المشاركات

الهجرة بقرائتين

علي الابراهيمي المدخلات الثلاثة التي تحدد زاوية النظر لموضوع الهجرة هي العقيدة و التجربة التاريخية واستشراف المستقبل ، فاذا كان الانسان ينطلق من معطيات مادية بحتة سيرى في الهجرة نوعاً من الخلاص الانساني ، وينظر لتناولها عقائدياً أمراً عبثياً لا طائل منه . لكنّه اذا نظر من زاوية الارتباط بالله او الوطن سيجد جوانب اخرى تمنع القبول بها بهذه الصورة المطلقة . لذلك ربما يتحدث الفقيه والقائد الديني عند تناوله لهذه الظاهرة وهو ينظر للمسلم بالتوصيف الذي ينطبق على صاحب العقيدة الحقّة كصحابة رسول الله المجاهدين في تحملهم لثقل الظرف الذي يحيط بمشروع الوطن الاسلامي . والفقيه اذا كان غير قادر على اجبار احد على ان يكون بهذا التوصيف كذلك هو غير مجبر ان يتجاوز خطوط العقيدة . فيما ينظر الانسان المادي للهجرة بدنيوية محضة ، لكنها دنيوية ساذجة غير دقيقة الحسابات ، تستجيب فقط للعقل الجمعي المُغيَّب تحت وطأة الحاجة الشهوانية او النفسية ، والتي سرعان ما تواجه الواقع الاذلالي الذي يسحق كرامة الانسان الباحث عن الراحة في ارض الغير ، وذلك الغير له مصالحه وقوانينه وحاجاته وسلبياته ، فتبدأ رحلة الغربة بالاحتيال وال