نظرية المجتمع الايماني 6 ( بنو اسرائيل بعد سليمان .. فرز الاوراق وانقسام المجتمع العالمي الى خطين متباعدين )*



نظرية المجتمع الايماني 6 ( بنو اسرائيل بعد سليمان .. فرز الاوراق وانقسام المجتمع العالمي الى خطين متباعدين )*

بنو اسرائيل , الاعور الدجال

بنو اسرائيل بعد سليمان
بعد وفاة سليمان أعلن ابنه رحبعام نفسه ملكاً على بني إسرائيل ففاوضوه لتخفيف الأوامر والأحكام التي جاء بها سليمان وعندما رفض رحبعام ذلك تركه غالبية اليهود وبايعوا يربعام بن نباط ولم يبايعه سوى سبطا يهوذا وبنيامين ، الذين كانا يقيمان في منطقة أورشليم وما حولها إلى جنوب فلسطين، هكذا انقسمت مملكة إسرائيل إلى مملكتين :
أ :المملكة الشمالية (اسـرائيل - إفـرايم)
ب :المملكـة الجنوبيـــة (يهـودا)
ان هذه الفترة التي تلت ملك سليمان النبي اثبتت ان اليهود كانوا يخضعون لقوة سليمان لا لرب سليمان , وانهم انغمسوا في الوثنية في اعماقهم , واصبحوا ارضا خصبة للعبة الشيطانية الكبرى .
واصبحت الظروف سانحة امام المنحرفين من بني اسرائيل لاعادة العمل بالسحر الفرعوني , رغم ما قام به سليمان في القضاء عليه , لكنهم ظلوا يبحثون عن هذه الشريعة القبالية السحرية , كما انهم عززوها بتعاليم السحر في بابل .
لقد بنى يربعام معبدين أو هيكلين أحدهما في دان بالشمال والآخر في بيت إيل، وجعل فيهما عجولاً ذهبية، واتخذهما مزاراً ملكياً مقدَّساً له. هنا نلاحظ ان عبادة العجل ( ابيس ) ظلت داخل الذاكرة اليهودية رغم مرور السنين , ونلاحظ ايضا ان الاكثرية من الشعب توجهت لهذه العبادة فيما بقي القلة مع ورثة سليمان على التوحيد .

سقوط المملكتين
هاجم شيشنق ملك مصر مملكة يهوذا عام 920 ق.م واحتلها لتصبح منذ ذلك الحين تابعة للدولة المصرية. وفي عام 740 ق.م غزا الأشوريون أرض فلسطين لكن حكمهم لم يدم طويلاً إذ انقلب عليهم البابليون من داخل العراق وحكموا العراق وورثوا عنهم أرض فلسطين وعينوا عليها حاكماً يهودياً هو (دبيكيا) أو (صديقيا) كما يذكره المؤرخون العرب.
بسبب غزوات الآشوريين والكلدانيين اختفت دولة اليهود في فلسطين بعد أن عاشت أربعة قرون (1000 - 586 ق.م) كانت حافلة بالخلافات والحروب والاضطرابات.

( إلاله مردوخ أو مرْدُوك )
تغلغل المعتقدات الشيطانية في بابل

مردوخ أو مرْدُوك كان كبير آلهة قدماء البابليين، وكان أساسًا إلهًا لمدينة بابل. ولما كانت بابل أهم وأقوى مدينة في العصور القديمة، فقد أصبح مرْدُوك أهم إله في هذه الحقبة، وقد سمَّاه أصحاب السِّيادة المولى الأعظم، مولى السماء والأرض، وزعموا أن قوته كانت تكمن في حكمته التي كان يستخدمها لمساعدة النَّاس الأخيار على معاقبة النَّاس الأشرار.
حين أسّس الأموريون أول سلالة بابلية ستسيطر في ايام حمورابي على كل بلاد الرافدين، صار الاله مردوك اله المملكة. وكان لهذا التبديل نتائج على اللاهوت.
وان الذكر القديم لعيد السنة الجديدة كعيد الخصب، ظلّ حيا في طقس زواج مردوك مع زوجته صرفانيتو (يجمع تمثاله وتمثالها أو يتجامع الملك مع إحدى الكاهنات) , وهذا الطقس شبيه جدا بطقوس العبادة في الديانة ( المورمونية ) الشيطانية المعاصرة .
يعتبر الإله مردوخ أو مردوك من أشهر الآلهة الباقية لغاية عصرنا التي احتلت مواضع مهمة جدا في التراث الثقافي العالمي بجانب آلهة أخرى مهمة مثل ( عشتار ) و ( زيوس ) و ( إيزيس ) و ( فينوس ) و ( كالي ) و ( بعل ) وغيرها ، مردوك في القرن العشرين هو بقايا تراث يهودي قديم يرتبط أسمه بالسحر أساسا فأشهر جمعيات السحر الأسود العالمية مرتبطة بعبادة هذا الإله ، فعلى الرغم من كونه بابلي الأصلي فقد جاءنا عبر التراث اليهودي القادم من بابل من حادثة السبي المشهورة في النصوص الأثارية والكتاب المقدس .ويُقال ان بعض أحياء نيويورك اليهودية سميت بأسم ( مردوك ) .

فترة ما بعد تدمير القدس
خلت فلسطين من اليهود بعد سقوط القدس، عاش اليهود في الأسر خمسين سنة في بابل، قلدوا فيها عادات البابليين وأخذوا عنهم الكثير من شعائرهم وآدابهم واشتركوا في وظائف الدولة تحت رقابة البابليين.
بعد إحتلال الفرس لبابل سمح ملكهم كورش ( سيروس كما يطلق عليه مؤرخي اليهود) لليهود بالعودة إلى فلسطين لكن الغالبية منهم فضلت البقاء في بابل وقد لاقى اليهود على يد الفرس معاملة حسنة لأنهم أعداء البابلين وغدت يهوذا ولاية من ولايات الفرس حتى سنة 332 ق.م , وهي الفترة التي انتعش فيها اشرار اليهود واعادوا بناء هياكلهم السحرية , بمعونة الامبراطور قورش .
وبعد هزيمة الفرس على يد الاسكندر انتقلت محكومية اليهود الى سلطة قواده , ثم بعد وفاة الاسكندر 536 قبل الميلاد، اقتسم قوادة الملك، فحكم سلوقس سورية وأسس فيها دولة السلوقيين، وحكم بطليموس مصر وأسس فيها دولة البطالسة وكانت يهوذا من نصيب البطالسة، وحكم البطالسة اليهود رغم مقاومتهم العنيفة التي أكرهت بطليموس الأول على هدم القدس ودك أسوارها، وارسال مائة ألف أسير من اليهود إلى مصر سنة 320 قبل الميلاد
في سنة 168 قبل الميلاد انتقلت يهوذا إلى حكم السلوقيين حينما احتلها انطوخيوس وهدم أسوارها ونهب هيكلها وقتل من اليهود ثمانين ألفاً في ثلاثة أيام . وانقسم اليهود تحت حكم الإغريق إلى قسمين .
ثم خضعت فلسطين لحكم الرومان وكانوا يستعملون عليم ولاة من يختارون من اليهود، إلا أن اليهود كانوا دائمي الثورة. في عام 66 ق.م ثار اليهود في القدس على الحكم الروماني فحاصرهم الرومان واستطاع القائد تيتوس سنة 70 م دخول القدس، فدمرها بالكامل وأخذ اليهود عبيداً يباعون في روما وهنا بدأ تواجدهم في أوروبا.
وفي عهد الإمبراطور تراجان سنة 106 من الميلاد عاد اليهود إلى القدس وأخذوا في الإعداد للثورة وأعمال الشغب من جديد، فلما تولى هادريان عرش الرومان سنة 117 - 138 ميلادية حول المدينة مستعمرة رومانية وحظر على اليهود الاختتان وقراءة التوراة واحترام السبت .
فثار اليهود بقيادة بار كوخبا سنة 135 ميلادية، فأرسلت روما الوالي يوليوس سيفيروس فاحتل المدينة وقهر اليهود وقتل باركوخيا وذبح من اليهود 580 ألف نسمة وتشتت الأحياء من اليهود قي بقاع الأرض ويسمى هذا العهد بـ ( عصر الشتات ) أو ( الدياسبورا ) .
لكن رغم كل تلك الاحداث كان هناك توافقا اعتقاديا ايضا بين اليهود والرومان وثنيا , فقد سمح الرومان لليهود ببناء هيكلهم الشيطاني مرة اخرى , ولا نعرف لماذا هذا الاصرار على الهيكل , الا بالعودة للهياكل المصرية ربما .

المسبيون الاسرائيليون في العراق
يبدو حسب المصادر التأريخية ان سكن اليهود في العراق تركز في منطقتين بعد السبي , في شمال العراق العراق , وهو امر طبيعي للتبعية السياسية , وفي نيبور ( المدينة الدينية السومرية ) وهو امر غريب .


الخلاصة
نستفيد من الاستعراض التأريخي السابق ان اليهود انقسموا الى مجتمعين متضادين , احدهما قابل للاصلاح , والآخر منحرف تماما اتخذ السحر شريعة خلاف شريعة موسى . وقد تحول القسم الصالح الى المسيحية في الغالب , متداخلا مع المجتمع الآشوري , الذي كان عاملا في استنقاذه من وحل المجتمع الفاسد . فيما كان القسم الآخر سببا لانحراف الكثير من الامم التي جاورها .
وكان احد المجتمعين بقيادة الانبياء , والآخر بقيادة ملوك بني اسرائيل , الذي ورثوا المجتمع الوثني الذي رافق نشوء دولة اسرائيل بعد رحيل سليمان .
فرأينا احد المجتمعين , وهو الصالح , يندمج بمجتمع رافديني , فيما المجتمع الفاسد ظل يحن ويتعاون ويتحالف مع المصريين , رغم معارضة وتحذير الانبياء .
(إذ قبل الكهنة اللاويون الرب نصيبًا لهم يلتزم الشعب أن يقدِّموا لهم نصيب الرب، ألا وهي العشور والبكور والنذور. بالنسبة للكهنة اللاويِّين المتفرِّقين بين المدن يلتزم الشعب باحتياجاتهم الماديَّة. أمَّا خدَّام الشيطان مثل العائفون والمتفائلون والسحرة فلا يكون لهم موضع في وسطهم. لقد كان للأمم المحيطة أنبياء كذبة وأصحاب عرافة يعتمدون على قوَّة الشيطان، لذا حرمَّ الله ممارسة العِرافة  ) التثنية [9-14]

الهيكل
( قدس الاقداس )
يقول صاحب موسوعة ( اليهود واليهودية ) تحت عنوان  (الهــــيكل: مكانـته فـــي الوجـــــدان اليهــــودي ) في ( هجرة العبرانيين من مصر ) :
TheTemple: Its Status in the Jewish Imagination
( يشغل الهيكل مكانة خاصة في الوجدان اليهودي، كما يعبِّر عن التيار الحلولي، فهو يُسمَّى «لبنان» لأنه يُطهِّر يسرائيل من خطاياها ويجعلها بيضاء كاللبن (وبذلك تم ربط الكلمة العبرية «لبن» بكلمة «لبنان»). وكان التصور أنه يقع في مركز العالم فقد بُنيَ في وسط القدس التي تقع في وسط الدنيا (فقدس الأقداس الذي يقع في وسط الهيكل هو بمنزلة سُرَّة العالم، ويُوجَد أمامه حجر الأساس: النقطة التي عندها خلق الإله العالم). والهيكل كنز الإله مثل جماعة يسرائيل، وهو عنده أثمن من السماوات بل من الأرض التي خلقها بيد واحدة بينما خلق الهيكل بيديه كلتيهما. بل إن الإله قرَّر بناء الهيكل قبل خلق الكون نفسه، فكأن الهيكل مثل اللوجوس (أو الكلمة المقدَّسة)، أو ابن الإله في اللاهوت المسيحي.
ويبدو أن الحاخامات اليهود قد أخضعوا الهيكل، منذ البداية، لكثير من التأملات الكونية. ويذهب أحد العلماء إلى أن هذه التأملات هي وحدها التي تفسر معمار الهيكل وتصميمه. وقد أورد يوسيفوس بعض هذه التأملات، فذكر أن الفناء الذي يحيط بالهيكل بمنزلة البحر، والمقدَّس هو الأرض، وقدس الأقداس هو السماء، والرقم (12)، وهو تعداد كثير من الأشياء الشعائرية، هو شهور السنة. بل إن رداء الكاهن الأعظم كان له أيضاً المغزى الكوني نفسه.
ويبدو أن الصورة المجازية الأساسية في القبَّالاه هي المقابلة بين الإنسان والكون، فالإنسان كون صغير (ميكروكوزم) يشبه الكون الأكبر (ماكروكوزم)، وهو تَصوُّر يعود إلى التأملات المبكّرة للحاخامات حيث كانوا يرون أن الهيكل يشبه جسم الإنسان.
لكن فيما يتعلق بالهيكل المفترض ماديا , والذي يسميه المسلمون ( المسجد الاقصى ) , والذي يدعيه اليهود اليوم , كبقايا لهيكلهم , فهناك من الاحداث والوقائع الغريبة والمحيرة التي صدرت عن الحكام المسلمين لصالح الخطط اليهودية ما يثير العجب . فاول من احدث ايهاما وتدليسا تأريخيا كبيرا كان هو الخليفة ( عمر بن الخطاب ) , حينما اختط للمسلمين – عند فتحه القدس – مسجدا على الصخرة الجنوبية من مسجد داوود ! , في حين كان مسجد داوود الى الشمال !! , بمشورة اليهودي المتأسلم ( كعب الاحبار ) , الذي كان يرافقه في الرحلة , وكان يشغل رسميا المفتي الرسمي للدولة , رغم وجود خيار الصحابة , فيما هو اسلم في زمن عمر ! . حتى اتى زمن الخليفة الاموي ( الوليد بن عبد الملك ) , والذي بنى ما نعرفه اسما للقبة الصفراء المثمنة والمشهورة ( المسجد الاقصى ) , فكان تعزيزا للايهام الذي ابتدأه عمر بن الخطاب . فيما كان ( صلاح الدين الايوبي ) اول من اعطى اذنا لليهود بالعودة قرب المسجد الاقصى , بواسطة تدخل طبيبه الخاص اليهودي القبّالي ( موسى بن ميمون ) . ثم اتى الخليفة العثماني ( سليمان القانوني ) سنة 1536 ليعطي اليهود ( فرمانا ) يأذن لهم بموجبه بالتعبد قرب مسجد داوود الاصلي .

( الرومان ) الفراعنة الجدد
ان المجتمع الروماني هو المجتمع الوحيد الذي وجد انسجاما سلوكيا وتحالفا سياسيا مع الفاسدين من اليهود بعد المجتمع الفرعوني . لذلك تمتع اليهود الفاسدين في العهد الروماني بما يشبه المعاملة الحسنة . على خلاف ما لاقاه اليهود الذين لازالوا بعيدين عن الوثنية . حتى وصل الامر الى الحكم باعدام المسيح عيسى عليه السلام , بتشريع يهودي وتنفيذ روماني .
الامر الآخر هو قيام الدولة الرومانية بذبح المئات من المسيحيين  , لكنها فجأة تتحول للمسيحية , بثوب وثني وفلسفة ثالوثية .
وهذه المفارقة هي ذاتها التي عاشها اعداء المسيح الفسقة من اليهود , مثل ( بولص ) , الذي تحول ليكون داعية المسيحية , لكنها المسيحية الوثنية الرومانية ذاتها . وهذا توافق عجيب , يشير الى كواليس غريبة .

الاعلان الاخير للمسيح
لعيسى المسيح عليه السلام مجموعة خصائص , مكنته من القاء الحجة على مجتمع بني اسرائيل , واحراج نخبتهم :
1 – ولادته الاعجازية التي فاقت الكثير من المعاجز
2 – نسبه الملكي الى داوود عليه السلام
3 – كفالته من عائلة نبوية
وفّرت هذه النقاط الثلاث تغطية مناسبة جدا لتحرك عيسى عليه السلام لفضح كهنة بني اسرائيل وبيان انحرافهم , بما يمنع أي شخص من تكذيبه .
فكانت وظائف المسيح الرئيسية مرتبطة باعلان ( سلب راية الايمان ) من يد كهنة بني اسرائيل :
1 – اعلان انحراف المجتمع الاسرائيلي , وخصوصا النخبة الكهنوتية
2 – استنقاذ الموحدين من بني اسرائيل , وفصلهم عن المنظومة اليهودية
3 – التمهيد لقيام مجتمعات توحيدية اخرى , تحمل راية الايمان والتوحيد
4 – التخفيف من غلواء المادية الذي طغى على بني اسرائيل وعلى العالم
وبعد مناظرات ونقاش حصل في لقاء المسيح عليه السلام بكبار الحاخامات , وبحضور العامة من الناس , وبعد اقامة الحجة عليهم بصور جميلة يسردها الكتاب المقدس , جائت لحظة الحقيقة :
هنا حانت اللحظة , واعلن المسيح عليه السلام ذلك ( الاعلان العالمي ) :
(21: 43 لذلك اقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم و يعطى لامة تعمل اثماره ) متى
نعم تم نزع ملكوت الله منهم , وتم نقله الى امة تعمل من اجل ثمرة التوحيد النقية الطيبة .

فلسفة الدين العالمي الجديد
( اليهود تحت حكم الامم )
يقول صاحب موسوعة اليهود واليهودية : (مات موسى، وتولى مهمة إدخال جماعة يسرائيل إلى أرض كنعان خادمه يشوع بن نون. ورغم أن له هذه الأهمية، فإننا لا نجد ذكراً له على لسان عاموس أو أشعيا، ولا يأتي له أيضاً ذكر في الأسفار المقدَّسة إلا فيما ندر. وربما يعود هذا إلى فقدان اليهود لأسفار موسى الخمسة لمئات من السنين. والواقع أن هذه الأسفار تنسب إلى موسى كثيراً من الأوامر الخاصة التي تحرِّض على النهب والسلب والحرق (عدد31/18). ونظراً لأهمية موسى في الوجدان اليهودي، فإن اليهود والصهاينة يخلعون لقب «موسى الثاني» على كل قائد يهودي. وقد اكتسب هذا اللقب كلٌّ من موسى بن ميمون في الأندلس، وموشيه ديان في فلسطين المحتلة ).
ان الاساءة لتاريخ موسى ليس ناتجا من الواقع , بل هو بتأثير العقيدة الاسرائيلية القبالية . والتي جمعت عصفورين بحجر واحد في اسائتها للانبياء والصالحين , اولاهما تشويه تأريخهم , وثانيهما شرعنة السلوكيات المنحرفة , والتي تؤمن بها القبالاه كوسائل للوصول لاهدافها , والتي ترجمتها بروتوكولات حكماء صهيون لاحقا .
فموسى بن ميمون كما هو معروف الاب الاشهر للقبّاليين في العالم , وهو بدهائه اقنع صلاح الدين الايوبي – حيث كان طبيب عائلة صلاح الدين – بان يسمح لليهود بالعودة الى القدس . فيما كان موشيه ديان الزعيم الصهيوني الذي فتح لهم القدس في العصر الراهن .
وبملاحظة بسيطة ندرك ان ربط موسى النبي بالتأريخ القبّالي والصهيوني لا يستقيم مع التأريخ التوحيدي الابراهيمي , لكنه يتفق مع الرؤية القبالية للدين الاسرائيلي الفرعوني القائم منذ خروجهم من مصر حتى اليوم .
ان اليهودية الحديثة قائمة على اسس انشأئها اثنان من القبّاليين هما :
1 - سعيد بن يوسف الفيومي : وهو يهودي مصري , ولد في الفيوم , وعاش مرحلة في فلسطين , ثم انتقل الى العراق ومات هناك . وقد شكلت ترجمته للنصوص المقدسة الترجمة الرسمية لليهود . كما انه اعتبر ان ( مصر ) هي ارض الآباء , حسب المنقول عنه , وهو تعبير دقيق وخطير منه , لان اليهود عادة يعتزون بتراثهم وعنصرهم , وهم ليسوا مصريين بل يرجعون الى نسل ابراهيم العراقي , كما ان ارضهم القومية حسب ثقافتهم هي فلسطين , بينما تشكل مصر مرحلة قاسية في تاريخهم , فما معنى ان تكون ارض الآباء ؟!
2 – موسى بن ميمون : وهو يهودي اندلسي هاجر الى المغرب وبعدها الى مصر . اصبح الطبيب الخاص لعائلة صلاح الدين الايوبي . وقد اقنع صلاح الدين بالسماح لليهود بالسكن في فلسطين . ويعتبره القبّاليون ابو القبالاه الحديثة .
وضع هذان الشخصان اسس العقيدة اليهودية المعاصرة . وهي ذات العقائد التي ترتكز اليها اخطر المنظمات السرية العالمية في الوقت الراهن ( الماسونيون , القبّاليون , ... ), وتعتنق هذه المبادئ اكبر العوائل المتنفذة في العالم الحديث ( روتشيلد , روكفلر ) , كذلك اشهر الفنانين ورجال الاعمال والمغنين في العالم .
ان الاعتقادات والفلسفة القبالية هي وريثة الاعتقادات الفرعونية السحرية الشيطانية , والملفت للنظر ان المقارنة العلمية بين هذه الاعتقادات وبين اعتقادات شعوب اخرى تثبت توافقا كبيرا . فمثلا نلاحظ الثنائية الوجودية بين النور والظلام , بين الرب والشيطان , او نلاحظ تعدد الارباب , والناشئ من طريقة التواصل مع العالم الآخر , حيث يكون الشيطان سيدا , بينما مجموعة من افراد الجن تكون لهم مهام المساعدة . وكذلك الاعتقاد بان هذه الالهة هي من ساعدت الانسان في النهوض بعد ان تخلى الرب عنه , وهي من دلته على شجرة المعرفة . وترى هذه الثقافات ان الانسان بامكانه الاندماج في عالم الآلهة , لكن بشرط القيام بطقوس تستحضر مجموعة من الآلهة المساعدة .

لقد اعتمدت الديانة اليهودية القبالية على ظاهرة الطقوس الشكلية وقرابين الدم , وهي ظواهر مستمدة من الطقوس السحرية للفراعنة . وقد هاجم الأنبياء (وخصوصاً عاموس وإرميا) العبادة القربانية، وذكَّروا اليهود بأن أسلافهم لم يُقدّموا قرابين في الصحراء، وطالبوهم بأن يعبدوا الإله بقلوبهم وبالصلاة إليه (قربان الفم) , في اشارة الى اهمية الروح والمعنى , وترك هذه الطقوس السحرية التي لا ترتبط بالشريعة الموسوية .

ان اليهودية القبالية تدرك جيدا وبخبرتها التاريخية استحالة توحيد العالم تحت حكمها بصورة مباشرة , لاسباب خارجة عن ارادتها , لكنها تعرف ايضا امكان استغلال الغرائز البشرية وجذبها نحو ( قدس الاقداس ) شيئا فشيئا , عبر رسم خطط مستمرة , تعتمد على دراسة المجتمعات الانسانية , وعبر اغرائها بمكافئات مادية . ولايتم ذلك الا بالاستيلاء على مصادر الثروة في العالم , واستغلال التراث القبالي الفيزيائي , والذي لايمكن اظهاره بشكله السحري , بل يجب تغطيته بثوب جميل يمكن تسميته ( العلم والتكنلوجيا ) . وكذلك يجب بعثرة القدرات البشرية للامم الاخرى وسلبها ارادتها , وخلق دوامة من الفوضى , وبث الرعب والاوبئة , التي لايملك علاجها سوى من نشرها .
الاعور الدجال
( عالم السحر المعاصر المتحضر )
ان ايجاد اليهودية القبالية لمفهوم ( يهوه ) التجسيدي , والذي يحل معهم اينما رحلوا , كما ان وجوده – بتصويرهم – يشكل سببا لانتصار شعب اسرائيل , كان ضروريا لتمهيد الاذهان لما نسميه – اسلاميا – ( الاعور الدجال ) . فقد بات الاسرائيليون يعتقدون بامكان تجسد الاله , بل ضرورته , وفي مرحلة لاحقة – وبتأثير يهودي – تم زرع فكرة ( ابن الرب ) في المسيحية , حيث تكون عودته ضرورية ايضا , ومن هنا فلن يكون مستغربا تجسد ( الشيطان ) وظهوره مستقبلا , كما خططت الديانة الفرعونية . والسبب ان ظهور الشيطان مرتبط بظواهر خوارقية , تتعدى القدرة الانسانية , لذلك كان من اللازم تربية الذهنية البشرية على فكرة التجسد الالهي .
لذلك كان اهم ما حذر منه الانبياء شعوبهم هو ( ظهور الاعور الدجال ) .
ان كل الطقوس التي مارسها الفراعنة لازالت تتم على ايدي القبّاليين وسحرتهم , لكن بشكل قوالب متحضرة , وتقنيات ابرزها التلفاز .
وقد جاء في الروايات الاسلامية مجموعة من الاوصاف التي تتعلق بالدجال , مثل:
(تطوى له الأرض)
(تسير معه الشمس)
(لم تكن فتنة في الأرض أعظم من فتنة الدجال)
(أكثر عسكره اليهود وأولاد الزنا)
(يخوض البحار)
(يأمر السماء أن تمطر فتمطر, ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت)
(بوجه أثر الجدري, شانئ)
(مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب)
(يجيء معه مثل الجنة والنار)
(أحمر)
(أعور العين)
ورأيي انه من السذاجة ان نرى تلك الاوصاف غير رموز تناسب عصر صدورها لظواهر اجتماعية عالمية كافرة، في الحضارة المادية الغربية الراهنة , والتي تقودها عوائل البنوك من آل روتشيلد و آل روكفلر , ابرز اعضاء محافل الماسونية الوارثة لشريعة الفراعنة الشيطانية .

.............


·         ملخص الفصل السادس والاخير من الباب الاول لكتابي قيد التأليف .
·         الباب الثاني يتناول باذن الله المجتمع الايماني المحمدي , بدءا من مجتمع سبأ ( لم يتم البدء بكتابته ) .
·         علي الابراهيمي
·         A1980a24@gmail.com




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الموسوعة المعلوماتية عن مدينة الناصرية .. مهد الحضارة ومنطلق الابداع

عين سورون ( عين الرب )

تداخل العوالم .. بين الادلة و النظريات