المشاركات

الحسين بن علي 10

  الثورة الحسينية وتأثيرها الصادم في الامة وبعد نجاح الدم الحسيني في تحريك عاطفة الناس باتجاه اهل البيت , وقدرة الامام السجاد على إعادة توجيه البوصلة الأخلاقية للامة , استطاع الامام محمد بن علي الباقر ان يبقر العلم ويخرج ما خفي منه للناس بعد ان عرفوا معدن اهل البيت وادركوا حاجتهم اليهم وبعد اندراس المدارس على يد بني امية بالقتل والتهجير . فراح يؤسس للعلوم الاسلامية بعد ان اراد دعاة بني امية مسحها , وحضرت بين يديه مختلف الشخصيات العلمية والفقهية في الامة , فقد نقلوا عن الحكم بن عتيبة [1]  انه كان بين يدي الباقر كأنه صبي بين يدي معلمه . وممن روى عنه من فقهاء العامة كيسان السختياني الصوفي وابن المبارك والزهري والاوزاعي وأبو حنيفة ومالك والشافعي وزياد بن المنذر النهدي . وصار يحتج على الخوارج - الذين قصدوه مناظرين بزعامة عبد الله بن نافع بن الأزرق - في علي بن ابي طالب بمحضر ابناء المهاجرين والانصار ليعيد ترتيب الأوراق العقائدية من خلال تنشيط ذاكرة الأنصار الروائية . وقد بلغ من شياع علمه ان قصده المسلمون من بقاع الأرض , مثل اهل خراسان . وكان يعيد ترتيب الأوراق الذهنية للفقهاء الكبار مثل قتاد

تاريخ الإسلام – قراءة جديدة – شيعة علي – بنو هاشم والانصار

صورة
        بنو هاشم     وبنو هاشم من أفاضل الشيعة . وقد انتشروا في العالم كله . ومنهم جعفر بن ابي طالب ، يقول ابن كثير ( أسلم جعفر قديما وهاجر إلى الحبشة، وكانت له هناك مواقف مشهورة ومقامات محمودة، وأجوبة سديدة، وأحوال رشيدة، وقد قدمنا ذلك في هجرة الحبشة، ولله الحمد. وقد قدم على رسول الله يوم خيبر، فقال عليه الصلاة والسلام: «ما أدري أنا بأيهما أسر بقدوم جعفر أم بفتح خيبر» وقام إليه واعتنقه وقبل بين عينيه ، وقال له يوم خرجوا من عمرة القضية: «أشبهت خلقي وخلقي» فيقال: إنه حجل عند ذلك فرحا كما تقدم في موضعه، ولله الحمد والمنة. ولما بعثه إلى مؤتة جعل في الإمرة مصليا - أي: نائبا - لزيد بن حارثة، ولما قتل وجدوا فيه بضعا وتسعين ما بين ضربة بسيف، وطعنة برمح، ورمية بسهم، وهو في ذلك كله مقبل غير مدبر، وكانت قد طعنت يده اليمنى، ثم اليسرى وهو ممسك للواء، فلما فقدهما احتضنه حتى قتل، وهو كذلك ) [1]  . ومن عظمة بني هاشم في الدعوة الى الإسلام ان جعفر بن ابي طالب هو الوحيد الذي استطاع إقناع ملك غير عربي بالإسلام ، وهو النجاشي ملك الحبشة [2]  . ومع تفضيل ابي هُريرة لجعفر على سائر المسلمين بعد رسول الله ، ور

بين العنصرية والعبودية خلط الأوراق

العنصرية : ( هو تفضيل شخص على شخص و عدم المساواة بينهما من حيث الدين، اللغة، الجنس و اللون ) . العبودية : ( إستعباد الإنسان لأخيه الإنسان ) . هناك فرق كبير بين المصطلحين ، وتم خلطهما إعلامياً لسد عورة العنصرية ، مثلما تم خلط مفهومي الاحتلال والاستعمار . فالعبودية في الأزمان القديمة كان يخضع لها البيض لأسباب اقتصادية حين يدينون بمبالغ مالية كبيرة لجهة ولا يستطيعون السداد فيقدمون الجهد العضلي بديلاً عنها . او لأسباب عسكرية حين تنتصر قوة ما على فئة ما ويتم أسر الكثير من أفرادها ولا تريد القوة المنتصرة الإنفاق عليهم دون مقابل فيتم استخدامهم . اما العنصرية فتنشأ بناءً على رؤية طائفة او جماعة ما تفوقها على جماعة أخرى على اساس اللون او العرق أو الدين أو غيرها . فتستبيح تلك الجماعة التي تصنفها على انها أدنى . وقد تفشت بعد قيام الشعوب الأوروبية بالانتشار العسكري ، حيث ابادت نحو مليار إنسان في الأمريكيتين وسلبت أرضهم ، وجاءت بملايين الأفارقة كعبيد لتستخدمهم في تلك الأراضي المسلوبة . ولم تكتف بذلك بل قامت بالتمييز الاجتماعي ضدهم تماشياً مع نظرياتها واعتقاداتها . ولهذا لا تزال القيادات والجامعات ا

تاريخ الإسلام – قراءة جديدة – شيعة علي

    وهم القسم الخاص من الامة الإسلامية ، يكاد يجمعهم – لا سيما لاحقا – اصل مشترك ، انهم في الغالب ورثة الامة الآرامية ، او المتأثرون بها . وهي الامة التي فصلّنا شيئاً من احوالها ومسيرتها في بحث خاص ، وأنها خلاصة التاريخ السومري والحضارات الإبراهيمية . ولهم خصائص تكشفها مواقفهم النبيلة قبل الإسلام وبعده ، وعند الشدة وعند الرخاء ، فهم كانوا سادة قومهم او اجودهم او اتقاهم او أعلمهم ، وكذلك كان علي .  عن أبي قيس الأودي قال ( أدركت الناس وهم ثلاث طبقات أهل دين يحبون علياً وأهل دنيا يحبون معاوية  وخوارج ) [1]    . حين نزلت الرسالة الإسلامية ما عبد الله بشرعتها يومئذ الا محمد وعلي وخديجة ، علناً ، ولم يكن من رابع [2]  . وفي مجلس لأعيان بني هاشم من ال عبد المطلب ، فيهم أبو طالب والحمزة وأبو لهب ، قال النبي وهو يأخذ برقبة علي (   إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا  ) [3]  . وعن   ابن عباس   عن النبي قال  (  يا  علي  ، أنت سيد في الدنيا ، سيد في الآخرة ، حبيبك حبيبي  ، وحبيبي حبيب الله ، وعدوك عدوي ، وعدوي عدو الله ، والويل لمن أبغضك بعدي ) [4]  ، و عن ابن ابي الحديد عن رسول الله ق