المشاركات

مقتدى الصدر .. لا وعي الصنم

  تقليد السيد الشهيد الصدر الابتدائي صار ممنوعاً الحديث فيه , هكذا امرهم ( السيد القائد ) من على منبر الوعظ والإرشاد , وهم لم يبادروا ان يسألوه كيف يكون ممنوعاً اليوم وقد كان بالأمس باباً لدخول صرح ( المقتدى ) ؟! , فهذه المجموعة من العمائم لم تكن في غالبيتها العظمى ( صدرية ) يوماً , لكنها جاءت من اصقاع الدنيا  باحثة عن حاجة في نفسها , وقد كانوا في اغلبهم من اتباع المدرسة السيستانية الكلاسيكية , حتى انهم لا يعرفون شيئاً عن طلبة الشهيد الصدر , غير انّ بعضهم كره انه لم يكن الى جانب الصدر الاب فاراد ان ينصر الابن , وبعضهم شاء ان يكون شيئاً خارج ( الضوابط ) , والبعض الآخر رغب بالدنيا في بلد متدين فاختار عمامة لا تدري الشمال من الجنوب في فقه الصادق . جمع اولاء مشروع لاعادة التأهيل ( الصدري ) تحت اسم ( الزهراء ) , لكن من اين لفاقد الشيء ان يعطيه , فكان ان خرج عن هذا المشروع ( بقايا انسان ) يريد ان يقيم ( دولة الانسان ) بمخالب ( وحش ) . حسب البعض ان قول مقتدى لانصاره من على منبر الجمعة بأنهم ( جهلة .. جهلة .. جهلة ) سيحدث ردة فعل قاسية , لكنّ هؤلاء المساكين كانوا مصابين في نفوسهم بداء الانكسار

احتضار الكاريزما في بانثيون الآلهة الجديدة .. اصنام العراق الشابة

الشخصية الرمز هي التي شكّلت ملامح الوجه القيادي في الواقع العراقي ، سياسياً ودينياً وثقافياً ، بل حتى على المستوى الاقتصادي كانت هناك رمزية ال بنيّة في فترة ما ، كدلالة على تشكّلية اقتصادية تقوم على رمزية الفرد والاسرة . كانت تتناثر الصور والأسماء كتناثر قطر الماء في الصحراء ، فتشعر لرؤيتها القلوب المتصحرة بشيء من الانتعاش الوجودي والامل .رمزية الحزب كانت مثالاً طريفاً يعكس ثقافة التَّشكُّل الفنتازي للوعي العراقي ، اذ بدل ان يصير الحزب آلية في وجه رمز يعيش الفردية بنرجسية عروبية صار هو ذاته رمزاً مقدساً تصعب تلبية حاجاته ورغباته التي تتكثف على شكل رؤية أمرية.اليوم ، في عراق الفسيفساء ، لم يعد للرمز من وجود حقيقي ، حيث انكسرت آنية الوعي الاخيرة التي سمحت للبعض بالتحدث والاستعراض ، وانسحقت رمزية الجماعة تحت وطأة نهوض من نوع اخر ، انه الانطلاق العجائبي للصنم ، اذ نعيش في عهد الثورة الصناعية الصنمية. المجلس الأعلى .. صنمية ابناء انليللم يكن صدر الدين القبانچي ليتصور انّ تأثير الحركة الفلكية للشيطان الاكبر على المدار الحكيمي للمجلس الأعلى سيعمل على دفع الأقمار الغريبة خارج المدار ، ولم يكن

المثل الحقّ .. تفسير الموقف السياسي للسيد السيستاني

صورة
( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، هذه الآية من القران الكريم كانت دستور القيادة الربانية لدى الشيعة المحمدية الامامية طيلة الفترة الزمنية التي كان للإمام المعصوم من ال محمد عليهم السلام وجود ظاهريّ فيها . حيث يكون ( الامام ) قائداً دينياً ودنيوياً ، بالجعل الالهي ، وليس للأمة الّا الطاعة والتولّي ، ولا يمكن أنْ يجعل الله هذا المقام لظالم أبدا. فَلَمَّا غاب المعصوم الرابع عشر - بظلم الناس - انتقل الامامية الى القيادة المرجعية النائبة ، حيث يختارون للدين والدنيا - انبسطت اليد ام لم تنبسط - من هو صائن لدينه من الفقهاء ، طائع لامر مولاه الحقّ ، مجانب لهواه. حَتَّى طال العهد واشتدّ الظلم على الناس ، كما صار لهذا المقام عظيمَ شأنٍ ، واحتاج الى بعض عونه الظلمة ، انعزل قوم ، وسعى اليه - زوراً - اخرون . وبين تلك وتلك غلب عليه - بعد النطق - الصمت ، وعلته - بعد الربانية - الشأنية ، فصار بعض شخوصه سائراً في العموم ، لا مُسيّراً لهم ، او مهذّباً لسيرهم في أقل

السوط البكتيري وقَبْليات العلم الإلحادية

صورة
السوط البكتيري وقَبْليات العلم الإلحادية التعقيدات غير القابلة للاختزال هي تلك الأعضاء في جسم الكائن الحي التي إن فُقدَ جزء منها لن تتمكن من العمل مطلقاً ، وبالتالي هي امّا أنْ تكون وُجدت كما هي وامّا لن توجد مطلقاً . وهي احدى حقائق نظرية التصميم الذكي - التي ترى انّ هناك تركيبات حية دقيقة وهندسية لا يُحتمل تشكّلها بالصدفة او الانتخاب الطبيعي غير العاقل - والتي استشهد بها البروفيسور ( مايكل بيهي = استاذ الكيمياء الحيوية ) في إطار قضية مدرسة دوفر في المحكمة الفيدرالية في ولاية بنسلفانيا الامريكية في سبتمبر ٢٠٠٥ ، والتي قررت أنْ تمنع تدريس هذه النظرية كبديل علمي عن نظرية التطور لداروين - التي تفترض ان الكائنات الحية جاءت عن سلف بدائي مشترك بالصدفة وبطريقة عشوائية - والمفروضة بقوة القانون العلماني المتشدد في الولايات المتحدة . قد يعتقد البعض ان المبدأ الدستوري الامريكي القاضي بفصل الدولة عن الكنيسة هو الذي يمنع من تدريس نظريات تنتهي الى وجود مصمم ذكي للكون ، لكنّ الحقيقة انّ القَبْليات الدينية هي الحاكمة على القوانين الأكاديمية والمنهجية البحثية في الغرب عموماً ، باعتبار ان القائمين على ا

الهجرة بقرائتين

علي الابراهيمي المدخلات الثلاثة التي تحدد زاوية النظر لموضوع الهجرة هي العقيدة و التجربة التاريخية واستشراف المستقبل ، فاذا كان الانسان ينطلق من معطيات مادية بحتة سيرى في الهجرة نوعاً من الخلاص الانساني ، وينظر لتناولها عقائدياً أمراً عبثياً لا طائل منه . لكنّه اذا نظر من زاوية الارتباط بالله او الوطن سيجد جوانب اخرى تمنع القبول بها بهذه الصورة المطلقة . لذلك ربما يتحدث الفقيه والقائد الديني عند تناوله لهذه الظاهرة وهو ينظر للمسلم بالتوصيف الذي ينطبق على صاحب العقيدة الحقّة كصحابة رسول الله المجاهدين في تحملهم لثقل الظرف الذي يحيط بمشروع الوطن الاسلامي . والفقيه اذا كان غير قادر على اجبار احد على ان يكون بهذا التوصيف كذلك هو غير مجبر ان يتجاوز خطوط العقيدة . فيما ينظر الانسان المادي للهجرة بدنيوية محضة ، لكنها دنيوية ساذجة غير دقيقة الحسابات ، تستجيب فقط للعقل الجمعي المُغيَّب تحت وطأة الحاجة الشهوانية او النفسية ، والتي سرعان ما تواجه الواقع الاذلالي الذي يسحق كرامة الانسان الباحث عن الراحة في ارض الغير ، وذلك الغير له مصالحه وقوانينه وحاجاته وسلبياته ، فتبدأ رحلة الغربة بالاحتيال وال

نينوى ٣ .. يا حجة الله

نينوى ٣ .. يا حجة الله يا حُجّةَ اللَّهِ إنَّ القومَ قَدْ ضَرَبوا ... هلْ اُكْملُ القولَ أَمْ هلْ اُكْملُ ألامَلَا ؟ فاسْتَعْصَمَ الستْرُ مِنْ ذاتِ الحِجابِ وَقَدْ صاحتْ وما مِنْ عَلِيٍّ ها هنا نَزَلا واسْتحسبَ الخِدْرُ أنَّ الحُوْرَ قَدْ بَرَزَتْ للشامتينَ وهذا اليومُ ما عَدَلا واسْتَعظمَ الحقُّ آياتٍ له هُتِكَتْ في الْعَالَمِينَ كأنَّ العَدْلَ قَدْ رَحَلا فاسْتوْزرَ الجَوْرُ مِنْ آلِ الخَنَا رجُلاً يعدو على حرمةِ الإسلامِ مُذْ وَصَلا واسْتوحشَ الليلَ هذا الليل ساكنُهُ مِنْ شدّةِ النارِ حَتَّى الجَمْر ما احْتَمَلا يا حُجّةَ اللَّهِ ما حالُ التي نَظَرتْ نحوَ الخِيامِ وعَيْنٌ تَرْقبُ المَثَلا يا حجّةَ اللَّهِ إنَّ القومَ قَدْ حرقوا تلكَ الخِيامَ فَنَجْمُ اللَّهِ قَدْ أَفَلَا ما داست الخيلُ أعْتابَ الحِمى وعَدَتْ خَلْفَ العَقيلةِ لَو ما داست البَطَلا فاسْتَصرخَ الرأسُ أطْنابَ السَّمَا ودعا أنْ يبْرأَ الجرْحُ ، لكنْ لَيْتهُ أَدَلا قَدْ راحَ خِدْرُ الهدى في ليلِ عاشرِهِ مُذْ سيْفُ آلِ الخنا ذَا الرأْسَ قَدْ بَتَلا ذَا قالعُ الشَوْكِ إِذْ يحمي حرائرَهُ إِنْ جائت الخيلُ ثمَّ المَغْربُ اجْتَد

نينوى ٢

نينوى .. هذا الحسينُ وداعي الموتِ يسألُهُ أينَ المقامُ .. بأرضٍ كلُّها سَفَرُ إِذْ جالت العَيْنُ في أرضِ البلا طَلَباً حَتَّى تلاقتْ على أوداجِهِ الصوَرُ واسْتَعْفَت اللهَ من هذا المصابِ تقىً تلك الرمالُ وحُزْناً اُفْجِعَ الحَجَرُ واهْتَزّت الريحُ في جَنْبِ الفراتِ شجىً حَتَّى أهابَ عليها العَصْفُ و السَدَرُ واحْتارَ حَتَّى الحَصى مِنْ فَرْطِ صَدْمَتِهِ فاخْتارَ لونَ الجَوَى إِذْ هزَّهُ القَدَرُ يا تلكمُ العَيْن ما أبْقتْ لذي بَصَرٍ حينَ اسْتدارتْ سوى ما هابَهُ البَصَرُ ترنو إلى اللَّهِ في شَوْقٍ وتُخْبرُهُ انَّ السراةَ لوادي العِشْقِ قَدْ نَفَروا فعادَ افْقُ الضِيَا بالنورِ مُرْتَضياً هذي الوجوهَ قرابيناً بما صبروا فازدانت الشمسُ مُذْ صدَّ الحسينُ لها واستحْضَرَ النورُ فَيْضَ النورِ مُذْ حَضَروا قَدْ سالَ دمْعٌ لَهُ في كربلا فَتَلا مِنْ آيةِ الحَقِّ أنَّ الحقَّ لا يَذَرُ واسْتَودعَ اللهَ أطفالاً له فُجعوا بالراحلينَ وما يدرونَ ما السَفَرُ لكنّما العَيْنُ ما لاحَ الخَيالُ لها مِنْ زينب الطُهْرِ إلاّ وانْحَنى النَظَرُ إِذْ قَالَ أُخْتاهُ قَدْ حانَ الفراقُ وما مِنْ مَظْهرِ الحُبِّ الّا د