دينُ الحُبِّ
( أولُ الدين معرفته ، وكمالُ معرفته التصديق به ، وكمالُ التصديق به توحيدُه ، وكمالُ توحيده الإخلاصُ له ، وكمالُ الإخلاص له نفيُ الصفات عنه ، لشهادة كلِّ صفة أنها غير الموصوف ، وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة ) .. هكذا قال عليٌّ عليه السلام . والأوّل هنا اما يكون الابتداء او القمة ، او كليهما ، فبمعرفته يبتدأ الدين الواقعي ، او انّ تمام الدين بمعرفته جلّ شأنه ، او انّ للمعرفة مستويات ومراحل ، فيكون الابتداء بها والانتهاء اليها ، وهذا ما يشير اليه قوله تعالى ( وما خلقتُ الجنَّ والانسَ إِلَّا ليعبدون ) ، حيث جاء في الأثر أنّ ( ليعبدون ) بمعنى ( ليعرفون ) ، ومنه قوله في الحديث القدسي المشهور ( كنتُ كنزاً مخفيّا فأحببتُ أنْ أُعرف فخلقتُ الخلقَ لكي أُعرف ) . والمعرفة أمّا إشراقية او مشّائية . وفي الاولى يشرق الله في النفوس الزاكية والقلوب المنيرة ( وأشرقت الارضُ بنورِ ربِّها ووضعَ الكتاب ) ، بعد مجاهدات ورياضات تهذيبية ، ترفع الحواجز وتذيب الغرور ، وكثافة في الفكرة تجمع أشعة النور ، وعندها ( اللهُ وليُّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور ) . أمّا المعرفة المشّائية فسبيل