المشاركات

هل ستغير الانتخابات القادمة شيئاً .. طقوس العودة

    الانتخابات القادمة يعقد عليها كثيرون آمالاً جمة ، ربما هي مفتاح التغيير المنشود من قبل ملايين العراقيين المنكوبين بطائفة سياسية حمقاء ومتعجرفة ، لا سيما مع أفول نجم الحواضن الداعشية وصعود نجم الحشد الشعبي وقياداته الوطنية . وربما هي ليست كذلك ابدا ، ولن تكون سوى حدث آخر يستهلك المال والعقول . ان هناك جملة من الأمور التي تحد من تفائلنا بنتائج اية انتخابات قادمة ، وتعود بنا الى واقع يستدعي قراءات منطقية تعمل على الإصلاح الحقيقي في العمق : 1 – ان جميع أفراد الشعب العراقي يعانون امراضاً نفسية واجتماعية ناشئة عن أربعين عاماً من القمع وسلسلة من الحروب ، تقوم الدول المتقدمة بإعادة تأهيل شاملة لافرادها في حالة حدوث حادثة واحدة شبيهة بها . لذا ليس من المتوقع وصول اشخاص متزنين نفسياً وفكرياً مهما كان شكل المتغيرات السياسية وليس من المحتمل ابداً وجود ناخبين مختلفين عن أولئك الأشخاص . 2 – التدخل المستمر للسفارة الأمريكية في مجريات السياسة العراقية الذي وصل الى حد التلاعب بنتائج الانتخابات عدة مرات من خلال حواسيب المفوضية العليا للانتخابات . كما ان هذه السفارة لا تفارق منهجها في عمليات ال

الخمر المسكوت عنه

ثوابت الدين والدستور كلاهما لا شك الى جانب قانون منع الخمر , وهذا يدركه المؤيدون او المعارضون رغم الجدال السطحي بينهما , كما ان منع الانسان من خسارة عقله والانغماس في البهيمية امر عقلائي , لذا لن اخوض في الابعاد الدينية او القانونية لإقراره , لا سيما وقد تم بيان ذلك من قبل بعض أعضاء البرلمان او الكتاب , كما انه امر حظي بدعم شعبي كبير . ان ما يهمني هنا ان أتساءل عن  دور المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني من حقيقة ما يجري , وأين هو من كل هذا , وهل سيكون موقفه سلبياً كما كان من القانون الجعفري الذي ابطأ حركته حد الإيقاف . واذا كان رئيس الجمهورية المفقود فؤاد معصوم قد فاجئ العراقيين بانه لا زال على قيد الحياة حين طالب في بيان رئاسي بإعادة النظر في سن القانون , رغم كونه غائباً كلياً عن إبادة شعبه في داقوق النازفة , فمن الأولى بسماحة السيد ان يفاجئنا ببيان يبارك فيه جهود النواب الذين احترموا ثقافة الشعب العراقي واخلاقه ودستوره . ففي الوقت الذي يكون الدستور والمبدأ والجمهور والقوة السياسية والعسكرية الى جانب السيد في ظاهرة تاريخية فريدة ويكون بهذا المستوى من السلبية , متى يكون باستطا

المعضلة التركية المزمنة

الظهور الأول للعنصر التركي كقومية بارزة في الشرق الأوسط كان في زمن الخليفة المعتصم الذي جاء بهم من اسيا الوسطى نكاية بالعنصر العربي في جيشه , وقد كانوا ابعد الناس عن التمدن الحضاري فعانى الخليفة ذاته من وجودهم في بغداد حتى خرج بهم الى سامراء بعد ان ثار الناس ضدهم , وقد بلغوا عدة الوف . ان المشترك بين هؤلاء الاتراك وبين المعتصم ذاته كان الضعف الفكري , اذ كان المعتصم شبه اميّ . ولم يكن الاتراك قادرين على هضم مبادئ الإسلام المعرفية , كما لم يكونوا جاهزين للانخراط في مجتمع متمدن . ولعلّ ألاسوأ من خصالهم كانت الروح الغنائمية وسرعة الانقلاب على الحلفاء لاسباب مادية , لذا كانوا اول من قتل خليفة عباسي هو ( المتوكل ) , الذي كان قد عزز من نفوذهم للقضاء على الثورات العربية ضد جوره , في الوقت الذي ظل الاتراك يشتركون مع المتوكل في خصيصة اعتقادية تمثلت في الميل لاهل الحديث من الحنابلة , الذين نجم عنهم قرن ابن تيمية وقرن ابن عبد الوهاب لاحقا . ففي نهاية العصر العباسي طرد ملك ال زنكي في الشام فقيه الشافعية ( العز بن عبد السلام ) الى مصر انتصاراً للحنابلة . وربما يرى البعض ان الامر غير ملفت , لكنّ ال