المشاركات

بين رأس السنة ورأس الحسين

الاحتفالات الصاخبة ببداية العام الجديد انقضت ببروز ظواهر جديدة أو رسوخها ، حيث المياعة والاختلاط والعبثية ، مع اختراق هذا الصخب العابث لحرمة كربلاء المقدسة . وان كنّا لا نعلم بماذا يحتفل المسلمون في راس السنة ، اذ السيد المسيح لم يولد في هذا الْيَوْمَ قطعا ، بل تم تقرير ذلك بعده بقرون من قبل ( دونيسيس اكسكيوز ) . كما ان الخامس والعشرين من كانون الأول – وهو الْيَوْمَ الأشهر للاحتفال بتاريخ ولادة السيد المسيح في الغرب – اشتهر بكونه يوم ولادة الاله المصري ( حورس ) . ان الاحتفال العقلاني للإنسان يكون لمناسبة حقق فيها شيئاً ، وبالتاكيد سنكون جميعا سعداء ونحتفل مع هكذا نوع من المحتفلين ، لكن ان يكون الانسان قد ازداد في الميوعة والفشل والبطالة ثم يحتفل فهو امر جلل . ولا نشك ان مشاريع ويد السفارات كانت وراء إيصال الشباب العراقي الى هذا المستوى الذي فشل ( صدام ) في تحقيقه . ولمن يشكك في هذا الامر نقول ان أحداً من تجار العراق لن يدفع فلساً واحداً للاحتفال بملك وملكة جمال بغداد وسنيور وسنيوريتة بغداد وهلّم جرًّا ، لولا ضخ المال الأجنبي أو الغطاء السياسي والتجاري الغربي . وبالتاكيد فان الحكومة الع

قصة العقيدة في روما

نشأة الدولة الرومانية مصر لم تشهد بعد رحيل الهكسوس عنها استقراراً مقنعا ، ولم تكن قادرة بعد هذا التاريخ على هضم عقيدة او سياسة مشتركة ، لا سيما بين الشمال والجنوب ، بين الدلتا والصعيد . ومنذ هذه الفترة الانتقالية بدأت ترتبك الأمة المصرية وتنهار عقيدة تقديس الفرعون والالتفاف حوله بصورة ملفتة ، لذلك تناوبت على السلطة مجموعة من الأسر ، وتخلل سلطتها تغيّر الوجه الديموغرافي لمصر . لقد ظهرت مجاميع من القبائل الليبية تنتشر قريباً من الدلتا المصرية ، كما كان الى جانبها مجاميع من اليهود واليونان ، يضاف اليهم مجاميع من الأسر الرافدينية والشامية ، رافقت وجود الهكسوس . وقد بدأ الصراع والانقسام واضحاً بين الجنوب الطيبي القائم على الديانة المصرية القديمة الفرعونية ، وبين الشمال عند الدلتا الذي بدأ يشهد تغيّراً سكانياً وفكرياً . حتى وصل الامر الى استيلاء كهنة ( آمون ) على السلطة في الجنوب ، وإقامة إمارة دينية في بلاد ( النوبة ) ، التي تشكّل القسم الجنوبي من المملكة الفرعونية القديمة . وفي خضّم الصراع في الشمال وبداية تزايد نفوذ القبائل الليبية عسكرياً ، والنفوذ الرافديني اليوناني فكرياً ، ي