تداخل العوالم .. بين الادلة و النظريات

تداخل العوالم .. بين الادلة والنظريات

علي الابراهيمي**

4 \ 12

A1980a24@yahoo.com

( هدم الاضرحة من الناحية الفيزيائية ) هو موضوع تناولته قبل مدة , خضع حينها – ولازال – لثنائيات الرضا والرفض , والتزمت فيه ما اراه مقبولا من الفرضيات حول بعض الاسباب الكامنة وراء السعي الهستيري لهدم اضرحة الصالحين , سيما الائمة المعصومين لدى المسلمين الشيعة .
لكن اثار سؤال الاستاذ ( رشيد السراي ) على الفيسبوك قلمي مرة اخرى , حينما قال : ( هل نحن نخترع ام نعيد الاختراع ؟ ) , في اشارة الى المكتشفات الاثرية الحديثة التي تثبت وجود تقنية سابقة على تقنيتنا .
و اليوم , فانا اتناول شيئا قريبا من فكرة البحث اعلاه ( هدم الاضرحة من الناحية الفيزيائية ) , لكنه مختلف بعض الشيء , فمدار مقالي هذا هو مناقشة نظرية الكاتب والباحث السويسري ( اريش فون دانيكن ) , صاحب كتاب ( عربة الآلهة ) , و محور نظرية ( المخلوقات القادمة من الفضاء ) , والتي اثارت جدلا واسعا منذ بداية السبعينات .


الباحث السويسري ( اريك فون دانيكن )
البعض ربما يرى ان مجرد الكتابة في موضوع كهذا لا يعدو السذاجة والهدر للجهد والوقت , و آخرون ربما يرونه صراعا ضمن ادب الخيال العلمي , او هو جزء مشتق عن عالم الاساطير , او لعله اعادة صياغة لنظرية المؤامرة , و لكن على جميع هؤلاء قراءة الموضوع حتى آخره , ليعلموا اننا نتحدث في ادلة محسوسة , لم نجد لها تفسيرا ( علميا ) معقولا او مقبولا حتى , وكلها تجبرنا على افتراض ما افترضناه , حتى نرى بديلا صالحا لما نعتقده .
انا افترضت في بحثي السابق وجود تواصل من نوع ما بين الانسان وبين بعض المخلوقات في عوالم اخرى , سيما في مجال الطاقة, بناءا على بعض الادلة التأريخية والمعاصرة . واعتمدت في افتراضاتي على مبادئ فيزيائية , وكذلك حوادث تأريخية , وايضا مظاهر نعيشها في الحاضر . وتوصلت الى قناعة بواقعية ذلك التواصل وثبوته منطقا . وعلى من يرغب بمعرفة التفاصيل الرجوع الى عنوان البحث اعلاه .
اما الباحث ( اريش فون دانيكن ) فقد توصل الى القناعة بحتمية ( نزول مخلوقات فضائية في مرحلة زمانية ما الى الارض , عرفها البشر على انها هي الآلهة , بناءا على الخوارق التي ظهرت على يد هذه المخلوقات , والتي ابهرت البشر , مما دعاهم الى اقامة النصب والمجسمات المحاكية لصورة تلك الآلهة ) . وبالطبع نسج البشر بعدها مجموعة من الاساطير , التي تحكي نزول وبطولة وكرم تلك المخلوقات .
في عام 1968 نشر الكاتب السويسري أيريش فون دانيكين كتابه الشهير عربات الآلهة. و الذي اصبح على الفور الأكثر مبيعا في العالم و فيه قدّم للعالم فرضيته التي تفيد بأنه قبل آلاف السنين قد زار الأرض الكثير من الرحالة من كواكب أخرى حيث قاموا بتعليم الانسان و اعطائه التقنية و أثروا على دياناته القديمة. و قد خلع الكثيرون على فون دانيكين لقب الأب الشرعي لـ (نظرية الغرباء القدماء) و التي دعيت ايضا بـ (نظرية رواد الفضاء القدماء).


نسخة من الكتاب ( عربات الآلهة )
ان نظرية دانيكن ليست ادعاءات فارغة , ساقها ليروج لكتاب ما , وانما هي نظرية بناها على جهد بحثي مضني , وعلى ادلة اثرية قوية .
ان أكثر منظّري نظرية الغرباء القدماء بما فيهم فون دانيكين، يشيرون الى نوعين من الادلة ليدعموا بها فكرتهم. النوع الأول هو النصوص الدينية القديمة وفيها ان الانسان شاهد آلهته و تفاعل معها أو مع الكائنات السماوية الأخرى التي هبطت من السماء- بعض الأحيان في مركبات متمثلة بسفن فضائية تمتلك قوى مذهلة. و النوع الثاني من الادلة هو عينات حقيقية ملموسة مثل الأعمال الفنية القديمة التي تصور الغرباء –  كالأشخاص و المعجزات المعمارية القديمة مثل آثار ستونهنج و الاهرامات المصرية.

و من هذه الادلة :

1 - خطوط النازكا :

في صحراء نازكا في دولة البيرو جنوب أميركا ، هناك جبل تم قشط قمته وتحويلها لهضبة مستوية تشبه إلى حد ما مدرجاً لمطار أو قاعدة جوية طولها 23 كيلو متراً أو ما يُعادل 50 ميلاً !! ، والأغرب أنه لم يكن هناك أي ركام حجري على جانبي الجبل من مخلفات القشط !!.
كما أن هناك رسومات تخطيطية كبيرة الحجم ومحفورة على السطح المقشوط لذلك المدرج أو القاعدة ، ومن ضمن تلك الرسوم خطوط معقدة متوازية ومتقاطعة ومتشابكة ، ورسوم لحيوانات مختلفة مثل الطير نقار الخشب ، حوت ، سمكة ، قرد ، عنكبوت ، داينصور ، كائن إنساني الشكل !! ، وهذه الرسوم لا يمكن معرفة ما تمثله إلا في حالة رؤيتها من الجو بسبب كبر حجمها ، حيث يصل قطر بعضها ل 600 قدم !!.
الموضوع ككل يبدو تعجيزياً ومستحيل الإنجاز بالنسبة لحضارة ( نازكا ) القديمة التي تواجدت شعوبها في أميركا الجنوبية بين 300 قبل الميلاد و 800 بعد الميلاد .
يعتقد أغلب الإختصاصيين بأن هذا المطار ورسومه لم يُستعمل أو يُستخدم كمدرج أو قاعدة جوية لعدم وجود أي أثر على سطحه يدل على ما تحدثه عادةً نزول مركبات فضائية أو طائرات ، بل يعتقدون أنه خارطة جوية لتوجيه وإرشاد المركبات الفضائية القادمة من كوكب آخر ، ويعتقدون أيضاً بأن هذه الخارطة ربما لا تزال تخدم صانعيها لحد اليوم .

2 - الطائرات الذهبية :

في غواتيمالا - كولومبيا وجد المنقبون ( 12 ) طائرة صغيرة في إحدى القبور البائدة ، طول كل طائرة عدة سنتمترات ، ويعود تأريخ صنعها لعدة آلاف من السنين قبل الميلاد ، وجميعها مصنوعة من الذهب الخالص ، وتمثل طائرات نفاثة مُقاتلة بعدة تصاميم وأشكال ، علماً بأنه حتى العجلة لم تكن معروفة في تلك الأزمان .

3 - الإله بَكالْ ومركبته الفضائية:

في مدينة ( بَلانكَي ) ، وهي واحدة من مدن شعب المايا القديم ، وموقعها اليوم في جنوب المكسيك ، ظهر في القرن السابع حاكم عظيم إسمه ( الإله بَكالْ ) ، عملاقاً طوله ثمانية أقدام – أي قدماً واحدة أطول من كريم عبد الجبار لاعب كرة السلة الأميركي الشهير - وكان قد بنى هرماً عظيماً لا يزال قائماً لحد اليوم وإسمه ( Temple of inscriptions ) . في داخل ذلك الهرم يوجد ضريح الإله بكال ، بالإضافة لنقوش ومنحوتات رائعة من ضمنها منحوتة للإله بكال وهو جالس داخل مركبة فضائية معقدة وصاروخية الشكل تستعد للإنطلاق ، ويُشاهَد بوضوح قدمه اليسرى على كابس السرعة ( puddle ) ، وكلتا يديهِ فوق لوحة التحكم والقيادة ، ويَظهَر قرب فمه إنبوب الأوكسجين ، وخلفه ماكنة الصاروخ وفي نهايتها العادم لمحروقات الصاروخ مع فوهة النار .

4 - معجزة بناء الهرم الكبير

يقول العلماء بأن الهرم الكبير في الجيزة تَطَلَبَ مليونين ونصف المليون من الحجر لبناءه ، وكل حجر كان يزن بين طنين وإثنى عشر طناً ، وقد تم نقل تلك الحجارة من مسافة تزيد على المائة كيلو متر ، علماً بأن إرتفاع الهرم لحد قمته يساوي 160 متراً ، أو ما يُعادل طول عمارة تحتوي على أربعين طابقاً ، ومساحة قاعدة الهرم أكثر من خمسة هكتارات ، أي 150 الف متر . يقول الفراعنة في سجلاتهم إنهم بنوا هذا الهرم في 22 سنة فقط !!، بينما يقول علماء اليوم أنه لو تم حساب أوقات قطع الحجر وأوقات نقله زائداًعملية البناء وكل ما يتعلق بها ، لوجدنا أن كل حجر كان قد إستغرق 9 ثواني فقط ، وهذا خيالي ، ولكن يزول كل العجب عندما نقرأ أن الفراعنة تركوا معلومات تقول إنهم بنوا الأهرامات بواسطة الإنسان ومساعدة أوصياء من السماء .

5 - الأناناكي ، كوكب نبيرو :
في سنة 1850 .م ، وجد البحاثة ( أُوستن هنري ) بعض الرُقم والألواح الطينية السومرية قرب مدينة الموصل في العراق ، وكانت واحدة من تلك الألواح تتكلم عن آلهة سومرية بإسم ( أناناكي - Annunnaki ) كانت تعيش بين السومريين ، وتقول اللوحة بان الأناناكي وفدوا من كوكب عملاق بعيد إسمه ( نبيرو – Nabiru ) والذي لم يكتشف علماء الأرض وجوده إلا قبل سنوات ، وحددوا موقعه خلف كوكب ( بلوتو) ، وأسموه ( كوكب x – planet x ) .

6 - الختم ألاسطواني السومري ( Selender seal ) :

في طبعة هذا الختم تظهر ثلاثة مخلوقات بشرية ، أثنين واقفين والثالث جالس ويبدو كإله أو ملك أو كاهن ، وعند حساب طوله لو إفترضنا أنه سيقف على قدميه فسنعرف أنه يُقارب العشرة أمتار ، أي أنه وعلى أقل إحتمال أطول بمقدار الثلث من الرجلين الأخرين . كذلك يظهر في طبعة الختم الأسطواني ، وبالضبط فوق الرجلين الواقفين ، صورة واضحة جداً لنظامنا الشمسي ، تظهر فيها الشمس في الوسط والكواكب الأخرى حولها وعددها ( 11 ) كوكباً ، وهذه حقيقة لم يتوصل لها علماء الغرب إلا قبل 300 سنة !!! ، كذلك يظهر كوكب ( بلوتو ) الذي لم نكتشفه إلا في سنة 1930 .م ، والذي تم إسقاطه من قائمة الكواكب قبل عدة أشهر بقرار من إتحاد الفلكيين العالمي في براغ ، بسبب عدم إحتوائه على مواصفات الكوكب .

7 - كمبيوتر من عالم الماضي :
في سنة 1900 . م عثر بعض الغواصين اليونانيين الباحثين عن الإسفنج ، وقرب جزيرة ( أنتبثيرا ) على سواحل اليونان ، على قطعة من البرونز المتآكل عمرها ( 2000) سنة ، وبعد تنظيفها وفحصها من قبل ذوي الإختصاص ، عرفوا بأنها آلية معقدة جداً ( كمبيوتر ميكانيكي ) تحتوي على أكثر من عشرين دولاباً مهمتها إدارة ميناءات تعطي معلومات فلكية دقيقة وعلى نحو مذهل ومعقد عن طلوع وغروب وسير نجوم معينة ، وعن موقع من يستعملها بين النجوم ، كذلك تقوم بمهمة الأرشاد في الملاحة البحرية كبوصلة متقدمة الصناعة ، ويقول من فحص ودرس تلك الآلة بأن لها خاصيات أدق بكثير من أحدث ساعة سويسرية في عالم اليوم .

8 - صاروخ المتحف التركي :

في المتحف التركي في أسطنبول توجد قطعة حجرية منحوتة منذ قرون بعيدة ، تمثل صاروخاً يجلس – محشوراً – في داخله ، رجل فضاء ببدلة واقية .

9 - أحجار مدينة ( بوما بِنكو ) :

تقع هذه المدينة في أعالي جبال بوليفيا ، وعمرها 4000 سنة ، تم بنائها من الحجر الكبير والذي يتراوح وزنه بين 100 إلى 800 طن !!!، وأغلبها من أحجار ( كرانِت و دايرايت ) ، والحجر الوحيد الذي هو أقوى وأصلب من هذين الحجرين هو الألماس ، ويُعتقد بأن هذه الأحجار قد تم قطعها بالألماس وبطريقة لا زلنا نجهلها . بعض المنقبين وأصحاب الشأن يعتبرون أحجار ومُخلفات ( بوما بِنكو ) من أعظم الشواهد الأرضية التي لا يمكن تنسيبها للبشر المدينة تقع على إرتفاع 4000 متر فوق سطح البحر ، حيث لا يمكن للأشجار أن تنمو ، مما يُبعد فكرة دحرجة الحجارة فوق جذوع الأشجار .

10 – خريطة الضابط العثماني :

أهم الخرائط فقد تم العثور عليها سنة 1929 .م ، في أسطنبول .. مرسومة على جلد غزال ، رُسمت سنة 1513 ميلادية ، وبصورة دقيقة جداً بيد أدميرال تركي عثماني أسمه ( بيريس رئيس ) ، والخارطة تُظهر بوضوح كلي حدود كل من أميركا الشمالية والجنوبية !!، ويظهر القطب الجنوبي مموقع تماماً بالنسبة لأفريقيا . المُذهل هو أن كل تلك المناطق لم تكن مُكتشفة بعد جغرافياً ، ولم يتم إكتشاف بعضها إلا بعد عدة مئات من السنين لرسم تلك الخارطة , وهي تحتاج في رسمها الى مشاهدات من علو شاهق .

ويضاف الى هذه الادلة قطع رواد الفضاء المكتشفة واساطير الفاميناس الهندية للصراعات بين السفن الفضائية واكتشاف الكهربائية ( المصابيح والخلية الكهربائية ) وقطعة البردي الاثرية الحاوية على نماذج لطائرات :






ان كل هذه الادلة , التي ذكرتها والتي لم اذكرها , وهي اكثر , وعندما نضيف اليها مجموعة ضخمة من الاساطير ومدونات الحضارات القديمة حول نزول مخلوقات من السماء , سوف تضعنا بلا شك امام ضغط كبير في محاولة تفسير هذه الظواهر والآثار . وقد وجد تفسيران رئيسيان لمجموع هذه المكتشفات : الاول : منهما يساير ما عليه ضرورات المعاصرة و العلمية المشهورة , فيرجع جميع هذه المكتشفات الى سلوكيات دينية واساطير خاصة بتلك الحضارات القديمة , دون ان يوضح هذا المنهج في التفسير اصل هذه المعتقدات , وكذلك لم يستطع ان يعطينا وجها عمليا لوجود هذه المكتشفات الاثرية في السلوكيات العقائدية القديمة , كما انه لم يبين لنا كنه الكثير من هذه المكتشفات , ولم يعرفنا آلية اقامة الشواهد الضخمة والمعقدة لتلك الحضارات , وانما اختصر القضية بعبارة موجزة , لا تعدو ( المعتقدات الميتافيزيقية والاساطير الناجمة عن بدائية تلك الحضارات ) .
وهو كما نلاحظ وجه ساذج , ويخلو من نقاط القوة , سيما فيما يخص الربط بين هذه المعتقدات وبين الصروح الشاهدة على تقنية عالية استخدمتها تلك الشعوب .

اما التفسير الثاني : فهو ما نناقشه حاليا , والذي تمثل في افتراض نزول مخلوقات لا ارضية , ساعدت الانسان في بناء حضارته , وقدمت له المعونة , وهي التي ساهمت في بناء تلك المرافق الضخمة , التي ارادتها البشرية استقبالا وتكريما للوافدين الغرباء الكرماء .
ومن هذه النقطة – كما يفترض انصار هذا التفسير – نشأت الديانات القديمة , وعلى اساس عبادة هذه المخلوقات , او اعتبارها وسيلة الاتصال بين ( السماء الكريمة ) وبين ( الانسانية الضعيفة ) .
وقد ساعد في هذا الاعتقاد المعاصر ما خلفته الكثير من الحضارات القديمة , من كتابات ومعتقدات واساطير . ففي الحضارة الهندية السنسكريتية اشتهرت المعركة السماوية بين عربات الآلهة , وكذلك الكثير من قطع الأدب الملحمي السنسكريتي الذي كتب في الهند قبل الفي عام يحتوي على مراجع عن آلات طائرة اسطورية تسمى الفيماناس.
كذلك ما جاء في بعض الكتب المقدسة من توصيف لعربة حزقيال الطائرة في السماء , ففي كتاب النبي حزقيال و هو جزء من الأنجيل العبري يذكر انه كان قد شاهد رؤيا هي عبارة عن مركبة طائرة ترافقها نيران و دخان و ضجيج عالي يصم الآذان. بعض اصحاب نظرية الغرباء أصروا على ان هذه الرؤيا هي انعكاس واضح جدا لأوصاف سفينة فضائية شبيهة بسفن فضاء العصر الحديث.الى آخر ذلك من الادلة المنظورة او المكتوبة .

ان هذا التفسير الثاني لاصحاب نظرية القادمين من الفضاء يعاني من جملة نقاط ضعف , اهمها :
1 – انه تفسير اهمل كليا دور النبوات ووجود الخالق اللطيف الكامل , وغيّب تأثيرهم , وهو امر لا يمكن قبوله من اصحاب هذه النظرية الا بعد ان يبدأوا نقاشا مع فلاسفة وعلماء الديانات السماوية , والتي نعتقد بصحتها .
2 – ان هذه النظرية خلطت بين النصوص في الكتب المقدسة وبين النصوص الواردة في كتب ملفقة او مزورة او وثنية , لانها وجدت تشابها قادها الى الجمع بينها في الاهمية , وكأنها كانت بين خيارين : قبول نزول مخلوقات لا ارضية او عدم قبوله , فكل كتاب ذكر هذه المخلوقات هو ضمن فئة واحدة , على العكس منه خلافه . بينما الحقيقة هو امكانية الجمع بين وجود نصوص متشابهة لكنها في كتب مختلفة وثاقة . كما سنستعرضه ان شاء الله ضمن النظرية القادمة .
3 – يمكن الى حد كبير ادراج هذا التفسير ومجمل نظريته ضمن مشروع اكبر , تقوده ذات المخلوقات اللا ارضية , كما سيتضح باذن الله .
4 – اعتماد النظرية على ترجمات للآثار التأريخية مشكوك في صحتها , وكذلك عدم احاطته بمجموعة من الآثار تم اخفائها من قبل منظمات دولية .
5 – تغييب النظرية لتفاسير الامم الاخرى حول هذه الظواهر , سيما التفسير الاسلامي , رغم ان الاخير لم يتشكل على شكل نظرية تعالج موضوعا خاصة بالمخلوقات الغريبة , لكن النصوص الاسلامية عالجت الكثير من ملابسات هذه الظواهر .
6 – ان هذه النظرية لم تشرح سبب اختلاف الحضارات في حقيقة ونتيجة اللقاء بمخلوقات سماوية , بمعنى ان هناك تشابها جوهريا في نصوص ومرويات الاديان السماوية , يختلف عن جوهر التشابه بين الاديان الارضية , في ذات الموضوع . ان الاديان السماوية صرحت بحقيقة اللقاء , واطلقت شرائع وعقائد علنية واضحة وحددت معنى الخلق والخالق , ورسمت مستقبلا معينا للبشرية , بينما ذهبت الاديان الارضية الى شرائع وعقائد اخرى وطقوس متقاربة , اغلبها مشفرة ودموية وتقوم على اسس اقرب اسميناها ( السحر ), ورسمت معالم اخرى لمستقبل البشرية .
فيما كان يفترض ان تكون معالم جميع هذه الاديان متشابهة لوحدة المصدر السماوي , حسب هذا التفسير .
7 – النظرية اهملت ظواهر معاصرة , يعيشها ما نسميهم بالعارفين , والذي لهم سلوكيات خارقة .

8 - ان بعض تلك المكتشفات الاثرية لم يتسنَ لنا التأكد من صحة نسبتها التأريخية , فهي ربما تشبه بعض الادلة المزورة التي دسها اصحاب نظرية ( التطور ) !


...

بعد هذ الاستعراض للواقع الآثاري الموجود , وكذلك التفاسير المطروحة عالميا لبيان حقيقته , سوف اصوغ نظريتي المتمايزة عن كلا التفسيرين , والتي اقدم لها بنقاط :
1 – انا اقبل بجوهر نظرية ( فون دانيكن ) حول تواصل البشر مع مخلوقات لا ارضية او غريبة , لان البراهين الدالة على ذلك لا يمكن دفعها او انكارها , فهي موزعة بين نصوص الكتب المقدسة , وكذلك مجموعة حسية من الآثار التأريخية للحضارات السالفة , ومجموعة ضخمة من الاساطير المتشابهة في جوهرها , والمختلفة في المكان و الزمان , والتي تدل على تشابه مصدر تلك الاساطير من الحوادث , والذي يمنع تكذيبها تماما , لانها تشير الى اصل لابد ان يكون صحيحا . اما كيفية التواصل وجهته فهو موكول الى بحث آخر .
2 – انا اعتقد بحقيقة اخفاء الكثير من المكتشفات الاثرية في العالم , على يد مجموعة من المنظمات الدولية , وان المعروض عالميا لا يتجاوز العشرين بالمئة من مجموع ما تم العثور عليه . وهذه النسبة القليلة المعروضة تم ترجمتها بشكل مشوه . والدليل على ذلك سأسوقه ضمن كتاب خاص بتأريخ الانسانية بقوة الله .
3 – انا اشكك في كثير من ترجمات النصوص التأريخية , والتي اوحت الى اصحاب نظرية دانيكن بعض معتقداتهم , فهي ترجمات مزجت بين العمد في المغالطة وبين ضعف القدرة على استيعاب حقيقة اللغات القديمة . وكمثال على ذلك ( اقتباس عن كتابي المخطوط ) :
ان اول خطأ وقع فيه العلماء الغربيون هو ترجمة الكلمة السومرية ( دنجير dingir ) بمعنى ( إله ) , وهذا ناتج عن عدم استساغة هؤلاء العلماء حقيقة معرفة السومريين بالنبوات ! , فالكلمة وحسب استقراء الآثار السومرية الاولى لم تتجاوز معنى ( النبي ) و ( الولي ) او الواسطة بين الخالق وعباده ,ويمكن استقصاء ذلك من خلال تحليل دور هذه المفردة في المصادر الاولى , بعد محاولة تنقية الكتابات من الاضافات التأريخية الاسطورية , ومقارنة مردودها اللغوي مع المفردات المعاصرة . لكنها تطورت لاحقا – كحال التطور الانحرافي – لتأخذ معنى تقديسي مغالي في العصور المتأخرة , قريب من التأليه . لكن ذلك لا يعطي عذرا للباحثين الغربيين , لان النصوص في العصور الاولى كانت واضحة ومعبرة . لذلك كانت عبارة ( كريمر ) خائفة وهي تترجمها .
ورد في احد النصوص : ( ان الآلهة اعطت لاتونابشتم – نوح – مرتبة الآلهة او قريبة من الآلهة ) , وكما هو جلي ان المعنى لم يتعدَ ( النبوة ) .
وكما نرى ان مغالطة صغيرة في كلمة واحدة حولت حضارة باكملها من التوحيد الى الوثنية .
4 – ان البشرية سلكت في مسيرتها سبيلين , بسبب الصراع التأريخي بين جهتين احدهما صالحة والاخرى طالحة , استمدت كل جهة لنفسها مصدرا للقوة , يتناسب مع ميلها وسلوكها , الصالحة التزمت طريق النبوات , وهي احدى طرق التواصل مع مخلوقات لا ارضية , والاخرى تواصلت مع الشياطين , وهي الطريقة الثانية للتواصل مع المخلوقات الغريبة .
5 – ان افتراض وجود مخلوقات غريبة يقودنا الى افتراض آخر , وهو تعددها , فلماذا لا تكون هناك مخلوقات غريبة خيرة واخرى شريرة , كما ادعت جميع الكتب السماوية . ولا يوجد ما يمنع ذلك عقلا ونقلا .
7 – ثبت في مباحث التوحيد وجود الخالق للكون , بل ثبت علميا ذلك , وهناك استدلالات كافية للاثبات , فمن هنا نستدل على وجود حلقة وصل بين الخالق ومخلوقاته , اسمتها الاديان الملائكة . ومن خلال الاديان وبعض الظواهر ثبت وجود مخلوقات اخرى ثالثة ومتفوقة على البشر , سمتها الاديان ( الجن ) .
8 – لقد وقع انصار نظرية دانيكن في خلط بين النصوص الدينية المزورة والنصوص القويمة , لذلك افترض بعضهم تطابق مصدرها . ولعل اشهر الشخصيات التي اثارت تساؤلاتهم هي شخصية ( اينوك  ) , التي لم يتجاوز الحديث عنها في الكتب المقدسة المنقحة سطرا واحدا , لكنها احتلت مساحة واسعة في التوراة المزورة , مما يدل على ادخالها قسرا ضمن عالم الاديان السماوية , وهوما يثبت وجود خطين للتواصل مع المخلوقات الغريبة . وكذلك اثار الكلام في التوراة عن "عمود الدخان الذي ظهر في النهار وعمود النار الذي ظهر في الليل لإرشاد أطفال إسرائيل خلال التيه في سيناء"، وتعزوه إلى عوادم مركبة فضائية. كما تضرب مثالا آخر حيث يرد في التوراة وصف "الغيمة التي تحيط بالنبي إيليا وتأخذه إلى السماء داخل مركبة من نار" اثار تساؤلات اصحاب هذه النظرية وغيرهم . الا اننا لو حللنا تأريخ بني اسرائيل لاكتشفنا سبب كل هذا الخلط . ( اقتباسات مختصرة عن كتابي المخطوط ) :
(بنو اسرائيل هم الاسباط من ذرية يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم عليهم السلام جميعا . وهم اثنا عشرة سبط ( يوسف او منسى – ابنه - , بنيامين , لاوي , روبين , يهودا , شمعون , زبولون , ياساكر , دان , نفتالي , جاد , عشير ) . ان مجتمع بني اسرائيل كان مجتمعا موحدا لله , خاضعا لتعاليم دين ابراهيم الخليل . لكن القرآن الكريم يكشف لنا ضعف النفس الانسانية في ذلك المجتمع – مع ايمانها - , وكان الداء الاول الذي تسبب في انهيار هذا المجتمع لاحقا هو ( الانا ) . حيث تنافس ابناء النبي يعقوب في التقرب الى ابيهم والحظوة عنده , فسوّلت لهم نفسهم قتل اخيهم النبي ( يوسف الصدّيق ) . ان ( الانا ) التي توّلدت في ذلك اليوم جعلت من بني اسرائيل مجتمعا ( مغلقا ) في الغالب , وهذا ما يتعارض مع مبدأ هجرة الهداية الابراهيمية . وسهّل الله تعالى لآل يعقوب مهمتهم الدعوية , كما سهّلها من قبل لابيهم ابراهيم , وذلك باستمرار حكم ( الهكسوس ) على مصر , فان وجودهم على رأس السلطة الفرعونية في مصر شكّل فارقا , وهذا الفارق سنتعرف عليه لاحقا ان شاء الله . فالهكسوس كانوا اقواماً سامية لم تنفصل عن المجتمعات السامية مبكرا , وقد اعتقد المؤرخ المصري ( مانيتون ) ان الانبياء ابراهيم ويعقوب ويوسف هم من نفس عنصر الهكسوس , وهو الصحيح لانهم جميعا عراقيون ساميون في الاصل ,لذلك كانت ارضاً صالحة لتقبل مبدأ التوحيد , على عكس الفراعنة المصريين السابقين واللاحقين . : ان الهكسوس عرفوا في الحضارة المصرية القديمة باسم ( الملوك الرعاة ) , وعرفهم اليونانيون باسم ( الهكسوس ) , وقالوا ان معنى اسمهم هو ( ملوك الخيل ) . واشارت اغلب المصادر الى ان المقصود بهم هم ( العموريون ) او الاموريون او العماليق , وكلها تسميات تعنيهم , بناءا على رؤية الحضارات الاخرى لهم . وقد عبدوا ( ايل ) , وهو الاله الواحد , على عكس الديانة الفرعونية المصرية , التي ظلت تحكم الجنوب . وقد حكموا مصر لما يقارب 250 عام . وقد نقلوا الى مصر صناعة الحديد وخبرة وفنون التنظيمات العسكرية . ومن اللطيف ان القرآن الكريم لم يستخدم مصطلح ( الفرعون ) في ملوك مصر من الهكسوس الذين عاصروا ابراهيم ويعقوب ويوسف , لانه اراد ان يثبت حقيقة الاختلاف بين الحضارتين .
{وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ }يوسف43
{وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ }يوسف50
{قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ }يوسف72
ان المجتمع الفرعوني المصري – قبل وبعد الهكسوس - كان يشكل اخطر العقبات التي تواجه نشر العقيدة الايمانية الابراهيمية , لان ذلك المجتمع كان في الواقع يعبد ( الشيطان ) لعنه الله , كما سيتبين قريبا بعون الله . وكان يعتمد شريعة ( الكابالا ) السحرية , ويمارس طقوس السحر الاسود . ) .
لقد عاش بنو اسرائيل على احسن الوجوه في زمن الهكسوس , حتى سقوط دولتهم , وعادت سيطرة الفراعنة على جميع بلاد مصر . لقد نظرت دولة الفراعنة الى بني اسرائيل على انهم اعداء ساندوا الهكسوس , لكنها وجدت فيهم ما يمكن الاستفادة منه وهو ( الانا ) , فاستعبدتهم . كذلك فان الكثير من بني اسرائيل تأثروا بشريعة الكابالا المصرية , لما رأوا فيها من تأثير مادي . وتفاصيل جميع ذلك في كتاب قادم باذن الله .
ومن هنا نقل اليهود معهم تلك الشريعة السوداء للمصريين , وكانوا تحت تأثيراتها حينما كتبوا التوراة لاحقا , فدخلت في التوراة وشروحاتها عقائد وثنية , متأثرة بمرويات المصريين . لازالت هذه الشريعة السوداء تمثل عقيدة اقوى واثرى العوائل اليهودية في العالم , لكنهم خلطوها بموروثات التوراة , ليروجوا لها , وليزرعوها كعقائد سماوية . ولا شك ان المصريين هم من اهم الشعوب التي يفترض انها تواصلت مع مخلوقات غريبة .
9 – ان هناك تواصل واضح في عقائد الامم ذات الشرائع غير السماوية , فكلها صورت تلك المخلوقات الغريبة باشكال متعددة لكنها متقاربة او متشابهة . ومن اللطيف ان اشهر معتنقي عقيدة الكابالا اليوم ( مادونا ) تغني للإله الهندي ( اوم ) , في واحدة من اشهر اغانيها التي كانت تؤدي فيها رقصة الولاء لسيدها , على الرغم من تباعد الزمان والمكان بين العقيدتين . وكذلك نجد الترويج لتلك المخلوقات الزرقاء الغريبة والذكية في كل وسائل الاعلام العالمية , حتى صرنا نألفها , وهي ذاتها ما نجدها في تراث الكثير من الحضارات الارضية المشفرة .



بعض صور الآلهة الزرقاء

9 – ان البشرية لم تعتمد جميعها على مصادر المعرفة الغريبة التي تدعيها نظرية دانيكن , بل هي من طورت نفسها في كثير من الاحيان , وهذا ما لا يحتاج الى استدلالات . لكن ذلك كان دائما تحت اشراف النبوات ودفعها .
10 – ان هناك نوعين من الانجازات العملاقة للبشرية : احدهما نسميه الانجاز الحضاري المفتوح , والذي يكون معروف المصدر والغاية ويمكن لجميع البشرية ان تستفاد منه , وهو ما نتج عن تأثير الحضارات الدينية السماوية غالبا .
والآخر : هو الانجاز الحضاري المغلق , وهو الذي يكون مجهول المصدر والغاية , و يغلب عليه التشفير , وتنحصر الاستفادة منه في مجموعة مغلقة , وهو ما تتناوله نظرية دانيكن للمخلوقات الغريبة .
11 - ان الحضارات السماوية لم تترك ما تركته الحضارات الارضية من صور ورسومات تصور لقاءها باية مخلوقات غريبة . والحضارات السماوية كان لها من الشواهد غير تلك التي لازمت نشوء الحضارات الارضية .
12 – ان الكثير من تلك المكتشفات الاثرية يمكن نسبتها الى حضارات ايمانية , اشرف عليها انبياء , جعلت البشر يصلون الى مراتب علمية قيمة , كما تشهد بذلك الحضارة السومرية الاولى , والتي بناها الاكديون , احفاد نبي الله نوح المباشرون . او الحضارة التي صنعها عباقرة موحدون , امثال ارسطو واساتذته وتلاميذه .
فمثلا نجد بعض الاعتقادات لدى السومريين تلتقي بمعتقدات دقيقة لدى الاديان السماوية كالاسلام , لكن مترجمو نصوص تلك الحضارات لم يستوعبوا مقاصد ما هو مكتوب فيها , لانهم لم يملكوا المعرفة الاولية اللازمة لاعطاء ترجمة فكرية وليست لغوية , فاعطوا ترجمات لافكار بصيغ وثنية , بينما ان لها في الاسلام شبيه , وللتوضيح ( اقتباس عن كتابي المخطوط ):
فسر ( كريمر ) فلسفة ( المجمع الإلهي ) السومرية بنحو من السذاجة , وقرَّر انها مقتبسة عن نظريات الادارة والارادة المدنية الارضية , وشبّهها برعاية البشر لتفاصيل حياتهم , لم تكن هي في الحقيقة سوى تمثيل اوّلي لنظريتي ( العقل الاول ) و ( الولاية التكوينية ) في المعتقدات الامامية , فقد افترضت النظرة السومرية ان مجموعة أعضاء المجمع الإلهي يمثلون الواسطة التكوينية والتشريعية بين الخالق والمخلوقين , وان لكل واحد منهم مستواه الخاص به . وما يؤكد قراءتي هذه هو وجود ( ننخورساج = الام العظيمة ) التي هي ( ننماخ = السيدة المجيدة ) , والتي يسميها السومريون ( ننتو = السيدة التي انجبت ) حيث والدة جميع ( الآلهة ) , وقطعا سيتبادر الى ذهن علماء وفلاسفة الامامية اليوم ( السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام = سيدة نساء العالمين ) , والتي كانت مصدرا لانوار ( الائمة ) الموكلة اليهم ( الولاية التكوينية ) , ولعل ما جاء في ( الاسرار الفاطمية ) نقلاً عن ( البحار 43 \ 105 ) مؤيداً لمذهبنا هذا : ( قال الصادق عليه السلام : وهي الصدّيقة الكبرى ، وعلى معرفتها دارت القرون الاولى ) , وبنفس المعنى بيت للشيخ المجتهد محمّد حسين الأصفهاني قدّس سرّه في قصيدته (الأنوار القدسيّة ) :
وحــــبها مـــن الصفات العاليـة   عليــه دارت الـــــقرون الخاليـة .
لم يتجاوز اعتقاد السومريين في العصور التي اعقبت الطوفان ان هؤلاء ( الآلهة ) كانوا ( بشرا ) كباقي المخلوقات للرب الخالق , لكنهم كانوا اسمى من باقي المخلوقات , وهذا ما يؤكده ( صموئيل نوح كريمر ) في كتابه ( السومريون ) , رغم انه يحاول التوفيق بين الاحكام العنصرية والتصورات المسبقة للعلماء الغربيين وبين حقيقة الاكتشافات الآثارية المثيرة للتساؤل والاعجاب معا .
13 - ان السمة البارزة في مشاهدات الحضارات الارضية القديمة للقادمين الغرباء هي صفة ( التشكل ) , بمعنى ان اشكال هذه المخلوقات باستطاعتها التبدل , لتتغير الى صور مختلفة , وهذا عين ما يفترضه الاسلام في مخلوقات الجن .

...

ان ملخص جميع السطور اعلاه يتمثل بالآتي :
( ان البشرية خضعت لنوعين من العلاقة بالسماء , تمثلت الاولى بالنبوات , التي تمثل الوسيط بين الخالق والبشر , لارشادهم وتربيتهم , وهي علاقة لها معالمها وموروثاتها وصورها وانجازاتها , وهي انجازات حضارية مفتوحة ومعلنة . والثانية علاقة ارتبطت بمخلوقات غير منظورة آنيا , اتصلت بالبشر لاسباب غير صالحة تتمثل في التمهيد لاستغلال عالم البشر , الفقير تقنيا , مقارنة بما تملكه , سمتها الاديان عالم الجن , وسماها المعاصرون مخلوقات فضائية او الظواهر الميتافيزيقية , والعلاقة الثانية لها معالمها وصورها وغاياتها الخاصة , كما انها علاقة مشفرة كليا .
ان الله تعالى خالق الكون ارسل النبوات هادية للبشر ومعلمة لهم , بينما حاول الشيطان ( المسيح الدجال ) التواصل مع البشر لجذبهم نحو ما يريد , عبر طرق ضالة , لكنها تبهرهم , نتيجة فقرهم المعرفي .
ان جميع ما تتم اثارته اليوم من حديث حول المخلوقات الفضائية الغريبة , وجميع التحركات العسكرية في العالم , وجميع السياسات لمراكز النفوذ الدولية الكبرى  , وجميع الافلام والمنتجات الاعلامية المقروءة او المسموعة التي تناولت الموضوع , تسير جميعها في التمهيد لقدوم هذه المخلوقات الغريبة ( الشيطانية ) , وحينها ستكون اذهان الجميع مهيأة للتفاعل الايجابي مع الحدث , ولن تعيش استغرابا كبيرة او صدمة المفاجأة , وعندها سيقول اصحاب نظرية الغرباء ( فون دانيكن وانصاره ) ان هؤلاء هم الذين زاروا الارض سابقا وعلموا البشر اسس الحضارة , كما ستثبت المختبرات العلمية – التي تملكها العائلات الماسونية الكبرى – ان هؤلاء هم زوار من الفضاء يملكون تقنية عالية لا نملكها , وسيبهرنا ارباب السياسة في العالم انهم نجحوا في اقامة علاقة صداقة مع هؤلاء الزوار الغرباء , لكنهم اكثر تقنية وذكاءا منا لذلك يجب ان نسلم لهم مقاليد الحكم .
هذه هي الغاية الاولى لاصحاب نظرية الغرباء , لكن الغاية الثانية تتمثل في قطع الطريق على قدوم ( المهدي او المسيح الصادق ) الذين وعدت بهما الكتب السماوية الحقة , لان اصحاب نظرية الغرباء سيكونون حينها قد عبأوا اذهان المسلمين باحتمالية ان كل الذي يجري لا يعدو زيارة من كائنات فضائية غريبة , فيدخل بعض الناس في حيرة من امرهم .
لكن الحقيقة ان الامر لا يعدو صراعا تأريخيا بين المؤمنين بالله وبين المؤمنين بالشيطان – في جميع صوره التي ظهر بها للناس - , وان الشيطان مهد لقدومه – كمسيح دجال – منذ آلاف السنين , فيما حذرت الاديان السماوية البشر من خطورة هذا الغزو وضرورة الاستعداد له . لكن الشيطان عبر عبيده استغل انحراف بعض الامم السالفة – كبني اسرائيل – او الحاضرة – كالماسونية والمسيحية المحرفة – ليلبس على عبادته صبغة دينية مخادعة ويسربها الى الكتب الدينية المقدسة , لتصبح عقيدة .) .


......
......

المصادر :

1 – السومريون : صموئيل نوح كريمر
2 – عربات الآلهة : بالواسطة : اريك فون دانيكن
3 – لقاء مسجل مع الباحث اريك فون دانيكن
4 - الغرباء القدماء : ترجمة و اعداد صالح حبيب \ عن قناة History
5 - عندما نزلت الآلهة الى الارض : حمدي الراشدي
6 - هل الأرض مُختَرَقة فضائياً: منشور في موقع الحوار المتمدن
7 – سوديبيجرافا : عن الكتب المقدسة المزورة
8 – المجتمع الايماني .. قراءة جديدة في تأريخ الانسانية : علي الابراهيمي ( مخطوط )
9 – ويكيبيديا

...

•              كاتب عراقي لا يحمل ايّة صفة سياسية او دينية او حكومية , رسمية او شبه رسمية , ولم يعتلِ ايّة منصة اعلامية مرئية او مسموعة .
•            بسبب حدوث تشابه في الاسم , اقتضى التنويه .

تعليقات

‏قال غير معرف…
اخي العزيز
الموضوع جدا مهم وخصوصا في الفترة الاخيرة زاد الاهتمام في اوربا وخصوصا اسمع بين الحين والاخر عن مواضيع مشابهة عندنا في هولندا

جلال علوان
‏قال غير معرف…
الموضوع حقيقي وان الأرض عاش عليها كاءنات فبل البشر الحاليين!ان الخلل ليس في حقائق الأحداث وأنما في مدى استيعاب العقل البشري وتصوره ولعل اليوم الذي يبدأ الأنسان فيه بفصل الوهم الذي احدثته الأديان والتي قيدت قبوله للحقائق التي تشهد عليها الأثار الواضحة وخوفه من العقاب اذا تجرأ على الأجتهاد!علينا ان نكون اقوياء لقبول الحقيقةوان كلا من الأنسان غادر كوكب الأرض كما استقبل زوارا من خارجها!ولو دققنا في معلومات الكتب السماوية لوجدنا كل هذه الحقائق والتي تم افساد العديد من نصوصها تبعا لأهواء غالبيةالأشخاص ال1ين استغلوا الدين ليستولوا على الشعوب والأموال واستعباد الناس ,
ان مسألة الاديان ليست بهذا النحو من البساطة , وهي لا تقوم على اساس دعاوى بسيطة , بل ان الاديان السماوية قامت على اساس الادلة التي جاء بها الانبياء والرسل لزمانهم , وكذلك اخبارهم عن تنبؤات مستقبلية تحقق الكثير منها , ولازال بعضها يسير باتجاه التحقق ,كما ان الاديان السماوية محصنة بشبكة من الاطر الفلسفية الراقية , والتي ثبت - حتى الآن - صعوبة دفعها او تفنيدها . ثم ان مسألة وجود عوالم اخرى حقيقة نبهت لها الاديان كثيرا , فعن الامام الصادق عليه السلام ما مضمونه ( لله الف الف آدم في الف الف عالم ) , وكما هو واضح ان الاديان لا تعاني مشكلة في وجود عوالم اخرى . اما من ناحية الاستيلاء على اموال الناس واستغلالهم فهي قضية ابعد ما تكون عن الاديان , لعدة ادلة منها حياة الزهد والخشونة التي عاشها الانبياء والعلماء , وكذلك مجموعة القوانين الرائعة التي نظمتها الاديان لتقسيم الثروة , ولكن الاستغلال الواضح والجلي لثروات الامم وابنائها هو ما نشهده منذ قرنين وبصورة يومية على يد الماكنة الغربية المادية اللادينية !

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الموسوعة المعلوماتية عن مدينة الناصرية .. مهد الحضارة ومنطلق الابداع

عين سورون ( عين الرب )