المشاركات

نينوى 4

صورة
وسارَ الحسينُ .. وكفُّ المنونِ يسيرْ على راحتيهِ سبيلُ النجاةِ ولم يفهموهُ .. فقولُ الحسينِ .. كوحيِ الإلهِ ، حديثٌ طهورْ .. يحفُّ الملاكُ طوالَ الطريقْ وما شاهدوهُ .. فعينُ الضلالِ كعينِ الغريقْ عليها الجحودُ وحالُ الفتورْ ... وقد خُضّبتْ زينبٌ بالجلالِ .. ونورِ الإلهْ فقدْ أعلنتْ من خباها .. قيامَ الحياةْ ... وسُرَّ الصغارْ أنَّ الشهيدَ الذي عاينوه أمامَ الظعون .. يخيطُ الدروبَ بخيطِ الفخارْ ... وكادَ الشعورُ بقلبِ الصبايا يلوحُ السماءْ تباشيرُ صبحٍ وآثارُ خوفٍ وأزهارُ موتٍ ووجهُ الحسينِ كوجهِ البقاءْ عظيمٌ ، مهيبٌ ، يبثُّ النقاءْ وتمضي صبايا الدلالِ بظعنِ الخلودْ ولاحَ السواد .. ينادي الجوادْ .. ويرنو النخيلُ لكفِّ الحسينْ فدارتْ عيونُ الحسينِ لكفِّ الكفيلْ أبو الفضلِ نهرٌ وفي الكفِّ جودْ ... وأضحى الفراتُ كما العاشقينَ يتوقُ اشتياقاً لوجهِ الحسينْ كتوقِ البتولِ للُقْيا عليٍّ .. وشوقِ النبيِّ لكفِّ الحسينْ ... وتغلي الرمالُ انتظارا فخطو الذبيحِ وكفُّ المنونِ يزيدُ اقتدارا وهذي النحورُ .. غدتْ من ضياها .. تريدُ السيوفَ .. وراحتْ تدور

باب حارة آوغسبورغ

صورة
المال السعودي حين يجتمع مع السياسة الامريكية والتخطيط اليهودي ينتج لابد كارثة فكرية او اجتماعية ما ، ولا شك ان القوى الناعمة وعلى رأسها شاشة التلفاز صارت السلاح الأهم في خضم صراع الحضارات الذي خططت له أمريكا وتعاونت في تأجيجه مع حلفائها في الغرب والشرق ، ومنهم العرب . لذلك حين تم زجّ شخصية ( سارة ) في الدراما الشهيرة ( باب الحارة ) كفتاة يهودية ( مضحية ) و ( كفوءة ) و( مخلصة ) و ( طيبة ) - وسط انهيار القيم والشخصيات خلال أجزاء المسلسل – جاء الى ذاكرتي تاريخ عائلة ( فوغر ) من ( آوغسبورغ ) الألمانية . ان هذه العائلة اليهودية في عمقها وتاريخها ، والكاثوليكية في تسويق بعض الاعلام التجاري – وهو امر غريب جدا فهي من فجّرت ظاهرة البروتستاتنية - ، كانت الأولى في تاريخ الرأسمالية الحديثة وغلبة رجال المال على السياسة والدين والتاريخ ، واكبر مؤثر ربوي مؤسس للرشى وشراء الذمم . بلغت الاسرة أوج تأثيرها في الفترة ١٤٠٠ – ١٥٥٠ م ، حين مارست العمل المصرفي الى جنب العمل التجاري ، وسيطرت على الأمراء وملّاك الأراضي . كان الجد يتاجر في المنسوجات ، وقد ترك عند وفاته ثروة كبيرة نسبياً قا

ملاحظات فنية

صورة
وأنا أشاهد فيلم ( The iron lady ) الذي يجسد حياة رئيسة الوزراء البريطانية ( مارغريت تاتشر ) ، وأرى كيف يظهرون جانباً انسانياً عظيماً فيها ، تبادر إلى ذهني ان الفيلم اقرب للإعلان المدفوع الثمن لإظهار هذا الوحش على انه إنسان ، كما في أعمال عديدة مثل ( جودا اكبر ) او ( الحضارة الفرعونية ) او ( اليهودي ) في الإنتاج الأمريكي . لكن في الحقيقة ربما ان هؤلاء ينظرون إلى بلاد مثل بلادنا دمرتها تاتشر على أنها بلاد متدنية في سلّم البشرية وأقرب إلى عالم الحيوانات الواجب ابادتها ، وأن الروح النازية والأسس الداروينية تغلب على فكرهم ، فلا يرون لمسح معالم الحضارة لبلد ما وقتل طفولته وتشويه اخلاقياته اي أهمية تذكر في سجل مارغريت تاتشر الإجرامي ، رغم أنها داست البلاد وأبقت على نظامها القمعي يعيث فسادا . منذ فترة زمنية ليست طويلة نسبياً تعرض المسلسلات العربية صنفين من المتدينين ، أحدهما صاحب رأس المال المنافق الذي يستخدم الدين كوسيلة تجارية ويدعم كل التشوهات السلوكية للوصول إلى غايات النفوذ ، والآخر المؤمن الضعيف الذي ينحرف بمجرد تعرّضه لمجموعة من الإغراءات . والخلاصة التي تريد إيصالها ه

بين رأس السنة ورأس الحسين

الاحتفالات الصاخبة ببداية العام الجديد انقضت ببروز ظواهر جديدة أو رسوخها ، حيث المياعة والاختلاط والعبثية ، مع اختراق هذا الصخب العابث لحرمة كربلاء المقدسة . وان كنّا لا نعلم بماذا يحتفل المسلمون في راس السنة ، اذ السيد المسيح لم يولد في هذا الْيَوْمَ قطعا ، بل تم تقرير ذلك بعده بقرون من قبل ( دونيسيس اكسكيوز ) . كما ان الخامس والعشرين من كانون الأول – وهو الْيَوْمَ الأشهر للاحتفال بتاريخ ولادة السيد المسيح في الغرب – اشتهر بكونه يوم ولادة الاله المصري ( حورس ) . ان الاحتفال العقلاني للإنسان يكون لمناسبة حقق فيها شيئاً ، وبالتاكيد سنكون جميعا سعداء ونحتفل مع هكذا نوع من المحتفلين ، لكن ان يكون الانسان قد ازداد في الميوعة والفشل والبطالة ثم يحتفل فهو امر جلل . ولا نشك ان مشاريع ويد السفارات كانت وراء إيصال الشباب العراقي الى هذا المستوى الذي فشل ( صدام ) في تحقيقه . ولمن يشكك في هذا الامر نقول ان أحداً من تجار العراق لن يدفع فلساً واحداً للاحتفال بملك وملكة جمال بغداد وسنيور وسنيوريتة بغداد وهلّم جرًّا ، لولا ضخ المال الأجنبي أو الغطاء السياسي والتجاري الغربي . وبالتاكيد فان الحكومة الع

قصة العقيدة في روما

نشأة الدولة الرومانية مصر لم تشهد بعد رحيل الهكسوس عنها استقراراً مقنعا ، ولم تكن قادرة بعد هذا التاريخ على هضم عقيدة او سياسة مشتركة ، لا سيما بين الشمال والجنوب ، بين الدلتا والصعيد . ومنذ هذه الفترة الانتقالية بدأت ترتبك الأمة المصرية وتنهار عقيدة تقديس الفرعون والالتفاف حوله بصورة ملفتة ، لذلك تناوبت على السلطة مجموعة من الأسر ، وتخلل سلطتها تغيّر الوجه الديموغرافي لمصر . لقد ظهرت مجاميع من القبائل الليبية تنتشر قريباً من الدلتا المصرية ، كما كان الى جانبها مجاميع من اليهود واليونان ، يضاف اليهم مجاميع من الأسر الرافدينية والشامية ، رافقت وجود الهكسوس . وقد بدأ الصراع والانقسام واضحاً بين الجنوب الطيبي القائم على الديانة المصرية القديمة الفرعونية ، وبين الشمال عند الدلتا الذي بدأ يشهد تغيّراً سكانياً وفكرياً . حتى وصل الامر الى استيلاء كهنة ( آمون ) على السلطة في الجنوب ، وإقامة إمارة دينية في بلاد ( النوبة ) ، التي تشكّل القسم الجنوبي من المملكة الفرعونية القديمة . وفي خضّم الصراع في الشمال وبداية تزايد نفوذ القبائل الليبية عسكرياً ، والنفوذ الرافديني اليوناني فكرياً ، ي