المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف دراسات

تاريخ الإسلام – قراءة جديدة - مقدمة

    الإسلام   حين بلغت البشرية مستوى مناسباً من النضج صار اطلاعها على عقائد التوحيد الكبرى امراً ضرورياً , فكان الإسلام تمام العقائد الابراهيمية وخاتمها . وقد ظهر في ذات المنطقة الآرامية التي باستطاعتها استيعاب مبادئه , ومن ثم نشرها بين الأمم المختلفة , كما فعلت من قبل مع الديانات التوحيدية الأسبق من الإسلام زمناً , اذ بلغ دعاة الآراميين بلاد الصين والهند , وكان آخر ما اوصلوه الى هناك المذهب النسطوري .   بعث الله تعالى ( محمد بن عبد الله ) الهاشمي القرشي العدناني نبياً مرسلاً , عند بيته الحرام , وآتاه من آياته العقلية الكبرى , فسقاه من رحيق المعرفة الإلهية , واجتباه من خلقه مخلَصاً وحبيباً , ليتم نعمته على هذه الامة المرحومة , ويعلّمهم ما لم يكونوا يعلمون . ثم ان هذه الامة بدورها يكون واجبها ان تتأسى بخاتم الأنبياء وتكون شاهدة على الأمم ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ

قصة العقيدة في روما

نشأة الدولة الرومانية مصر لم تشهد بعد رحيل الهكسوس عنها استقراراً مقنعا ، ولم تكن قادرة بعد هذا التاريخ على هضم عقيدة او سياسة مشتركة ، لا سيما بين الشمال والجنوب ، بين الدلتا والصعيد . ومنذ هذه الفترة الانتقالية بدأت ترتبك الأمة المصرية وتنهار عقيدة تقديس الفرعون والالتفاف حوله بصورة ملفتة ، لذلك تناوبت على السلطة مجموعة من الأسر ، وتخلل سلطتها تغيّر الوجه الديموغرافي لمصر . لقد ظهرت مجاميع من القبائل الليبية تنتشر قريباً من الدلتا المصرية ، كما كان الى جانبها مجاميع من اليهود واليونان ، يضاف اليهم مجاميع من الأسر الرافدينية والشامية ، رافقت وجود الهكسوس . وقد بدأ الصراع والانقسام واضحاً بين الجنوب الطيبي القائم على الديانة المصرية القديمة الفرعونية ، وبين الشمال عند الدلتا الذي بدأ يشهد تغيّراً سكانياً وفكرياً . حتى وصل الامر الى استيلاء كهنة ( آمون ) على السلطة في الجنوب ، وإقامة إمارة دينية في بلاد ( النوبة ) ، التي تشكّل القسم الجنوبي من المملكة الفرعونية القديمة . وفي خضّم الصراع في الشمال وبداية تزايد نفوذ القبائل الليبية عسكرياً ، والنفوذ الرافديني اليوناني فكرياً ، ي