المشاركات

باب حارة آوغسبورغ

صورة
المال السعودي حين يجتمع مع السياسة الامريكية والتخطيط اليهودي ينتج لابد كارثة فكرية او اجتماعية ما ، ولا شك ان القوى الناعمة وعلى رأسها شاشة التلفاز صارت السلاح الأهم في خضم صراع الحضارات الذي خططت له أمريكا وتعاونت في تأجيجه مع حلفائها في الغرب والشرق ، ومنهم العرب . لذلك حين تم زجّ شخصية ( سارة ) في الدراما الشهيرة ( باب الحارة ) كفتاة يهودية ( مضحية ) و ( كفوءة ) و( مخلصة ) و ( طيبة ) - وسط انهيار القيم والشخصيات خلال أجزاء المسلسل – جاء الى ذاكرتي تاريخ عائلة ( فوغر ) من ( آوغسبورغ ) الألمانية . ان هذه العائلة اليهودية في عمقها وتاريخها ، والكاثوليكية في تسويق بعض الاعلام التجاري – وهو امر غريب جدا فهي من فجّرت ظاهرة البروتستاتنية - ، كانت الأولى في تاريخ الرأسمالية الحديثة وغلبة رجال المال على السياسة والدين والتاريخ ، واكبر مؤثر ربوي مؤسس للرشى وشراء الذمم . بلغت الاسرة أوج تأثيرها في الفترة ١٤٠٠ – ١٥٥٠ م ، حين مارست العمل المصرفي الى جنب العمل التجاري ، وسيطرت على الأمراء وملّاك الأراضي . كان الجد يتاجر في المنسوجات ، وقد ترك عند وفاته ثروة كبيرة نسبياً قا

ملاحظات فنية

صورة
وأنا أشاهد فيلم ( The iron lady ) الذي يجسد حياة رئيسة الوزراء البريطانية ( مارغريت تاتشر ) ، وأرى كيف يظهرون جانباً انسانياً عظيماً فيها ، تبادر إلى ذهني ان الفيلم اقرب للإعلان المدفوع الثمن لإظهار هذا الوحش على انه إنسان ، كما في أعمال عديدة مثل ( جودا اكبر ) او ( الحضارة الفرعونية ) او ( اليهودي ) في الإنتاج الأمريكي . لكن في الحقيقة ربما ان هؤلاء ينظرون إلى بلاد مثل بلادنا دمرتها تاتشر على أنها بلاد متدنية في سلّم البشرية وأقرب إلى عالم الحيوانات الواجب ابادتها ، وأن الروح النازية والأسس الداروينية تغلب على فكرهم ، فلا يرون لمسح معالم الحضارة لبلد ما وقتل طفولته وتشويه اخلاقياته اي أهمية تذكر في سجل مارغريت تاتشر الإجرامي ، رغم أنها داست البلاد وأبقت على نظامها القمعي يعيث فسادا . منذ فترة زمنية ليست طويلة نسبياً تعرض المسلسلات العربية صنفين من المتدينين ، أحدهما صاحب رأس المال المنافق الذي يستخدم الدين كوسيلة تجارية ويدعم كل التشوهات السلوكية للوصول إلى غايات النفوذ ، والآخر المؤمن الضعيف الذي ينحرف بمجرد تعرّضه لمجموعة من الإغراءات . والخلاصة التي تريد إيصالها ه

بين رأس السنة ورأس الحسين

الاحتفالات الصاخبة ببداية العام الجديد انقضت ببروز ظواهر جديدة أو رسوخها ، حيث المياعة والاختلاط والعبثية ، مع اختراق هذا الصخب العابث لحرمة كربلاء المقدسة . وان كنّا لا نعلم بماذا يحتفل المسلمون في راس السنة ، اذ السيد المسيح لم يولد في هذا الْيَوْمَ قطعا ، بل تم تقرير ذلك بعده بقرون من قبل ( دونيسيس اكسكيوز ) . كما ان الخامس والعشرين من كانون الأول – وهو الْيَوْمَ الأشهر للاحتفال بتاريخ ولادة السيد المسيح في الغرب – اشتهر بكونه يوم ولادة الاله المصري ( حورس ) . ان الاحتفال العقلاني للإنسان يكون لمناسبة حقق فيها شيئاً ، وبالتاكيد سنكون جميعا سعداء ونحتفل مع هكذا نوع من المحتفلين ، لكن ان يكون الانسان قد ازداد في الميوعة والفشل والبطالة ثم يحتفل فهو امر جلل . ولا نشك ان مشاريع ويد السفارات كانت وراء إيصال الشباب العراقي الى هذا المستوى الذي فشل ( صدام ) في تحقيقه . ولمن يشكك في هذا الامر نقول ان أحداً من تجار العراق لن يدفع فلساً واحداً للاحتفال بملك وملكة جمال بغداد وسنيور وسنيوريتة بغداد وهلّم جرًّا ، لولا ضخ المال الأجنبي أو الغطاء السياسي والتجاري الغربي . وبالتاكيد فان الحكومة الع

قصة العقيدة في روما

نشأة الدولة الرومانية مصر لم تشهد بعد رحيل الهكسوس عنها استقراراً مقنعا ، ولم تكن قادرة بعد هذا التاريخ على هضم عقيدة او سياسة مشتركة ، لا سيما بين الشمال والجنوب ، بين الدلتا والصعيد . ومنذ هذه الفترة الانتقالية بدأت ترتبك الأمة المصرية وتنهار عقيدة تقديس الفرعون والالتفاف حوله بصورة ملفتة ، لذلك تناوبت على السلطة مجموعة من الأسر ، وتخلل سلطتها تغيّر الوجه الديموغرافي لمصر . لقد ظهرت مجاميع من القبائل الليبية تنتشر قريباً من الدلتا المصرية ، كما كان الى جانبها مجاميع من اليهود واليونان ، يضاف اليهم مجاميع من الأسر الرافدينية والشامية ، رافقت وجود الهكسوس . وقد بدأ الصراع والانقسام واضحاً بين الجنوب الطيبي القائم على الديانة المصرية القديمة الفرعونية ، وبين الشمال عند الدلتا الذي بدأ يشهد تغيّراً سكانياً وفكرياً . حتى وصل الامر الى استيلاء كهنة ( آمون ) على السلطة في الجنوب ، وإقامة إمارة دينية في بلاد ( النوبة ) ، التي تشكّل القسم الجنوبي من المملكة الفرعونية القديمة . وفي خضّم الصراع في الشمال وبداية تزايد نفوذ القبائل الليبية عسكرياً ، والنفوذ الرافديني اليوناني فكرياً ، ي