تاريخ الإسلام – قراءة جديدة - مقدمة
الإسلام حين بلغت البشرية مستوى مناسباً من النضج صار اطلاعها على عقائد التوحيد الكبرى امراً ضرورياً , فكان الإسلام تمام العقائد الابراهيمية وخاتمها . وقد ظهر في ذات المنطقة الآرامية التي باستطاعتها استيعاب مبادئه , ومن ثم نشرها بين الأمم المختلفة , كما فعلت من قبل مع الديانات التوحيدية الأسبق من الإسلام زمناً , اذ بلغ دعاة الآراميين بلاد الصين والهند , وكان آخر ما اوصلوه الى هناك المذهب النسطوري . بعث الله تعالى ( محمد بن عبد الله ) الهاشمي القرشي العدناني نبياً مرسلاً , عند بيته الحرام , وآتاه من آياته العقلية الكبرى , فسقاه من رحيق المعرفة الإلهية , واجتباه من خلقه مخلَصاً وحبيباً , ليتم نعمته على هذه الامة المرحومة , ويعلّمهم ما لم يكونوا يعلمون . ثم ان هذه الامة بدورها يكون واجبها ان تتأسى بخاتم الأنبياء وتكون شاهدة على الأمم ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ