حزبا الدعوة والبعث .. تشابه في الحركة واختلاف في الشعار .. قراءة في السلوك

حزبا الدعوة والبعث .. تشابه في الحركة واختلاف في الشعار
قراءة في السلوك

علي الابراهيمي

A1980a24@gmail.com



الكتابة عن حزبي الدعوة والبعث قد تبدو للوهلة الاولى وللقارئ العادي كتابة حول متضادين , باعتبار ان لكلا الحزبين ايدلوجيا وثقافة متناقضة كليا مع الاخر ولكن حين نتجاوز معا الهالة الاعلامية والاسوار الدعائية لكليهما سوف نجد رؤية اخرى وواقعا مختلفا .
ان هذين الحزبين الكارزميين تأريخا واشخاصا والمعتمدين سياسة ( انا ربكم الاعلى ) سلوكا يشتركان في مفاصل الحركة ويلتقيان في عالم السلوك وانْ اختلفا في عالم التنظير ودنيا الشعارات .
انا لا ابتغي سرد تأريخ الحزبين او سيرة قيادتهما وانما جُل اهتمامي وما لفتَ نظري – كمتابع – هو نقاط الالتقاء المفصلية والجوهرية في حركة الحزبين سياسيا وهي لا تشابه نقاط الالتقاء العادية التي قد يشترك فيها أي كيانين سياسيين وتتلخص تلك النقاط بما يلي :
- التقديس للكيان حد الربوبية
- القائد الضرورة
- الصاق تهمة ( العمالة ) بالاخر المخالف
- تصفية القيادات الداخلية التأريخية اوالحاملة للشهادات
- التلون
- الخليط الضائع
- دولة الحزب
- الاعتماد على المنبوذين
- افتقاد الوطنية
- دولة الانجاز الوهمية والانفاق الاعلامي
- الغدر



· التقديس للكيان حد الربوبية :
تشابه الحزبان حد التطابق في وضع هالة من القدسية على كيانيهما واعتبروا ان من لم يكن معهم فهو ضدهم وعملوا بعقلية ( التشكيك ) المخابراتية حذرا من ( مؤامرات الاعداء ) ! فلم يستطيعا جراء ذلك ان يكونا حزبي دولة بمعنى الكلمة .
الا ان حزب الدعوة تجاوز البعث بالتزامه سياسة ( صك الغفران ) الذي يبيح لمن ينتمي اليه ما ليس مباحا , فيما كانت سياسة ( صك الغفران ) في كيان البعث مقتصرة على القيادة العليا المتمثلة برئيس الدولة .

· القائد الضرورة :
التقى الحزبان في سياسة ( منح الالقاب ) بصورة واضحة , فبعد ان سمعنا في زمن البعث تسميات مثل ( القائد الضرورة ) او ( الملهم ) او ( القيادة الحكيمة ) او ( عبد الله المؤمن ) او ( قائد الحملة الايمانية ) صرنا نرى في زمن الدعوة تسميات مثل ( رجل الدولة ) او ( رجل القانون ) او ( قائد صولة الفرسان ) او ( القوي الامين ) الخ من التسميات والالقاب التي يستهدف المروجون لها في كلا العهدين نشر ثقافة الشخصنة وصناعة الكاريزما للسير باتجاه الحكم المطلق حتى يصلوا مرحلة ( التفويض الالهي ) عمليا وان انكروها ظاهرا .

· الصاق تهمة العمالة بالاخر المخالف :
لاشك ان هذه النقطة تطابق فيها الحزبان بلا اختلاف يُذكر , فكلاهما اعتبر منتقديه او الخارجين عليه مجموعة من الخارجين على القانون او من العاملين باجندات خارجية !
ولعل ابرز من اعلن هذه النظرية صراحة في كلا العهدين هم ( صدام والمالكي وطارق عزيز وعزة الدوري وعباس البياتي وسامي العسكري ومحافظ البصرة الجديد شلتاغ عبود الذي اعتبر جميع المظاهرات التي خرجت في البصرة احتجاجا على تردي الخدمات ناتجة من مؤامرات سياسية وايدي خارجية !! ) وكذلك صرح بعض اعضاء مجلس محافظة البصرة الجدد المنتمين لحزب الدعوة ان الذين ينتقدون اداء كتلتهم هم عملاء تحركهم اجندات غير وطنية !؟
والحزبان في هذه السياسة التسقيطية للاخر المخالف ينطلقان من اساسين : الاول هو اشتراكهم في التخطيط ضد الاخر بالاستناد الى الخارج لذلك اصبحوا لا يستبعدون قيام غيرهم بنفس دورهم الذي قاموا به هم . والثاني قطع الطريق على المعارضين لسياستهم عبر سياسة التسقيط التي سوف تشغلهم بانفسهم و بتصويرهم امام العامة على ان منطلقات اعتراضهم ليست وطنية بل هي بتخطيط خارجي او لهدف فئوي .

· تصفية القيادات التأريخية او الحاملة للشهادات :
لعلنا لم نكن لنرى ( صدام ) او ( المالكي ) لولا سياسة التصفية التي شنتها الكوادر ذات النَفَس العسكري والامني او ما يسميهم العامة ( الصكاكة ) لابعاد وازاحة الكوادر العليا والتأريخية لكلا الحزبين – الدعوة والبعث – وكذلك وضع العراقيل امام صعود قيادات شابة تملك الكفاءة الادارية والتخصص .
وحال البعث معروف وكذلك جميع الاحداث التي جرت خلال الفترة الستينية والسبعينية وكذلك فترة الثمانينات في داخل هذا الكيان من تقييد ومن ثم ازاحة جميع مثقفي الحزب وكوادره ذات المستوى العلمي الجيد ولعل تشكيل اللجان البعثية التي يسيطر عليها جهلة الحزب للاشراف على عمل الوزراء تُعد من ابرز وجوه الواقع المرير في تلك الفترة .
وفيما يخص حزب الدعوة فلم يكن احسن حالا من نظيره البعث حيث ما ان انتهت فترة الصراع مع المرجعيات الدينية التي كان الحزب ينتمي اليها وانسلاخه عن تلك المرجعيات حتى راحت كوادر الحزب تعاني صراع تصادم النَفَس العسكري والنَفَس الفكري مما تسبب في حدوث عدة انشقاقات متتالية بين صفوف كوادر الحزب , وفي كل مرحلة صراع بين تلك الكوادر كانت النتيجة عزل وابعاد احد رموز الفكر في الحزب حتى اصبح الجناح الرئيسي للحزب الان يُحكم بصورة شبه كلية من قيادات ذات بُعد امني مخابراتي لا فكري .
والعجيب ان حزب الدعوة وصل الى مرحلة ينتظر فيها امثال ( هاشم الموسوي ) رأي ( المالكي ) !!

· التلون :
تَغَيرُ مظهر الحزبين مع تغير المناخ السياسي الدولي والمحلي هو امرٌ بتنا نألفه في مسيرتهما السابقة والانية .
فكان البعث مرتحلا بين نظريات اليمين واليسار والوسط باستمرار من خلال ما يطرحه رموزه من تنظيرات بين فترة واخرى وانتقل ازلامه من النفوذ البريطاني الى الامريكي ومن ثم الى النفوذ السوفيتي وصار البعث من حامي البوابة الشرقية للعرب والداعي لوحدتهم الى الطاعن لظهور العرب وممزق شملهم بعد ان انفق اموال العراقيين على شُذاذ الآفاق منهم ! وتغيرت سياسة البعث التي تتبنى الفكر الجمعي مبدئيا الى سياسة تروج لعبادة الشخص وتختزل الامة بكل مصالحها في رجل لا يفقه معنى السياسة .
ولكنَ الامر الاعجب هو التغير الضوئي لكيان حزب الدعوة , فهو قد انتقل من كيان يؤمن كليا بدور المرجعية وقيادتها الشرعية ومن دعوى تشكيلها له الى كيان يؤمن كليا بمرجعية مكتبه السياسي بعد انسلاخه عن خط المرجعيات ومن ثم انتقل الى مرحلة اوسع بجعله للمرجعية عمليا كيانا تشريفيا في الامة لا يعدو دور بابا الفاتيكان !
وكذلك انتقل الحزب من الايمان كليا بمبدأ التغيير بالقوة الجهادية الى مرحلة الانقسام حول هذا المبدأ بوجود دعوة لمبدأ اخر يتمثل بالمقاومة السياسية لتغيير النظام الصدامي وتوقف العمليات المسلحة وانتقل الحزب في حركة خطيرة من مبدأية رفضه لاي تدخل خارجي او الاستعانة بالاجنبي لتحرير العراق الى الدفاع المستميت عن هذا التواجد الاجنبي وخلق تبريرات لوجوده , ولكن الانتقالة الاخطر لحزب الدعوة كانت في تحول سياسته ومنهجه وتنظيراته من الاسلاموية الى ما يقرب من العلمانية بصورة لم تبقِ الا اسمه الاسلامي .

· الخليط الضائع :
لعل الحزبين الاكثر تشابها في هذه النقطة هما الدعوة والبعث فهما قد ضما تدريجيا مجموعة من الضائعين فكريا والمتخبطين منهجا او كما يروي ضياء الشكرجي – القيادي السابق في حزب الدعوة – انه تنقل في عدة انتماءات قبل دخوله الى حزب الدعوة ثم عاد بعد فترة من الزمن ليخرج من الدعوة ايضا , فالحزبان قد جمعا مجموعة من الشخصيات غير المستقرة فكريا لكنها ذات ( شهوة ) سياسية فعمدت هذه الشخصيات للالتفاف حول اية كيان يحقق لها شغفها السياسي ولذتها التنظيرية النابعة من الاغترار بالذات والظن بانها ( سوبرمان ) الامة وكذلك تجمع في هذين الكيانين اصحاب المصالح الشخصية المحتاجون لتوفر الغطاء والحماية سواءا في الخارج او الداخل وكلٌ حسب ظرفه الخاص فكان الناتج هو خليط ضائع لا يجمعه الا شعارات الحزبين , ومن هنا كانت الانشقاقات امراً متوقعا ومألوفا في مسيرة الحزبين لاختلاف القناعات وتبدل المصالح الشخصية وظروف المرحلة .

· دولة الحزب :
البعث كان واضحا جدا في تبنيه لمنهجية اختزال الدولة العراقية بكيان الحزب ومن ثم ( صدام ) فاطلق شعاره الشهير ( اذا قال صدام قال العراق ) ! وتحولت جميع دوائر ومؤسسات الدولة الى تبعية الحزب بصورة مباشرة وغير مباشرة لاسيما بعد احداث 1991 م واصبح واجبا على طلبة المدارس ابتداءا من الصف الثالث المتوسط – وهي مرحلة مبكرة – تنظيم الاستمارة الحزبية فكانت النتيجة انحدار المؤسسات والمنشآت العراقية الضخمة والرصينة الى هاوية الفشل والسقوط خصوصا عندما تسلط الجهلة وغير المتعلمين و ( الاعراب ) على مصادر القرار في تلك المؤسسات .
والان – وللاسف – سقط حزب الدعوة في نفس المستنقع الجاهل واتجه – مع شركائه – الى ربط مفهوم الدولة بمصداق كيانه وكيانات شركائه , فلم يَعُدْ من الممكن توفر وظيفة لاحد العراقيين اذا لم يكن منتميا لاحد هذه الاحزاب لاسيما حزب الدعوة وصار من المستحيل استمرار ادارة مؤسسة من المؤسسات مالم تظهر فروض الطاعة والولاء لهذا الكيان وجاء عن طريق هذه السياسة مجموعة من الوزراء والسفراء والسياسيين والمدراء العامين وقادة الامن بل وحتى المقاولون وجميعهم لا يفقهون حتى معنى مناصبهم !؟ فحصل اضطراب سياسي واداري واضح في الدولة العراقية الان رفضت قيادة هذه الاحزاب فهم كنهه او انها لا تستطيع ان تفهمه اصلا لانها هي ايضا ليست متخصصة في الادارة فكانت الحلول مبتورة او مشوهة وتتجه دائما للاستعانة بالاجنبي والقاء اللوم على الكوادر الوطنية – ( باعتبارهم جهلة ومن مخلفات النظام السابق ) !! كما عبر احد اعضاء حزب الدعوة سابقا وفي احدى المناسبات – .

· الاعتماد على المنبوذين :
ان السبب الرئيسي لسقوط البعث شعبيا وسياسيا هو اعتماده على مجموعة من المنبوذين جماهيريا وعشائريا والذين يتصفون بسوء السمعة والسلوك وكذلك مجموعة من المجرمين واصحاب السوابق الذين عملوا بجد على ازاحة جميع كوادر البعث المتقدمة او المتعلمة ثم بدأوا بازاحة ادارات المؤسسات المدنية والعسكرية العراقية ليحلوا محلها فكانت النتيجة ان يدير البلد امثال ( علي حسن المجيد ومحمد حمزة الزبيدي وعزت الدوري وطه ياسين ... ) الخ من المنبوذين , والطريف ان يقوم بادارة اكبر شركة نفطية وطنية انذاك ( عميد ركن عسكري من القوات الخاصة ) !!!
والان عاد حزب الدعوة ليلتزم سياسة مشابهة لسياسة البعث التدميرية تلك , فبعد كارثة ( ضباط الدمج والميليشيات ) التي اربكت الامن العراقي انتقل الدعاة الى استقدام كوادر المنبوذين لادارة البلد وذلك لسببين برأيي : الاول – لان قيادات الدعوة الحالية ذات مستوى متدني علميا واداريا وبعيدة عن التخصص فهي لا تجاري بذلك البعد العلمي للادارت المتخصصة والرصينة وحينها سيكون موقفها محرجا امام المراقبين والرأي العام – وهذا كان واضحا جدا في مواقف ممثلي الدعوة في البرلمان ومجالس المحافظات الذين كانوا يواجهون مشاكل جمة في فهم المشاريع المطروحة – لذلك كان الاسهل هو التضحية بتقدم المشاريع التنموية عبر ازاحة الادارات والكوادر المهنية المتخصصة والمجيئ بكوادر اخرى من اجل بقاء الكيان المقدس للدعوة بصورة جيدة اعلاميا !
اما السبب الثاني – فناتج من كون الكوادر الوطنية المتخصصة اكثر استقلالية ووضوحا ومن ثم اقل ولاءا للحزب مما يخلق تصادما واضحا بين الجانبين يستدعي علاجه بالوقاية عبر كوادر اكثر ولاءا ولكن اقل خبرة وعطاءا !! .

· افتقاد الوطنية :
لقد تميز الحزبان بمستوى عالي من انعدام الوطنية عمليا وتوفرها المفرط اعلاميا لديهما ! , فبعد ان جعل ( صدام ) العراق ساحة تجارب للدول ذات النفوذ العالمي وبعد ان جعل العراقيين تحت رحمة شذاذ الآفاق من العرب وانفق ثروة العراقيين على من لايستحقها من عربان الغرب وجَوَعَ شعب العراق جاء اليوم حزب الدعوة ليسلم ثروة العراقيين بيد الشركات الاجنبية التي لا ترى ابعد من مستوى ( الدولار ) مع ان العراق هي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي تملك مؤسسة صناعية متكاملة ومترابطة وذات كوادر وطنية 100 % وحاول الحزب – عبر الحكومة – التقليل من شأن الكادر الوطني مرارا في محاولة لفتح الباب واسعا امام الشركات والمؤسسات الاجنبية , بالاضافة الى ذلك فان اشد ما يلفت نظر المراقب للوضع السياسي العراقي هو ترحيل الاموال العراقية بشكل مرعب عبر رجالات حزب الدعوة - وهنا مكمن الفرق بين الدعوة وغيره من احزاب السلطة حيث يقوم الاول بترحيل الاموال التي اخذها من ثروة العراقيين بينما يقوم الاخرون باستثمارها محليا في مشاريع خاصة وعائلية ! – يُضاف الى ذلك الغيابات والاسفار ( الخاصة ) لممثلي الحزب في مؤسسات الدولة السياسية والادارية وتركهم العراقيين يعيشون في واقع مزري لا يمكن ان يحسوا به هم – كسياسيين واداريين - لانهم لا يعيشونه .

· دولة الانجاز الوهمية والانفاق الاعلامي :
كان حزبا البعث والدعوة صاحبي اكبر قدر من الانفاق على وسائل الاعلام المختلفة ولعل ابرز ما عُرفَ به الحزبان بصورة جلية هو تواجدهم الاعلامي المكثف مما سمح لهما بالتغطية على الكثير من مكامن الخلل في ادارتيهما امام الرأي العام المحلي او العالمي , ولعلنا نكاد لا نصدق وجود هذه الحالة المزرية للوضع الاقتصادي والاجتماعي والامني في العراق اذا ما تابعنا وسائل الاعلام البعثية السابقة او وسائل الاعلام التابعة لحكومة حزب الدعوة حاليا , فجميع هذه الوسائل الاعلامية في السابق او الوقت الحاضر تحاول جاهدة اظهار العراق تحت سلطان حكومتيهما وهو يرفل بالعز ويعيش ابنائه في نعيم وسلام .
وفي حين لم يكن للبعثيين نصيبٌ سابقا في الكم الهائل من الاعلام المرئي الفضائي الحاضر فقد توفرت لحزب الدعوة فرصة استغلال هذا السيل الاعلامي خصوصا مع وجود امكانية عقد الصفقات وتبادل المصالح بين الامبراطوريات الاعلامية والمؤسسات الحكومية المسيسة .
ولعله من الطريف ما شاهدته بعيني احدى المرات من على شاشة التلفاز من موقف للقيادي في حزب الدعوة ( حيدر العبادي ) عندما قام برفقة وفد سياسي يمثل كتلا واحزابا مختلفة بزيارة مكتب السيد السيستاني وحين خروج الوفد انتبه ( العبادي ) الى التواجد المكثف للكاميرات والميكروفونات في الشارع الرئيسي عند الخروج من مكتب السيد السيستاني فقام – وفي حركة مخجلة – بترك الوفد المرافق خلفه بعيدا وتوجه منفردا وبسرعة الى مكان الكاميرات وعند وصوله اليها احس بابتعاده الواضح عن مسيرة الوفد مما دعاه الى التجمد في مكانه حتى اقترب الوفد فاسرع هو الى الاعلاميين !!
ومن الواضح والمؤكد ان الاعلام كان عامل الحسم في تقدم حزب الدعوة في الانتخابات الاخيرة لاسيما باستغلال احداث البصرة بصورة مدروسة وبناء الاسد الامني الوهمي الذي قضى على الخارجين على القانون ولكن العجيب والمستهجن ان اولئك الذين سماهم الحزب واعلامه ب ( الخارجين على القانون ) وصعد وفق هذا الشعار كانوا هم الحليف الرئيسي للحزب بعد الانتخابات الاخيرة !!!
وبالنسبة الى قضية المشاريع وانجازات الحكومة فهي لا تعد ولا تحصى ولا تضاهى على شاشة التلفاز ولكنها الواقع لا تعدو ذراً للرماد في العيون .
اما البعث فان رجالاته ولحين دخول الامريكان الى بغداد كانوا يصرحون بانتصارهم وقضائهم على ( العلوج ) !
ان اسماءا مثل ( صدام والمالكي والصحاف وسامي العسكري وعباس البياتي وحيدر العبادي ... وغيرهم كثير ) باتوا رموزا للانجاز الاعلامي الوهمي وابطالا في البناء الورقي .

· الغدر :
ان الحزبين اشتركا في هذه الصفة من خلال تعاملهما مع حلفائهما التأريخيين سواءا على مستوى الشخصيات او مستوى الكيانات السياسية او مستوى الاحلاف الدولية .
وهنا لا اريد ان ازكي حلفاء الحزبين فلهم ما لهم وعليهم ما عليهم لكنني اردتُ توضيح ان ما ذكرته اعلاه من تبدل المصالح الذي تميز به الحزبان جعلهما في حالة اضطراب وعدم استقرار في التحالفات المختلفة فمن كان عدواً لهما يوما صار فيما بعد حليفا والعكس صحيح فان الكثير من حلفائهما باتوا اعداءا لهما لاحقا , بل انهما لا يتورعان عن قذف وتسقيط من مدحاه بشدة قبل ساعات فقط !
- ( وهنا كانت نقطة افتراق واضحة للمجلس الاعلى – الشريك الاساسي - عن الدعوة فالمجلس بقي على تحالفاته التأريخية سواءا الشخصية او الحزبية او الدولية بالاضافة الى تمسكه بتنظيراته الرئيسية – بسلبياتها وايجابياتها – بخلاف الدعوة )

** بناءا على ما ذكرته في الفقرات اعلاه فانا لم استغرب حينما عاد البعثيون – القيادات والافراد – الى دوائر الدولة يحملون تزكية من حزب الدعوة بل ان بعضهم عاد كمضطهد سياسي وتم اعطاء الكثير منهم مناصب لا يستحقونها ولم يحصلوا عليها حتى في زمن البعث واخذ اغلبهم منح ضخمة لم يحصل عليها ضحاياهم .
· وانا اجزم انه في حال عودة حزب البعث سواءا باسمه او باسم اخر – كما يجري العمل عليه حاليا – انه سيكون الحليف الرئيسي لحزب الدعوة لتشابههم في السلوك وان اختلفا في الشعار

...

ان هذه المقالة لا تهدف باي شكل من الاشكال الى الاساءة لحزب الدعوة بقدر ما هي جرس انذار واشارة تنبيه للمرور الآمن له قبل الهاوية .. ( فهل من مُدَكر ) ؟؟؟!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الموسوعة المعلوماتية عن مدينة الناصرية .. مهد الحضارة ومنطلق الابداع

عين سورون ( عين الرب )

تداخل العوالم .. بين الادلة و النظريات