المشاركات

الحسين بن علي 2

        لقد فصّلنا في أبحاث أخرى ان عدم فهم غالبية الناس لحقيقة الإمامة العلوية وخلط الأوراق على الناس من قبل القوى الانقلابية ودعاة بني امية وذهاب جل زعماء القبائل الواعين الذين كان لهم الدور المشرف والحقيقي في نصرة الإسلام وقيام دولته في معارك مثل صفين والذين كانت تدور حول رأيهم آراء أفراد قبائلهم جعل مثل الامام الحسن بن علي – على حكمته – غريباً في وسط هذه الامة . حتى وصل الامر ان يدخل اليه احدهم ويسميه ( مذل المؤمنين ) ، بعد اضطراره لعقد الصلح مع معاوية بن ابي سفيان ، رغم ان هذا المتحدث كان محباً للأمام الحسن وموالياً له ، لكنه لم يبلغ بعد فهم الإمامة ، حتى وان كان من قبيلة همدان المعروفة بولائها . لذلك كان اول وزير لبني العباس أبو سلمة الخلال من همدان وقد كان شيعياً لم يعط الامامة حقها , فلقي مصرعه على يد بني العباس انفسهم [1]  . ولنفس السبب انفرط عقد بعض أعراب بني اسد ، فانقلبوا ضد الامام الحسن وطعنه بعضهم ، فتحصن عند عّم المختار الثقفي ، رغم ان قبيلة بني اسد هي من حملت لواء التشيع لاحقا ، أي بعد جهود الحسين بن علي التضحوية لدفع الناس باتجاه مدرسة ال محمد بالهزة العاطفية ، ومن ثم

الحسين بن علي 1

        نعى رسول الله محمد بن عبد الله نفسه الى المسلمين في حجة الوداع قطعاً للحجة [1]  ، واستباقاً لمسرحية أن رسول الله لم يمت ومجيء من انقذ المسلمين من حيرة الضلالة في امر موت النبي كما يزعمون . ثم بيّن لهم عند غدير خم ان الكتاب والعترة حبل الله الذي به عصمة هذه الامة ، ثم ابان ان سيد العترة علي بن ابي طالب مولى المؤمنين [2]  . ( فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ – رسول الله -  اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب .. هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَلِكُلِّ قَوْم هاد [3] ، فَقالَ وَالْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ [4]  وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ [5] ، وَقالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ [6] ، وَقالَ اَنَا وَعَلِيٌّ مِنْ شَجَرَة واحِدَة وَسائِرُ النَّاسِ مِنْ شَجَر شَتّى [7] ، وَاَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي [8] ، وَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَاَحَلَّ

شيء من الإعلام الكاذب

العراق دخل في دوامة خارجية سلبت إرادته وجعلته يدور في إطار الانفعالات وردات الفعل . كانت الاتفاقية العراقية الصينية بداية أمريكية لخلط الأوراق والسعي لإقالة الحكومة العراقية . وكان دور الإعلام التسبب بضبابية أمام الجمهور العراقي ، بالإضافة إلى دور گروبات مواقع التواصل الاجتماعي لتثوير الشباب . فابتدأت مسيرات ضخمة تطالب بإسقاط مجمل المنظومة السياسية العراقية ، مع حملة إعلامية أضخم تحمّل الجمهورية الإسلامية في إيران مسؤولية الفساد السياسي الحزبي في العراق . وإيران وإن كانت تتحمل سوء فهمها للمشهد الاجتماعي العراقي ، إلا أن المنظومة السياسية الفاسدة صناعة أمريكية خالصة ، بأنظمتها وأحزابها . وقد استغلت الجماعات السرية من بعثيين وارهابيين ويمانيين وصرخيين مجمل الاضطراب الأمني وارتباك المؤسسة الأمنية التي خلّفها نظام المالكي وكذلك أمية الإدارات المدنية فنزلوا إلى الشارع ، بحثاً عن ثارات وحقداً على مجمل الحراك العراقي . وحين تم كشفهم ونبذهم من قبل العشائر العراقية كانت قد تشكلت مجموعات عارضة من العصابات الصبيانية ، والتي بلغت إحداها في ذي قار مثلاً نحو مائتي عنصر ، وهو فوج مكافحة الدوام ، الذي

السلفية الجهادية الغربية

عدة نماذج حركية لشعوب المنطقة ضد حكوماتها شهدناها منذ 2011م ، حظي بعضها بدعم دولي وشرعية غير مبررة كما في سوريا ، وبعضها تم حجبه دولياً مثلما عبّر نعوم تشومسكي كما في البحرين . ان هذه الانتقائية الدولية في دعم أو رفض الحراك الجماهيري للشعوب تشير إلى خلل واضح في المنظومتين السياسية والإعلامية في العالم . وعند متابعة تفاصيل ما جرى ومبررات الدعم أو الرفض الدوليين سوف نجد لاشك تناقضات غريبة وغير منطقية في السلوك الحقوقي والسياسي الرسمي العالمي . فقد تم دعم الجماعات المسلحة في سوريا غربياً وعربياً رغم أنها مصنفة ضمن قوائم الإرهاب في عربياً ودوليا ، وأنها تعترف علناً بتطرفها وتكفيرها غالبية سكان العالم . وهذا لا يعني إعفاء النظام السوري من المسؤولية الحقوقية أمام شعبه . وقد حظيت هذه الجماعات بحماية ورعاية تركية وأمريكية ، وضخ مالي وإعلامي خليجي ، حتى تم حجبها بعد هزيمتها . وكل ذلك والحكومة السورية لم تسقط . فيما في اليمن سقط النظام السياسي وتم اختيار رئيس جديد للدولة ، واختارت المنظومة العسكرية الرسمية الالتحاق بقيادة الثورة وكذلك جميع المؤسسات الحكومية ، لكنّ كل ذلك لم يشفع للثوار دوليا ، و

الناكثون يوم الجمل

الناكثون يوم الجمل علي الإبراهيمي ان العلة الأساس في حرب مثل الجمل ليس النفاق والإيمان كما كان في حرب صفين بين علي ومعاوية ، بل بين الإيمان الواعي وبين الإيمان الساذج ، فقد كان أنصار عائشة مؤمنين ، لكنهم لا يعرفون حق علي بن ابي طالب وأهل بيته ، وهم يظنون ان ام المؤمنين عائشة لا تنطق الا بالحق لانها زوج الرسول ، لذلك قدمها أمامهما الخارجان طلحة والزبير ، وهما من دعماها إعلاميا ايضاً ووثقا جبهتها وخلقا مقامها . رغم ان ام المؤمنين عائشة كانت حقاً لا تحب عثمان وفعله وتبغضه وكانت تريد الخلافة لطلحة  ، ومع هذا صدقوها في امر طلبها لدمه . وهي التي كانت ترى استحباب التزويج في شوال ، لا لشيء شرعي ، بل لدافع عاطفي هو ان رسول الله بنى فيها في شوال . وهي الرواية التي جمعت بين بيان عاطفتها وبين جرأة القوم  على الإساءة لمقام رسول الله في زواجه من طفلة ذات ست او سبع سنين ، اذ تدعي الرواية الزبيرية ، وراويتها عروة بن الزبير ، ان رسول الله بنى فيها في السنة الأولى للهجرة . فمن بشاعة ال الزبير انهم حين احتاجوا الى مصدر قديم للرواية جعلوا عائشة زوجة رسول الله من السنة الأولى للهجرة . رغم ان ال ابي بكر قد

الجريمة الأمريكية ضد الديموقراطية

العراقيون كانوا ينتظرون انتصارات ديموقراطية مهمة أخرى على منظومة الفساد القانونية والحزبية التي زرع بذرتها الأمريكيون في العراق ، لكنهم تفاجأوا بأنانية وتخبط أمريكي سلبت روح المطاولة والمقاومة على الأرض وشغلتهم بمجريات الأحداث العسكرية والأمنية نتيجة الجريمة الأمريكية ضد قادة الحشد الشعبي العراقيين وضد ضيوف العراق من المستشارين العسكريين الإيرانيين . ومن الملاحظ أن الولايات المتحدة الأمريكية بعد فشل خطة الانقلاب العسكري من يدها قبل يوم 1/10/2019 صارت تتخبط ، باحثة عن مشروع يعيد ليديها الدمويتين خيوط السياسة العراقية . فزجت بجماعات الجوكر التخريبية ، وادخلت مجاميع من الشباب المراهق الثائر ضد الفساد في هلوسات السياسة الدولية وصراع تصفية الحسابات بين الولايات المتحدة وإيران ، عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وتأثير الگروبات الافتراضية او الميدانية ، من خلال التفكير بالنيابة وإغلاق طرق المشاركة الفكرية عليهم عبر الاتهام المسبق لكل من يعارض رأي العملاء الأمريكيين بأنه ذيل لإيران وصناعة بروباغندا هائلة إعلاميا . ورغم الدور المحوري لأمريكا في صناعة المنظومة السياسية العراقية بعد 2003م وانتشار

الذيول الغبية

كنت اختلف مع السياسة الإيرانية في دعمها لأحزاب المعارضة العراقية التي أمسكت زمام السلطة عن طريق المحتل الأمريكي بعد عام 2003 م ، باعتبارها أحزاب براغماتية ستقبّل اليد الأمريكية يوماً ما ، كما قبّل غيرهم اليد السعودية ، وأن هذه الأحزاب لا مبدأ ولا عقيدة مخلصة لها ، وقد شرعنت الفساد ونشرته بنحو مشابه لما فعله حزب البعث المقبور طيبة أربعين عاما ، بل استعانت بهؤلاء البعثيين في سرقاتها بنحو مباشر . وأن أحزاباً مثل الدعوة والمجلس الأعلى وتفرعاتهما الميكافيلية اللاحقة ليست سوى بقايا لنفوس مظلمة وانانيات عائلية وشخصية ومناطقية ليس بإمكانها حمل قضية كبرى كالسياسة المدنية الشيعية . لكن هذا الاختلاف لا يمنع من الاعتراف أن غاية الإيرانيين كانت على الدوام عقائدية مبدئية ، احسن منظرو السياسة هناك الظن وهماً بمثل هذه الأحزاب لاعتبارات تاريخية ودينية . ومن ثم لم يكن الدعم الإيراني لهذه الجهات قائماً على فكرة افسادية كما في المشروع الأمريكي ، وإنما أخطأ الإيرانيون من حيث أرادوا أن يحسنوا حينها . اما الأمريكان - الذين كانوا حلفاء لصدام وللدكتاتوريات الخليجية في آن واحد - فقد خططوا من سنين طويلة لإفساد ا