المشاركات

نينوى ٢

نينوى .. هذا الحسينُ وداعي الموتِ يسألُهُ أينَ المقامُ .. بأرضٍ كلُّها سَفَرُ إِذْ جالت العَيْنُ في أرضِ البلا طَلَباً حَتَّى تلاقتْ على أوداجِهِ الصوَرُ واسْتَعْفَت اللهَ من هذا المصابِ تقىً تلك الرمالُ وحُزْناً اُفْجِعَ الحَجَرُ واهْتَزّت الريحُ في جَنْبِ الفراتِ شجىً حَتَّى أهابَ عليها العَصْفُ و السَدَرُ واحْتارَ حَتَّى الحَصى مِنْ فَرْطِ صَدْمَتِهِ فاخْتارَ لونَ الجَوَى إِذْ هزَّهُ القَدَرُ يا تلكمُ العَيْن ما أبْقتْ لذي بَصَرٍ حينَ اسْتدارتْ سوى ما هابَهُ البَصَرُ ترنو إلى اللَّهِ في شَوْقٍ وتُخْبرُهُ انَّ السراةَ لوادي العِشْقِ قَدْ نَفَروا فعادَ افْقُ الضِيَا بالنورِ مُرْتَضياً هذي الوجوهَ قرابيناً بما صبروا فازدانت الشمسُ مُذْ صدَّ الحسينُ لها واستحْضَرَ النورُ فَيْضَ النورِ مُذْ حَضَروا قَدْ سالَ دمْعٌ لَهُ في كربلا فَتَلا مِنْ آيةِ الحَقِّ أنَّ الحقَّ لا يَذَرُ واسْتَودعَ اللهَ أطفالاً له فُجعوا بالراحلينَ وما يدرونَ ما السَفَرُ لكنّما العَيْنُ ما لاحَ الخَيالُ لها مِنْ زينب الطُهْرِ إلاّ وانْحَنى النَظَرُ إِذْ قَالَ أُخْتاهُ قَدْ حانَ الفراقُ وما مِنْ مَظْهرِ الحُبِّ الّا د

نينوى ١

صورة
نينوى .. فَأَنَّى يَكُونُ الدجى في الضحى ! وهذي الخيولُ كفَيْضِ السيولْ .. فيَجْترُّها ليلُها كمَضْغِ الظلامِ لأبْصارِها وتأتي الرجالُ .. بآثامِها تلوكُ الرمالَ ..  ترومُ الوصولَ ولا مِنْ وصولْ ... أتاها الاميرُ .. بأنوارِهِ يخطُّ السحابَ فتزجي سحاباً ثقالاً .. يردُّ الشبابَ مَردَّ العَجولْ ... وتلكَ الشموسُ التي في الفلاةْ بأنوارِها .. تحزُّ الرقابَ رقابَ الخُطاةْ وتغدو العَبا كالكِساءْ فيُغضي الزمانُ إليها حياءْ فما بالُها النسوة الصابراتْ عَشِقْنَ العزيزَ .. فقطَّعْنَ عُمْراً من الطَّيِّبَاتْ وتلكَ الرحولُ تحثُّ الخُطى .. لنَحْرِ الحسينِ .. لعلَّ اللقاءَ .. سيعني النزولْ ... وتلكَ البدورُ  التي يُستطابُ المسيرُ على ضوئِها .. في الظلامْ وكَفُّ الكَفيلِ .. كوجهِ الصباحِ الى زينبٍ .. تَمدُّ الرضا والسلامْ ... وهذا الاميرُ الصغيرْ على ثَغْرِهِ .. كلامُ الرسولْ يقودُ المنايا الى نَحْرِهِ وفجرُ البتولِ على وجهِهِ تُهيلُ الدموعَ .. وَمِن خَلْفِها جناحُ المَلاكِ .. يرومُ الوصولْ ... وعَيْنُ الغَرِيِّ إلى نينوى في انحناءِ الزمانِ .. طَوَتْ ما انحنى مِنْ مكانْ ... وهذي الرجالُ التي تستثيرُ ال

طواني العشق

صورة
طواني العشق ولا تَغْضَبْ وعُدْ كَرَما ودَعْ يا مُهْجَتي البَرَما فمِثْلي عائدٌ .. نَدَما أَلَا تؤويهِ في الحَرَمِ أنِرْ كالشمسِ إِذْ ظَهَرَتْ يَغيبُ الليلُ ما نَظَرَتْ ونيرانُ الضِيا شَجَرَتْ بِجَذْرِ النَفْسِ في القِدَمِ وهلْ كلّي سوى أثَرِ لفَيْضِ الحبِّ في النَّظَرِ كحالِ الضوءِ و القَمَرِ فَأَنَّى نَظْرةُ البَرَمِ .. غريبٌ بينَ مَنْ جَلَسوا وما قالوا وما هَمَسوا وما أُذْنٌ لِمَا دَرَسوا صَغَتْ أَوْ دارَ من كَلِمِ أراكَ النورَ قَدْ سَطَعَا فما يُبْقي وَقَدْ جَمَعَا شتاتَ العَيْنِ فاشْتَرَعا لَهُ دَرْباً  ..  بلا ظُلَمِ أنا موجُ الهوى سُفُني وذيْ ذكراكَ تقتلني متى بالودِّ تذكرني وذي من أنْعمِ النِعَمِ أجبني مَنْ أكونُ أنا أجِبْ مَنْ ضَيَّعَ الوطَنا أنا المفقودُ فيكَ هنا فجِدْني في ضَياعِ عَمِي أنِرْ في خاطري الطُرُقا أمَا للسائرينَ لِقا .. أجِبْ بالفَيْضِ مَنْ وَثقَا ولا تَفْضَحهُ في الأُممِ ألا تؤويهِ .. مَنْ ثُكِلا وبينَ النَّاسِ قَدْ سُئِلا حبيبُ القَلْبِ هلْ رَحَلا وما يُمضي الجوابَ فَمَي وَمَنْ منّا إذاً بَعُدا وهلْ يبقى الفراقُ غَدَا