المشاركات

العراق مدرسة الولاية

صورة
عليّ حين اختار العراق معقلاً للرسالة المحمدية كان يعمل بما يمليه النور الإلهي وما تقتضيه السنن التاريخية , ولم تكن البلدان الأخرى لتدرك معنىً للولاية العلوية , سوى كرسي الخلافة الملكية المحضة . فالعراق كان وحده مؤهلاً لاستيعاب تلك الأفكار الكبرى من ( الولاية التكوينية ) و ( الامامة ) , و ( وحدة نسيج الكون ) , و ( انّ الاعمال تحدث في الكون حدثا ) , ومن ثمّ هم – العراقيين – وحدهم القادرون على تجلية مقام ( التضحية ) . بذلت ايران الإسلامية جهوداً جبارة في خدمة العقيدة ونشر اسلام علي النقي , لكنها عاشت في حدود افترضها التاريخ والتكوين النفسي , حتى جاء اليوم الذي ازيح فيه طاغوت البعث عن صدر العراق , لتتفجر المدرسة العلوية علماً ونورا , ربما اقلقا العالم , لكنهما بداية الحقيقة والإصلاح . ( لقد طوّر السومريون خلال الألف الثالث قبل الميلاد افكاراً دينية ومفاهيم روحية تركت في العالم الحديث أثراً لا يمكن محوه ، وخاصة ما منها عن طريق الديانات اليهودية والمسيحية والإسلام . فعلى المستوى العقلي استنبط المفكرون والحكماء السومريون ، كنتيجة لتأملاتهم في اصل وطبيعة الكون وطريقة عمله ، نظرية كونية واُخر

مدخل في فلسفة التاريخ ( الهكسوس )

صورة
عرفهم المصريون باسم ( منيوساتي ) اي رعاة اسيا ، وكذلك باسم ( شاسو ) اي البدو ، ويبدو انّ الاسمين كانا يخضعان للطريقة التي يريدون من خلالها توصيفهم . فيما سمَّاهم اليونانيون ( الهكسوس ) اي الملوك الرعاة ، وبين الاسمين يبدو الفرق واضحا ، حيث تخضع التسميات للاسقاطات النفسية . انّ الهكسوس - الذين اطلق عليهم العرب اسم العمالقة - كانوا خليطاً من العموريين ( الأموريين ) والكنعانيين ، وكانوا على الأرجح تحالفاً عسكرياً ، تربط بين شعبيه الأواصر العراقية الأصل ، لكنهما كانا ربما يختلفان في العقيدة ، ففي حين كان العموريون موحدين كان الكنعانيون - حسب بعض المصادر - يتخذون آلهة . وكما هو واضح من آثارهم كان العموريون يعبدون ( ايل ) ، الذي فهمه الباحثون الغربيون - كعادة فهمهم القائم على فكرة مسبقة - على انه اله ( صنمي ) ، فيما هو لم يكن سوى لفظ قديم للاله الواحد ( الله ) . ولا نحتاج في إثبات ذلك الى جهد وعناء كثير ، حيث لازالت الأسماء الواردة في النصوص الإبراهيمية تحمل - الحاقاً - هذه المفردة ، في اسماء مثل ( اسرائيل ) و( ميكائيل ) و( عزرائيل ) و ( إسرافيل ) و ( جبرائيل ) ، الذين هم من خلق الله الصالحي

الكوسمولوجيا السومرية والترسبات السوسيولوجيّة لدى كريمر :

صورة
الكوسمولوجيا السومرية والترسبات السوسيولوجيّة لدى كريمر : انّ كتاب ( السومريون ) كبير من حيث المادة ، ومتنوع من حيث المواضيع ، لذلك ارتأيت - لأنني في إطار بيان المعتقدات - تناول الفصلين الرابع والخامس منه ، الخاصين بالديانة والأدب . وقد ابتدأ كريمر اول قصيدته كفراً ، حيث افترض مسبقاً انّ النظريتين ( الكونية ) و ( اللاهوتية ) ليستا سوى استنباط فكري من قبل العقل البشري السومري . وهو - رغم اعجابه الواضح واعترافه باشتراك هذه النظريات مع عقائد الأديان الإبراهيمية - الّا انه يرى أصلهما ناشئاً عن تأملات السومريين للطبيعة والكون وطريقة عملهما . فيقول : ( لقد طوّر السومريون خلال الألف الثالث قبل الميلاد افكاراً دينية ومفاهيم روحية تركت في العالم الحديث أثراً لا يمكن محوه ، وخاصة ما منها عن طريق الديانات اليهودية والمسيحية والإسلام . فعلى المستوى العقلي استنبط المفكرون والحكماء السومريون ، كنتيجة لتأملاتهم في اصل وطبيعة الكون وطريقة عمله ، نظرية كونية واُخرى لاهوتية كانتا تنطويان على ايمان راسخ قوي بحيث أنهما اصبحتا العقيدة والمبدأ الاساسيين في اغلب أقطار الشرق الأدنى القديم ) . انّ عبارة ( ...