بين السلفية والصفوية 4
13 – التناقض بين الاعتقادات النظرية وبين الممارسات العملية : لان الطرفين يتحركان وفق الآلية المصلحية فهما سريعا ما يتناسيان مبادئهما النظرية , التي يدعون اليها بحدة , ففي تناقض تأريخي عجيب تطال السلفية السعودية بخيار ) الديمقراطية ( في سوريا , بينما تعتبر الخروج على ولي الامر كفراً في السعودية . وفي يحمل السلفيون في مصر حرابهم لتطبيق الحدود نراهم يمارسون ما اعتبروه كفراً من الديمقراطية , حيث صرح عبد المنعم الشحات سابقا )الديموقراطية مش بس حرم لأ .. دي كفر كمان ديموقراطية ( . بينما يلتزم الصفويون الشيعة من ابناء المدرسة الشيرازية مسلكا عنيفا جدا , اقلّه ) الشتائم والقذف ( ضد خصومهم , في مخالفة جلية لمبدأ ) اللاعنف ( الذي يدعون اليه .
14 – الكذب الصريح القبيح المساهم في الفتنة : حيث لا يتورع الطرفان من ادعاء كل ما من شأنه تأييد مسلكهما ودعم مدعاهما . فها هو شيخ السلفية ) محمد الزغبي ( ادعى انه رأى رسول الله صلى الله عليه و آله اكثر من ( 53 ) مرة في المنام , وفي كل مرة يوصيه بقضية تخص ما يطرحه في ذات الحلقة التلفزيزنية التي يتحدث فيها ! .
بينما يدعي ياسر الحبيب – في مساهمة استفزازية خطيرة على مذهب اهل البيت – بتقديس الشيعة لابي لؤلؤة المجوسي , حيث راح
يلفق على علمائنا وحوزاتنا – كذبا وزورا – معرفتهم لهذا المجوسي او اعتبارهم لفعلته , عبر سلسلة من الاكاذيب
الجريئة والعجيبة , والتي ننتظر من المرجعية الشيرازية دحضها والرد عليها , والا
ستكون شريكة في دعواه .
فيما لم نسمع نحن – كشيعة – بشبيه لهذه الدعوى والممارسات , ولم نعرف بيننا قديما وحديثا من يقدسه او حتى يذكر اسمه , بل ان ما جاء عنه في كتب علمائنا من الاحتجاجات ضد الخصوم هو ) ادخال المغيرة لمجوسي كابي لؤلؤة الى المدينة , رغم حرمة هذا الامر (.
مما دفع جل علمائنا الى اتهام ( المغيرة ) باغتيال عمر بن الخطاب على يد مولاه ( ابي لؤلؤة ) .لكن يبدو ان ( ياسر الحبيب ) اراد اعطاء ( نصف المشروع الآخر ) من
السلفية فسحة للاتهامات ضد الشيعة , حيث لم يجدوا من الشيعة ما يعينهم على اثارة
الرأي العام الاسلامي ! .
ان الطرفين من السلفية والصفوية يسيران ضمن مشروع التغيير والعالم الجديد الذي ترسمه ارادات المنظمات السرية , وقادة الطرفين يدركون ما يجري , فيما تجهل قواعدهم حقيقة اللعبة , لانها قواعد عاطفية غير واعية اساسا .
وقد حذر علماء وحكماء الامة وشخصياتها من السنة والشيعة من خطر الجهتين ( السلفية والصفوية اللندنية ) . حيث عبر شيخ الازهر علي جمعة في محاضرات عديدة من خطورة تسلط السلفيين على المجامع الدينية , لركاكتهم وسذاجتهم وفهمهم المحدود والناقص للنصوص . فيما شرح الدكتور الشيخ عدنان ابراهيم واقع المنهج السلفي منذ تأسيسه حتى اليوم , وبيّن خطورة ما يتبناه , وحذّر من مغبة وعاقبة السماح له بالوصول الى مراكز القرار السياسية والدينية .
بينما اكدت المراكز الشيعية الدينية والثقافية ان المنهج الصفوي اللندني لا يمثل الفكر الشيعي الامامي , وهو يمتد في جذوره الى ارادات الاستعمار السابق . ومن ذلك ما قاله المجمع العالمي لأهل البيت: جذور هذه التصريحات تعود الى المستعمرين.
فيما اكد السيد كمال الحيدري : الحبيب والشيرازي جهلة وأهل البيت منهم براء
. بينما وضح زعيم الشيعة في المدينة المنورة الشيخ العمري : نبرأ إلى الله من كل ما يقول ويفعل "الحبيب
. ويقول الشهيد شريعتي: "المسافة بين وجهي التشيع العلوي والصفوي هي عين المسافة بين الجمال المطلق والقبح المطلق".
ان ما يذكره التأريخ المحقق يبين بوضوح ان الكثير من الشيعة الامامية والزيدية كانوا اساتذة للكثير من اساطين العلم لمذاهب اخواننا السنة , سيما في مدرسة بغداد , بينما درس الكثير من علماء الشيعة على يد المحققين من اهل السنة في مدارس بلاد الشام او الازهر . كل ذلك قبل ان نرى الاسلام البريطاني ( السلفي الصفوي ) .
ومن جميل ما وجدته الاستفتاء الموجه للشيخ محمد سعيد البوطي :
( السؤال :
ما رأيكم فى الشيعة وطوائفها وما يقال عنها؟ وهل القول بتكفيرهم جائز؟ وهل الكلام فى حقهم يجرى على كل الفرق منهم؟ وخاصة أن منهم عاميون لا يعلمون عن قول مشائخهم شيئاً؟ أنا أراهم إخواننا ومسلمين، ومعجب كثيراً بإيمانهم وجهادهم، وخاصة حسن نصر الله ومن معه، ولكن هناك من يطعن فيهم، ويقول أنهم كفار وسمعت أنهم يسبون الصحابة، وإن كان هذا الفعل صحيح، فهل يعذروا بجهلهم؟.
جواب الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي :
الشيعة بمختلف فئاتهم مسلمون، ولا يجوز تكفيرهم، وأنت محقّ في ارتياحك إليهم وإعجابك بكثير منهم، كالشيخ حسن نصر الله. أمّا ما يُروى عنهم من سبهم الصحابة، فالأرجح أنها روايات كاذبة أو غير دقيقة، ولكن إن سمعت من يسب الصحابة، فاعلم أنه فاسق سواء كان شيعياً أو سنياً، مرتكب لجريمة شنيعة في حق رسول الله الذي قال: الله، الله في أصحابي ( .
الملخص :
( ان النزاع السلفي – الصفوي هو صراع بين مدرستين متطابقتين في المناهج العملية , ترعاه الدول الغربية , ويستمد جذوره من حقبة العداء العثماني – الصفوي , ويراهن على سذاجة وبساطة العوام , ويعمل على خدمة مشروع الفتنة الدموي الذي تقوده المنظمات الظلامية في العالم , ويريد تصوير الواقع على شكل العداء المستحكم بين قطبي الاسلام من السنة والشيعة , ويقطع عليهما طريق اللقاء والحوار , ويعتمد على منهج العنف والفظاظة , مستغلا وجود نقاط خلاف عقائدية بين الفريقين , وقائما على اساس مادي مالي ضخم ومستمر , ويعيش على شكل طفيلي داخل مدارس سنية وشيعية , يعيش قادة هذا النزاع حياة الترف والامان , بينما تعيش ادواته المجتمعية مجازفة ومخاطرة خسارة الدنيا والآخرة ) .
........................
ملاحظة : لم اقم
بنقل الشواهد من نصوص المدرستين ( السلفية والصفوية ) بسبب احتوائهما على تعابير
تثير الحقد والكراهية .
تعليقات