أنا .. الماكنة .. النقود

أنا .. الماكنة .. النقود أنا , في عالم من اوراق المرحاض المموّهة بالألوان والرسوم , والتي نطلق عليها اصطلاحا ( النقود ) , أعيش كأنني آلة , مع احترامي لمكانة الآلة والماكنة . فانا ادرك جيدا ان مستواي الطبقي هو دون مستوى الماكنة , ويتوجب عليّ ان اخدمها ستة ايام في الاسبوع . لا لشيء سوى لانها السبب في حصولي على المزيد من اوراق المرحاض , التي امسح بها اوساخ المعيشة . قال لي صديقي , الذي هو انا بكل تأكيد , ذات مرة : كيف تشبه النقود المبجلة باوراق المرحاض التي لا قيمة لها ؟ , فاجبته : وهل للنقود قيمة فعلا ! . لقد تحيّر صديقي , وراح يطلب المزيد , وفي حالة من البوح قلت له : انت ربما تعرف ان الانسان الاول كان لا يتعامل بالنقد الورقي الذي نعرفه اليوم , فاشار موافقا , لكنه كان يعتمد نظام المقايضة السلعية رحمه الله , وفي مرحلة لاحقة ابتكر فكرة اسرع واسهل في التعامل , تتلخص في سك قطع صغيرة يمكن حملها , تكتسب قيمتها السوقية من قيمتها المعدنية , فلم يجد اثمن من الذهب والفضة , الا ان فكرة طرأت لاحد الاشخاص الاذكياء في خطوة غبية ان يبتكر فكرة ( السندات المالية ) , وهي عبارة عن اور...