المشاركات

الاخلاق والشفاعة في الرؤية السومرية

ينطلق ( صموئيل نوح كريمر ) في استعراضه للسلوك الدنيوي – الديني عند الفرد السومري من ذات القراءات المستعجلة والخاطئة التي اعتمدها للعقيدة السومرية ، فيكتب ( وكان الشك يغلف حياة الانسان ويلازمه شبح الشعور بعدم الأمان وذلك بسبب جهله بالمصير الذي قدرته له الالهة التي لا يمكن التنبؤ باعمالها ، وإذا ما مات الانسان ، تهبط روحه العاجزة الى العالم السفلي المظلم المخيف الذي لم تكن الحياة فيه سوى انعكاس كئيب و بائس للحياة على الارض . ان المفكرين السومريين لم يقلقوا أنفسهم على الإطلاق بالمشكلة الخلقية الاساسية التي تحتل عند الفلاسفة الغربيين مكانة رفيعة ، الّا وهي مشكلة الإرادة الحرة المرهفة والمبهمة في الواقع . فالسومريون … قبلوا بوضعهم الاتكالي تماماً كما قبلوا القرار الإلهي بان الموت كان من نصيب الانسان وان الالهة وحدها هي الخالدة . وكان السومريون يعزون كل الفضل في الصفات الروحية السامية والفضائل الخلقية التي طوروها تدريجياً وبمشقة كبيرة خلال قرون عديدة ، من تجاربهم الاجتماعية والحضارية الى الالهة ، فهي خططت لذلك بهذا الأسلوب وما كان على الانسان الّا ان يخضع للأوامر الإلهية . وكان السومريون و

خصخصة وطن

صورة
" كان قد مضت عليّ شهور وانا اكتب التقارير حول بيع أصول الدولة العراقية في المزادات التي كانت تجري في صالات الفنادق التجارية ، وذلك على ضوء احداث خيالية ابطالها تجار دروع بشرية يُرعبون رجال الاعمال بأخبار عن الأطراف المبتورة من جهة ، ومسؤولون في التجارة الامريكية يؤكدون من جهة أخرى ان الوضع لم يكن سيئاً بالقدر الذي كان يبدو على التلفاز . ( الوقت الفضل للاستثمار هو حين يكون الدم لا يزال على الأرض ) ، هذا ما قاله لي بصراحة احد المندوبين في المؤتمر الثاني ل ( إعادة اعمار العراق ) في ( واشنطن ) العاصمة . لم تكن صعوبة إيجاد اشخاص يهتمون بالتحدث عن الاقتصاد امراً مستغرباً . فمهندسو هذا الغزو كانوا من اشدّ المؤمنين بعقيدة الصدمة ، وكانوا على يقين بأنه كان سيُعمد الى بيع البلد في المزاد العلني بتكتّم ، والاعلان بعدها عن نجاح الصفقة ، بينما يكون العراقيون منشغلين في تلبية حاجاتهم اليومية الملحّة " ( نعومي كلاين ، عقيدة الصدمة صعود رأسمالية الكوارث ) في فيلم  ( Fred Clause ) لقطة عابرة لا علاقة لها بالسياق الدرامي يدخل شقيق ( سانتا كلوز ) فريد عن طريق الخطأ في ليلة الميلاد مدخ

آمنة

صورة
آمنةْ يا نكهةَ البُرتقالْ يا ظِلالَ النخيلِ يا أوّلَ الارتجافْ في الزمانِ البتولِ يا بينَ بَيْنٍ جميلْ من هياجِ الفصولِ يا غرّةَ الانفراجْ بعدَ ضَنْكِ المحُولِ ... آمنةْ يا لستُ أنسى مَنْ تكونْ من بناتِ الزمانِ يا قطعةً من حريرْ أُغرقتْ بالحنانِ يا دفتراً من كرومْ مُفْعَماً بالمَعاني اجتباهُ الملاكْ واختطَّهُ نِصْفُ جآنِ ... آمنةْ تعشقينَ الخريفْ كعِشقِ الورودِ جمالَ الربيعْ فاستحالَ الزمانْ ناسجاً للمكانِ صفرةً من غروبْ تمتلي بالحنينْ حتّى تسرَّ الرؤى الناظرينْ ... آمنة حتّى متى تأفَلينْ يا شمسَ هذا السَمارْ حتّى متى تعقلينْ يا مارجاً من دوارْ يا شعلةً من حضورْ يا وصلةً من نهارْ يا سرَّ مَنْ قدْ رأى في كوفةِ الإنتظارْ ... علي الإبراهيمي

هل ستغير الانتخابات القادمة شيئاً .. طقوس العودة

    الانتخابات القادمة يعقد عليها كثيرون آمالاً جمة ، ربما هي مفتاح التغيير المنشود من قبل ملايين العراقيين المنكوبين بطائفة سياسية حمقاء ومتعجرفة ، لا سيما مع أفول نجم الحواضن الداعشية وصعود نجم الحشد الشعبي وقياداته الوطنية . وربما هي ليست كذلك ابدا ، ولن تكون سوى حدث آخر يستهلك المال والعقول . ان هناك جملة من الأمور التي تحد من تفائلنا بنتائج اية انتخابات قادمة ، وتعود بنا الى واقع يستدعي قراءات منطقية تعمل على الإصلاح الحقيقي في العمق : 1 – ان جميع أفراد الشعب العراقي يعانون امراضاً نفسية واجتماعية ناشئة عن أربعين عاماً من القمع وسلسلة من الحروب ، تقوم الدول المتقدمة بإعادة تأهيل شاملة لافرادها في حالة حدوث حادثة واحدة شبيهة بها . لذا ليس من المتوقع وصول اشخاص متزنين نفسياً وفكرياً مهما كان شكل المتغيرات السياسية وليس من المحتمل ابداً وجود ناخبين مختلفين عن أولئك الأشخاص . 2 – التدخل المستمر للسفارة الأمريكية في مجريات السياسة العراقية الذي وصل الى حد التلاعب بنتائج الانتخابات عدة مرات من خلال حواسيب المفوضية العليا للانتخابات . كما ان هذه السفارة لا تفارق منهجها في عمليات ال

الخمر المسكوت عنه

ثوابت الدين والدستور كلاهما لا شك الى جانب قانون منع الخمر , وهذا يدركه المؤيدون او المعارضون رغم الجدال السطحي بينهما , كما ان منع الانسان من خسارة عقله والانغماس في البهيمية امر عقلائي , لذا لن اخوض في الابعاد الدينية او القانونية لإقراره , لا سيما وقد تم بيان ذلك من قبل بعض أعضاء البرلمان او الكتاب , كما انه امر حظي بدعم شعبي كبير . ان ما يهمني هنا ان أتساءل عن  دور المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني من حقيقة ما يجري , وأين هو من كل هذا , وهل سيكون موقفه سلبياً كما كان من القانون الجعفري الذي ابطأ حركته حد الإيقاف . واذا كان رئيس الجمهورية المفقود فؤاد معصوم قد فاجئ العراقيين بانه لا زال على قيد الحياة حين طالب في بيان رئاسي بإعادة النظر في سن القانون , رغم كونه غائباً كلياً عن إبادة شعبه في داقوق النازفة , فمن الأولى بسماحة السيد ان يفاجئنا ببيان يبارك فيه جهود النواب الذين احترموا ثقافة الشعب العراقي واخلاقه ودستوره . ففي الوقت الذي يكون الدستور والمبدأ والجمهور والقوة السياسية والعسكرية الى جانب السيد في ظاهرة تاريخية فريدة ويكون بهذا المستوى من السلبية , متى يكون باستطا

المعضلة التركية المزمنة

الظهور الأول للعنصر التركي كقومية بارزة في الشرق الأوسط كان في زمن الخليفة المعتصم الذي جاء بهم من اسيا الوسطى نكاية بالعنصر العربي في جيشه , وقد كانوا ابعد الناس عن التمدن الحضاري فعانى الخليفة ذاته من وجودهم في بغداد حتى خرج بهم الى سامراء بعد ان ثار الناس ضدهم , وقد بلغوا عدة الوف . ان المشترك بين هؤلاء الاتراك وبين المعتصم ذاته كان الضعف الفكري , اذ كان المعتصم شبه اميّ . ولم يكن الاتراك قادرين على هضم مبادئ الإسلام المعرفية , كما لم يكونوا جاهزين للانخراط في مجتمع متمدن . ولعلّ ألاسوأ من خصالهم كانت الروح الغنائمية وسرعة الانقلاب على الحلفاء لاسباب مادية , لذا كانوا اول من قتل خليفة عباسي هو ( المتوكل ) , الذي كان قد عزز من نفوذهم للقضاء على الثورات العربية ضد جوره , في الوقت الذي ظل الاتراك يشتركون مع المتوكل في خصيصة اعتقادية تمثلت في الميل لاهل الحديث من الحنابلة , الذين نجم عنهم قرن ابن تيمية وقرن ابن عبد الوهاب لاحقا . ففي نهاية العصر العباسي طرد ملك ال زنكي في الشام فقيه الشافعية ( العز بن عبد السلام ) الى مصر انتصاراً للحنابلة . وربما يرى البعض ان الامر غير ملفت , لكنّ ال