الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء مرجع الميدان لا الجدران
الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء مرجع الميدان لا الجدران
علي الابراهيمي
A1980a24@gmail.com
العراق آمن بمحمد عن قناعة ورضا , فكان شعار شيبان في يوم ذي قار هو محمد عليه السلام . ثم آمن العراقيون بحق علي عليه السلام وولايته , لا لقرابته من محمد , بل لتجسيده مبادئ دين الله الذي اخبرهم به محمد , هذا على العموم, اما على الخصوص فقد تسنى لاهل العراق - وهم خليط سومر والانباط واليمانيين الذين رباهم سليمان وكذلك الصالحين من بني اسرائيل الذين فضلوا البقاء في العراق بعد الاسر الاشوري لهم وآمنوا بالمسيح ومسك هذا الخليط انصار رسول الله الذين هاجروا الى العراق بعد طغيان بني امية - , اقول تسنى لهذا الخليط الناضج فكرا ان يعرف ما معنى ان يقودك شخص مثل علي ؟ , ان هذا المجتمع انتج وطور فكرا افرز قواعد وقياسات يجب توفرها في القائد , هي باختصار لو تجسدت ستكون علي بن ابي طالب . لذلك فقد عانى كل حاكم استولى على السلطة في العراق , لانه كان لا يتناسب وهذه القياسات الكبيرة .
ثم ان المجتمع العراقي نتيجة موروثه الحضاري كان يستشعر دائما انه صاحب رسالة وحامل لقضية , فكان متحركا لا يناسبه الا قائد متحرك . وقد توفرت تلك القيادات لقرون بعد علي عليه السلام في الائمة من ولده عليهم السلام , حتى وصل العراق الى عصر الغيبة , وكان حينها يحمل لواء الحق المحمدي العلوي , فكان الوضع مهيئا للانتقال لصورة جديدة من القيادة تمثلت فيمن رباهم الائمة عليهم السلام من الفقهاء العلماء العاملين المتحركين , فرأينا امثال المفيد والطوسي وآل كاشف الغطاء وغيرهم الكثير . وقد ظل العراق دائما منتجا فاعلا , يحتاجه الجميع قلما احتاج الى احد .
وقد كان لحلف التاريخي الذي جمع بين مختلف احفاد النخع - سيما ذرية مالك الاشتر - مع بني اسد - الذين شيدوا مدينة الحلة - ارفع الاثر في تهيئة الارضية الاجتماعية للتحرك المرجعي , حتى انشغلوا بمواجهة الاستعمار الاجنبي , واخذت تحالفاتهم تضعف , فظهر نسق من المرجعية عند بداية هذا القرن خرج على قواعد اهل العراق , وصار يستورد القواعد ليفرضها على العقلية العراقية , فصار المرجع كانه صنم يعبد , لا طريقا الى الله . بل ان بعضهم لا يرجع خوارا حتى .
ومن الامثلة السامية للمرجعية بالقياسات العراقية شخصية المرجع الراحل الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء . تلك الشخصية المتحركة المعطاءة . فهو لم يكن حبيس جدران منزله , ولم يكن يتحدث بتميع خادع , وطريقته في الكلام لم تكن تمثيلية , بل كان كابناء مجتمعه . كان الشيخ كاشف الغظاء يلتقي الناس , ويخطب فيهم , ويعظهم , ويشخص مشاكلهم , ويتحدث الى عقلائهم وزعمائهم . كان يدرس ويؤلف ويخطب ويوجه وينصح , ولم يحتاج زائره الى كارت تزكية , او الى موعد مسبق , لان ذلك ليس من شأن المرجع العلوي . كان ذكيا لم ينخدع بمنظمات كبرى ولامؤتمرات للمؤامرات , فوجه رسالة الى مؤتمر الغرب في ( بحمدون ) , كانت اشعارا للغرب انه يتعامل مع عقول تعمل , لا عقول غافية . حضر مؤتمر القدس , ولم يجد الاختلاف المذهبي عائقا , وتكلم بلسان علي بن ابي طالب , فلم يستطع ابناء باقي المذاهب الا الاعجاب بمنطقه , وما كان من القلب فهو الى القلب , فصلت جموع مذاهب المسلمين خلفه على ارض القدس . وكان في مصر مبعوث مبادئ علي عليه السلام , كانما هو يريد ان يكمل مسيرة جده الاشتر التي توقفت اضطرارا في الطريق , لكنها لم تتوقف عن انتاج الفحول من ابناء محمد وعلي عليهما السلام . فسمع منه المصريون مقالة جده , ورسائل امامه . ووقف - وهو الغريب في ارض مصر - بوجه المبشرين بدين الغرب . فكان يحضر ندواتهم , كانه من عامة الناس , وفي فقرة الاسئلة يقوم كانه سائل , ليفحمهم ويستنقذ المسلمين من ابناء مصر , حتى حاولوا قتله تحت جنح الظلام .
لكن وللاسف تسللت تحت جنح ذات الظلام قياسات جديدة للمرجعية , تزامنت مع تسلل اقوام وافكار جديدة , ونجحت الخدعة , وتم تقديس الاصنام على انها تمثل عقيدة علي بن ابي طالب , وحاشاه . فعلى ابناء العراق اليوم ان يميزوا بين القيادات , معاوية ادعى انه خليفة رسول الله , فيما قالوا ان عليا لا يصلي ! .
وعلى المرجعيات الدينية التي لا نعلم هل هي ميتة ام حية ان تقدم اوراق اعتزالها ساحة الميدان العراقي , تأسيا برجل لا يحمل مبادئ علي , وهو البابا بندكتوس .الميدان العراقي هو المنطلق الدائم لاشعاع الحق في العالم , ويجدر به ان يرتبط بقيادة واعية .
رأيت في احدى المرات كيف ان احد المغفلين من سذج الناس ينشر مقطعا لاحد المراجع تحت عنوان مضمونه ( حصريا .. صوت المرجع ... ) , فهل هذا المرجع الذي تحدث ضجة سينمائية عند الحصول على مقطع فيه صوته الا صنم ليس له خوار .
اقول لرجال الدين الذين اثبتوا انهم لم يعرفوا علي بن ابي طالب كما عرفه اهل العراق ان يتركوا الساحة لمن يمتلك ارثا حضاريا كافيا لفهم مبادئ وسيرة علي بن ابي طالب , وبالتالي فهم رسول الله محمد صلى الله عليه وآله . ايها السادة انكم تعيقون حركة الامام المعصوم .
ثم ان المجتمع العراقي نتيجة موروثه الحضاري كان يستشعر دائما انه صاحب رسالة وحامل لقضية , فكان متحركا لا يناسبه الا قائد متحرك . وقد توفرت تلك القيادات لقرون بعد علي عليه السلام في الائمة من ولده عليهم السلام , حتى وصل العراق الى عصر الغيبة , وكان حينها يحمل لواء الحق المحمدي العلوي , فكان الوضع مهيئا للانتقال لصورة جديدة من القيادة تمثلت فيمن رباهم الائمة عليهم السلام من الفقهاء العلماء العاملين المتحركين , فرأينا امثال المفيد والطوسي وآل كاشف الغطاء وغيرهم الكثير . وقد ظل العراق دائما منتجا فاعلا , يحتاجه الجميع قلما احتاج الى احد .
وقد كان لحلف التاريخي الذي جمع بين مختلف احفاد النخع - سيما ذرية مالك الاشتر - مع بني اسد - الذين شيدوا مدينة الحلة - ارفع الاثر في تهيئة الارضية الاجتماعية للتحرك المرجعي , حتى انشغلوا بمواجهة الاستعمار الاجنبي , واخذت تحالفاتهم تضعف , فظهر نسق من المرجعية عند بداية هذا القرن خرج على قواعد اهل العراق , وصار يستورد القواعد ليفرضها على العقلية العراقية , فصار المرجع كانه صنم يعبد , لا طريقا الى الله . بل ان بعضهم لا يرجع خوارا حتى .
ومن الامثلة السامية للمرجعية بالقياسات العراقية شخصية المرجع الراحل الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء . تلك الشخصية المتحركة المعطاءة . فهو لم يكن حبيس جدران منزله , ولم يكن يتحدث بتميع خادع , وطريقته في الكلام لم تكن تمثيلية , بل كان كابناء مجتمعه . كان الشيخ كاشف الغظاء يلتقي الناس , ويخطب فيهم , ويعظهم , ويشخص مشاكلهم , ويتحدث الى عقلائهم وزعمائهم . كان يدرس ويؤلف ويخطب ويوجه وينصح , ولم يحتاج زائره الى كارت تزكية , او الى موعد مسبق , لان ذلك ليس من شأن المرجع العلوي . كان ذكيا لم ينخدع بمنظمات كبرى ولامؤتمرات للمؤامرات , فوجه رسالة الى مؤتمر الغرب في ( بحمدون ) , كانت اشعارا للغرب انه يتعامل مع عقول تعمل , لا عقول غافية . حضر مؤتمر القدس , ولم يجد الاختلاف المذهبي عائقا , وتكلم بلسان علي بن ابي طالب , فلم يستطع ابناء باقي المذاهب الا الاعجاب بمنطقه , وما كان من القلب فهو الى القلب , فصلت جموع مذاهب المسلمين خلفه على ارض القدس . وكان في مصر مبعوث مبادئ علي عليه السلام , كانما هو يريد ان يكمل مسيرة جده الاشتر التي توقفت اضطرارا في الطريق , لكنها لم تتوقف عن انتاج الفحول من ابناء محمد وعلي عليهما السلام . فسمع منه المصريون مقالة جده , ورسائل امامه . ووقف - وهو الغريب في ارض مصر - بوجه المبشرين بدين الغرب . فكان يحضر ندواتهم , كانه من عامة الناس , وفي فقرة الاسئلة يقوم كانه سائل , ليفحمهم ويستنقذ المسلمين من ابناء مصر , حتى حاولوا قتله تحت جنح الظلام .
لكن وللاسف تسللت تحت جنح ذات الظلام قياسات جديدة للمرجعية , تزامنت مع تسلل اقوام وافكار جديدة , ونجحت الخدعة , وتم تقديس الاصنام على انها تمثل عقيدة علي بن ابي طالب , وحاشاه . فعلى ابناء العراق اليوم ان يميزوا بين القيادات , معاوية ادعى انه خليفة رسول الله , فيما قالوا ان عليا لا يصلي ! .
وعلى المرجعيات الدينية التي لا نعلم هل هي ميتة ام حية ان تقدم اوراق اعتزالها ساحة الميدان العراقي , تأسيا برجل لا يحمل مبادئ علي , وهو البابا بندكتوس .الميدان العراقي هو المنطلق الدائم لاشعاع الحق في العالم , ويجدر به ان يرتبط بقيادة واعية .
رأيت في احدى المرات كيف ان احد المغفلين من سذج الناس ينشر مقطعا لاحد المراجع تحت عنوان مضمونه ( حصريا .. صوت المرجع ... ) , فهل هذا المرجع الذي تحدث ضجة سينمائية عند الحصول على مقطع فيه صوته الا صنم ليس له خوار .
اقول لرجال الدين الذين اثبتوا انهم لم يعرفوا علي بن ابي طالب كما عرفه اهل العراق ان يتركوا الساحة لمن يمتلك ارثا حضاريا كافيا لفهم مبادئ وسيرة علي بن ابي طالب , وبالتالي فهم رسول الله محمد صلى الله عليه وآله . ايها السادة انكم تعيقون حركة الامام المعصوم .
تعليقات
في البداية ، المرجعية ليست لبلد دون آخر ، بل هي للعالم أجمع ، لأنها تحمل هموم البشرية كلها ، كما حملها الائمة المعصومون من قبل ، لأن المرجعية امتداد للامامة .
لكن الحديث عن خصوصية ارتباط المرجعية ببلد معين ناتج من الخصوصية التاريخية لذات البلد ، حيث يمتلك العراق موروثا حضاريا متميزا ، له أبعاد سيتم شرحها مستقبلا ان شاء الله ، والأهم انه خضع لتربية مركزة من قبل الائمة المعصومين عليهم السلام .
والمقال لا ينتقد قومية المرجعية ، ولا يتعنصر للهوية العربية قبالة الفارسية ، بل يشيرأيشيرالى خصوصية العقل العربي ، من حيث عمقه الاسلامي ، وتركز التعاليم العلوية فيه .
كما ان الشخصية الفارسية - للأسف - لازالت تحمل ترسبات الحضارة الفارسية ، من حيث التعالي على الناس ، واحتجاب القيادة عن الجماهير ، وتمييز قومية على قومية ،وهكذا .
فيما كان العراقيون على الدوام كرماء مع ضيوفهم من القادمين الى بلدهم في طلب العلم ، حتى صار الغريب كأنه صاحب الدار .
فهل يكون جزاء العراقيين هو الاهمال وتركهم فريسة ، واتخاذهم درعا لحماية أحلام دول أخرى .