المشاركات

السينما الإيرانية .. رحلة في دروب العشق

صورة
السينما لم تكن مجال اختصاصي يوماً ، لكنني كنتُ اتابع إنتاجها بشغف ، ومن مختلف المدارس العالمية ، حتى انني صرتُ في مرحلة ما اقرأ ما خلف المشهد السينمائي ، من ايدولوجيا موجهة ، وهي كثيرة ومركّزة ، حيث أضحت السينما الطريق الأقصر والأعمق للتأثير في العقل الجمعي وصناعة المجتمعات الجديدة . وَقَدْ كنتُ اقرأ المنتج السينمائي في تلك الفترة بعين المرحلة المعرفية التي كنتُ اعيشها ، غير انّ التطور المعرفي جعلني أعيد القراءة كثيراً لأكتشف انّ لصناعة السينما ابعاداً كثيرة . ففيلم مثل ( الافاتار = Avatar ) الذي أنتجته هوليوود واحداً من أفلام الخيال العلمي ويتحدث عن المواجهة مع مخلوقات بدائية في كوكب اخر ، ويقوم فيه بعض العلماء من البشر بالتجسد - عبر استخدام العلم - بشكل تلك المخلوقات لدراستها ، كنتُ أحسبه فيلماً غاية إنتاجه تقتصر على اعادة تحديث التبريرات الغربية لاحتلال القارتين الامريكيتين وابادة الملايين من الشعوب الأصلية هناك ، اذ هذا ما يوحي به الفيلم للوهلة الاولى عند الربط بين المشهدين في العقل الباطن ، لكنّ اطلاعي على المعنى العربي لكلمة ( Avatar ) وهو ( تجسّد الآلهة ) جعلني أعيد قراءة أهداف

صراع الثقافتين

صورة
صراع الثقافتين الازدواجية والنفاق هما الصفتان اللتان ألصقتهما بنحو ما مؤلفات أستاذ علم الاجتماع ( علي الوردي ) بالشعب العراقي ، كخصائص متجذّرة ، او كعوارض مكتسبة . وقد يكون علي الوردي احد مصاديق وصفه هذا ، فهو عراقي في النهاية ، كما هي المؤسسة البحثية التي ينتمي لها الوردي أيضاً قد تكون مصابة بذات الداء . ولاعتبارات اجتماعية او دينية - تتعلق بانتمائي ورغبتي في إصلاح محيطي - كنتُ احاول قراءة وجود هذه الصفات في المجتمع الشيعي في العراق بصورة عامة ، او المجتمع الجنوبي بصورة خاصة ، بغضّ النظر عن مدى تجذّرها في غيرهم ، داخل العراق او خارجه . فأجد توصيف الوردي له اثر في الواقع ، وتلك التركيبة التي ذكر ملامحها هي في كثير من الأحيان من تتصدر المشهد ، في مجتمع يُفترض انه الأنقى عالميا ، والأكثر قدرة على التحليل والتشخيص . فالعجب كيف ينتقل الناس بصورة زعيم ديني - كالسيد السيستاني - من كونه احد اهم الأسباب المؤدية لصعود قيادات منحرفة داخل الوسط الشيعي ، وتغلغل عصابات الفساد داخل الكيانات العامة التي ترتبط بمصالح من يمثلهم من شيعة ال البيت ، وتزايد نفوذ العلمانيين الملتحين ، وانتشار مظاهر المجون و

المجزرة الكبرى .. حرق سومر

صورة
    الانهيار الأخير للدولة العراقية ليس من الغريب ان يشترك في صنعه الأكراد ، فهم اصحاب مشروع انفصال ، يستلزم بالضرورة هدم واضعاف الدولة العراقية ، لذلك كان إيوائهم للشخصيات الإرهابية المطلوبة للقضاء الاتحادي أمرا متوقعا  .  وليس غريبا كذلك ان يشترك فيه السنة العرب غالبا لافتقادهم الدائم الى مشروع بنيوي ، وارتباط ساستهم وكبار مشايخهم بالأجنبي ومشاريعه ، وتكوينهم البدوي المتصف بالانتهازية والتهام الذات عند الانكسار ، وكلّنا نعرف كيف سلّمتهم بريطانيا الحكم بعد ١٩٢٠ ، وكيف خان اغلبهم الحكومة العثمانية المساندة لهم تاريخيا  . ومن الطبيعي ان تساهم أمريكا في هذا الانهيار باعتبارها صاحبة المشروع الشيطاني لتقسيم العراق وإطفاء نوره  . لكن من السذاجة ان نقتصر في تصوراتنا على ان غاية المشروع الامريكي هي تقسيم العراق وحسب ، فليس مشكلة أمريكا والغرب قطعة من الارض ، بل مشكلتها في شعب عميق في الحضارة وله عقل كبير ينتمي لرسول الله وعلي  .  لذلك تسعى أمريكا الى مشروع اهم ، يسير مع مشروع التقسيم ، يتمثّل في كسر الشخصية العراقية الشيعية ، ثقافيا ودينيا واقتصاديا وسياسيا  . ان مراحل ذلك المشروع التغييري ال