المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف #دراسات #الحسين_بن_علي #الشهيد #كربلاء #الطف #عاشوراء #العباس #أمية

الحسين بن علي 4

      لقد اختار عبيد الله بن زياد عمرَ بن سعد اميراً للجيوش لأنه لم يكن مكشوف النصب والعداء لآل محمد كما في حال شمر بن ذي الجوشن , ولو اختار شمراً من بداية الامر لانسحب البعض من القادة الذين لم يكن لهم مذهب واضح لشكهم في عقيدة شمر , فكان مثل عمر بن سعد هو الأنسب لهذه المهمة بالاستناد الى حسده الباطني لآل الرسول ودنيويته , اذ علم ابن زياد ان قدمي ابن سعد ستجر الى الدماء رويدا . حتى ان ابن سعد بشّر أصحابه في كربلاء وهم يهجمون على الحسين بن علي سيد شباب اهل الجنة بالجنة , وهو تناقض [1]  . رغم ان بعض هؤلاء القادة كانوا يعرفون مقام ال محمد لا امامتهم العقائدية كأثر مباشر لتواجدهم في المجتمع السبئي مثل عمرو بن الحجاج الزبيدي [2]  . وقد كانت القبائل حينئذ منقسمة على نفسها بين تابع للدولة وبين من يملك عقيدة , فكان الذين قادتهم الدولة الى الهاوية العقائدية , وكان الذين قادتهم العقيدة هم أصحاب التشيع لاحقا . فنجد مثلاً من قبيلة بني اسد حرملة بن كاهل ضد الحسين وهو الذي قتل رضيع الحسين بالسهم [3]  , فيما شيخها حبيب بن مظاهر ووجهها السياسي مسلم بن عوسجة مع الحسين [4]  . ولما كانت جيوش ابن زياد ترتك

الحسين بن علي 3

      وكان الحسين كذلك يسعى في نشر التشيع علناً , لكن بالفكر لا بالسيف كما يظهر من احتجاجه على نافع بن الأزرق احد رؤوس الخوارج [1]  . فيما بلغ الامر ببني امية ان يأخذوا البيعة ليزيد من أئمة المسلمين بالسيف [2]  . لهذا لم تكن كلمة الحسين امام الوليد والي بني امية على المدينة وامام مروان بن الحكم سوى بيان ضروري لمقام اهل البيت النبوي السامي وواقع يزيد الجائر على الدين والعباد [3]  . بعد ان كان الحسين يتجنب الاحتكاك المباشر حتى يستطيع نشر الإسلام الصحيح دون ان يعطي الحجة المباشرة لمضايقة حركته , لكن حين حصر المقام بين الاعتراف بالظالم كحاكم شرعي وبين نشر العلوم الدينية اختار الحسين الانتصار بالدم وايقاظ الامة من سباتها واعادتها الى رشدها بدرس من نوع اخر . اذ لم يكن الحسين فرداً عادياً في الامة , بل ايقونة معرفة ودين , وموقفه حينئذ سيكون بوصلة توجه الناس الى درب سلوكي واجب , ولهذا توقع عبد الله بن مطيع الاسترقاق من قبل بني امية اذا قُتل الحسين فلا مقام اعلى من مقامه وانه كان محوراً اجتماعياً مهما  [4]  . ومن كتب اهل الكوفة يتضح امران , ان البصرة والكوفة صارتا متقاربتين حتى عدتا واحدا , وان

الحسين بن علي 2

        لقد فصّلنا في أبحاث أخرى ان عدم فهم غالبية الناس لحقيقة الإمامة العلوية وخلط الأوراق على الناس من قبل القوى الانقلابية ودعاة بني امية وذهاب جل زعماء القبائل الواعين الذين كان لهم الدور المشرف والحقيقي في نصرة الإسلام وقيام دولته في معارك مثل صفين والذين كانت تدور حول رأيهم آراء أفراد قبائلهم جعل مثل الامام الحسن بن علي – على حكمته – غريباً في وسط هذه الامة . حتى وصل الامر ان يدخل اليه احدهم ويسميه ( مذل المؤمنين ) ، بعد اضطراره لعقد الصلح مع معاوية بن ابي سفيان ، رغم ان هذا المتحدث كان محباً للأمام الحسن وموالياً له ، لكنه لم يبلغ بعد فهم الإمامة ، حتى وان كان من قبيلة همدان المعروفة بولائها . لذلك كان اول وزير لبني العباس أبو سلمة الخلال من همدان وقد كان شيعياً لم يعط الامامة حقها , فلقي مصرعه على يد بني العباس انفسهم [1]  . ولنفس السبب انفرط عقد بعض أعراب بني اسد ، فانقلبوا ضد الامام الحسن وطعنه بعضهم ، فتحصن عند عّم المختار الثقفي ، رغم ان قبيلة بني اسد هي من حملت لواء التشيع لاحقا ، أي بعد جهود الحسين بن علي التضحوية لدفع الناس باتجاه مدرسة ال محمد بالهزة العاطفية ، ومن ثم