المرجع محمد اليعقوبي .. انتقالة في عالم النوع


المرجع محمد اليعقوبي .. انتقالة في عالم النوع



علي الابراهيمي
A1980a24@yahoo.com



المرجعية الدينية هي احدى ركائز الفكر الشيعي الرئيسية ومحوره العام في زمن الغيبة للقيادة المعصومة ويكن لها الشيعة احتراما وافرا ويضعونها في مقام سامٍ باعتبارها حجة المعصوم عليهم كما جاء في وصيته .
ولما يتمتع به هذا المنصب من نفوذ ووجاهة ( دنيوية ) صار محط انظار الكثيرين واخذ يبتعد شيئا فشيئا عن غاياته الاولى .
فبعد ان كان مراجع الدين في الازمان الاولى للغيبة يحاولون القيام بالدور الذي كان يقوم به المعصوم من رعاية شؤون الامة ونشر الرسالة الاسلامية باهدافها الانسانية العالية وكذلك القيام بالواجبين العلمي والحركي السياسي وفق متبنيات واسس الخط المعصوم صارت المرجعية الدينية لاحقا تعيش حالة من الجمود والركود العلمي والحركي بما لم تشهده هذه القيادة على مر تأريخها .
ويعود السبب في ذلك – اجمالاً – الى ضياع الاسس العلمية لتقييم القيادات عندما تحكمت في الثقافة الشيعية لوبيات الاعلام التابع للمؤسسات النفعية ذات المصالح الخاصة وكذلك الضخ الثقافي المشوه لمؤسسات خارجية معادية لهذا الفكر وبالتالي تسلل لمنصب المرجعية الدينية الكثير ممن هم دون المستوى التأريخي الذي تمتعت به المرجعيات العملاقة السابقة والتي كانت تعتمد مبدأ الفكر الحر الملتزم واسلوب التضحية الذي تميز به الشيعة على مر العصور .
فانزلق منصب المرجعية الى مستوى الكارزما الصنمية عندما صار المرجع ( الاعلامي ) لا يُدرس ولا يُؤلف ولا يُحاضر ولا يرعى ولا يَتفقد بل حوله الاعلام الانف الذكر الى هالة قدسية ملائكية يمتنع سماع صوتها على غير المعصوم !
ومن بعد ذلك التدرج التأريخي في النزول صار باستطاعة اصحاب التأريخ الغامض والواقع العلمي المجهول تقمص هذا المنصب , ولكي يحافظ امثال هؤلاء على وجودهم تركوا الحبل على الغارب وصار الوكلاء عنهم في نقل الفتوى وقيادة الناس نحو جادة الصواب وكلاءَ المال وقيادة الناس نحو الكاريزما !!
فانحدر الشيعة جراءَ ذلك الى مستوى خطير من الضياع والتشوه الفكري وبالتالي التدهور السلوكي العام .
لكنَ هذا لا يعني ان مسيرة الشيعة – وهم اصحاب الجرأة والفكر المتحرك – بقيت متجهة نحو الانحدار الاضطراري الذي ذكرناه على طول الوقت فقد نهض فيهم مجموعة من العلماء والقادة الذين حملوا نَفَسَ المعصوم وحقيقةَ الروح الشيعية الرافضة لكل ما هو منحرف ومغلوط وكان مقدراً لتلك القيادات وتحركاتها اعادة المسار الشيعي الى جادته الاولى .
فكان هناك الشهيد الاول والشهيد الثاني وكان هناك العلامة والمحقق وكان هناك الانصاري والحبوبي والشيرازي والمظفر والخميني و المطهري ومحمد باقر الصدر ومحمد حسين فضل الله وكان هناك محمد محمد صادق الصدر وغيرهم من عمالقة التغيير وابطال النهضة الاصلاحية .
وفي خضم اختلاط الاوراق وضبابية المفاهيم ظهر اتجاه شيعي مرجعي جديد لاينتمي الى تيار الاصلاح والحركية ولكنه لا يتعمد تشويه المفاهيم بل يعتقد ببراءة ذمة المرجعية عند اعطائها للدرس فقط ولا يرى وجوب تصدي المرجعية لسياسة الامة في زمن الغيبة ويبتعد كليا عن مواجهة السلطة الظالمة .. وبقدر ما ساهم هذا الخط المرجعي الجديد باستمرار الدرس الحوزوي – على روتينية الدروس وكلاسيكيتها – لكنه ترك الشارع الشيعي يموج في الفتن والمجاعات والسجون والتشرد والتهجير دون ان يحاول التدخل ولو نسبيا .
وكنتيجة طبيعية لهذا التضارب الفكري الشيعي الداخلي برزت الى العيان مدرستان مرجعيتان رئيسيتان : الاولى استفادت من اختلاط الاوراق وغياب الوضوح والغشاوة الموضوعة على العقل الجمعي ورسخت مفهوم السكوت والصمت وساهمت في ابقاء الوضع الانحداري على ما هو عليه وهي من بات يُطلق عليها المدرسة التقليدية .
والثانية رفضت التدهور الفكري والسلوكي الحاصل وطالبت بالرجوع الى الاهداف العامة للمعصوم والالتزام بالخط الحركي للمدرسة العلوية وعملت على تنقية العقل الشيعي من الشوائب التي تراكمت قهرا عليه وبدأت مدرسة تنظيرية تعتمد الجرأة في الاصلاح .
وصار لكلا المدرستين رموز ومعالم تميزها عن الاخرى وسارت المدرستان باتجاه الامام بخطوات متفاوتة وطرق مختلفة وكان لكل منهما سهماً في بقاء الخط الفكري الشيعي العام .
وكانت جهود المدرسة الاصلاحية مضاعفة وعميقة بحكم تصادمها مع الخط التقليدي الانغلاقي الداخلي والخط الخارجي الرافض لعملية انتشار الفكر الشيعي – باعتباره يُشكل خطراً على الكثير من المؤسسات الدولية المهيمنة والتي كانت تراهن على سذاجة الشعوب - .
وباعتبار ان مرجعية النجف الاشرف تُعد المرجعية العليا للشيعة في العالم ومصدر الاشعاع الاول للفكر الشيعي فقد كان لها حصة الاسد في حركة التغيير المرجعي والنهضوي , وبرز فيها في التأريخ المعاصر عدة قادة ومراجع اصلاحيين تضحويين وما يهمنا منهم هم القريبون على زماننا والذين كان لهم تأثير في مسار الاحداث التي نمر بها حالياً وابرزهم ثلاثة مراجع يُشكلون مدرسة واحدة وتداخلاً فكرياً مشتركاً :
- السيد الشهيد محمد باقر الصدر
- السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر
- الشيخ محمد موسى اليعقوبي
حيث كان لهؤلاء الثلاثة المراجع دفعاً واضحاً – للمتابع والمراقب – باتجاه ترتيب الوضع الشيعي بصورة خاصة والوضع الاسلامي بصورة عامة .
ورغم ان الاعلام الشيعي مملوك بصورة عامة – قبل الانفتاح الاعلامي الاخير – للمدرسة التقليدية الا ان اسهامات المرجعينالشهيدين الاولين ظهرت بصورة جلية بعد استشهادهما وسيكون التأريخ كفيلاً بابراز اسهامات المرجع الثالث .
ولكن ما يهمني – وهو غاية المقال – هي الانتقالة النوعية للفكر الشيعي والسلوك المرجعي العام الذي تميز به المرجع محمد اليعقوبي عن باقي مراجع الاصلاح والنهضة , حيث نرى – كمثال – ان المرجع محمد باقر الصدر الذي ساهم بنهضة فكرية عملاقة اتجه الى مخاطبة النخبة الشيعية بصورة عامة ولم يتوجه الى القواعد الشيعية بقدر كافٍ وهذا واضح من كتاباته ومؤلفاته مثل ( فلسفتنا ) و ( اقتصادنا ) ولم يحاول السيد الصدر الاول التحرك باتجاه بيان واقع القيادات الدينية المتصدية انذاك امام الجماهير انسجاما مع ما كان يتبناه من مفهوم المواجهة مع الخارج خصوصاً مع تزايد المد الشيوعي والسلطان البعثي .
وكان السيد الصدر الاول في مواجهته للخارج يقارع الكلمة بالكلمة والفكرة بالفكرة والحجة بالحجة ولم يعتمد سياسة الالغاء والفتوى التي اعتمدتها المدرسة التقليدية والتي لم تفلح في معالجة الاوضاع حينها كما كان متوقعا من تحركات المدرسة التقليدية .
وكان بعده السيد الشهيد الصدر الثاني صاحب نهضة الجمعة تلك النهضة التي توجهت الى القواعد الشيعية بصورة رئيسية بعد ان ادرك الصدر الثاني واقع حركة الصدر الاول وخذلان النخبة له بانسحابها من واقع الاحداث الا القليل ممن وافق قوله عمله فسار الشهيد الثاني باتجاه توعية المجتمع الشيعي حول ما يحيط به من واقع مزخرف ولكنه فارغ من الداخل وعمل الصدر الثاني على توجيه العقل الجمعي نحو تمييز القيادات الحقيقية ولكنه كان يفتقد الى الامتداد الذي يسمح له بالاتصال بالمحيط الشيعي الخارجي فبقيت حركته ضمن الاطار العراقي وكذلك كان تركيزه الكتاباتي في مؤلفاته ينصب على بيان الحكم الشرعي وضرورات تطبيقه – باعتبار جهل غالبية الشيعة انذاك بالمسائل الشرعية – مع محاولة جريئة وعملاقة منه لزرع قضية الامام المهدي في الشارع الشيعي .
وامتداداً لجهود هذين المرجعين العملاقين واستثماراً لفكرهما وبالاستفادة من تجارب حركتيهما نهضت حركة فكرية ضخمة اخرى تستند الى القواعد الشيعية وتدرك دور النخبة يقودها المرجع محمد اليعقوبي .
ولكن كان واقع هذه الحركة متميزا هذه المرة , فقد تبنى المرجع اليعقوبي فكرة عملاقة اسميها انا ( صناعة النخبة ) وذلك بالعمل على رفع مستوى القواعد الشيعية العامة الى مستوى النخبة ليكون الجميع قائدا في موقعه وهي فكرة التمهيد لدولة الامام بتهيئة الكفائات القادرة على ادارة الدولة العادلة .
و عمل المرجع اليعقوبي على تثبيت فكرة المرجعية المؤسساتية والتي تعتمد التنظيم والفكرة الستراتيجية وتبتعد كلياً عن الفردية والعبثية في ادارة مقدرات الامة .
ولاول مرة في تأريخ المرجعية المعاصر في العراق يتم توجيه الحقوق الشرعية باتجاه المنفعة العامة للمجتمع بصورة منظمة ويتم صرف الاموال على يد مؤسسات لا افراد مما مَكَنَ من ايصال النفع الى خطوط بعيدة عن واقع الوكلاء وبصورة اكثر فائدة .
ودعوة المرجع اليعقوبي الى انشاء مؤسسات اقتصادية اسلامية يُعد خطوة عملية متقدمة بتنظيرات السيد محمد باقر الصدر الى الامام وتُعد المؤسسات الهندسية التي اُنشأت تحت رعاية المرجع اليعقوبي مثالا بسيطاً على ذلك – على الرغم من محاربتها – بالاضافة الى دعوته الى انشاء مصارف اسلامية لترعى شركات تعتمد الاقتصاد الاسلامي وقد تم انشاء البعض من تلك الشركات من قبل مهندسين استلهموا فكر المرجعية ولكن على واقع محدود .
وعمد المرجع اليعقوبي سياسياً الى تثبيت مفهوم المبادئ الثابتة متصدياً لمبدأ المصالح المتغيرة والتي مع الاسف تبناها بعض الاسلامويون والتزم سياسة خط الامامة بدفع المجتمع نحو رعاية القوانين الاسلامية مع مراعاة واقع الاختلاف الفكري في المجتمع ولم يعش المغالاة التي عاشها بعض الاسلاميين في حلم الدولة الاسلامية حتى فقدوا قدرة ادارة الواقع من فرط احلامهم , وكان له تعبير استقاه من فكر المعصومين ما مضمونه : ( لا يهم ان يكون الحاكم ملتحياً ولكن المهم ان يكون عادلا وينصف الناس من نفسه وذويه ) أي ان الاساس في زمن الغيبة هو العدالة ورعاية مصالح الناس وليس الشكل والقشر الخارجي .
وكتابة المرجع اليعقوبي لمؤلفه ( نحن والغرب ) يُعد قراءة مبكرة لواقع الغزو الاجنبي , فالمرجع اليعقوبي ادرك ببصيرة المفكر ان الخطر الحقيقي ليس هو الوجود العسكري بقدر ما يُشكل الغزو الثقافي والهيمنة الاقتصادية للاجنبي من خطر محدق بالامة وكيانها وهذا ما اثبتته الاحداث تالياً . فعمد المرجع اليعقوبي الى تشكيل خطوط دفاع ثقافية عبر مؤسسات متعددة بصورة مباشرة او غير مباشرة وكذلك دعى الى توفير نظام اقتصادي وطني – حيث كان لرجالات المرجع اليعقوبي دوراً اساسياً في اعادة تشغيل الكثير من المعامل الوطنية كمعمل البتروكيمياويات في البصرة ومعامل الحلة وكربلاء – وبات برانيه مقصداً لرجالات الاقتصاد والصناعة الوطنيين .
و ادراكاً منه لضرورة تخليص السياسة العامة والاقتصادية للبلد من سلطة المفسدين زج المرجع اليعقوبي بكوادر مخلصة تعمل على مراقبة ومكافحة الافساد والمفسدين بالوسائل المتاحة – على قلتها بسبب التضييق – وبالقدر الممكن .
وعمل حوزويا بخطين متوازيين :
الخط العلمي الذي عمل على تغيير مناهجه الكلاسيكية والتي لم تعد تناسب الواقع المعاصر ومؤلفه ( الرياضيات للفقيه ) كان خطوة في الاتجاه الجديد .
الخط العملي من خلال العمل على تنقية الاجواء الحوزوية من شوائب الفئوية والاهمال والتكاسل ودفع باتجاه جعل كل رجال الدين قادة يعيشون واقع مجتمعهم .
وسلط الاضواء على حقيقة الدور السلبي لبعض الكاريزمات الصنمية ومساهمتها في انحدار الوضع الشيعي العام , وانتقد صمت الحوزة العلمية عن مظلومية الشعب العراقي وسكوتها عن الفاسدين والمفسدين والقيادات الظالمة ولعل كلمته حول دور العمامة الشيعية تُعد من اجرأ ما قيل في التأريخ المعاصر لبيان حقيقة مساهمة بعض العمائم الكبيرة في نصرة الظالم على المظلوم حيث ذكر ما مضمونه :
( ان العمامة الشيعية – ويقصد حاليا – دجنت الشعب العراقي ) أي ساهمت في اسكاته ورضاه بالواقع الظالم وذلك من خلال سكوتها واسكاتها للناس بالعامل الديني ومن خلال حضور ابناء بعض القيادات الشيعية الدينية المعروفة في مؤتمرات السلطات الفاسدة والظالمة !
وكذلك تميز المرجع محمد موسى اليعقوبي بعوامل لم تتوفر لغيره من المراجع الاصلاحيين فهو ينتمي الى اسرة دينية ترتبط عملياً بالمدرستين التقليدية والاصلاحية وينتمي هو فكريا الى المدرسة الاصلاحية الحديثة بجميع متبنياتها التغييرية ويجمع بين الدراسة الحوزوية والاكاديمية – باعتباره مهندسا ً – ويمتلك بعداً ثقافيا واسعا وتهيأ له طلبة علوم دينية حركيون ورساليون وتوفرت له قاعدة واعية ومثقفة ومطلعة وحركية , ومن العجيب والواقعي في نفس الوقت ان الناس تبدأ في الاستغراب عند صدور مخالفة من احد مقلدي المرجع اليعقوبي – رغم كونهم اُناساً يُحتمل ان يصدر عنهم الصحيح والخاطئ كغيرهم – ولا يستغرب هؤلاء الناس صدور الخطأ غير مقلدي المرجع اليعقوبي ! وهذا ان دلَ على شئ فهو يدل على ثقة الناس بهذه القيادة الاصلاحية ونهجها رغم التغييب الاعلامي ورغم ضغط المصالح الشخصية بعيدا عن ساحتهم .
وفي دعوة المرجع اليعقوبي الامة للاستفادة من كتابات الدكتور علي شريعتي اثبت انه يتبنى مبدأ حرية الفكر الملتزم ودعمه لقضية نقد الذات من اجل معرفة العلل لتقويم الجسد الاسلامي .
وعندما نصح من يستمعون الى ارشاداته بالاستفادة من كتابات مالك بن نبي وسيد قطب اثبت وقوفه ضد الحساسية من فكر المخالف واكد على الاستفادة من جميع التجارب للعقول الاسلامية .
وبالتالي فقد توفرت للمرجع اليعقوبي نوعاً ما قيادة وسطية جيدة – بين المرجع وقواعد حركته – رغم عدم مواكبتها لضخامة وسرعة تحرك المرجع وهي قيادات تميزت ببعد ثقافي فكري وبعد عملي حركي .
ومن هنا انطلق المرجع اليعقوبي لخلق حالة تواصل فكري وعملي على المستوى الشيعي العام وايجاد ترابط مقبول بين الخطوط الشيعية على مستوى العالم استنادا للظروف اعلاه حتى وصل الامر الى طلبه من بعض الرموز القيادية الاسلامية التي ترجع اليه – تقليدا – العمل بعيدا عن اظهار الانتماء او طرح مرجعيته في خطواتهم وانما المهم هو الناتج الاسلامي العام ومصلحة الامة فبقيَ اسم المرجع اليعقوبي مغيباً عن الكثير من الانجازات الثقافية والعملية رغم دوره الرئيسي فيها واقعا .
ورغم قصوري وتقصيري عن الاحاطة بكنه هذه المرجعية الضخمة فكريا فانني استطيع الايجاز بما يلي :
ان مرجعية الشيخ محمد موسى اليعقوبي مزجت بين نخبوية حركة الشهيد الصدر الاول وجماهيرية حركة الشهيد الصدر الثاني لتبدأ مرحلة الجماهير الواعية الرسالية وصنفت المواجهة الحضارية مع الاخر على انها مواجهة فكرية يتداخل معها العامل الاقتصادي اكثر من كونها مواجهة عسكرية ورفضت الاستغلال لمنصب المرجعية بالصور الكاريزمية وساهمت وتساهم في تغيير النهج الحوزوي العلمي والاجتماعي وعملت وتعمل على الانتقال بالعقل الشيعي الى مرحلة الوعي الرسالي ويُعد كتاب المرجع اليعقوبي ( دور الائمة في الحياة الاسلامية ) سبيل ارتقاء بالامة من مرحلة الوعي الرسالي الى مرحلة بوادر دولة المعصوم من خلال العيش مع النَفَس العام لتحركات الائمة المعصومين , وكذلك كانت مرجعية اليعقوبي مرحلة الالتقاء بين الافكار الاسلامية بعيداً عن الخطوط الحمراء والاسوار الحجرية التي وضعها من يخافون المواجهة من الطرفين .
ان حركة المرجع اليعقوبي حاولت المزاوجة بين مثالية المبادئ الاسلامية وواقعية الحركة والتغيير أي انها خطوة في الاتجاه الصحيح ومحاولة لاعادة الامة الى المسار الآمن قبل الانطلاق بها نحو الامام .
الا ان هذه الحركة الاصلاحية بقيادة المرجع اليعقوبي عانت كغيرها من حركات التغيير من التغييب الاعلامي والحرب التسقيطية التي يشنها اصحاب العقول المتحجرة بالتحالف مع المنتفعين من الوضع الراهن واصحاب المصالح الشخصية وكذلك من قبل الذين اختلطت عليهم الاوراق فاعتبروا انتقاد المعمم كفراً و بين هؤلاء يتوزع – للاسف – غالبية وسائل الاعلام وامبراطوريات المال !
الملخص :
( ان حركة المرجع اليعقوبي انتقالة بالفكر الشيعي والفكر العام – غير الديني – نحو عالم النوع لا الكم باعتماده التحليل الواقعي والانصاف العلمي والحوار الانساني وتأكيده على التلاقي لا الاختلاف )


تعليقات

‏قال الروح…
أوراق .. معبأة برصانة الفكر ..وجمال المنطق..
ودقة المعاني .. ورقة الكلمة..
بوركتَ أخي علي الناصري
الروح ..

ان وجودك ها هنا

وسام شرف

رفع مقام المدونة عاليا

وضياء شمس الكلمة الصادقة لا اراه يفارق قلمك

اهلا بك دائما
‏قال غير معرف…
علي مطهر : بارك الله فيك أخي الابراهيمي لهذا التقديم الرائع لسماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي(دام ظله)، وإني أستغرب جداً تعليقات البعض التي تنهال بالتعدي على سماحته دون دليل وغير متورعين ويطلقون التهم جزافاً ، ولكن جهنم تحتاج حطباً ، رغم أن سماحته يقول الاسلام محتاج لجميع أبنائه .
( ان يحسدوك على علاك فإنما متسافل الدرجــــــات يحسد من علا ).

بارك الله في قلمك

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الموسوعة المعلوماتية عن مدينة الناصرية .. مهد الحضارة ومنطلق الابداع

اعلُ هُبَل

السوط البكتيري وقَبْليات العلم الإلحادية