المشاركات

علي وشيعته ١

علي وشيعته ١ وهم القسم الخاص من الامة الإسلامية ، يكاد يجمعهم – لا سيما لاحقا – اصل مشترك ، انهم في الغالب ورثة الامة الآرامية ، او المتاثرين بها . وهي الامة التي فصلّنا شيئاً من احوالها ومسيرتها سابقا ، وأنها خلاصة التاريخ السومري والحضارات الإبراهيمية . ولهم خصائص تكشفها مواقفهم النبيلة قبل الإسلام وبعده ، وعند الشدة وعند الرخاء ، فهم كانوا سادة قومهم او اجودهم او اتقاهم او أعلمهم ، وكذلك كان علي . عن أبي قيس الأودي قال ( أدركت الناس وهم ثلاث طبقات أهل دين يحبون عليا وأهل دنيا يحبون معاوية وخوارج )   . حين نزلت الرسالة الإسلامية ما عبد الله بشرعتها يومئذ الا محمد وعلي وخديجة ، علناً ، ولم يكن من رابع  . وفي مجلس لأعيان بني هاشم من ال عبد المطلب ، فيهم أبو طالب والحمزة وأبو لهب ، قال النبي وهو يأخذ برقبة علي (  إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا )  . وعن  ابن عباس  عن النبي قال  (  يا  علي  ، أنت سيد في الدنيا ، سيد في الآخرة ، حبيبك حبيبي  ، وحبيبي حبيب الله ، وعدوك عدوي ، وعدوي عدو الله ، والويل لمن أبغضك بعدي )  ، وعن ابن ابي الحديد عن رسول الله قا

رسالة الحشد الشعبي الإلهية

لم يكن في حساب الأمريكان ولا الخليجيين ولا الإيرانيين ولا الدواعش ما جرى من إنطلاق لظاهرة الحشد الشعبي . ولم تكن فتوى السيستاني الصحيحة تؤسس لهذه الظاهرة ، بل كانت دعوة للمواطنين للإلتحاق في صفوف القوات المسلحة العراقية القائمة حينها . ولو فعل المواطنون ذلك لكانت مسيرة نحو هلاك مؤكد ، في ظل الوضع المزري للقيادة السياسية والعسكرية قبل وبعد سقوط الموصل ، الذي اتسم بالفساد والصفقات السياسية وجبن الكثير من القيادات أو تواطؤها . لكنّ خطأ معتمد المرجعية في كربلاء في إيصاله لرسالتها من خلال منبر الجمعة ، في ظل ارتباكه بعد وصول داعش للنخيب عند مشارف كربلاء ، خلق فهماً آخر كان العراقيون ينتظرونه ، أنه مفهوم التضحية . فهبت العشائر العراقية الجنوبية التي تحمل روحاً علوية وموروثاً حسينياً لحماية البلاد والعباد من ذلك الشر المحدق ، ولأخذ ثارات أبنائها الشهداء . لقد فهم الناس - بالخطأ - ان هناك فتوى للجهاد ، فيما كانت الفتوى تقتضي التطوع ضمن قواطع الجيش القائم الذي انهكته الخيانة وفقد العشرات من أفراده ومراتبه . والدليل ان هذه الألوف من المتطوعين لم تجد من يستقبلها أو من يتابعها ، لا من الحكومة

توطين رواتب الموظفين في العراق .. خدعة فريدة

علي الإبراهيمي هي فعلاً خدعة يدفع ثمنها الموظف العراقي ، ولا يكسب من خلالها شيء . هذه هي الحقيقة . المنتفع الوحيد من هذه العملية هو المصرف فقط ، من خلال توفير السيولة المالية داخل خزائنه ، وتقليل حركة السحب ، لا سيما الكبيرة . لذلك تعمد المصارف العالمية لتحفيز المواطنين على اقتناء البطاقات الإلكترونية من خلال جملة من المزايا . لكن في العراق كانت العملية مركبة من مجموعة خدع : 1- استخدام مصطلح ( التوطين ) بحد ذاته خدعة كبيرة ، والمصطلح الصحيح هو ( خصخصة الراتب ) . لكنّ استخدام هذه الخدعة الإصطلاحية ليس جديداً وليس عراقيا ، فالبنك الفدرالي الأميركي ليس فيدرالياً وليس أميركيا بمعنى أنه تابع للأمة الأمريكية ، وإنما هو مصرف خاص ، تم خداع الناس به من خلال العنوان . 2 - حين أصدر مصرف الرافدين مقترح التوطين كتب مجموعة نقاط سوّقها كمميزات للتوطين ، تحت عنوان ( توطين الرواتب .. خدمات مالية فريدة تنتظر الموظفين في العراق ) ، وكان العنوان كاذباً اذ لم يرَ الموظف العراقي شيئاً من هذه الخدمات . 3 - تضمن مقترح مصرف الرافدين عشرة نقاط تحت عنوان ( بماذا يتمتع نظام توطين

حكومة الإصلاح لا حكمة لها مع إسرائيل

من كان يعرف مشاريع النائبة عن كتلة الاحرار في الدورة السابقة ( لمى الحلفي ) - التي ترى ان القرآن نزل في أيام الجاهلية وليس في زمن الفيسبوك - وفي ماذا تعاونت مع ( هناء أدور ) ، لن يجد صعوبة في فهم كيف تسير أوضاع كتلة سائرون التابعة للسيد مقتدى الصدر ، وأنها كتلة لا علاقة لها بالمبادئ الشيعية . لكن ان يصل الأمر إلى الاعتراف بالكيان الصهيوني من قبل ( محمد علي الحكيم ) وزير خارجية حكومة الإصلاح التي يشرف عليها مكتب السيد السيستاني ومكتب السيد مقتدى الصدر ومكاتب قادة الحشد وتجمعات العروبيين من أيتام القائد الضرورة هذا ما لم يكن بالحسبان ، وتعست الصفقة وقد قلّ الديّانون . وفيما يحاول ( إيدي كوهين )الناطق الإعلامي للوحش الصهيوني خداع العرب واستلاب عقولهم بتمجيد المجرم ( صدام حسين ) ، والادعاء انه كان عدواً للصهاينة ، لتميل قلوب العرب نحو هذا الطاغية ، وهو يعلم أن حزب الله أشدّ عليهم وأكثر ايماناً وثباتاً من ( صدّام ) ، لكنه يريد منهم حبّ ( صدام ) ، اذ لا يجتمع حبّ المقاومة مع حبّ صدام في قلب واحد . إلى الدرجة التي اتهم هذا الصهيوني الحكّام العرب بالعمالة لهم ضمنياً . فكيف تعترف حكو

عراق مستلب

عراق مستلب عندما صدر قانون الإصلاح الزراعي في العراق في 1958م - وصدر قبله قانون مماثل في مصر في عام 1952م - فرح البعض تعاطفاً مع كلمة ( إصلاح ) وكلمة ( زراعي ) ظناً منهم أنه في مصلحة الفقراء ، حيث سلبت الحكومة الأرض من كبار الفلاحين . والحقيقة ان حكومة 14 تموز أصدرت القانون في الشهر التاسع من عام 1958 م وهي قد تشكلت في الشهر السادس من نفس العام ! فكيف صاغت قانوناً بمثل هذا التعقيد وهذه الأهمية في شهرين ! . ولم ينتبه الناس إلى أن هذه ( الحكومة الثورية ) اخذت الأرض لتعطيها لقبائل كانت تدور في الصحراء ولا تملك أرضا ، ليصبح جنوب العراق الخصب أرضاً بورا ، فالفلاحين الصغار ما كانوا يستطيعون تمويل زراعة هذه الأراضي الكبيرة ، والحكومة كانت تركز جهودها في تثبيت وتمويل قبائل بعينها في مناطق أخرى . لقد قرأنا جميعاً في المدارس الحكومية عن ثورة 14 تموز في العراق وثورة الضباط الأحرار في مصر وثورة السلال في اليمن وكيف قضت هذه الثورات على التخلف الملكي في هذه البلدان . لكنّ الحقيقة أنها لم تكن سوى انقلابات قتلت هذه الدول وجعلتها في أسفل سلّم تطور البشرية . فلقد كانت الأنظمة ال