( فاعْصفْ بها )
يا ساكناً أبداً في الروحِ انَّ لها شوقاً إليكَ كشوقِ الماءِ للقمَرِ فاعْصفْ بها فالهوى مثلُ الدما وجَبَتْ أسقامُها مَعها تسريْ وَلَمْ تُشِرِ وانثرْ بذورَ ربيعِ الحبِّ في رئتيْ ينمو اشتياقاً إليكَ الفَرْعُ من شَجَري آهٍ من الوَجْدِ إنَّ الوجدَ يُحْرُقُني أطفأْ لَهيبيْ بماءِ الوَصْلِ والنَظَرِ عيناكَ وٍرْدٌ لها في خافقيْ أثَرٌ إنّيْ أراكَ حبيبَ القَلْبِ في الأثَرِ تلكَ الجدائلُ شَلَّالٌ لَهُ نَغَمٌ فاعْزِفْ وجودَكَ أنْغاماً على وَتَري ما الكونُ إِلَّا صدىً للعَزْفِ مُنْتَشيٌ يمضي بهِ العِشْقُ للتِمْثالِ بالصوَرِ إنّي المُضيّعُ والحيرانُ أينَ انا من ذَلِكَ الثَغْرِ فاعْذِرْ فاقِدَ البَصَرِ أنّى أراكَ وهذي الحُجْبُ تَمنَعُني حتّى كَأَنَّ سوادَ العَيْنِ مِنْ حَجَرِ قُدْني إليكَ فعِطْرُ الزَهْرِ يَجْذبني هَلّا جَذَبْتَ أليكَ الروحَ كالزَهَرِ وانْشرْ رياحينَ جِيْدٍ لستُ أفْهَمُهُ هل يسحبُ الكونَ أَمْ يَغْذوهُ بالدُرَرِ يا لَحْظَةَ العِشْقِ يا ميْنَاءَ ما دَمعَتْ عَيْنايَ شوقاً إلى عَيْنَيهِ بالشَرَرِ يا مُلْهمي الحُبَّ إنَّ الحُبَّ يُلْهمنيْ مَعْنى لقاكَ فأمضي العُمْرَ بالفِكَرِ يا واهبي الحُ