان الحكومة
السورية حكومة دكتاتورية عائلية ، تتلاعب بمفهوم القانون - كما فعلت في تغيير الدستور
ليسمح بتولي بشار الحكم رغم صغر سنه - ، وهي شبيهة بنظام الحزب الواحد الذي حكم العراق
، نصرة الدين الاسلامي ليست في قواميسها ، ان لم تكن معادية له .
قامت
للفترة من 2003 حتى 2009 بجلب وتجميع اقذر الجماعات التكفيرية ودربتها ثم قامت بدفعها
الى العراق لمناكفة الامريكان ، لكن تلك الجماعات لم تقم الا بقتل العراقيين ، وها
نحن اليوم لا زلنا نعاني وطئة وجودها ، وكان معسكرهم الاشهر في مدينة اللاذقية معقل
العلويين .
فاذا
كنا نعطي العذر ربما لحزب الله في نصرته للحكومة السورية ، باعتبارها حليفته الرئيسية
بعد ايران ، وظهره ، وهي من تزوده بالامدادات ، وكذلك نتفهم ربما وقوف ايران سياسيا
الى جانب الاسد ، باعتباره حليفها السياسي والعسكري ، فهي في ذات الوقت تدعم حماس التي
اعلنت العداء للاسد ، بناءا على نفس الحسابات السياسية المصلحية ، لكننا سوف نتسائل
:
1
- ما دخلنا كعراقيين في اللعبة السورية ؟
2
- اليس ارسال الشباب الشيعي العراقي الى سوريا هو افراغ للساحة الشيعية العراقية من
عناصر قوتها ، فيما هي مهددة صراحة .
3
- في حالة الهجوم على شيعة العراق هل سنجد القوات السورية مدافعة عنهم ؟
4
- من اين اتى اصحاب شعار ( لن تسبى زينب مرتين ) بشرعيته ، ولماذا لا يكون شعار مخابراتي
لتوسيع المشاركين في اللعبة ؟
5
- اننا لم نجد ايران عند تهديم مرقد العسكريين كما وجدناها في التوسع الاعلامي الحالي
؟
6
- اليس الواجب الشرعي عند الامامية هو الرجوع للمرجعية في مثل الحوادث الصغرى ، فكيف
يهملون رأيها في الكبرى ؟
7
- هل توجد مرجعية شيعية داخل العراق امرت بالتوجه الى سوريا ؟
8
- اليس المحصلة النهائية للقتال في سوريا هي نصرة بشار الاسد والنظام البعثي هناك ،
رغم تعدد مبررات التواجد هناك ؟
9
- من يستطيع القول ان انتصار النظام في سوريا هو في صالح حركة الامام المهدي عليه السلام
، ولماذا لا يكون ذلك معرقلا لحركته ، اليس هذا محتملا على الاقل ؟
10
- هل فعلا اننا كشيعة في العراق نحظى بحلفاء مظمونين في ايران وسوريا ؟
11
- الى متى يبقى التصرف الشخصي والمحلي هو الحاكم على الكثير من التجمعات الشيعية والمؤسسات
، بعيدا عن رأي المرجعيات ، ثم نكتشف متأخرين ان تلك التصرفات كانت خطأ ستراتيجيا ،
ليعود الفاعلون ويلقوا بتبعات الخطأ وثقله على كاهل المرجعية ، ويطلبون حلا متأخرا
لمشهد معقد ، كما حدث في اخطاء المليشيات بعد 2003 ؟
12
-ما هو الموقف المناسب اليوم لشيعة العراق ، ومن يستطيع تحديده ، ومن له الصلاحية العلمية
والشرعية بذلك ؟
هذه
مجرد تساؤلات اطرحها كفرد شيعي ، وابحث عن اجابة ، ولا يعني ذلك انني انا المصيب ،
بل ربما يكون الاخرون هم من يمتلك الرأي الصائب ..
انا اتسائل فقط ( رغم علمي بحواجز العاطفة القائمة ) : ذهب الكثير من شباب الشيعة - او تم ارسالهم - للقتال في سوريا ، تحت نية مخلصة لله ، مفادها الدفاع عن الحرم المقدس للسيدة زينب عليها السلام ، وتحت شعار ( حتى لا تسبى زينب مرتين ) . وظهرت لنا تصريحات لمجموعة قيادات دينية ( ميليشياوية ) محلية تدعو الشباب الى السفر نحو سوريا وقتال النواصب ، ومنها تصريح للشيخ المثير للجدل ( جلال الدين الصغير ) صاحب اهم كتاب في تكفير احد مرجعيات الشيعة الكبرى والواعية والراعية للمقاومة ، وكذلك هو صاحب البداية في الكثير من الخلافات الشيعية - الشيعية ، فضلا عن تأجيج الخلاف مع الآخرين في الوطن ، ومفاد التصريح ( اننا لن نكتفي بلواء ابي الفضل العباس في سوريا ، بل سوف نرسل جيش العباس الى هناك ) . فيما قامت العديد من الشخصيات الموسرة بدفع تكاليف السفر للمساعدة في نقل شباب شيعة العراق الى هناك ، بينما تتكفل الحكومة السورية ادارة وضعهم الاقتصادي بعد وصولهم . وقد انتقلت الامور اليوم من مرحلة الدفاع عن المرقد الى طلب الهجوم مع القوات السورية ، على خلاف في ذلك . بالمقابل تصرح ايران انها لم ترسل مقاتلا واحدا الى الارض السورية ، رغم انها الحليفة الاهم بالنسبة لها ، وصاحبة المصلحة في انتصار حكومتها .
تعليقات