مقدمة في الديانات القديمة المنشور الأول
الحضارة هي مجموعة منظومات مادية ومعنوية ، يشيّدها الانسان . وقد تكون هذه الحضارة صالحة او طالحة ، وقد تكون خليطا من الاثنين . وطالما ارتبطت الحضارات الانسانية بالميتافيزيقيا او الماورائيات ، وهذا الارتباط تنشأ عنه المنظومة الدينية . ورغم انّ الأديان تختلف في اعتقاداتها وسلوكها العام لكنّها تشترك في الارتباط بالإله الخالق المطلق . وقد ظهرت - لأسباب مختلفة - تيّارات ترفض عالم الميتافيزيقيا جملة وتفصيلا ، اُصطلح على تسمية عالمها الجامع بالإلحاد . لكن المسلك الثالث للحضارات البشرية - الذي قلّما يُلتفت اليه - هو ( الميتافيزيقيا العكسية ) ، او الدين الذي يؤمن بوجود الاله المخالف لما عليه صفات اله الأديان العامة للبشرية ، حيث يسلك ويعتقد برؤية اخرى . انّ الميتافيزيقيا العكسية تقرأ التاريخ وقصة الإيمان كما تقرأها البشرية بنحو ما ، لكنّها تفسّر الأشخاص والاحداث بنحو معاكس تماما ، او بما يناسب رؤى منظّريها الكبار . لذلك كله كانت ترى الخطّ الديني العام للبشرية عدوًّا وخصماً كافراً ومهرطقاً ، وربما تجد انّ الخط الالحادي المادي اقرب اليها من خط ديني يسفّه بل ويُجرِّم بعض شخوصه